وﺻﻴﺔ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺴﺪﻳﺮي
ﻛﺜﻴﺮ ﻫــﻢ رؤﺳـــﺎء اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ، واﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮن أﻳـﻀـﴼ، وﻣــﺎ أﻛﺜﺮ ﻛﺘﺎب اﻷﻋﻤﺪة، ﻟﻜﻦ ﻧﺎدرﻳﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﻢ رؤﻳﺔ واﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أن ﻳﺴﺘﺸﺮﻓﻮا اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ وﻳﻘﺮأوه ﺟـــﻴـــﺪﴽ، وﻳـــﻮاﺟـــﻬـــﻮا اﻟــﻨــﻴــﺮان ﻓﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻣــﺸــﻮارﻫــﻢ، ﺛــﻢ ﺑـﻌـﺪ ﺟﻬﺪ ﺟﻬﻴﺪ ﻳﻤﻬﺪوا اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻐﻴﺮﻫﻢ. ﻟﻢ ﻳﻤﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺻﺤﺎﻓﻲ أو رﺋﻴﺲ ﺗﺤﺮﻳﺮ أو ﻛﺎﺗﺐ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺴﺪﻳﺮي، ﻟﻴﺲ ﳌﻬﻨﻴﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ أو ﻗﻴﺎدﺗﻪ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻛﺒﺮى ﻣﺜﻞ »اﻟﺮﻳﺎض«، وﻻ ﺣــﺘــﻰ ﻟــﻌــﻤــﺎدﺗــﻪ ﻟـﻠـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ واﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﻌــﻮدﻳــﺔ ودول اﻟــﺨــﻠــﻴــﺞ ﻋـــﻘـــﻮدﴽ ﻃــﻮﻳــﻠـﺔ، ﺑـــﻞ ﻷﻧــــﻪ ﻣـــﻦ أواﺋــــــﻞ ﻣـــﻦ ﺗـﺼـﺪى ﳌﻈﺎﻫﺮ اﻟـﺘـﺸـﺪد ﺑﻘﻠﻤﻪ وﺑﻌﻤﻠﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ، وﺗﻜﺮﻳﺲ ﺻﺤﻴﻔﺘﻪ ﺑﺄن ﻳﻜﻮن اﻟﻮﻃﻦ أوﻻ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺠﺮد اﻟﺘﻠﻤﻴﺢ واﻧﺘﻘﺎد اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ ﻳﺪﺧﻠﻚ ﻓﻲ ﻧﻔﻖ ﻣﻈﻠﻢ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ، وﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺑﴼ ﻟﻠﻤﻌﺎرك ﻟﻴﺲ ﺳﻬﻼ اﻟﺨﺮوج ﻣﻨﻬﺎ، وﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺪأ رﺣﻠﺘﻪ ﻓﻲ ﻧﻘﺪ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺸﺪد، وﺗﺴﻤﻴﺔ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﺎﺳﻤﻬﺎ، ﻓﻌﻞ ذﻟــﻚ ﻋــﻦ وﻋــﻲ وﻗـﻨـﺎﻋـﺔ ووﻃﻨﻴﺔ ﺣﻴﺮت ﻛﻞ ﺧﺼﻮﻣﻪ. ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز وﻟــﻢ ﻳﺸﻤﺖ وﻟــﻢ ﻳﺴﺘﻔﺰ اﻟــﻘــﺮاء. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻘﻼﻧﻴﺔ ﻃﺮﻳﻘﻪ واﳌﻨﻄﻖ أﺳــــﻠــــﻮﺑــــﻪ، وﻫــــﻜــــﺬا اﺳـــﺘـــﻤـــﺮ ﻓــﻲ ﻣــــﺸــــﻮاره ﺳــﻨــﻮات ﻃــــــــــــــﻮاﻻ ﻗــــــﺒــــــﻞ أن ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣــﺼــﺮاﻋــﻴــﻪ ﻟﺒﻘﻴﺔ وﺳــــــﺎﺋــــــﻞ اﻹﻋــــــــﻼم وﻗـــــــــــــــــــــﺎدة اﻟــــــــــــــﺮأي ﳌــــﻮاﺻــــﻠــــﺔ ﺗــﻨــﻮﻳــﺮ اﳌﺠﺘﻤﻊ.
ﺗــــــــــــــــــــــــﺮﻛــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟـــــﺴـــــﺪﻳـــــﺮي ﺻــﻨــﻊ ﻣــــــﻦ »اﻟـــــــﺮﻳـــــــﺎض« اﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ ﻫــﺮﻣــﴼ ﺻﺤﺎﻓﻴﴼ ﻓـﺮﻳـﺪﴽ ﻓﻜﺮﴽ وﻣﻤﺎرﺳﺔ، وﺗــﻤــﻜــﻦ ﺧـــﻼل رﺣــﻠــﺘــﻪ اﻟـﻄـﻮﻳـﻠـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻐﺖ ١٤ ﻋﺎﻣﴼ، ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ »اﻟــــــــــﺮﻳــــــــــﺎض« إﻟـــــــــﻰ اﻟـــﺼـــﺤـــﻴـــﻔـــﺔ اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﻟــﺒــﻼده دون أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣـﻨـﻪ أﺣـــﺪ ذﻟـــﻚ، ودون أن ﻳﺘﺒﺮع ﻫــــﻮ ﺑــﺎﻟــﺘــﺼــﺮﻳــﺢ ﺑـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﻛـــﺬﻟـــﻚ. ﻛﺎﻧﺖ »اﻟــﺮﻳــﺎض« ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺴﺪﻳﺮي ﺗﺘﺒﻮأ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ أﺣﺪ أن ﻳﻨﺘﺰﻋﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ، ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮ ﻣـــﺎ ﻳــﻨــﺸــﺮ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ، ﻳــﻌــﺒــﺮ ﻋــــﻦ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺔ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، وﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺗﺮﻛﻲ ذﻟﻚ ﺑﺤﺲ وﻃﻨﻲ ﻋــﺎل ﻣﻜﻨﻪ ﻣـﻦ ﺗـﺠـﺎوز ﻛﻞ اﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﻘﺪ ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، واﺳﺘﻄﺎع أن ﻳــﺘــﺨــﻄــﻰ ﻛـــﻞ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺼــﻌــﻮﺑــﺎت، ﻣــــــــﺮﺳــــــــﺨــــــــﴼ اﺳــــــــﻢ »اﻟــــــــــــــــــــــﺮﻳــــــــــــــــــــــﺎض« ﻛــــﻮﺳــــﻴــــﻠــــﺔ إﻋـــــــﻼم رﺻـــﻴـــﻨـــﺔ ﺗــﺘــﺼــﺪر اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻹﻋـــﻼﻣـــﻲ اﻟﺴﻌﻮدي، وﻛﺎﻧﺖ رؤﻳﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﺧﻄﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻘﻮد أرﺑــــــــﻌــــــــﺔ ﻫــــــــﻲ ﻣـــﻦ أﻓﺮزت ﻫﺬا اﻟﻨﺠﺎح اﳌـــــــﻄـــــــﻠـــــــﻖ اﻟـــــــــــﺬي ﻳـــﺴـــﺠـــﻞ ﺑـــﺎﺳـــﻤـــﻪ، وﻻ أﻇــﻦ أﺣــﺪﴽ اﺳـﺘـﻄـﺎع أن ﻳﻜﺮر ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﻟﺮاﺣﻞ.
ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ١١٠٢ وﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺗﻌﻴﻴﻨﻲ رﺋﻴﺴﴼ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ« ﺑﺸﻬﺮﻳﻦ، زرت اﻟﺮاﺣﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »اﻟﺮﻳﺎض« ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﻋـﻤـﻴـﺪ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﲔ وﻛــﺒــﻴــﺮﻫــﻢ، وﺑﺮﻏﻢ اﻟﻔﺎرق ﺑﻴﻨﻪ وﺑﻴﻨﻲ، ﺳﻨﴼ وﻣـــﻘـــﺎﻣـــﴼ، إﻻ أﻧــــﻪ أﺻــــﺮ ﻋــﻠــﻰ أن ﻳﻨﺰل ﻣﻌﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻓﻲ اﻟـﺪور اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﺧﺮوﺟﻲ، وﺑﺎءت ﻛﻞ ﻣﺤﺎوﻻﺗﻲ ﺑــﺎﻟــﻔــﺸــﻞ ﻓـــﻲ إﺛـــﻨـــﺎﺋـــﻪ ﻋـــﻦ ذﻟـــﻚ، ﺧﻼﻟﻬﺎ وﻧﺤﻦ ﻧﻤﺸﻲ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻫﻞ ﺗﻮﺻﻴﻨﻲ ﺑﺸﻲء؟ ﻓﻘﺎل ﻧﻌﻢ، إذا واﺟﻬﺘﻚ أي ﺻﻌﻮﺑﺎت أو ﻣﺸﺎﻛﻞ داﺧـﻞ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ أو ﺧﺎرﺟﻬﺎ أو ﻣﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺮدد ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﻲ، اﺑﺘﺴﻤﺖ وﺷﻜﺮت، ﺛـــﻢ أردف ﻗــــﺎﺋــــﻼ: »ﻫـــــﺬه ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻣــﺠــﺎﻣــﻠــﺔ ﻳـــﺎ ﺳــﻠــﻤــﺎن، ﺑـــﻞ أﻃـﻠـﺐ ﻣﻨﻚ ذﻟﻚ«، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﺘﻢ ﺑﻌﺒﺎرة ﻗــﺎﻟــﻬــﺎ ﻟــــﻲ ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ، ﺛــــﻢ أﺻــﺒــﺢ ﻳــــﺮددﻫــــﺎ ﻻﺣـــﻘـــﴼ ﻛــﻠــﻤــﺎ ﻗــﺎﺑــﻠــﺘــﻪ: »ﻳــﺎ اﺑـﻨـﻲ أﻧــﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ، ﻣﺘﻰ ﻣﺎ اﺣﺘﺠﺖ ﻟﻲ ﺗﺠﺪﻧﻲ«. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛــﻠــﻤــﺎ ﺗـــﻮاﺻـــﻠـــﺖ ﻣــﻌــﻪ ﻟـــﻢ ﻳـﺨـﺐ ﻇــﻨــﻲ، ﻧـﺎﺻـﺤـﴼ ﺗــــﺎرة، وﻣـﻮﺟـﻬـﴼ ﺗـﺎرة، وﻣﺼﺤﺤﴼ ﺗﺎرة ﺛﺎﻟﺜﺔ، ﺛﻢ ﻳـﻜـﺮر وﺻﻴﺘﻪ ذاﺗــﻬــﺎ اﻟـﺘـﻲ ﻓﻌﻼ ﻟـــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻣــﺠــﺎﻣــﻠــﺔ ﺑــﻘــﺪر ﻣـــﺎ ﻛــﺎن ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ. وﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( ٣١٠٢ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﺎﻻ ﻓﻲ زاوﻳـﺘـﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة »ﻟـــــﻘـــــﺎء« ﺑــــﻌــــﻨــــﻮان »ﺗــــﺠــــﺎﻫــــﻞ... وﺟﻬﻞ«، وﻗﺪ ﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻲ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﺑــــﺎﻹﺷــــﺎرة ﻟـــﻲ ﻓـــﻲ ﺛــﻨــﺎﻳــﺎ اﳌــﻘــﺎل ﺑﻜﻠﻤﺎت أﺳﻌﺪﺗﻨﻲ، وأﺗﻤﻨﻰ أن أﻛــﻮن ﻛـﺬﻟـﻚ، وأﻋـﺘـﺰ أﻧـﻬـﺎ ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﻗﺎﻣﺔ ﺑﺤﺠﻢ اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻓﻬﺎﺗﻔﺘﻪ أﺷﻜﺮه وأﻗﺪر ﻟﻪ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻫﺬا، وأﻳﻀﴼ ﻛﺮر ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ: »ﻫــﻞ ﻧﺴﻴﺖ ﻳــﺎ اﺑـﻨـﻲ وﺻﻴﺘﻲ؟ أﻧــﺎ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ وﻣــﺘــﻰ ﻣــﺎ اﺣﺘﺠﺖ ﻟﻲ ﺗﺠﺪﻧﻲ«.
اﺑــﻨــﻚ ﻟــﻢ ﻳــﻨــﺲ أﻳــﻬــﺎ اﻟــﻮاﻟــﺪ واﻷﺳـــــــﺘـــــــﺎذ واﳌــــﻌــــﻠـــــﻢ، ﻟـــﻜـــﻦ ﻫــﺎ أﻧــﺖ ﺗــﺮﺣــﻞ وﺗـﺘـﺮﻛـﻨـﺎ، ﻓـﻤـﺎ أﻛﺜﺮ ﺣــﺎﺟــﺘــﻨــﺎ ﻟـــﻚ وﻣــــﺎ أﻧـــــﺪر ﻣـــﻦ ﻫﻢ ﻣﺜﻠﻚ.
ﻳـــﻘـــﻮل اﻟــﻔــﻴــﻠــﺴــﻮف واﻟــﻨــﺎﻗــﺪ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ ﺻــﻤــﻮﻳــﻞ ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن )٩٠٧١ - ٤٨٧١(: »إذا ﻣــﻠــﻠــﺖ ﻣﻦ ﻟــــﻨــــﺪن... ﻓــﻘــﺪ ﻣــﻠــﻠــﺖ ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﻴــﺎة ذاﺗﻬﺎ!«.
ﻗــــﺪ ﻻ ﻳــﻌــﻴــﺪ اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ ﻧـﻔـﺴـﻪ داﺋﻤﴼ أﻳﻬﺎ اﻟﺴﺎدة، ﻟﻜﻨﻪ وﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟــﻚ ﻓـﻲ ﻟـﻨـﺪن، ﻳﺴﺘﺪﻳﺮ ﻛﻤﺎ ﺗـﺪور اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻄﺮ أرﺑﻌﲔ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ، ﻳﺒﻘﻰ اﻟﻨﻬﺮ ﻛﻤﺎ ﻛــﺎن ﻗـﺒـﻞ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ، ﻣﺘﻤﻬﻞ اﻟﺨﻄﻰ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺑﺊ ﺑﺎﻟﺠﺴﻮر اﻟﺘﻲ ﻧﺼﻔﺖ اﳌﺪﻳﻨﺔ... ﺗﺴﺘﻤﺮ اﳌﻘﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺷﺎي اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ، ﻳﺼﻞ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ دﻗــﺔ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ، دﻗــﺔ اﻟـﺴـﺎﻋـﺔ اﻷﺷﻬﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻫﻲ أﻳﻀﴼ ﺑﺎﻟﺠﻮار، ﻻ ﺗﺘﺄﺧﺮ... ﻻ ﺗﺘﻘﺪم، إﻧﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ دﻳﻤﻮﻣﺔ اﻻﻧﻀﺒﺎط... ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺴﻴﺎح، ﻳـــﻤـــﻀـــﻲ اﻵﺧــــــــــــﺮون، ﺗـــﺒـــﻘـــﻰ ﻟــﻨــﺪن اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ ذاﺗـــﻬـــﺎ، وﻋــﻠــﻰ ﺣــﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻏــــﺎزي اﻟـﻘـﺼـﻴـﺒـﻲ رﺣــﻤــﻪ اﻟــﻠــﻪ ﻗﺒﻞ ﺧﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﴼ - ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت ﻫــﺬه اﻟـﺠـﺮﻳـﺪة اﻟـﻠـﻨـﺪﻧـﻴـﺔ: »ﻟــﻨــﺪن ﻻ ﺗﻌﺮف أﺣﺪﴽ: ﻻ ﺗﺤﺐ أﺣﺪﴽ وﻻ ﺗﻜﺮه أﺣﺪﴽ، ﻻ ﺗﻬﺶ ﻟﻠﻘﺎء أﺣﺪ وﻻ ﺗﺠﺰع ﻟﻔﺮاق أﺣﺪ«، وﻗﺪ ﻛﺎن ﻣﻘﺎﻟﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻣــﻌــﻨــﻮﻧــﴼ ﺑــﺎﳌــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ اﻟـﺨـﻠـﻴـﺠـﻴـﺔ اﻟﻀﺎﺣﻜﺔ: ﺑﺎي ﺑﺎي ﻟﻨﺪن.
أﻗﻒ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻏﺎزي - وﻛﺬﻟﻚ داﺋــﻤــﴼ أﻓــﻌــﻞ - وأﻧـــﺎ أﺗــﺬﻛــﺮ ﻣﻘﻮﻟﺔ اﳌــــــﺮأة اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺪﻳـــﺔ، ﺛـــﺎﺗـــﺸـــﺮ، ﻗـﺒـﻞ