»ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻮﻳﺘﻮن« ﺗﺴﺘﻨﻔﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﲔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﺿﻴﻮﻓﻬﺎ
أﻗﺎﻣﺖ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟـ »ﻛﺮوز ٨١٠٢« ﺑﲔ أﺣﻀﺎن ﻣﺘﺤﻒ ﻣﻴﻬﻮ ﰲ ﺑﺎدرة ﻏﲑ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ
اﻟﻔﺮق ﺑﲔ ﻋــﺮوض اﻟـ»ﻫﻮت ﻛــــﻮﺗــــﻴــــﺮ« واﻷزﻳـــــــــــــــﺎء اﻟــــﺠــــﺎﻫــــﺰة وﻋـــــــﺮوض اﻟــــــــ»ﻛـــــــﺮوز«، أن ﻫـــﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺳﻔﺮ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ. واﳌﻘﺼﻮد ﻫﻨﺎ ﻟﻴﺲ اﻟﺴﻔﺮ ﺑﻤﻌﻨﺎه اﳌﺠﺎزي، ﺑﻞ ﺳﻔﺮ ﻓﻌﻠﻲ إﻟـــﻰ أﻣــﺎﻛــﻦ ﺑــﻌــﻴــﺪة ﺑــﺎﺗــﺖ ﺑـﻴـﻮت اﻷزﻳـــــﺎء اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة ﺗـﺘـﺴـﺎﺑـﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑــﻴــﻨــﻬــﺎ ﺑــﺤــﺜــﺎ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ. ﺻـﺤـﻴـﺢ أن أي ﻋـــﺮض ﻳــﻜــﻮن ﻋـﻤـﻮﻣـﺎ ﻋﻦ اﻷزﻳــــﺎء واﻹﻛــﺴــﺴــﻮارات، إﻻ أن اﻷﻣﺮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﺮوض اﻟﻜﺮوز، اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻟﺼﻴﻘﺔ ﺑـــﺄﻣـــﺎﻛـــﻦ ودﻳـــــﻜـــــﻮرات ﻣــﺒــﻬــﺮة، ﻫﺪﻓﻬﺎ أن ﺗﺨﻠﻖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ذﻛﺮى ﻻ ﺗﻨﺴﻰ، ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻄﺮح ﻫﺬه اﻷزﻳﺎء ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ، وﺗﻨﻔﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق ﺑﻌﺪ ﺳـﻨـﻮات. اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﻄﺄ أن اﺧﺘﻴﺎر ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ اﻋـــﺘـــﺒـــﺎﻃـــﻴـــﺔ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻫــــﻲ ﻓــــﻲ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ ﺗــﺨــﻀــﻊ ﻟﺤﺴﺎﺑﺎت ﻋـﺪة، ﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﺟﻪ إﻟــﻴــﻬــﺎ ﻛــــﻞ دار، ﻓــﻀــﻼ ﻋـﻦ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﳌـﺎﺿـﻲ، أو ﻧﻮع اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗــﺮﺑــﻄــﻬــﺎ ﻣــﻌــﻬــﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ. ﻟﻬﺬا؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــــــــــﺮرت دار »ﻟــــﻮﻳــــﺲ ﻓــــــﻮﻳــــــﺘــــــﻮن« أن ﺗــﻘــﻴــﻢ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟـﻌـﺎم ٨١٠٢ ﻓﻲ ﻛـﻴـﻮﺗـﻮ اﻟــﻴــﺎﺑــﺎﻧــﻴــﺔ، أﺛــﺎر اﻟﺨﺒﺮ ﺣﻤﺎﺳﺎ ﺳﺒﺒﻪ أن اﻟﻴﺎﺑﺎن وﺟﻬﺔ ﺳـــــــــــــــﺎﺣـــــــــــــــﺮة، وﻻ ﺗــــــــــــﺰال ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟــﺠــﻮاﻧــﺐ، وﻓـــــــــــــــــــــــــــــــﻲ اﻟــــــــــــﻮﻗــــــــــــﺖ ذاﺗـــــﻪ ﻟـــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ؛ إذ إن ﻋﻼﻗﺔ اﻟــﺪار ﺑﻬﺬا اﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ﺑﻔﻀﻞ زﺑﺎﺋﻦ ﻣﻬﻤﲔ ﺗﻌﺮﻓﻮا إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺪار ﻟﻮﻳﺲ ﻓــﻮﻳــﺘــﻮن، وﺻــﻤــﻢ ﺣــﻘــﺎﺋــﺐ ﺳﻔﺮ ﺧﺼﻴﺼﺎ ﻟـﻬـﻢ وﻋـﻠـﻰ ﻣﻘﺎﺳﻬﻢ. ﻣـــﻊ ﻣـــــﺮور اﻟـــﺰﻣـــﻦ ﺗـــﻄـــﻮرت ﻫــﺬه اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ وﺗـﺤـﻮﻟـﺖ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﺠـﺎري إﻟـﻰ اﻟﻔﻨﻲ، وﻫـﻮ ﻣﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗـــﻌـــﺎوﻧـــﺎﺗـــﻬـــﺎ ﻣــــﻊ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣـﻦ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﲔ.
ﻟــــﻜــــﻦ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺼــﻤــﻢ ﻧﻴﻜﻮﻻ ﻏﻴﺴﻜﻴﻴﺮ، ﻓﺈن اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻫـــﺬه اﳌــــﺮة ﻻ ﻋــﻼﻗــﺔ ﻟـــﻪ ﺑـﺘـﻌـﺎون ﺟــﺪﻳــﺪ ﺑــﻘــﺪر ﻣـــﺎ ﻛــــﺎن ﻧــﺎﺑــﻌــﺎ ﻣﻦ ﻋــﻼﻗــﺔ اﻟــــﺪار ﺑـﺎﻟـﺴـﻔـﺮ واﻟــﺘــﺮﺣــﺎل ﻣــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ، وﺷـــﻐـــﻔـــﻪ ﺑــﺎﻟــﻄــﺒــﻴــﻌــﺔ اﻟــﻴــﺎﺑــﺎﻧــﻴــﺔ، ﺑــــﺪءا ﻣــﻦ اﻧـﺴـﻴـﺎﺑـﻴـﺔ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺗﻬﺎ وﺗﻨﺎﻏﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ. ﻳﻘﻮل: »أﻟﻬﻤﻨﻲ اﳌﻜﺎن ﻣﻨﺬ اﻟــﻨــﻈــﺮة اﻷوﻟــــــﻰ. ﻓـﺒـﻌـﺪ اﻷﺟــــﻮاء اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ ﻓـﻲ ﺑﺎﻟﻢ ﺳﺒﺮﻳﻨﻐﺰ اﻟــــــــــﺬي ﺷــــﻬــــﺪ ﻋــــــــﺮض )اﻟــــــﻜــــــﺮوز ٦١٠٢(، واﳌـﺤـﻴـﻂ واﳌـــﺎء ﻓـﻲ رﻳﻮ دي ﺟــﺎﻧــﻴــﺮو ﻓـــﻲ ﻋــــﺮض ٧١٠٢، أردت أن أﻗـﺪم ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أﺟﻤﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﳌــــﺎء ﺑــﺎﻟــﺨــﻀــﺮة«. وﻫــﻜــﺬا رﺳﺎ اﺧﺘﻴﺎره ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺤﻒ ﻣﻴﻬﻮ اﻟــــﻮاﻗــــﻊ ﺑـــﻜـــﻮﻛـــﺎ، ﺟـــﻨـــﻮب ﺷــﺮﻗــﻲ ﻛﻴﻮﺗﻮ، ﻟﻴﺲ ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﺨﻼﺑﺔ وﻣـــﻮﻗـــﻌـــﻪ ﺑــــﲔ ﺟــﺒــﻠــﲔ ﻓــﺤــﺴــﺐ، ﺑـــﻞ ﻷن ﻣـﺼـﻤـﻤـﻪ إ.إم. ﺑــــﺎي ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺻﻤﻢ اﻟﻬﺮم اﻟﺰﺟﺎﺟﻲ ﺑﺎﻟﻠﻮﻓﺮ ﺑﺒﺎرﻳﺲ. ﻏﻨﻲ ﻋﻦ اﻟﻘﻮل، أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻠﺒﺖ ﺟﻬﻮدا ﺟﺒﺎرة ﻹﻗﻨﺎع اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺑﻘﺒﻮل اﻟﻔﻜﺮة وﺗﻘﺒﻠﻬﺎ. وﻟﺤﺴﻦ اﻟﺤﻆ ﺟﺎء اﻟﺮد ﺑﺎﻹﻳﺠﺎب ﺑﻔﻀﻞ ﻋﻼﻗﺔ اﻟـــﻴـــﺎﺑـــﺎن اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ ﺑـــ»ﻟــﻮﻳــﺲ ﻓﻮﻳﺘﻮن«. وﻫﻜﺬا ﻛﻤﺎ أﻗﻨﻌﺖ اﻟﺪار اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﲔ ﻓـــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﺑـﻘـﺒـﻮل إﻗــﺎﻣــﺔ ﻋــﺮض أزﻳــﺎﺋــﻬــﺎ ﻟﻠﻤﻼﺑﺲ اﻟﺠﺎﻫﺰة اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻠﻮﻓﺮ، وﻷول ﻣﺮة، أﻗﻨﻌﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ.
وﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟﻘﻮل إن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، أو ﺑﺎﻷﺣﺮى ﺧﻀﺮﺗﻬﺎ، ﻫـــﻲ اﳌــﺤــﻔــﺰ اﻟـــﻮﺣـــﻴـــﺪ ﻟـﻠـﻤـﺼـﻤـﻢ ﻧـــﻴـــﻜـــﻮﻻ ﻏــﻴــﺴــﻜــﻴــﻴــﺮ ﻟـــﻜـــﻲ ﻳـﻘـﻴـﻢ ﻋـــﺮﺿـــﻪ ﻓــــﻲ ﻛـــﻴـــﻮﺗـــﻮ. ﻓــﻤــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﺳـــﺮﻳـــﻌـــﺔ ﳌـــﺴـــﻴـــﺮﺗـــﻪ ﺗـــﺸـــﻴـــﺮ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ ﻋــﺎﺷــﻖ ﻟـﻠـﻬـﻨـﺪﺳـﺔ اﳌـﻌـﻤـﺎرﻳـﺔ وﻣـــﺴـــﻜـــﻮن ﺑـــﻬـــﺎ، ﺑـــﺪﻟـــﻴـــﻞ أﻣـــﺎﻛـــﻦ اﻟﻌﺮض اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻀﻨﺖ ﻋﺮوﺿﻪ ﻟﺤﺪ اﻵن، وﻟـﻢ ﺗﻘﺘﺼﺮ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ.
ﺻـــﺤـــﻴـــﺢ أﻧـــــــﻪ أﻗـــــــــﺎم ﻋــــﺮض اﻟـــــ»ﻛــــﺮوز« ﻟــﻌــﺎم ٦١٠٢ ﻓــﻲ ﺑـﺎﻟـﻢ ﺳــﺒــﺮﻳــﻨــﻎ، ﻟـﻜـﻨـﻪ أﻗـــﺎﻣـــﻪ ﻓـــﻲ ﺑﻴﺖ اﳌﻤﺜﻞ اﻟــﺮاﺣــﻞ ﺑــﻮب ﻫــﻮب، اﻟـﺬي ﺗـﻤـﻴـﺰ ﺑـﻤـﻌـﻤـﺎر ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻳـﺒـﺪو ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻓــﻀــﺎﺋــﻴــﺔ ﺿــﺨــﻤــﺔ. وﻓـــــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﺟﻪ إﻟﻰ رﻳﻮ دي ﺟﺎﻧﻴﺮو ﻗﺮر ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﺘﻪ ﻟﻌﺎم ٧١٠٢ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ ﻧﻴﺘﺮوي ﻟﻠﻔﻨﻮن اﳌﻌﺎﺻﺮة، اﻟﺬي ﺻﻤﻤﻪ اﳌﻌﻤﺎري اﻟﺒﺮازﻳﻠﻲ أوﺳﻜﺎر ﻧﻴﻤﺎﻳﺮ.
اﺧـــﺘـــﻴـــﺎره ﳌــﺘــﺤــﻒ »ﻣــﻴــﻬــﻮ« ﻫــــﺬه اﳌـــــﺮة ﺟــــﺎء ﺗــﺘــﻮﻳــﺠــﺎ ﻟــﻬــﺬا اﻟـــﻌـــﺸـــﻖ، وﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ أﻧــــﻪ ﻳـﻀـﻢ أﻋــــــﻤــــــﺎﻻ ﻓـــﻨـــﻴـــﺔ ﻣـــﻬـــﻤـــﺔ ﺗــﺠــﻤــﻊ اﳌــﺎﺿــﻲ ﺑـﺎﻟـﺤـﺎﺿـﺮ، ﻛـﻤـﺎ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻴﺎﺑﺎن ﺑﺎﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻫﺬا ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ أﻣــــﺮ ﻳــﺜــﻴــﺮ أي ﻣـــﺒـــﺪع. ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟــــﺨــــﻼﺑــــﺔ وﺑــــــﻌــــــﺪه ﻋـــــﻦ زﺣـــﻤـــﺔ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﺠﻌﻼﻧﻪ أﻳﻀﺎ ﻛﻨﺰا ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺑﻪ ﺳﻮى اﳌﺘﺬوﻗﲔ ﻟﻠﻔﻦ. ﻓــﻬــﻮ ﻣــﻌــﻠــﻖ ﺑــﲔ ﺟـﺒـﻠـﲔ وﺗــﻜــﺎد اﻷﺷــﺠــﺎر اﻟــﺨــﻀــﺮاء اﻟــﻮارﻓــﺔ أن ﺗﻐﻄﻴﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ اﻻﻗﺘﺮاب ﻣﻨﻪ ﻋﺒﺮ ﻧﻔﻖ وﺟﺴﺮ، ﺗﻮاﺟﻬﻚ ﺑـــــﻮاﺑـــــﺘـــــﻪ اﻟـــﻀـــﺨـــﻤـــﺔ وأﺳـــﻘـــﻔـــﻪ اﻟــﺰﺟــﺎﺟــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺻـﻤـﻤـﺖ ﺑﻨﻴﺔ أﻻ ﺗﺤﺠﺐ ﻋـﻨـﻪ أﺷـﻌـﺔ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﻀﻮء اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ.
ﻳــــﻮم اﻷﺣـــــﺪ اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻛــﺴــﺮت »ﻟــــــﻮﻳــــــﺲ ﻓـــــﻮﻳـــــﺘـــــﻮن« ﺳــﻜــﻴــﻨــﺘــﻪ ﺑﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻣﺌﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﺳﺘﻨﻔﺮت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻮﺗﻮ وأﻣﺎﻛﻨﻬﺎ اﳌﺠﺎورة ﻟﺨﺪﻣﺘﻬﻢ. ﻃﺒﻌﺎ، ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﺪﻋﻮة اﺳﺘﻜﺸﺎف اﳌﻜﺎن واﻷزﻳﺎء ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء؛ إذ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﺎ اﻗﺘﺮﺣﻪ ﻏﻴﺴﻜﻴﻴﺮ ﳌﻮﺳﻢ أﺻﺒﺢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﻮاﺳﻢ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﳌــــﻮﺿــــﺔ اﻟـــﻌـــﺎﳌـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟــﻨــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳـﺔ. ﻓﺒﺤﻜﻢ أﻧــﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻷﺳـــﻮاق ﻓـﺘـﺮة أﻃـــﻮل، وﺑﺤﻜﻢ أن ﺗــﺼــﺎﻣــﻴــﻤــﻪ ﺗـــﺮاﻋـــﻲ ﻛـــﻞ اﻟــﺒــﻴــﺌــﺎت واﳌــــــﻮاﺳــــــﻢ واﳌــــﻨــــﺎﺳــــﺒــــﺎت، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻳــﺨــﺎﻃــﺐ ﻛــﻞ اﻷذواق، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻳـــﺤـــﻘـــﻖ أﻋــــﻠــــﻰ اﻷرﺑــــــــــﺎح ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻮط اﻷﺧﺮى. ﻛﻞ ﻫﺬا أﻛﺪﺗﻪ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﻏﻴﺴﻜﻴﻴﺮ ﻟـــﻠـــﺪار ﻋــﻠــﻰ ﺳـــﺠـــﺎد أﺑـــﻴـــﺾ ﻣـﺜـﻞ اﻟﺜﻠﺞ. ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ أﻗﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻨﻬﺎ إﻧـﻬـﺎ ﺗـﺠـﺎرﻳـﺔ ﻓﻨﻴﺔ، ﻟﻜﻞ اﳌـﻮاﺳـﻢ واﳌﻨﺎﺳﺒﺎت واﻷذواق. ﻓﺤﺘﻰ أزﻳﺎء اﻟﺴﻬﺮة واﳌﺴﺎء اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺪار ﺗـﻮﻟـﻴـﻬـﺎ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﺑـﺎﳌـﻘـﺎرﻧـﺔ ﻣـﻊ أزﻳـــﺎء اﻟﻨﻬﺎر واﻹﻛـﺴـﺴـﻮارات اﻟـﺠـﻠـﺪﻳـﺔ، اﻛﺘﺴﺒﺖ ﻫـﻨـﺎ ﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺳــﺘــﺪﺧــﻠــﻬــﺎ ﻣــﻨــﺎﺳــﺒــﺎت اﻟــﺴــﺠــﺎد اﻷﺣﻤﺮ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻛﺎن اﻟﻄﺒﻖ ﻏﻨﻴﺎ وﻣﺸﻜﻼ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺜﻦ ﻓﻴﻪ اﳌﺼﻤﻤﺔ وﻻ اﻣﺮأة، ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ أو اﻷﻗﺼﻰ أو ﺳﻴﺒﻴﺮﻳﺎ. ﻣﻦ اﳌﻌﺎﻃﻒ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣـــــــﻦ اﻟـــــــﺼـــــــﻮف واﻟــــــﺠــــــﻠــــــﻮد إﻟـــــﻰ اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﻟـ»ﺳﺒﻮر« واﻟﻔﺴﺎﺗﲔ اﳌــﻨــﺴــﺎﺑــﺔ ﻛــــﺎن اﻹﻳــــﻘــــﺎع ﺷـﺒـﺎﺑـﻴـﺎ ودﻳـﻨـﺎﻣـﻴـﻜـﻴـﺎ. وﻟــﻢ ﻳـﻨـﺲ اﳌﺼﻤﻢ أن ﻳﻘﺪم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﺳﺘﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻀﻼﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺼﻴﻞ اﻟﻌﺼﺮي، ﻣﺜﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻮاﻛﺖ ﺑﻴﺎﻗﺎت ﻣﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻛﺴﻴﺪو، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺟـــﺎءت أﻛـﻤـﺎﻣـﻬـﺎ ﻣﻨﻔﻮﺧﺔ ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻲء وأﺣﺠﺎﻣﻬﺎ واﺳﻌﺔ. وﺑﻤﺎ أن اﳌﺼﻤﻢ ﻋـﺎﺷـﻖ ﻟﻠﻤﻌﻤﺎر، ﻓﺈن اﻷﺷـــﻜـــﺎل اﻟــﻬــﻨــﺪﺳــﻴــﺔ ﻇــﻬــﺮت ﻓﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻟــﺘــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ، ﻣــﺜــﻞ أﻛــﻤــﺎم ﻓـﺴـﺘـﺎن ﻗﺼﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺠـﻠـﺪ ﺟــﺎءت ﻣﻘﺒﺒﺔ وﻋــﺎﻟــﻴــﺔ ﻟــﺘــﺮز ﻣــﻦ ﺗﺤﺘﻬﺎ ﺟﺰء آﺧﺮ ﻣﺮﺻﻊ ﺑﺪواﺋﺮ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮة. ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻮع ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ واﻷﻗﻤﺸﺔ ﻟﻢ ﻳﻀﺎﻫﻪ ﺳﻮى ﺗﻨﻮع اﻷﻟــــــﻮان واﻟــﻄــﺒــﻌــﺎت، اﻟــﺘــﻲ رﺑـﻤـﺎ ﺗﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟـﻰ اﻟﺘﺄﺛﻴﺮ اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ، وﻫﻲ ﻃﺒﻌﺎت ﻇﻬﺮت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ رﺳﻤﺎت ﺗـﻨـﺎﻧـﲔ ﻣــﺜــﻼ، إﻟــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ أﺣـﺰﻣـﺔ ﺗﺴﺘﺤﻀﺮ اﻟﻜﻴﻤﻮﻧﻮ.