اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎن
ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض ﺳﺒﺒﻪ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﳌﻌﺪﻳﺔ
وﺟـﻮدﻫـﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻏﻮب ﻓﻴﻪ، وﻣﻊ ذﻟـﻚ ﻓﻬﻲ ﻣﺘﺄﻫﺒﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، إﻧﻬﺎ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻜﺎن.
ﻫـــﺬه ﻫــﻲ اﻟــﻔــﻜــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻳﻮﺻﻠﻬﺎ ﻛــﺘــﺎب »أﺣــﺼــﻨــﺔ ﻃــــــﺮوادة اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ« ﺑﺸﻜﻞ واﺿــﺢ ﻟﻠﻤﺆﻟﻔﺘﲔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺘﲔ ﻣﻮﻧﻴﻜﺎ ﻧـﻴـﻬـﺎوس وزﻣـﻴـﻠـﺘـﻬـﺎ أﻧـﺪرﻳـﺎ ﺑــﻔــﻮل، ﺣـﻴـﺚ ﺗــﺸــﺮﺣــﺎن ﻓــﻲ ﻛﺘﺎﺑﻬﻤﺎ ﻛـﻴـﻒ ﺗـﺆﺛـﺮ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت ﻋـﻠـﻰ ﻣﺼﺎﺋﺮ اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ، وﻛــﻴــﻒ ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ﺗـﻮﺟـﻴـﻪ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﻌﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﺬي ﺗﺘﻄﻔﻞ ﻋﻠﻴﻪ.
ﺗــــﻘــــﻮل اﳌــــﺆﻟــــﻔــــﺘــــﺎن ﻓـــــﻲ ﻣــﺴــﺘــﻬــﻞ ﻛﺘﺎﺑﻬﻤﺎ إن اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺗــﻜــﺎﻟــﻴــﻒ ﻋــﺎﻟــﻴــﺔ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻣــﺪﻫــﺶ ﻟــﺪى ﻋﺎﺋﻠﻬﺎ »ﻓــﻘــﺮدة ﺳــﻌــﺪان اﻟــﻌــﻮاء ﻋﻠﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌــﺜــﺎل ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ رﺑـﻊ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣـﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟـــﻐـــﺬاﺋـــﻲ ﻟــﻠــﻀــﺮب ﺣــﻮﻟــﻬــﺎ ﺑـــﺎﻷﻳـــﺪي واﻷرﺟــــﻞ واﻟــﺬﻳــﻞ ﻟـﻠـﺪﻓـﺎع ﻋــﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺿﺪ ﺑﻼء اﻟﺤﺸﺮات اﳌﺘﻄﻔﻠﺔ«.
أوﺿﺤﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن، أن ﻫﻨﺎك أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة أﻧــﻮاع ﻣﻦ اﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﻳﺸﺘﺒﻪ ﻓـﻲ أﻧـﻬـﺎ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓـﻲ أﻣـــﺮاض ﻧﻔﺴﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎن، وﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺘﺒﻌﺪ - ﺣﺴﺐ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ -أن ﻳﻜﻮن اﻟﻌﺪد أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ.
وأﺷـﺎرت اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن إﻟﻰ أن ﺧﺒﺮاء ﻣﺮﻣﻮﻗﲔ أﺻﺒﺤﻮا ﻳﻌﺘﻘﺪون أن ﺟﺰءا ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ ﻣـﻦ اﻷﻣــﺮاض اﳌﺰﻣﻨﺔ ﺳﺒﺒﻪ اﻹﺻﺎﺑﺎت اﳌﻌﺪﻳﺔ.
واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، أن ﻫﺬا ﺧﺒﺮ ﻃﻴﺐ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﻨﺎك ﻓﺮﺻﺎ ﻋﻼﺟﻴﺔ ﺗﻠﻮح ﻓﻲ اﻷﻓﻖ.
وأﻛـــﺪت اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﺘـﺎن، أن اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ أﻛــــﺜــــﺮ اﺳـــــﺘـــــﻌـــــﺪادا وﻗــــــﺪرة ﻋـﻠـﻰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟــﺪﻳــﺪان واﻟـﻔـﻴـﺮوﺳـﺎت واﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ اﳌﺘﻄﻔﻠﺔ ﻣـﻦ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ اﻷﻣـــــــﺮاض اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻨــﺸــﺄ ﻓـﻲ أﺣﺸﺎء اﻟﺠﺴﻢ.
ﺗﺸﺮح اﳌﺆﻟﻔﺘﺎن ﻛﻴﻒ أﺛــﺮ اﻟﻘﻤﻞ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺪى ﻗــــﺮون ﻋــﻠــﻰ ﻗــﺼــﺎت ﺷﻌﺮ اﻹﻧﺴﺎن.
ورأت اﳌﺆﻟﻔﺘﺎن، أن اﻟﺠﻨﻮد ﻟﻴﺴﻮا اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟـــﺬي ﺣـﺴـﻢ اﻟــﺤــﺮوب ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، ﺑﻞ أﻣﺮاض ﻣﺜﻞ ﺣﻤﻰ اﻟﺘﻴﻔﻮﺋﻴﺪ، أو اﻟــﻄــﺎﻋــﻮن واﻟـﻜـﻮﻟـﻴـﺮا، وﺣﻤﻰ اﻟﺘﻴﻔﻮس.
ﻟﻔﺘﺖ اﻟﻜﺎﺗﺒﺘﺎن ﻧﻴﻬﺎوس وﺑﻔﻮل اﻷﻧــــــﻈــــــﺎر إﻟــــــﻰ أﺷــــﻬــــﺮ ﺛــــﻼﺛــــﺔ أوﺑـــﺌـــﺔ ﻛـﺒـﺮى ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ، وﻫــﻲ ﻃﺎﻋﻮن ﺟﺴﺘﻨﻴﺎن اﻟـﺬي ﺿﺮب اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟــﺒــﻴــﺰﻧــﻄــﻴــﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــﻔـــﺘـــﺮة ﻣــــﻦ اﻟـــﻘـــﺮن اﻟﺴﺎدس وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺜﺎﻣﻦ اﳌﻴﻼدي، واﳌـــﻮت اﻷﺳـــﻮد أو اﻟـﻄـﺎﻋـﻮن اﻷﺳــﻮد اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ وﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ، واﻟــﻄــﺎﻋــﻮن اﻵﺳـــﻴـــﻮي اﻟــــﺬي وﻗـــﻊ ﻓﻲ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ.
ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺘﺎن: إن اﳌﻮﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆدي إﻟﻰ وﻓﺎة ﻣﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٠١ آﻻف ﺷﺨﺺ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺟﺮاء اﻟﻄﺎﻋﻮن ﻓﻲ اﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ.
وﺗﻄﺮﻗﺖ اﻟﺒﺎﺣﺜﺘﺎن إﻟـﻰ أﺳﺒﺎب ﻫﺬا اﻟﻮﺑﺎء ووﺻﻔﺘﺎ ﺗﺼﺮﻓﺎت اﻟﻨﺎس ﺧـــﻼل ﻫـــﺬه اﻷوﺑـــﺌـــﺔ وﻋــﻮاﻗــﺒــﻬــﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
وﻓﻲ ﻓﺼﻞ آﺧﺮ، ﺗﻮﺿﺢ اﳌﺆﻟﻔﺘﺎن أن اﻷﻧﻮاع اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺎرة ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت، ﻣﺜﻞ اﻟﺪﻳﺪان اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ أو اﻟﺪﺑﻮﺳﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ وﺣﺪﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻄﻔﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻧـــﺴـــﺎن، ﺑــﻞ ﻃﻔﻴﻠﻴﺎت ﻋﻤﻼﻗﺔ ﺣﻘﺎ ﻣﺜﻞ دﻳﺪان اﻟﻌﻮﺳﺎء اﻟﺘﻲ ﺳﺠﻞ ﻃﻮﻟﻬﺎ رﻗﻤﺎ ﻗﻴﺎﺳﻴﺎ وﺻﻞ إﻟﻰ ٥٢ ﻣﺘﺮا ﺑﲔ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻋﺎﺋﻼ.
وﺣـــﺴـــﺐ اﳌـــﺆﻟـــﻔـــﺘـــﲔ، ﻓـــــﺈن ﻫــﻨــﺎك إﺟـــﻤـــﺎﻻ ﻧــﺤــﻮ ٠٠٣ ﻧـــﻮع ﻣـــﻦ اﻟـــﺪﻳـــﺪان اﳌﺘﻄﻔﻠﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﺣﺸﺎء ﻧﺎ وﻃﻨﺎ ﻟﻬﺎ.
ﻻ ﻳﺪرك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﻫﻤﻴﺔ اﻷﻣــــــــــــﺮاض اﻟــــﻨــــﺎﺷــــﺌــــﺔ ﻋـــــﻦ اﻟــــﻌــــﺪوى اﻟــﺪﻳــﺪاﻧــﻴــﺔ ﻟـﺴـﺒـﺒـﲔ؛ أﺣــﺪﻫــﻤــﺎ ﻫــﻮ أن أوروﺑــــــﺎ واﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻟـــﻢ ﺗﻌﺪ ﺗـــﺘـــﻌـــﺮض ﻟـــﻬـــﺬه اﻷﻣـــــــــﺮاض ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﺎ، واﻵﺧﺮ ﻫﻮ أن ﻣﺌﺎت اﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﻌﻴﺶ اﻟــﺪﻳــﺪان ﻓـﻲ داﺧﻠﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﻘﻄﻮن ﺻﺮﻋﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر ﺟﺮاء ﻫﺬه اﻟﺪﻳﺪان.
ﺗــﻮﺿــﺢ اﳌــﺆﻟــﻔــﺘــﺎن ﻣــــﺪى ﺗﺴﺒﺐ اﻟﺪﻳﺪان ﻓﻲ ﺧﻔﺾ اﻟﺬﻛﺎء، وزﻳﺎدة اﻟﻔﻘﺮ ﻟﺪى اﳌﺼﺎﺑﲔ، واﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻟﺨﻄﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺻﺎﺑﺔ اﻷﻃـﻔـﺎل ﺑﻬﺬه اﻟـﺪﻳـﺪان »ﺣﻴﺚ إﻧـﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا أن ﺗﻜﺎﻓﺢ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﺿﺪ اﻟﺪﻳﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮق ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، وﻳﻜﻔﻲ أن ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻓﻘﻂ ﻣﺎ ﺗﺴﻠﺒﻪ اﻟﺪﻳﺪان اﻟﺨﻴﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﺬاء ﻣﻦ اﻟﺠﺴﻢ«.
ﺧـــﺼـــﺼـــﺖ اﳌــــﺆﻟــــﻔــــﺘــــﺎن ﻣــﺴــﺎﺣــﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ اﻟﻮﻟﺒﺨﻴﺔ، إﺣــﺪى أﻛـﺜـﺮ اﻟﻄﻔﻴﻠﻴﺎت ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ.
أﺻـــﺎﺑـــﺖ ﻋــــــﺪوى ﻫـــــﺬه اﻟــﺒــﻜــﺘــﺮﻳــﺎ اﳌـــﻮﺟـــﻮدة ﺑـــﺄﻧـــﻮاع ﻛـﺜــﻴــﺮة ﺗـﺒـﻠـﻎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗـــﻞ ﺛـﻼﺛـﺔ أرﺑـــﺎع ﺟﻤﻴﻊ اﻟـﺤـﺸـﺮات، واﻟﻌﻨﺎﻛﺐ، واﻟـﺤـﻴـﻮاﻧـﺎت اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ دراﺳﺘﻬﺎ وﻓﺤﺼﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن.
ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﻤــﻴــﻞ أن ﻳــﻄــﺎﻟــﻊ اﻟـــﻘـــﺎرئ اﻟــﻔــﺼــﻞ اﻟـــــﺬي ﺧــﺼــﺼــﺘــﻪ اﳌــﺆﻟــﻔــﺘــﺎن ﻋــﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻧــﺠــﺎح ﺑـﻜـﺘـﺮﻳـﺎ ﻏـﻴـﺮ ﻻﻓﺘﺔ ﻟﻼﻧﺘﺒﺎه أﺻــﻼ، وﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة ﺧﺎرج ﺟﺴﻢ اﻹﻧﺴﺎن ﻓــﻲ إﺛـــﺎرة اﻟـﻔـﻮﺿـﻰ ﻓــﻲ ﺧــﻂ اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻷوروﺑــــﻲ، واﻟــﺪﻓــﻊ ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺟﺪﻳﺪة، وﺻﻴﺎﻏﺔ أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺠﻨﺲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﺪﻳﻢ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم »اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺚ ﻫــﻨــﺎ ﻋــــﻦ ﻣـــــﺮض اﻟـــﺰﻫـــﺮي واﻟﻠﻮﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﺎﺣﺒﺔ«.
ﻇﻠﺖ أوروﺑﺎ ﺑﻤﻨﺄى ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﺔ ﺣﺘﻰ أواﺧﺮ اﻟﻘﺮن اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟــﺢ، ﺣﺴﺐ اﳌﺆﻟﻔﺘﲔ، إﻟﻰ أن ﺗﻮﺟﻪ اﳌﻠﻚ ﺷﺎرل اﻟﺜﺎﻣﻦ، ﻣﻠﻚ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ، ﻟــﻐــﺰو إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ، ﻋـــﺎم ٤٩٤١، أي ﺑﻌﺪ ﻋـﺎﻣـﲔ ﻣــﻦ اﻛـﺘـﺸـﺎف أﻣﻴﺮﻛﺎ، ﻟــﻠــﻤــﻄــﺎﻟــﺒــﺔ ﺑـــﻤـــﺎ رآﻫــــــﺎ اﺳــﺘــﺤــﻘــﺎﻗــﺎت ﻣﻮروﺛﺔ ﻟﻪ ﻫﻨﺎك.
ﺣﺴﺐ اﳌﺆﻟﻔﺘﲔ، ﻓﺈن اﳌﻠﻚ ﺷﺎرل اﻟﺜﺎﻣﻦ وﺟﻴﺸﻪ اﳌﺆﻟﻒ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ٠٣ أﻟﻒ ﺟﻨﺪي ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺒﻴﻮت اﻟﺪﻋﺎرة أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻮض اﳌﻌﺎرك.
ﺛﻢ اﻧﺴﺤﺐ ﺷﺎرل اﻟﺜﺎﻣﻦ وﺟﻨﻮده ﻣـــﻦ إﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ ﻣــــﺮة أﺧـــــﺮى ﻋــــﺎم ٥٩٤١ وﻣﻌﻬﻢ إﺣـﺪى اﻟﺠﺮاﺛﻴﻢ اﳌﻤﺮﺿﺔ ﻓﻲ أﻣﺘﻌﺘﻬﻢ، وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻳﻈﻞ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ.
أﻃـــــﻠـــــﻖ ﻋــــﻠــــﻰ ﻫــــــــﺬه اﻟــــﺠـــﺮﺛـــﻮﻣــــﺔ اﳌﻤﺮﺿﺔ اﺳﻢ »وﺑﺎء اﻟﺸﻬﻮة«، ﺣﺴﺒﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎب. ﺣﺴﺐ اﳌﺆﻟﻔﺘﲔ، ﻓﺈن ﻫﺬا اﳌﺮض ﻛﺎن ﻣﺆﳌﺎ وﺣﻮل اﳌﺼﺎﺑﲔ إﻟـــﻰ ﻣــﺴــﻮخ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻘـﺮﺣـﺎت واﻟﺒﺜﻮر واﻟﺠﺮب.
رأت اﳌﺆﻟﻔﺘﺎن اﻷﳌﺎﻧﻴﺘﺎن، أن اﳌﻠﻚ ﺷــﺎرل اﻟﺜﺎﻣﻦ »اﻟـﺴـﺎذج واﻟﺸﻬﻮاﻧﻲ« أﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﺸﺮ ﻫﺬه اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﺔ اﳌﻤﺮﺿﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺳﻠﻔﻪ وﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ اﻷذﻛﻴﺎء واﳌﻮﻫﻮﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، وﺧﻠﻒ إرﺛﺎ أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﻪ ﻫﺆﻻء.
ﻣـــﻦ أﻛــﺜــﺮ ﻓــﺼــﻮل اﻟــﻜــﺘــﺎب إﺛــــﺎرة وﺗـــﺸـــﻮﻳـــﻘـــﺎ اﻟـــﻔـــﺼـــﻞ اﻟــــــــﺬي ﺗــﺘــﺤــﺪث ﻓــﻴــﻪ اﳌــﺆﻟــﻔــﺘــﺎن ﻋـــﻦ اﻟــﻌــﻼﻗــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﻛﺪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑــﲔ اﻟـﺠـﺮاﺛـﻴـﻢ اﳌﻤﺮﺿﺔ واﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.
ﺗــﺘــﺒــﻌــﺖ اﳌـــﺆﻟـــﻔـــﺘـــﺎن ﺑــــﺸــــﻲء ﻣــﻦ اﻟـــﺘـــﻔـــﺼـــﻴـــﻞ اﻟــــﻌــــﻼﻗــــﺔ اﳌـــﺤـــﺘـــﻤـــﻠـــﺔ ﺑــﲔ اﻟــــﻔــــﻴــــﺮوﺳــــﺎت اﻟــــﺒــــﻮرﻧــــﻮﻳــــﺔ وﺣــــــﺎﻻت اﻻﻛﺘﺌﺎب اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺪاوي ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷدوﻳﺔ اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﻔﻴﺮوﺳﺎت.
ﺷـــﺮﺣـــﺖ اﳌـــﺆﻟـــﻔـــﺘـــﺎن ﻛـــﻴـــﻒ ﺗــﺆﺛــﺮ اﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن، وﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ اﻷﻋــــــــﺮاض، وﻣــــﺎ ﻋـــﻼﻗـــﺔ داء اﻟﻜﻠﺐ ﺑﺄﺳﻄﻮرة ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺴﺘﺌﺬب اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻮل ﻓﻴﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ذﺋﺐ ﻋﻨﺪ اﻛﺘﻤﺎل اﻟﻘﻤﺮ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ، وﻳـﺠـﻮب اﻟﺠﺒﺎل واﻟـﻐـﺎﺑـﺎت ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﺿــﺤــﺎﻳــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﺪى ﻟــﻴــﻠــﺔ، ﺛـــﻢ ﻳــﻌــﻮد ﻟﻄﺒﻴﻌﺘﻪ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﻃﻠﻮع اﻟﺼﺒﺎح.
ﻳــﺮﺳــﻢ ﻛــﺘــﺎب »أﺣــﺼــﻨــﺔ ﻃــــﺮوادة اﻟـﻨـﻔـﺴـﻴـﺔ« ﺻــــﻮرة ﻟــﻺﻧــﺴــﺎن ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﺳﻮﺑﺮ ﻟﻪ أﺷﻜﺎل ﺣﻴﺎة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻻ ﺗﺘﺮادف أﻫﺪاﻓﻬﺎ داﺋﻤﺎ، وﻫﻮ ﻣﻜﺘﻮب ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﻬﻮم وﻣﺴﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ.
ورﺑــﻤــﺎ ﻏـﻴـﺮ اﻟــﻜــﺘــﺎب زاوﻳــــﺔ رؤﻳــﺔ اﻟـــﺒـــﻌـــﺾ ﻟـــﻠـــﻔـــﻴـــﺮوﺳـــﺎت واﻟــﺒــﻜــﺘــﺮﻳــﺎ واﻟــــﺪﻳــــﺪان، وﺟـﻌـﻠـﻬـﻢ ﻳــﺘــﺴــﺎءﻟــﻮن ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ: ﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻫﻨﺎ ﺣﻘﺎ؟