اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺗﺤﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﳌﺪﻧﻴﲔ

ﺣــــــــﺾ اﳌــــــــﻔــــــــﻮض اﻟــــﺴــــﺎﻣــــﻲ ﻟـﺤـﻘـﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن، اﻷﻣــﻴــﺮ زﻳــﺪ ﺑﻦ رﻋـــــﺪ، ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻟـــــــﺪول اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻘــﻮم ﻗــﻮاﺗــﻬــﺎ اﻟــﺠــﻮﻳــﺔ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﻋﻠﻰ »ﺗـﻮﺧـﻲ ﻋﻨﺎﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ اﻷﻫﺪاف اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺸﺮوﻋﺔ واﳌﺪﻧﻴﲔ«.

وﻗـــــﺎل اﻷﻣـــﻴـــﺮ زﻳــــﺪ ﻓـــﻲ ﺑــﻴــﺎن أﻣــﺲ: »ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﻃــﺮاف اﻟـﻨـﺰاع أن ﺗﺘﻘﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ اﺗــــﺨــــﺎذ ﻛــــﻞ اﻹﺟــــــــــــﺮاءات اﳌــﻤــﻜــﻨــﺔ ﻟــﺘــﺠــﻨــﻴــﺐ اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ آﺛــــــﺎر اﻟـــﻨـــﺰاع اﳌـﺴـﻠـﺢ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﺪﻓﻌﻮن ﺛﻤﻨﴼ ﺑﺎﻫﻈﴼ وﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻊ ﺗﺼﺎﻋﺪ اﻟﻐﺎرات ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــﺬي ﻳﻘﻮم ﻓﻴﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋــﺶ ﺑﻘﻤﻊ اﳌﺪﻧﻴﲔ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗـــــﺰال ﺗﺤﺖ ﺳـﻴـﻄـﺮة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ واﻟــﻬــﺠــﻮم ﻋﻠﻰ اﳌـــــﺪﻧـــــﻴـــــﲔ ﺑــــﺎﳌــــﻨــــﺎﻃــــﻖ اﳌـــﺤـــﻴـــﻄـــﺔ ﺑــﻬــﺎ. وﺗــﺎﺑــﻊ أن »اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﻌــﺎﻧــﻮن ﻣــﻦ اﻟـﻘـﺼـﻒ اﻟـﻌـﺸـﻮاﺋـﻲ واﻹﻋـــﺪاﻣـــﺎت ﻣــﻦ )داﻋــــﺶ( ﻫــﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﻌﻮن أﻳﻀﴼ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﻟﻠﻀﺮﺑﺎت اﻟـﺠـﻮﻳـﺔ اﳌـﺘـﺼـﺎﻋـﺪة، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺘﻲ اﻟـﺮﻗـﺔ ودﻳــﺮ اﻟــﺰور ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ اﻟﺒﻼد«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﳌــﻮﺛــﻮﻗــﺔ ﻋــﻦ ﻣــﺜــﻞ ﻫـــﺬه اﻷﺣــــﺪاث اﳌــــﺮوﻋــــﺔ، وأن اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ ﻻ ﻳـﻮﻟـﻲ اﻫـﺘـﻤـﺎﻣـﴼ ﻳـﺬﻛـﺮ ﺑـﺎﳌـﺄﺳـﺎة اﳌﺮوﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺎ اﳌﺪﻧﻴﻮن اﳌﺤﺎﺻﺮون ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ.

وﺳــــﺮد اﻟــﺒــﻴــﺎن ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣﻦ اﻷﻣــﺜــﻠــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـــﺤـــﻮادث اﻷﺧــﻴــﺮة. وﻗﺎل: »ﻓﻲ ٤١ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ﻟﻘﻲ ٣٢ ﻣﺰارﻋﴼ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ٧١ اﻣﺮأة، ﻣﺼﺮﻋﻬﻢ، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻗﺼﻔﺖ ﻏـــﺎرة ﺟـﻮﻳـﺔ ﻗﺮﻳﺔ اﻟﻌﻜﻴﺮﺷﻲ ﺑﺮﻳﻒ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺮﻗﺔ اﻟــــﺸــــﺮﻗــــﻲ. وأﺳـــــﻔـــــﺮت اﻟـــﻀـــﺮﺑـــﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺒﻮﻛﻤﺎل ﺷﺮق ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ دﻳﺮ اﻟﺰور واﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة )داﻋﺶ( ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﻋــﻦ ﻣـﻘـﺘـﻞ ٩٥ ﻣــﺪﻧــﻴــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــﻞ، ﻣــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ٦١ ﻃــﻔــﻼ و٢١ اﻣــــﺮأة، وإﺻﺎﺑﺔ ٠٧ آﺧﺮﻳﻦ«. وأﺿﺎف أﻧﻪ ﻓﻲ ٦١ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻗﺎم ﻋﻨﺎﺻﺮ »داﻋﺶ« ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ »ذﺑﺢ رﻗﺎب ٨ ﻣﻦ اﻟــﺮﺟــﺎل ﻓـﻲ اﻟﺒﻮﻛﻤﺎل ﻓـﻲ اﳌـﻮاﻗـﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﺑـﻌـﺪ اﺗﻬﺎﻣﻬﻢ ﺑـﺈﻣـﺪاد اﻹﺣـﺪاﺛـﻴـﺎت ﻟﺘﻠﻚ اﳌﻮاﻗﻊ. وﻋﻘﺐ ﻫﺰﻳﻤﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻋـﺪة ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق، ﻳﻘﻮم ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ )داﻋﺶ( ﺑﺎﻻﻋﺘﺪاءات ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟـــﺘـــﻲ ﻻ ﺗــــــﺰال ﺗــﺤــﺖ ﺳــﻴــﻄــﺮﺗــﻬــﻢ واﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺣﻮﻟﻬﺎ«.

وﻗــــﺎل اﻷﻣــﻴــﺮ زﻳـــﺪ إن ارﺗــﻔــﺎع ﻋـــﺪد اﻟـﻘـﺘـﻠـﻰ واﻟــﺠــﺮﺣــﻰ اﳌـﺪﻧـﻴـﲔ اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋﻦ اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ ﻓﻲ دﻳﺮ اﻟﺰور واﻟﺮﻗﺔ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﻋﺪم اﺗﺨﺎذ إﺟﺮاء ات وﻗﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻤﺎت، وأن »ﻣﺠﺮد ﺳﻴﻄﺮة )داﻋﺶ( ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺎ، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧـــــﻪ ﻳــﻤــﻜــﻦ اﺗــــﺨــــﺎذ ﻗـــــﺪر أﻗـــــﻞ ﻣـﻦ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻬﺠﻮم«. وﺷﺪد ﻋﻠﻰ ﺿــــﺮورة ﺣــﻤــﺎﻳــﺔ اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ، ﺳــﻮاء ﻛــﺎﻧــﻮا ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـﺶ أو أي ﻃﺮف آﺧﺮ«.