ﻣﺘﺰﻋﻢ »ﺣﺮاك اﻟﺮﻳﻒ« ﻳﻘﺘﺤﻢ ﻣﺴﺠﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ
اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺒﺔ اﻹﻣﺎم اﻟﺬي ﺗﻄﺮق ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺟﺎت
اﻗــﺘــﺤــﻢ ﻧـــﺎﺻـــﺮ اﻟـــﺰﻓـــﺰاﻓـــﻲ، أﺣــﺪ ﻧــﺸــﻄــﺎء اﻟـــﺤـــﺮاك اﻟـﺸـﻌـﺒـﻲ ﻓــﻲ إﻗـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺤـﺴـﻴـﻤـﺔ اﳌــﻐــﺮﺑــﻲ، أﻣــــﺲ، ﻣـﺴـﺠـﺪا ﺑـــﺎﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﻟـــﻼﺣـــﺘـــﺠـــﺎج ﻋـــﻠـــﻰ اﻹﻣـــــﺎم اﻟـــﺬي ﺗـﻄـﺮق ﻓــﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ إﻟـﻰ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻬﺎ اﻹﻗﻠﻴﻢ.
وأﺛﺎر ﺳﻠﻮك اﻟﺰﻓﺰاﻓﻲ اﺳﺘﻬﺠﺎﻧﺎ واﺳﻌﺎ، ورأى ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮون اﻋﺘﺪاء ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺔ اﳌﺴﺎﺟﺪ، ورﺟﺤﻮا أن ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻓـﻘـﺪان اﻟﺘﻌﺎﻃﻒ اﻟــﺬي ﻛﺴﺒﻪ اﻟﺤﺮاك اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ، ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻠﺒﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺸﻄﺎء.
وﻇﻬﺮ اﻟﺰﻓﺰاﻓﻲ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻓـــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﻏــﻀــﺐ ﺷــﺪﻳــﺪ وﻫـــﻮ ﻳﻠﻘﻲ »ﺧﻄﺒﺘﻪ« داﺧﻞ اﳌﺴﺠﺪ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎم، وﻧﺰع ﻣﻨﻪ اﳌﻴﻜﺮﻓﻮن، وﻓﻖ ﻣﺎ أﻓﺎدت ﻣﻮاﻗﻊ إﻋﻼﻣﻴﺔ.
واﺗــﻬــﻢ اﻟـﻨـﺎﺷـﻂ اﻹﻣـــﺎم ﺑﺎﻟﺘﻤﻠﻖ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺬر ﻫﺬا اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ إﺛﺎرة اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮاﺻﻞ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت، وﺻﺎح اﻟﺰﻓﺰاﻓﻲ: »ﻫﻞ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻟﻠﻪ أم ﻟﻠﻤﺨﺰن )اﻟﺤﻜﻢ(؟، وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ اﻟﺠﺮأة وﻳﻌﺘﺒﺮ ﻧﻔﺴﻪ إﻣﺎﻣﺎ ﻟﻘﺎل ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻷن اﻟﺪﻳﻦ ﺟﺎء ﳌﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد«.
ووﻗـــــــﻒ اﻟــــﺰﻓــــﺰاﻓــــﻲ ﻛـــﻤـــﺎ ﻳــﻈــﻬــﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﻔــﻴــﺪﻳــﻮ وﺳـــﻂ اﳌــﺴــﺠــﺪ ﻣـﻘـﺎﺑـﻼ ﻟﻠﺸﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺼﻮره ﺑﻜﺎﻣﻴﺮا ﻫﺎﺗﻒ ﺟـــﻮال إﻟــﻰ أن اﻧـﺘـﻬـﻰ ﻣــﻦ »ﺧﻄﺒﺘﻪ«، ﻗــﺎﺻــﺪا ﺑـﺬﻟـﻚ أن ﻳـﺠـﺮي ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻛﻞ ﻣـــﺎ وﺟـــﻬـــﻪ ﻣـــﻦ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎدات ﺑـﺎﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ اﻟﻔﺼﺤﻰ، ﻟﻴﺘﻢ ﻧﺸﺮ وﺗﺪاول اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. وﺻﻮر ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ داﻋﻴﺔ »ﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻪ ﻟﻮﻣﺔ ﻻﺋﻢ«، ﻣﺮددا أﻳﻀﺎ أﻧــﻪ ﻻ ﻳﺨﺸﻰ اﻻﻋـﺘـﻘـﺎل. وﻛـﺎن ﻛﻼﻣﻪ ﻳﻠﻘﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪا ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻋــﺪد ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن اﻟﺼﻐﺎر اﳌﻠﺘﻔﲔ ﺣﻮﻟﻪ، اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺼﻴﺤﻮن اﻟﻠﻪ أﻛﺒﺮ.
وﻧــــﻘــــﻠــــﺖ ﻣــــــﻮاﻗــــــﻊ إﻋــــﻼﻣــــﻴــــﺔ أن اﻟــــﺰﻓــــﺰاﻓــــﻲ ﻟــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ داﺧـــــــﻞ اﳌــﺴــﺠــﺪ اﻟــﻮاﻗــﻊ ﺑـﺤـﻲ »دﻳــــﻮر اﳌــﻠــﻚ«، ﺑــﻞ ﻛـﺎن ﻣﻮﺟﻮدا ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ. ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﺖ أﻳﻀﺎ أن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﳌﺤﺘﺠﲔ اﺳﺘﺎءوا ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث ﺑﻬﺎ اﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺟﺪ أﺧﺮى ﺑﺎﳌﺪﻳﻨﺔ.
وﻳـﺄﺗـﻲ ﻫـﺬا اﻟـﺤـﺎدث ﺑﻌﺪ أن زار وﻓـﺪ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻳﻀﻢ ﻋــﺪدا ﻣﻦ اﻟــﻮزراء إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﻟﻄﻤﺄﻧﺔ اﻟﺴﻜﺎن ﻋﻠﻰ إﻃﻼق ﻋﺪد ﻣﻦ ﻣﺸﺮوﻋﺎت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺗﻠﺒﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﻟﻨﻬﻮض ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺎت اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ، وﺗـــﺤـــﺴـــﲔ اﻟــــﺨــــﺪﻣــــﺎت ﻓــــﻲ ﻣـــﺠـــﺎﻻت اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ.
وﻛــﺎن ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﻓﻲ ﻟﻔﺘﻴﺖ، وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ، ﻗﺪ ﻧﻔﻰ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ، وﻗﺎل إﻧﻪ »ﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻓـــــﺮق ﺑــــﲔ اﻟــﺤــﺴــﻴــﻤــﺔ وﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌﻐﺮب ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻷﻣﻨﻴﺔ«، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟــــﻰ أن ﻣـــﻔـــﺮدة »اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮة« ﻳﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﺑـﻌـﺾ اﻷﺷــﺨــﺎص ﻟــﺰرع اﻟﻔﺘﻨﺔ، وزاد: »اﻟﻔﺘﻨﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻟﻌﻦ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ أﻳﻘﻈﻬﺎ«.
وأﻛــﺪ ﻟﻔﺘﻴﺖ أن ﻇﻬﻴﺮ )ﻣـﺮﺳـﻮم ﻣﻠﻜﻲ( ٨٥٩١ اﻟــﺬي ﻳﺠﻌﻞ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗـﻢ ﻧﺴﺨﻪ وإﻟـﻐـﺎؤه ﺑـــﺼـــﺪور اﻟــﻈــﻬــﻴــﺮ اﳌــﻨــﻈــﻢ ﻟـﻠـﺘـﻘـﺴـﻴـﻢ اﻹداري ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺳـﻨـﺔ ٩٥٩١، وأﻛــﺪ اﻟــﻮزﻳــﺮ، ﺧــﻼل ﻟـﻘـﺎء ﻋـﻘـﺪه ﻣـﺴـﺎء أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ ﺑـﺎﻟـﺤـﺴـﻴـﻤـﺔ ﻣــﻊ ﺟﻤﻌﻴﺎت اﳌـــﺠـــﺘـــﻤـــﻊ اﳌــــﺪﻧــــﻲ وﺟـــﻤـــﻌـــﻴـــﺎت آﺑــــﺎء وأﻣـﻬـﺎت وأوﻟـﻴـﺎء اﻟﺘﻼﻣﻴﺬ ﺑﺎﻹﻗﻠﻴﻢ، أﻧـﻪ »ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻻدﻋــﺎءات اﻟﺘﻲ ﺗﻢ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﻟﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮص ﺧﻀﻮع إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﳌﺎ ﻳﺴﻤﻰ )ﻇﻬﻴﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮة(، وﺟـﺐ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣـﺮة أﺧــﺮى أن اﻟﻈﻬﻴﺮ رﻗــﻢ ١٨٣ - ٨٥ - ١ اﻟــﺬي ﻳﺠﻌﻞ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﻢ ﻧﺴﺨﻪ وإﻟـــــﻐـــــﺎؤه ﺑــــﺼــــﺪور اﻟــﻈــﻬــﻴــﺮ اﳌــﻨــﻈــﻢ ﻟﻠﺘﻘﺴﻴﻢ اﻹداري ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺳﻨﺔ ٩٥٩١«.
وأﺿﺎف ﻟﻔﺘﻴﺖ أن »ﻇﻬﻴﺮ ٩٥٩١ ﺻﻨﻒ إﻗﻠﻴﻢ اﻟﺤﺴﻴﻤﺔ واﺣﺪا ﻣﻦ ﺑﲔ ٦١ إﻗﻠﻴﻤﺎ وﻋﻤﺎﻟﺘﲔ، اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﻀﻊ ﺑﺪوره ﻟﻌﺪة ﺗﻌﺪﻳﻼت ﺗﻮاﻛﺐ اﻟﺘﻄﻮر اﳌﺠﺎﻟﻲ اﻟﺬي ﻋﺮﻓﺘﻪ ﺑﻼدﻧﺎ«.