إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ: اﻟﻌﺒﻴﺪي ﻛﺎن رﺟﻼ ﻏﺎﺿﺒﴼ
ﻛـــــــﻞ ﻣـــــــﺎ ﻳـــــﺘـــــﺬﻛـــــﺮه إﻣـــــــﺎم اﳌــﺴــﺠــﺪ اﻟــــــﺬي ﻛـــــﺎن ﻳـــﺮﺗـــﺎده ﻣـﻨـﻔـﺬ اﻋــﺘــﺪاء ﻣـﺎﻧـﺸـﺴـﺘـﺮ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺑﺠﻨﻮب اﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻣﻌﺮوف ﺑـــﺎﻧـــﺘـــﺸـــﺎر اﻟـــﻌـــﺼـــﺎﺑـــﺎت ﻓــﻴــﻪ وﺗﺒﺤﺚ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻦ ﻣﺘﻮرﻃﲔ آﺧـﺮﻳـﻦ ﻓـﻲ اﻟﻬﺠﻮم ﻓـﻴـﻪ، ﻫﻮ أن ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻌﺒﻴﺪي ﻛﺎن رﺟﻼ »ﻏـﺎﺿـﺒـﺎ«. وداﻫـــﻢ ﺷﺮﻃﻴﻮن ﻣﺴﻠﺤﻮن ﻟﻴﻠﺔ أول ﻣـﻦ أﻣﺲ ﻣــﻨــﺰﻻ ﻓـــﻲ ﺣـــﻲ ﻣــــﻮس ﺳـﺎﻳـﺪ )ﺟــﻨــﻮب( ﻓــﻲ إﻃـــﺎر اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺪاء اﻟﺬي وﻗﻊ اﻻﺛﻨﲔ، وﻫــﻢ ﻳﻘﻄﻌﻮن ﺣـﺮﻛـﺔ اﻟﺴﻴﺮ. وأوﻗـــﻔـــﻮا رﺟـــﻼ ﻓــﻲ اﻟـﺜـﻼﺛـﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺪاﻫﻤﺔ ﻣــﺤــﻞ ﺣـــــﻼق ﻗـــﺮﻳـــﺐ. وﻳــﺒــﺪو أن ﺛــﻼﺛــﺔ ﻣــﻦ أﻗــﺮﺑــﺎء ﺳﻠﻤﺎن اﻟــﻌــﺒــﻴــﺪي ﻋــﻤــﻠــﻮا ﻓـــﻴـــﻪ، ﻛـﻤـﺎ ﻗـــــﺎل ﺗـــﺎﺟـــﺮ ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﻲ. وﻓــﻲ اﳌــﺴــﺠــﺪ اﳌــﺤــﻠــﻲ اﻟـــــﺬي أﻗــﻴــﻢ ﻓﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺤﺖ ﻻﻓﺘﺔ »ﺟـــﻤـــﻌـــﻴـــﺔ ﻣــﺠــﺘــﻤــﻊ اﻟـــﺴـــﻼم واﳌﺴﺠﺪ« )ﺳﻼم ﻛﻮﻣﻴﻮﻧﻴﺘﻲ اﺳﻮﺳﻴﺸﻦ اﻧﺪ ﻣﺴﺠﺪ(، ﻗﺎل اﳌﺴﺆول ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺴﺠﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﻮرس ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إن ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻌﺒﻴﺪي ﺑـــﺪأ ﻳـــﺮﺗـــﺎد اﳌـــﻜـــﺎن ﻓـــﻲ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( ﻣـــﻊ أﻧــــﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻴﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ. وأوﺿﺢ أن اﻟـﻌـﺒـﻴـﺪي ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻳﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﳌﻜﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﺘﻈﻢ، وﻗﺪ ﺧﺎﻟﻒ اﻟﺸﺎب ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻮاﻋﺪ ﻣﺜﻞ اﻟﺒﻘﺎء ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﺣﺬاء ه ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻤﻨﻮع، وﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺣﻴﻞ. ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻧﻮرس اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٠٧ ﻋﺎﻣﺎ أن اﻟﻌﺒﻴﺪي ﻛﺎن ﻏﺎﺿﺒﺎ. ﻗﺎل ﻟﻲ إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻲ اﻟﺼﺮاخ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻃﻔﻼ، ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ: »ﺑﻠﻰ أﻧﺖ ﻃﻔﻞ وإﻻ ﻣــــﺎ ﻛـــﻨـــﺖ ﺳـــﺘـــﺘـــﺼـــﺮف ﺑــﻬــﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ«.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺤــﻲ اﻟـﻘـﺪﻳـﻢ، ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻹﺟﺮام ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻊ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة.
وذﻛـــــﺮت وﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻹﻋـــﻼم اﻟــــﺒــــﺮﻳــــﻄــــﺎﻧــــﻴــــﺔ أن ﺳـــﻠـــﻤـــﺎن اﻟـــﻌـــﺒـــﻴـــﺪي ﻟــــﻢ ﻳــﺘــﻘــﺒــﻞ ﻣـﻘـﺘـﻞ أﺣـــﺪ أﺻــﺪﻗــﺎﺋــﻪ ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻮاﺣــﺪ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺑﻴﺪ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ. وﻗـــﺎل ﺻﺪﻳﻖ ﻟـــﻠـــﻌـــﺎﺋـــﻠـــﺔ ﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ »وول ﺳﺘﺮﻳﺖ ﺟــﻮرﻧــﺎل«: »أذﻛـــﺮ أن ﺳﻠﻤﺎن أﻗﺴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﺄر ﻳﻮم ﺗﺸﻴﻴﻌﻪ«.
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻧﻮرس إﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﺳﻠﻤﺎن اﻟﻌﺒﻴﺪي ﺧـﺎرج إﻃﺎر اﻟﺼﻼة وﺗــﻼوة اﻟـﻘـﺮآن. وأﻛﺪ أﻧﻪ »ﻣﻨﺬ أن اﺳﺘﻘﺮ اﳌﺴﻠﻤﻮن ﻓــــــﻲ ﻣــــــــﻮس ﺳــــــﺎﻳــــــﺪ، أﺻـــﺒـــﺢ )اﻟﺤﻲ( ﻣﻜﺎﻧﺎ أﻓﻀﻞ«.
وﺑـــــﻌـــــﺪ اﻟـــــــﺼـــــــﻼة، ﺷــﻜــﻞ اﻋـــــﺘـــــﺪاء ﻣـــﺎﻧـــﺸـــﺴـــﺘـــﺮ ﻣــﺤــﻮر اﳌﻨﺎﻗﺸﺎت ﺑﲔ اﳌﺼﻠﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺳــﻌــﻰ اﻹﻣـــــﺎم إﻟـــﻰ ﻃﻤﺄﻧﺘﻬﻢ ودﻋـــــــــﺎﻫـــــــــﻢ إﻟــــــــــﻰ اﻟــــــــﻮﺣــــــــﺪة. وﻗــــﺎل إن »ﻣـﻌـﻈـﻢ اﳌـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻟـــــﺼـــــﺎدرة ﻋــــﻦ اﳌـــﺴـــﺠـــﺪ ﻫـﻲ اﺣـــﺘـــﻔـــﻈـــﻮا ﺑـــﻬـــﺪوﺋـــﻜـــﻢ. ﻫـــﺬا ﺣﺪث ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻻ ﻧﻘﺒﻞ وﻻ ﻧﺴﻤﺢ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣﻮر، وﻫـــــﺬه ﻟــﻴــﺴــﺖ اﻟـــﺪﻳـــﺎﻧـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻧﻤﺎرﺳﻬﺎ«.
وﺣـــــــﺮص أﺣــــــﺪ اﳌــﺼــﻠــﲔ وﻳـﺒـﻠـﻎ ﻋــﻤــﺮه ٢٢ ﻋــﺎﻣــﺎ، ﻋﻠﻰ اﻟــﺘــﺬﻛــﻴــﺮ ﺑـــﺄن ﺟــﻬــﻮدا ﻛﺒﻴﺮة ﺗـﺒـﺬل ﳌﻨﻊ اﻟـﺸـﺒـﺎن ﻣــﻦ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﺘﻄﺮف ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ.
وﻗــــﺎل ﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﻳـﺤـﺎول ﺷﺨﺺ ﻣـﺎ دﻓــﻊ أﺣﺪ إﻟــــﻰ اﻟـــﺘـــﻄـــﺮف، ﻟــﻜــﻦ إذا ﻛــﺎن ﻗــﻮﻳــﺎ، ﻓـﻬـﺬا ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ. إﻧﻬﻢ ﻳــﺴــﺘــﻬــﺪﻓــﻮن ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻋــــﺎم أي ﺷﺨﺺ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻘﻊ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻌﻘﻴﺪﺗﻬﻢ«.
ﻳﺼﻒ ﺳﻜﺎن اﻟﺤﻲ اﳌﻮﻗﻊ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺮﻳﺢ وﻣﺘﻌﺪد اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت، وإن ﻛــــﺎﻧــــﻮا ﻳــــﺬﻛــــﺮون اﻷﻳـــــﺎم اﻟﺴﻮداء اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﻓﻴﻪ.
وﻗــــــﺎل اﻟـــﻄـــﺎﻟـــﺐ أوﻏـــﺴـــﺖ ارﻛــﻬــﺎرت »ﻛـــﺎن داﺋــﻤــﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺟـــﺬاﺑـــﺎ ﻟــﻠــﻌــﻴــﺶ ﻓــﻴــﻪ، وأﻗــــﺪر اﻟــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻠـﺘـﻘـﻲ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻫﻨﺎ«.
وأﻣـــــــــــﺎم ﻣــــﺤــــﻞ اﻟـــﺤـــﻼﻗـــﺔ اﻟــﺬي داﻫﻤﺘﻪ اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻳﻌﺒﺮ اﻟــــﺠــــﻴــــﺮان ﻋـــــﻦ اﺳـــﺘـــﻐـــﺮاﺑـــﻬـــﻢ ﻟﻮﺻﻮل اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب إﻟﻰ أﺑﻮاﺑﻬﻢ.
وﻗــــــــﺎل ﺑــــــﻮل )٩٤ ﻋـــﺎﻣـــﺎ( أﺣﺪ ﺳﻜﺎن اﻟﺤﻲ »ﻋﺸﺖ ﻫﻨﺎ ورأﻳــــــــﺖ أﻧــــﺎﺳــــﺎ ﻳــﺘــﻌــﺮﺿــﻮن ﻟﻠﻘﺘﻞ واﻟﺨﻄﻒ واﻻﻏﺘﻴﺎل. ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻫﻮ أن اﻷﻣﻮر اﻧﺘﻘﻠﺖ إﻟـــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى آﺧـــــﺮ«، ﻣـﺮﺣـﺒـﺎ ﺑﺘﺮاﺟﻊ اﻹﺟﺮام ﻓﻲ اﻟﺤﻲ.
أﻣـــــﺎ ﻣــﻴــﻞ دﻳــﻔــﻴــﺲ اﻟـــﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺻﻴﺪﻟﻴﺔ ﻣﺠﺎورة، ﻓـﻘـﺪ أﻛــﺪ أن اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺼﺎﺑﺎت، وﻟـــــــﻴـــــــﺲ ﻫـــــــﻨـــــــﺎك أي ﺳـــﺒـــﺐ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣـﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟــﻚ ﻣﻊ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ.
وﻗــــﺎل ﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﺔ اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻴــــﺔ »ﻣـــــﻨـــــﺬ أن ﻛــﻒ اﻷﻏـــﺒـــﻴـــﺎء ﻋـــﻦ إﻃـــــﻼق اﻟـــﻨـــﺎر، ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻮﺿﻊ«. وأﺿـﺎف ان »ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ اﻵن ﻓــﻲ اﻟﺴﺠﻦ. إذا ﺗـﻤـﻜـﻨـﻮا ﻣــﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ذﻟـﻚ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻠﻤﺎذا ﻟﻦ ﻳﻨﺠﺤﻮا ﻣﻊ اﻵﺧﺮﻳﻦ؟«.