ﺧﻠﻄﺔ ﻣﻦ اﻷﻓﻼم ذات اﳌﺼﺎدر اﻷدﺑﻴﺔ... ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻮن اﻟﺮاﺑﺢ اﻷﻛﺒﺮ؟
ﻣﻊ إﺳﺪال اﳌﻬﺮﺟﺎن دورﺗﻪ اﻟﺴﺒﻌﲔ ﻫﺬا اﳌﺴﺎء
ﻳـــﺴـــﺪل ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن »ﻛــــــﺎن« ﻫــﺬا اﳌـﺴـﺎء اﻟﺴﺘﺎر ﻋﻠﻰ دورة وﺻﻔﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮون ﺑﺄﻧﻬﺎ، ﻓﻲ أﻓﻀﻞ اﻷﺣـﻮال وﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻄﻒ، إﺷﻜﺎﻟﻴﺔ.
دورة ﻋــــــــﺮض ﻓــــﻴــــﻬــــﺎ ﻧــﺴــﺒــﺔ أﻋــﻠــﻰ ﻣـــﻦ اﻷﻓـــــﻼم اﳌــﺘــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﻤﻴﺰة. ودورة واﺟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮر اﳌﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﻟﻘﻴﺎﻣﻪ ﺑﺈدﺧﺎل أﻓﻼم ﻣﻦ ﺷــﺮﻛــﺘــﻲ »ﻧــﺘــﻔــﻠــﻜــﺲ« و»أﻣـــــــﺎزون« ﻏــــﻴــــﺮ اﳌـــﺼـــﻨـــﻔـــﺘـــﲔ ﻛــﻤــﺆﺳــﺴــﺘــﲔ ﺳــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻴــﺘــﲔ، ﺑـــﻞ ﻗــــﺎم ﺑــﺎﺧــﺘــﻴــﺎر أﻋـﻤـﺎل ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﻤﻬﺎ، وﻟﻮ ﺧﺎرج اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻣﻊ ﻋـﺮض آﺧـﺮ أﻓــﻼم اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ أﻣﺲ )اﻟﺴﺒﺖ( ﻓﺈن اﳌﻬﺮﺟﺎن، اﻟﺬي ﻣــــﺎ زال ﻟـــﺪﻳـــﻪ ﻓــﻴــﻠــﻢ واﺣــــــﺪ ﺧــــﺎرج اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺠﻮاﺋﺰ ﻫﺬا اﳌﺴﺎء )ﻓﻴﻠﻢ ﺗﺸﻮﻳﻘﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺨﺮج روﻣﺎن ﺑﻮﻻﻧﺴﻜﻲ(، أﻇــﻬــﺮ أﻧــــﻪ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﺟـــﺎﻫـــﺰﴽ ﺑــﺄﻓــﻼم ﻣــﺘــﻤــﻴــﺰة ﻛــﺜــﻴــﺮة، ﻧــﺎﻫــﻴــﻚ أن ﺗـﻜـﻮن ﻣﺘﻤﻴﺰة ﻟﺪورة أرﻳﺪ ﻟﻬﺎ أن ﺗﺤﺘﻔﻲ ﺑﻤﺮور ٠٧ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺘﻪ.
ﻣﺪﻳﺮ اﳌﻬﺮﺟﺎن، ﺗﻴﻴﺮي ﻓﺮﻳﻤﻮ، أوﺣـــــﻰ ﺑــــﺄن اﻷﻓـــــﻼم اﻟــﺘــﻲ أرادﻫـــــﺎ، وﻣـــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ »دﻧـــﻜـــﺮك« ﻟـﻸﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻧﻮﻻن و»أﻧﻴﺖ« ﻟﻼوس ﻛــــﺎراﻛــــﺲ و»ﻓـــﻴـــﻜـــﺘـــﻮرﻳـــﺎ وﻋـــﺒـــﺪل« ﻟﺴﺘﻴﻔﻦ ﻓﺮﻳﺮز، ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﻮﻓﺮة وﻗﺘﻤﺎ ﺣﺎن ﻣﻮﻋﺪ إﻏﻼق اﻻﻧﺘﺴﺎب. ورﺑــــﻤــــﺎ ﻳــــﺆﻛــــﺪ ذﻟــــــﻚ أن ﻓــﻴــﻠــﻢ ﻟــﲔ راﻣﺰي اﻟﺬي ﻫﻮ آﺧﺮ أﻓﻼم اﳌﺴﺎﺑﻘﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﺑﺪا ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻌﻪ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﺣﺘﻰ ﻹﺿﺎﻓﺔ أﺳﻤﺎء اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
اﺳﺘﻴﺤﺎءات ﻫﻴﺘﺸﻜﻮﻛﻴﺔ
اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻫــﻮ »أﻧـــﺖ ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻫﻨﺎ ﺣــــﻘــــﴼ« وﻫــــــﻮ ﻣـــــﺄﺧـــــﻮذ ﻋـــــﻦ رواﻳــــــﺔ ﻗــﺼــﻴــﺮة ﻟــﻠــﻜــﺎﺗــﺐ ﺟـــﻮﻧـــﺎﺛـــﺎن آﻣــﺲ أرادت اﳌــــﺨــــﺮﺟــــﺔ راﻣـــــــــﺰي ﻧــﻘــﻠــﻬــﺎ ﺑﺈﻳﻘﺎﻋﻬﺎ وﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ اﻟــﺤــﺎدة. ﻫﻲ ﻏـــﻴـــﺮ ﻣـــﻜـــﺘـــﻮﺑـــﺔ ﻛــــﺴــــﺮد ﻛــﻼﺳــﻴــﻜــﻲ وﻓــﻴــﻬــﺎ أﺣــــــﺪاث ﺗــﺨــﺘــﻠــﻂ ﺑـــﺄﺣـــﺪاث وأﺧﺮى ﺗﻘﻔﺰ ﻓﻮﻗﻬﺎ، وﻫﻜﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣــﻊ إﺿــﺎﻓــﺔ أن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣــﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻻﺳــﺘــﻌــﺎدة )ﻓــﻼﺷــﺒــﺎك( ﺗـﻈـﻬـﺮ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن اﳌﺨﺮﺟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺘﻮﻟﻴﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻧﺤﻮ أﺟﺪى.
إﻧﻬﺎ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻗﺎﺗﻞ ﻣﺄﺟﻮر اﺳﻤﻪ ﺟﻮ )ﻳﻮاﻛﲔ ﻓﻴﻨﻜﺲ( ﻳﻌﻴﺶ اﻟﻴﻮم ﺑﺄوﺟﺎع اﻷﻣﺲ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ. ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ وﺣﺎدة ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻋــــﻦ ﻓـــﺘـــﺎة ﻓــــﻲ اﻟــــﺮاﺑــــﻌــــﺔ ﻋـــﺸـــﺮ ﻣـﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﻢ ﺧﻄﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺼﺎﺑﺔ ﺗـﺘـﺎﺟـﺮ ﺑـﺎﻟـﻔـﺘـﻴـﺎت اﻟــﺼــﻐــﻴــﺮات ﻓﻲ ﻋـﺎﻟـﻢ ﻣـﻮﺣـﺶ ﻳـﺴـﻮده اﻟـﻔـﺴـﺎد ﺑﲔ اﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ وأﺻﺤﺎب اﻟﺜﺮاء. اﻟﻔﻜﺮة ﺑــﺤــﺪ ذاﺗـــﻬـــﺎ ﻣــﻘــﺒــﻮﻟــﺔ وإن ﻟـــﻢ ﺗﻜﻦ ﻣــﻨــﻔــﺮدة، وﻫـــﻨـــﺎك ﻣـــﺎ ﻳــﺬﻛــﺮﻧــﺎ ﺑــﺄن ﻣﻬﻤﺔ روﺑﺮت دﻳﻨﻴﺮو ﻓﻲ »ﺗﺎﻛﺴﻲ دراﻳﻔﺮ« ﺳﻨﺔ ٦٧٩١ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺗﻼ ﻣﺄﺟﻮرﴽ ﺑﻞ ﺳﺎﺋﻖ ﺗﺎﻛﺴﻲ ﻳﻐﺸﻮه اﻟﻀﺒﺎب داﻓــﻌــﴼ ﺑــﻪ ﳌــﺤــﺎوﻟــﺔ ﺗـﺼـﻔـﻴـﺔ أﺷـــﺮار ﻣﺸﺎﺑﻬﲔ.
ﺟـــــﻮ ﻟــــﺪﻳــــﻪ أﺳـــــﺒـــــﺎب أﻫـــــــﻢ ﻣــﻦ أﺳﺒﺎب ﺷﺨﺼﻴﺔ دﻳﻨﻴﺮو ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ، وﺑــﻌــﻀــﻬــﺎ ﻻ ﻳـــﻌـــﻮد ﻓﻘﻂ إﻟــــﻰ ﻣــﺎﺿــﻴــﻪ اﻟــﺒــﻌــﻴــﺪ ﺣـــﲔ ﻛــــﺎن ﻻ ﻳــﺰال وﻟــﺪﴽ ﺻﻐﻴﺮﴽ. ﻓﻬﻮ ﺷــﺎرك ﻓﻲ اﳌﺠﻬﻮد اﻟﺤﺮﺑﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻛﻤﺠﻨﺪ واﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﳌﺨﺎﺑﺮات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ، وﻓــﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﲔ ﻗﺘﻞ ﻣـﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟـﻜـﻲ ﻳــﺰﻳــﺪه ذﻟـــﻚ اﺿــﻄــﺮاﺑــﴼ. ﻫﻨﺎك ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻨﺠﺰة ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﺼﺮﻳﺔ راﺋـــﻌـــﺔ، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻻ ﺗـﻤـﻨـﺢ اﻟــﻌــﻤــﻞ إﻻ ﺣﺴﻨﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، وﻫﻮ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﺪر ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻧﻲ وﺑﻌﺾ اﻹﻳﻀﺎح اﳌﻤﻨﻬﺞ ﺟﻴﺪﴽ.
اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﺳﺒﻘﻪ، وذاك اﻟﺬي ﺳﻴﺨﺘﺘﻢ اﻟﺪورة ﻫﺬه اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﺗﺸﻮﻳﻘﻲ أﻳﻀﴼ.
اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﻫــــﻮ »ﻋــﺸــﻖ ﻣـــــــــــــــﺰدوج« ﻟــــﻠــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻲ ﻓــــﺮﻧــــﺴــــﻮا أوزون اﳌـﻘـﺘـﺒـﺲ ﻣــﻦ رواﻳـــــﺔ أﻳـﻀـﴼ ﻫــﻲ »ﺣــﻴــﺎة ﺗــــﻮأم: ﻋــﺸــﻖ ﻣــــﺰدوج« ﻟﻠﻜﺎﺗﺒﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺟﻮﻳﺲ ﻛــﺎرول أوﺗــﺲ ﺻﺎﺣﺒﺔ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٤ رواﻳــﺔ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت وإﻟﻰ اﻟﻴﻮم. اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﻳــﻠــﻌــﺐ ﻫــﻨــﺎ دورﴽ ﻣــﻬــﻤــﴼ، ﻓﺎﻟﻔﻴﻠﻢ ﺣــﻮل ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﻲ اﺳﻤﻪ ﺑﻮل )ﺟﻴﺮوﻣﻲ رﻧﻴﻴﺮ( اﻟﺬي ﻳﻌﺎﻟﺞ اﻣﺮأة ﺷﺎﺑﺔ )ﻣﺎرﻳﻦ ﻓﺎت( ﻟﺠﺄت إﻟﻴﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن أوﺟﺎع ﻣﻌﺪﺗﻬﺎ ﻧــﺎﺗــﺠــﺔ ﻋـــﻦ ﺣـــﺎﻟـــﺔ ﻧــﻔــﺴــﻴــﺔ وﻟــﻴــﺲ ﺑﺪﻧﻴﺔ )ﻛﻤﺎ أﻛﺪ ﻛﺬﻟﻚ اﻷﻃﺒﺎء(. ﻛﻠﻴﻮ ﺗﺠﺬﺑﻪ وﺳﺮﻳﻌﴼ ﻣﺎ ﻳﺒﺪآن ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄن ﻟﻠﻄﺒﻴﺐ ﺷﻘﻴﻘﺎ ﺗﻮأﻣﺎ وﻟــﻮ أن ﻣﺎﺿﻴﻪ )أو ﻣﺎﺿﻴﻬﻤﺎ إذا أﺣﺒﺒﺖ( ﻳﺒﻘﻰ ﺧـﺎرج ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﳌﺎم.
ﻟـــــﻮﻳـــــﺲ )ﺷــــﻘــــﻴــــﻖ ﺑــــــــــﻮل( ﻫــﻮ أﻳـﻀـﴼ ﻃﺒﻴﺐ ﻧﻔﺴﻲ وﻫــﻲ ﺗﻌﺮض ﻣﺸﻜﻠﺘﻬﺎ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻋﻠﻴﻪ وﺗﺠﺪ أن ﺣــﻠــﻮﻟــﻪ ﻟــﻴــﺴــﺖ ﻣــﺘــﻄــﺎﺑــﻘــﺔ ﻣـــﻊ ﺗﻠﻚ اﻟـﺘـﻲ وﻓـﺮﻫـﺎ ﺑــﻮل. واﻷﻣـــﻮر ﺗﺘﻌﻘﺪ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ وﺻﺎﻋﺪا وﺗﺘﺴﻊ ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺘﺎﻫﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻟﺠﻬﺎ أوزون ﺟﻴﺪﴽ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك ودي ﺑﺎﳌﺎ )ﻣﻦ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﺒﺪأ اﳌﺮاﻳﺎ اﻟﺮاﻣﺰ ﻟﺘﻌﺪد اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت(، وﻟﻮ أﻧﻪ ﻳﻔﺘﻘﺪ ﻗﺪرﺗﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ إﺑﻘﺎء اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ ﺧﺎﻟﻴﴼ ﻣﻦ ﻋﻴﻮب اﻟﺮﻏﺒﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻪ.
ﻋﻮدة ﺑﻮﻻﻧﺴﻜﻲ
أﻓــــــﻀــــــﻞ ﻣـــــﻨـــــﻪ ﻓــــﻴــــﻠــــﻢ روﻣـــــــــﺎن ﺑــﻮﻻﻧــﺴــﻜــﻲ اﻟــــــﺬي ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻟـﻴـﺨـﺘـﺘـﻢ اﻟــﺪورة اﻟﺴﺒﻌﲔ، واﳌــﺮء ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛــﺎن اﺧﺘﻴﺮ ﻟﻼﻓﺘﺘﺎح ﻓﻠﺮﺑﻤﺎ ﻣﻨﺢ اﻟـــﺤـــﻀـــﻮر ﻃــﻤــﺄﻧــﻴــﻨــﺔ ﻟــــﻢ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻊ »أﺷـــــــﺒـــــــﺎح إﺳــــﻤــــﺎﻋــــﻴــــﻞ« اﳌـــﺘـــﻮﻋـــﻚ ﺗﻮﻓﻴﺮﻫﺎ.
ﺑــــﻮﻻﻧــــﺴــــﻜــــﻲ ﻓـــــﻲ »ﻗــــﺼــــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮاﻗﻊ« ﻣﺒﻨﻲ أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻫﻴﺘﺸﻜﻮك وﺳﻴﻨﻤﺎ دي ﺑﺎﳌﺎ. ﻣﻮﺳﻴﻘﻰ أﻟﻜﺴﻨﺪر دﺳﺒﻼت ﻟﻴﺴﺖ ﺑــﻌــﻴــﺪة اﻟــﺸــﺒــﻪ ﺑـﻤـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ ﺑــﺮﻧــﺎرد ﻫــــﺮﻣــــﺎن ﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ أﻟــــﻔــــﺮد ﻫـﻴـﺘـﺸـﻜـﻮك »ﻓـﺮﺗـﻴـﻐـﻮ« )٨٥٩١( وﺣـﻴـﺎﻛـﺔ ﻗﺼﺔ ﺗــﺘــﻨــﺎﻏــﻢ وﻣــﻌــﻄــﻴــﺎت ﻋــﻼﻗــﺔ ﺻـــﺮاع ﺑــﲔ اﻣـــﺮأﺗـــﲔ، وﺗــﻘــﺘــﺮب ﺛــﻢ ﺗــﻨــﺰوي ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ اﳌﺜﻠﻴﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ، ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ أﻗﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دي ﺑــﺎﳌــﺎ ﻓــﻲ ﻓﻴﻠﻤﻪ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ )أﻧـﺘـﺠـﻪ ﻃﺎق ﺑﻦ ﻋﻤﺎر( »ﺷﻬﻮة« )٢١٠٢( وﻻ ﺣـﺘـﻰ ﻓـﻴـﻠـﻢ أﻻن ﻛــﻮرﻧــﻴــﻮ »ﺟـﺮﻳـﻤـﺔ ﺣـﺐ« )٢١٠٢(، وﻫـﻮ أﻳﻀﴼ ﻣﻘﺘﺒﺲ ﻋﻦ رواﻳﺔ أدﺑﻴﺔ وﺿﻌﺘﻬﺎ دﻟﻔﲔ دي ﻓﻴﻐﺎن ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻊ ﺳﻨﻮات.
ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ اﺳﻤﻬﺎ )أﻳﻀﴼ( دﻟﻔﲔ )إﻳﻔﺎ ﻏﺮﻳﻦ( وﻫﻲ ﺗﻮﻗﻊ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ اﻷﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻔﻞ أدﺑــــــﻲ. ﻫـــﻨـــﺎك ﺗــﺘــﻌــﺮف ﻋــﻠــﻰ اﻣــــﺮأة ﺗﺘﻘﺪم ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺻﻒ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﺘﻮﻗﻴﻌﺎت اﺳﻤﻬﺎ »ﻫﻲ« ،Elle ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻧﻔﺴﻬﺎ.
»إل« )إﻳــــﻤــــﺎﻧــــﻮﻳــــﻞ ﺳــﻴــﻨــﺠــﺮ( ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﻈﻞ وﺗﻤﻨﺢ دﻟﻔﲔ أﺳــﺒــﺎﺑــﴼ ﺳــﺮﻳــﻌــﺔ ﻟــﻠــﺘــﻮاﺻــﻞ ﻣﻌﻬﺎ. »أﺳــﺘــﻄــﻴــﻊ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪﺗــﻚ ﻋــﻠــﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ رواﻳـــﺘـــﻚ اﳌــﻘــﺒــﻠــﺔ«، ﺗــﻘــﻮل ﻟــﻬــﺎ. ﻟﻜﻦ »إل« ﻻ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة دﻟﻔﲔ وإدارﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻏﺐ. ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ، وﺑـﻌـﺪ أن اﻧﺘﻘﻠﺖ »إل« ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻓـﻲ اﻟﺒﻴﺖ ذاﺗــﻪ اﻟـﺬي ﺗـﻌـﻴـﺶ ﻓـﻴـﻪ دﻟــﻔــﲔ، ﺗـــﺪرك اﻷﺧــﻴــﺮة أﻧــﻬــﺎ أﺻــﺒــﺤــﺖ ﻓــﻲ ﺧــﻄــﺮ اﻟـﺴـﻘـﻮط ﻓـــــﻲ ﺣــــﻔــــﺮة اﳌــــــــــﺮأة اﻷﺧــــــــــﺮى وﻫـــﻲ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻌﻼ إﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻢ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ اﻟـﺒـﺎرﻳـﺴـﻲ ﻣــﺎ ﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﺑﻜﺴﺮ ﻓﻲ اﻟـﺴـﺎق. ﻫﻨﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺪم اﺗﻜﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ »إل« ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﺻﺪﻳﻘﻬﺎ )ﻓﻨﺴﻨﺖ ﺑﻴﺮﻳﺰ( ﻏﺎﺋﺐ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
ﺳــﻴــﺒـــﻘــﻲ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪﻳـــﻪ ﻣﺴﺘﻤﺘﻌﲔ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻮﻗﺖ. ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺸﻮﻳﻖ وﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻞ وﺑﻌﺾ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻐﺎﻣﺾ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺎت، ﻟﻜﻦ اﻟﻨﻈﺮة اﻷﻋﻤﻖ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻣــﺮﺗــﺐ ﻟــﻴــﻘــﻮد ﻣــﺸــﺎﻫــﺪه ﻣــﻦ وﺿــﻊ ﻵﺧــﺮ ﺑﻔﻌﻞ اﻟــﺼــﺪف واﻻﺧــﺘــﻴــﺎرات اﳌـﻨـﺘـﻘـﺎة ﻣــﻦ اﳌــﻔــﺎرﻗــﺎت ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت أﺧﺮى ﻳﺘﻢ إﻟﻐﺎؤﻫﺎ.
إذا ﻣــــﺎ ﻛـــــﺎن ﻣـــﺪﻳـــﺮ اﳌــﻬــﺮﺟــﺎن ﺗﻴﻴﺮي ﻓﺮﻳﻤﻮ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﳌﻬﺮﺟﺎن اﳌــﻨــﺴــﺪل أدى دورة ﻧــﺎﺟــﺤــﺔ، ﻓــﺈن اﳌــﻨــﺘــﺞ واﳌــــــﻮزع اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﺗـﻴـﻴـﺮي ﻻﻧﻮﻓﻞ ﻳﻜﺸﻒ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻴﻨﻨﺎ أن اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎن ﻳـﻘـﺼـﺪ دﻋـــﻢ اﻟـﺴـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻋــﻤــﻮﻣــﴼ إﻟــﻰ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن ﺻــﻨــﺎﻋــﻲ ﻳــﻜــﺜــﻒ وﺟـــﻮد اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ:
»ﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ. ﻫﻞ ﺷﺎﻫﺪت ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻓﺮﻧﺴﻴﴼ ﻓﻨﻴﴼ أو ﻣﺴﺘﻘﻼ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﺜﻼ؟ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ«.
ﻣﻮﺿﻮع ﻣﺘﻮاﺻﻞ
إﻟـــﻰ ذﻟـــﻚ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن ﻣــﺎ ﺗﻢ ﻋــﺮﺿــﻪ ﻣــﻦ أﻓـــﻼم ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻟــﻢ ﻳﻨﻞ ﻣــﻌــﻈــﻤــﻬــﺎ ﺗــﻘــﺪﻳــﺮ ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﻟــﻨــﻘــﺎد ﻫــﻮ أﻓــﻀــﻞ ﻣــﺎ ﺗــﻘــﺪﻣــﺖ ﺑــﻪ ﺷـﺮﻛـﺎت اﻟــــﺘــــﻮزﻳــــﻊ: »ﻫـــــﻞ ﺷــــﺎﻫــــﺪت أﻓـــﻼﻣـــﴼ ﻣــﻦ ﺑﺎﺗﻴﻪ وﻏــﻮﻣــﻮن ﻣــﺜــﻼ؟« وﻋﻨﺪ اﻹﺟــﺎﺑــﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ أﺿـــﺎف: »ﻷﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗﻤﻠﻚ أﻓﻼﻣﴼ ﺟﺪﻳﺮة ﺑﺎﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﺣﺘﻰ ﺿﻤﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻴﺰ اﳌﺤﺪود ﻣﻦ اﻟﻔﻦ«.
اﻟـﺴـﻮق، ﺣﺴﺐ رﺻـﺪ اﳌﺠﻼت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑــﺎﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﺔ واﻹﻧــــــﺘــــــﺎج، ﻣـــﺜـــﻞ »ذا ﻫـــــﻮﻟـــــﻴـــــﻮود رﻳـــــﺒـــــﻮرﺗـــــﺮ« و»ﻓـــﻴـــﻠـــﻢ ﻓــﺮﻧــﺴــﻴــﺲ« و»ﻓــــﺎراﻳــــﺎﺗــــﻲ«، ﻛـﺎﻧـﺖ ﺿــﻌــﻴــﻔــﺔ. اﻟـــﺼـــﻔـــﻘـــﺎت إﻣــــــﺎ ﻋــﻘــﺪت ﻗﺒﻞ اﻟﺤﻀﻮر إﻟﻴﻪ أو أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺎﳌﺒﺎﻟﻎ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪة ﺣﺘﻰ ٨ ﺳﻨﻮات ﻣﻀﺖ.
وﺧــﻼل اﻟـﺴـﺎﻋـﺎت اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣﻦ اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻃﻔﺖ إﻟﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﻣﺠﺪدﴽ ﻋـــﻘـــﺪة »ﻧــﺘــﻔــﻠــﻜــﺲ« اﻟـــﺘـــﻲ ﻋــﺮﺿــﺖ ﻓﻴﻠﻤﲔ ﻣﻦ إﻧﺘﺎﺟﻬﺎ ﻫﻤﺎ »ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻣـــﺎﻳـــﺮوﻓـــﻴـــﺘـــﺰ« و»أوﻛـــــﻴـــــﺎ« ﺑــﻨــﺠــﺎح ﻧﻘﺪي ﻣﺤﺪود. ﻣﺎ أﻋﺎد اﻟﻘﻀﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﺑﻴﺎن ﻣﻦ »اﺗﺤﺎد اﻟﺴﻴﻨﻤﺎت اﻷوروﺑﻲ« (UNIC) ﻳﻤﺜﻞ ٦٣ ﺳﻮﻗﴼ أوروﺑــﻴــﺔ، ﺷــﺪد ﻋﻠﻰ أن ﻛـﻞ اﻷﻓــﻼم ﻋﻠﻴﻬﺎ أن ﺗﻜﻮن ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﻌﺮض ﻓﻲ ﺻﺎﻻت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ.
ﻫــﺬا اﻻﺗـﺤـﺎد اﻟـﻘـﻮي ﻣـﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳــﺤــﺒــﻂ أي ﻣــﺴــﻌــﻰ ﻟـﻨـﺘـﻔـﻠـﻜـﺲ أو ﳌـﻨـﺎﻓـﺴـﺘـﻬـﺎ أﻣـــــﺎزون ﻓــﻲ ﻋــﺮض أﻓﻼﻣﻬﺎ ﻓـﻲ أي ﻣﻬﺮﺟﺎن أوروﺑــﻲ، ورﺑﻤﺎ آﺳﻴﻮي إذا ﻣﺎ أﺻﺪر اﺗﺤﺎد ﻣﺸﺎﺑﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع.
وﻫـــــــﺬا ﻣــــﺎ ﻳـــﻌـــﺎرﺿـــﻪ اﳌـــﺨـــﺮج روﻣـــــــﺎن ﺑـــﻮﻻﻧـــﺴـــﻜـــﻲ اﻟــــــﺬي ﺻــــﺮح ﺗــــﻌــــﻠــــﻴــــﻘــــﴼ ﻋـــــﻠـــــﻰ اﻟــــــﺒــــــﻴــــــﺎن وﻋــــﻠــــﻰ اﻟﺘﺠﺎذﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺳــﺎدت اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻣﻨﺬ إﻋﻼﻧﻪ اﺷﺘﺮاك ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻔﻴﻠﻤﲔ ﻓـــﻲ اﳌــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ، ﺑــــﺄن ﻻ ﺧــﻄــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻣﻦ وﺟﻮد اﻟﻌﺮض اﳌﻨﺰﻟﻲ اﳌﺒﺎﺷﺮ. ﻗﺎل:
»اﻟـﻨـﺎس ﻻ ﺗﺬﻫﺐ إﻟـﻰ ﺻﺎﻻت اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟـﺼـﻮت اﻷﻓـﻀـﻞ وﻻ ﺑﺴﺒﺐ اﳌـﻘـﺎﻋـﺪ اﻷﻛﺜﺮ راﺣﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﺸﺎﻫﺪ اﻷﻓﻼم ﻣﻌﴼ«. ﺛﻢ أﺿﺎف: »اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻳـﺤـﺐ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪة اﻷﻓــــﻼم ﻋـﻠـﻰ ﻧﺤﻮ ﺟـــﻤـــﻌـــﻲ. إﻧــــﻬــــﺎ ﺗـــﺠـــﺮﺑـــﺔ ﻣــﺘــﺄﺻــﻠــﺔ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪة اﻷﻓﻼم ﻓﻲ اﳌﻨﺰل وﺣﻴﺪﴽ«.
وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻓﺾ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ أن ﺗﻄﻮى ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺪل »ﻛــﺎن« ﺳﺘﺎر اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻓﺈن اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺠﺎﻣﻊ واﻷﻫﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺬي ﺳﻴﻔﻮز ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪورة؟
ﻫﻨﺎك ﻋﺪة ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻗﺪ ﺗﻀﻌﻨﺎ أﻣﺎم اﻷﻓﻼم اﻷﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎﻻ ﺑﺎﻟﻔﻮز أﻫـــﻤـــﻬـــﺎ أن اﳌـــﻤـــﻴـــﺰ ﻓـــﻌـــﻼ ﻣـــﺤـــﺪود وﻗﻠﻴﻞ. ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻓـﻼم اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟـﺪورة ذات ﻋﺠﻴﻨﺔ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻣـــﻦ اﳌــــــﻮاد اﻟــﺒــﺼــﺮﻳــﺔ واﻟــﻔــﻨــﻴــﺔ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻬﺎ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ.
ﺻﻮب اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ
ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪم ﻫﻨﺎك اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺮوﺳﻲ »ﺑﻼ ﺣﺐ« اﻟﺬي ﻧﺎل اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻷﻋﻠﻰ ﺑـــﲔ اﻟــﻨــﻘــﺎد ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟـــــــﺪورة. إﻧــﻪ ﺟــــﺪﻳــــﺪ ﻣــــﺨــــﺮج ﻳــــﻮﻓــــﺮ ﳌــﺸــﺎﻫــﺪﻳــﻪ اﻷﺳـــﻠـــﻮب واﻟـــﻌـــﲔ اﻟـــﻨـــﺎﻗـــﺪة اﺳــﻤــﻪ آﻧﺪرﻳﻪ زﻓﻴﻨﺘﺴﻴﻒ وﻓﻴﻠﻤﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ، وإن ﻛـﺎن ﻟﻴﺲ اﻷﻓﻀﻞ ﺑﲔ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺔ، ﻣــــﺎ زال ﻳــﺤــﻤــﻞ ﻫــﺎﺗــﲔ اﳌﺘﻌﺘﲔ ﻓﻲ اﻟﺸﻜﻞ واﳌﻀﻤﻮن.
وﻛــــﺎن ﻳــﻤــﻜــﻦ ﻟـــﻪ أن ﻳــﺒــﻘــﻰ ﻓﻲ ﺳــــــﺪة اﻟـــﺘـــﺮﺟـــﻴـــﺤـــﺎت وﺣــــﻴــــﺪﴽ ﻟـــﻮﻻ ﻓﻴﻠﻢ آﺧـﺮ ﺣﻤﻞ ﻗــﻮة ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺎوﻳﺔ ﻋـﻨـﻮاﻧـﻪ »ﻣـﺨـﻠـﻮق رﻗــﻴــﻖ« ﳌﺨﺮﺟﻪ اﻟــﻠــﻴــﺘــﻮاﻧــﻲ ﺳــﻴــﺮﻏــﻲ ﻟــﻮزﻧــﻴــﺘــﺴــﺎ. إﻧــﻪ ﻓﻴﻠﻢ ﻳــﺪور ﺑﻜﺎﻣﻠﻪ ﺣــﻮل اﻣــﺮأة ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة روﺳﻴﺔ )ﻓﺎﺳﻴﻠﻴﻨﺎ ﻣﺎﻛﻮﻓﺘﺴﻴﻔﺎ( ﺗﺴﻠﻤﺖ ﻃـﺮدﴽ ﻛﺎﻧﺖ أرﺳﻠﺘﻪ ﻟﺰوﺟﻬﺎ اﻟﺴﺠﲔ. ﻻ ﺗﻌﺮف ﳌﺎذا أﻋﻴﺪ إﻟﻴﻬﺎ وﻟﻢ ﻳﻮﻓﺮ ﻟﻬﺎ أﺣﺪ أي ﺗﻔﺴﻴﺮ، ﻓﺘﻘﺮر أن ﺗﻘﻄﻊ اﳌﺴﺎﻓﺔ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺑﲔ ﻗﺮﻳﺘﻬﺎ وﺑﲔ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ روﺳﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪة ﻟــﻌــﻠــﻬــﺎ ﺗــﺤــﻈــﻰ ﺑــــﺎﻟــــﺠــــﻮاب. ﺣـــﺎل وﺻــﻮﻟــﻬــﺎ ﺗــﺠــﺪ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ ﻣـﻤـﻨـﻮﻋـﺔ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ اﻟﺪﺧﻮل ﻣﻦ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ.
ﺳـﺘـﺴـﻌـﻰ وﺳــﺘــﺼــﺪ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﻣــﺮة وﺳﺘﻘﻀﻲ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ اﻷوﻟــﻰ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎرى واﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﺸﺎرع وﻏﺮف اﻧﺘﻈﺎر، ﻫﺬا ﻗﺒﻞ أن ﻳــﻠــﺘــﻮي اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ٠٩ درﺟــــﺔ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﻔﺎﻧﺘﺎزﻳﺎ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﻃﻮﻳﻞ وﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻞ ﻓﻌﻠﻴﴼ ﺑﻤﺎ ﺳـﺒـﻖ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺼﻘﻪ ﺑــﺄي ﻓﻴﻠﻢ آﺧـﺮ ﻟﻴﺆدي ذات اﻟﻬﺪف ﻏﻴﺮ اﳌﺤﺪد.
روﺳـــﻴـــﺎ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺑـﻠـﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻫﺮات واﻟﺴﻜﺎرى واﻟﻔﺴﺎد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ. ﻟﻜﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ أﻧﻪ ﺑﻮﺟﻮد اﺳﺘﺜﻨﺎء واﺣﺪ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺪة )ﻫـﻮ اﻟـﺰوﺟـﺔ اﳌـﺼـﺮة( ﻓﺈن ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻳﻘﺘﻨﺺ ﻧﻔﺴﻪ. ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻨﻘﺪ ﻟﻌﺪم اﻣﺘﺜﺎﻟﻪ ﻟﻠﻮاﻗﻌﻴﺔ وﻟﺨﻠﻮه ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ آﺧﺮ )وﻟﻮ واﺣﺪ( ﻳﻘﺪم ﺗﻨﻮﻳﻌﺔ ﻣﺎ.
أﺳﻠﻮﺑﻴﴼ، ﻳﺤﻤﻞ ذات ﻣﺎ ﺣﺮص اﳌﺨﺮج ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ أﻓﻼﻣﻪ اﻟﺘﺴﺠﻴﻠﻴﺔ واﻟــﺮواﺋــﻴــﺔ ﻣـﻌـﴼ وﻫـــﻮ ﺗـﻮﻇـﻴـﻒ ﻛﻞ ﻣــﺸــﻬــﺪ ﻳــﺤــﻤــﻞ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﺷـﺨـﺺ واﺣﺪ ﻓﻴﻪ، ﻟﻼﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺎت ﻣــﺘــﺒــﺎدﻟــﺔ ﺑــﲔ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت ﺣﺘﻰ وإن ﻟـــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻣـﺘـﺼـﻠـﺔ ﺑـــﺎﻷﺣـــﺪاث. ﻣﺸﻬﺪ ﻣﺜﻞ اﻧﺘﻘﺎل ﺑﻄﻠﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﻄﻮرة ﻣﺰدﺣﻤﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻨﺎﻫﻰ إﻟـــﻰ ﻣـﺴـﺎﻣـﻌـﻨـﺎ ﻣــﺎ ﻳــﺘــﺒــﺎدﻟــﻪ ﺑـﺎﻗـﻲ اﻟﺮﻛﺎب ﻣﻦ ﺣـﻮار ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أن ﻣﻬﻤﺔ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﺳــﺮد اﻟـﺤـﻜـﺎﻳـﺔ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ، وﻛــــــﻞ ﺣـــﻜـــﺎﻳـــﺔ أو ﻣــــﻮﻗــــﻒ ﻣــﻤــﻜــﻦ، ﺳـﺮﻋـﺎن ﻣـﺎ ﻳﺨﻀﻊ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﺮﺗﺎﺑﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ.
ﻋﻠﻰ ذﻟـﻚ ﻗﺪ ﻳﻔﻮز ﻫـﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻣﺎ. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻴﻠﻢ ﺗﻮد ﻫﺎﻳﻨﺲ »ووﻧــﺪرﺳــﺘــﺮاك« ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻤﻪ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ وإﻳﺎه رﺋﻴﺲ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ اﳌــﺨــﺮج اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻲ ﺑــــــﺪرو أﳌـــــﺎدوﻓـــــﺎر ﻣــــﻦ ﻗــﻀــﺎﻳــﺎ ﻓـﻲ أﻓــﻼﻣــﻪ: اﳌــﺎﺿــﻲ اﻟــﻌــﺎﺑــﻖ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ ﻧﻔﺴﻴﺔ وﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﺣﺎﺿﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻮن ﻧﻔﺴﻪ.
ﻓــــﻲ اﳌــــﻘــــﺎﺑــــﻞ، ﻓـــــﺈن ﻣــــﺎ ﻳــﺨــﺮج ﻣــﻦ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎرات اﳌـﺒـﺪﺋـﻴـﺔ ﻫــﻮ أﻛﺜﺮ ﻣــﻤــﺎ ﻳــﺪﺧــﻠــﻬــﺎ، وﻓــــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــﺼــﺪد ﻓــﺈن اﻟـــﺮأي اﳌﻨﺘﺸﺮ ﻫﻨﺎ أن ﻓﻴﻠﻤﻲ ﺻـــﻮﻓـــﻴـــﺎ ﻛــــﻮﺑــــﻮﻻ »اﳌـــﻨـــﺨـــﺪﻋـــﺎت« وﻣﻴﺸﻴﻞ ﻫﻨﻴﻜﻪ »ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺳﻌﻴﺪة« ﻻ ﻳـﺴـﺘـﺤـﻘـﺎن اﻟــﻔــﻮز، ﻣــﺎ ﻳــﺮﻓــﻊ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﻓﻮز »ووﻧﺪرﺳﺘﺮاك« أﻳﻀﴼ أو ﻓﻴﻠﻢ اﻟﺘﺮﻛﻲ - اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﺎﺗﺢ أﻛﲔ »ﻓﻲ اﻻﺧﺘﻔﺎء«.
وﺑـــﻤـــﺎ أن اﳌـــﻬـــﺮﺟـــﺎن ﻓــﺮﻧــﺴــﻲ وﻣـــﻌـــﻈـــﻢ أﻓــــﻼﻣــــﻪ ﻣــﺒــﻠــﻠــﺔ ﺑــﺘــﻤــﻮﻳــﻞ ﻓــﺮﻧــﺴــﻲ )ﺣــﺘــﻰ ﻟـــﻮ ﺗــﺤــﺪﺛــﺖ ﺑﻠﻐﺔ أﺧﺮى(، ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺘﻌﺠﺐ ﺧﺮوج أﺣﺪﻫﺎ ﺑﺠﺎﺋﺰة وﻟﻮ ﻓﻲ ﻣﺪار ﺟﻮاﺋﺰ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﺤﻜﻴﻢ.