ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺧﻴﺮﻳﺔ أﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻮت ﻟﻠﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷﺧﻴﺮة
ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﺐء اﻟﻮاﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﺎرب اﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ رﻋﺎﻳﺘﻬﻢ
ﻻ ﻳﺒﺪي ﻛـﻞ ﺷﺨﺺ رد ﻓﻌﻞ ﺑﺸﻜﻞ إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ أول ﻣﺮة ﺗﺰوره ﻓﻴﻬﺎ روزﻣﺎري ﻫﻮدا. وﻗﺎﻟﺖ ﻫﻮدا: »اﻟﺪﻗﺎﺋﻖ اﻷوﻟﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻬﻠﺔ«.
وأﺿــــﺎﻓــــﺖ: »ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ أﺣــﻀــﺮ ﻷول ﻣــــــﺮة، ﻓـــﺄﻧـــﺎ أﻛــــــﻮن ﺑــﻤــﺜــﺎﺑــﺔ ﻣـــﻠـــﻚ اﳌـــــــــﻮت ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻟــﺒــﻌــﺾ اﻷﺷﺨﺎص«.
وﺗــﻌــﻤــﻞ ﻫــــﻮدا ﻣــﺘــﻄــﻮﻋــﺔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ رﻋﺎﻳﺔ اﳌﺮﺿﻰ اﻟﺨﺎرﺟﻴﲔ اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻮت، اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﳌﺴﺎﻋﺪات »ﻣﺎﻟﺘﻴﺴﺮ« ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، وأﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻮﺣﻴﺪة اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ.
وﺧـــــــﺪﻣـــــــﺔ رﻋـــــــﺎﻳـــــــﺔ اﳌــــﺮﺿــــﻲ اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﻮت ﺗﺒﺪو اﻷﺧﻴﺮة ﺟﺪا، وﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﳌـــــﺮﺿـــــﻰ، ﻓــــﺈﻧــــﻪ ﻳـــﺼـــﺒـــﺢ ﺑــﺸــﻜــﻞ واﺿـﺢ ﻓﺠﺄة أن ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺷﺎرﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ.
وﻟــــــﻜــــــﻦ ﺑــــﺎﻟــــﻨــــﺴــــﺒــــﺔ ﳌـــﺮﺿـــﻰ آﺧـﺮﻳـﻦ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻞ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟﻘﻮل وداﻋﺎ - وﺑﺼﻮرة ﺧــﺎﺻــﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻻ ﻳــﺮﻳــﺪ أﺣـــﺪ ﻣﻦ اﻷﺷــﺨــﺎص اﻷﻗـــﺮب واﻷﻋـــﺰ إﻟﻴﻬﻢ اﻟﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﳌﻮت.
وﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ ﻣـــﺎرﺗـــﻦ أﻟــﺸــﻴــﻤــﻴــﺮ، وﻫــﻮ ﻣﺘﻄﻮع ﻓـﻲ ﺧـﺪﻣـﺔ اﳌﺮﺿﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﻀﺮون، أن اﳌﻮت ﺳﻨﺔ اﻟﺤﻴﺎة.
وﻗﺎل: »ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﺮاﻓﻖ اﻣﺮأة ﻣﺎ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة اﻟﺤﻤﻞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗـﺮاﻓـﻖ ﺷﺨﺼﺎ ﺧـﻼل رﺣﻠﺘﻪ إﻟﻰ اﳌﻮت«.
وﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ إﺗﺎﺣﺔ ﻓـﺮﺻـﺔ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ، اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـﻦ أﻣــﺮاض ﺧﻄﻴﺮة أو ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﳌﻮت، ﻟﻠﺘﺤﺪث، أو ﺧﻮض ﺗﺠﺮﺑﺔ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﻼﻗﺔ إﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ورﺑﻤﺎ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺒﻌﺾ اﳌﺴﺎﻋﻲ اﻷﺧﻴﺮة، ﺑﻞ ﻳﻤﻜﻦ أﻳﻀﺎ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻌﺐء اﻟﻮاﻗﻊ ﻋــﻠــﻰ ﻛــﺎﻫــﻞ اﻷﻗـــــﺎرب واﻷﺻـــﺪﻗـــﺎء اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﲔ ﻋـﻠـﻰ رﻋـﺎﻳـﺘـﻬـﻢ. وﻗـﺎﻟـﺖ إﻧـــﻜـــﻪ ﻫــﻴــﻨــﺰ: »راﻓــــﻘــــﺖ رﺟـــــﻼ ﻓـﻲ اﻟﺴﺘﲔ ﻣـﻦ ﻋـﻤـﺮه، وواﻓــﺘــﻪ اﳌﻨﻴﺔ ﺑــﺴــﺮﻋــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﺑــﻌــﺪ أﺳــﺒــﻮﻋــﲔ وﻧﺼﻒ ﻓﻘﻂ«.
»وﻓــــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺬات، ﻛــــﺎن ﻣـــﻦ اﳌـــﻬـــﻢ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﺧــــﺎص أن ﺗــﺘــﻤــﻜــﻦ زوﺟـــــﺘـــــﻪ، اﻟــــﺘــــﻲ ﻛــﺮﺳــﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻟﺮﻋﺎﻳﺘﻪ ﻟﻌﺪة أﺷﻬﺮ، ﻣﻦ أن ﺗﺨﺘﻠﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ أﺧـﻴـﺮا ﻟﺜﻼث ﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ اﳌﺴﺎء«.
وأﺿﺎﻓﺖ ﻫﻴﻨﺰ أﻧﻬﺎ وﺟﺪت أن اﻷﻣﺮ اﳌﻘﻠﻖ أن اﻟﺰوﺟﲔ ﻟﻢ ﻳﺮﻳﺪا أن ﻳﻜﻮﻧﺎ »ﻋﺒﺌﴼ ﻋﻠﻰ أي ﺷﺨﺺ«.
وﻗـﺎﻟـﺖ ﻛﺎﺛﺮﻳﻦ ﺳـﻮﻣـﺮ، اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﻖ ﻋﻤﻞ اﳌﺘﻄﻮﻋﲔ، إﻧﻪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺿﻰ وأﻗﺎرﺑﻬﻢ اﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ رﻓﻀﻬﻢ ﻗﺒﻮل ﺧﺪﻣﺔ رﻋــــﺎﻳــــﺔ اﳌــــﺮﺿــــﻲ اﳌـــﺸـــﺮﻓـــﲔ ﻋـﻠـﻰ اﳌﻮت.
وﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﳌﺮﺿﻰ ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﻊ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪم ﺧﺪﻣﺔ رﻋﺎﻳﺘﻬﻢ. وﻗـﺎﻟـﺖ: »إن اﻷﻣــﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺒﻠﻮرة ﺷﻜﻞ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ، ورﻓﻊ اﻟﻌﺐء ﻋﻦ ﻛﺎﻫﻞ أﻗﺎرﺑﻬﻢ«.
وﻓـــﻲ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳـﻔـﻀـﻞ ﻣﻌﻈﻢ أﻓــــــــــــــﺮاده ﺗــــﺠــــﺎﻫــــﻞ ﻓـــــﻜـــــﺮة اﳌــــــﻮت واﻻﺣـــﺘـــﻀـــﺎر، ﻳـﺸـﻌـﺮ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻷﻗــــﺎرب ﺑــﺄن ﻫــﺬه اﻷﻓــﻜــﺎر ﺗﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ.
وﺗـﺘـﺬﻛـﺮ ﻫـــﻮدا أﺣــﺪ اﻟـﺸـﺒـﺎن، اﻟــــــــﺬي ﻃـــﻠـــﺐ ﻣــــﺴــــﺎﻋــــﺪة ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ ﻣﺎﻟﺘﻴﺴﺮ، ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ زﻳﺎرة ﺟﺪﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ.
وﺗﺎﺑﻌﺖ: »ﻋﻠﻴﻚ أن ﺗﻌﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻷن ﺗﺼﺒﺢ ﻓﺠﺄة ﺷﺨﺺ اﻻﺗﺼﺎل ﻓﻲ وﺿﻊ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ وﺟﺪاﻧﻴﴼ«.
وﻫـــــــــــﻮدا واﺣـــــــــــﺪة ﻣــــــﻦ ﻧــﺤــﻮ ٠٠١ آﻟـــﻒ ﺷــﺨــﺺ، اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﻄﻮﻋﻮن، ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻊ اﳌﺮﺿﻰ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻓـــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﺧــﻄــﻴــﺮة وﻋـﻠـﻰ ﺷﻔﺎ اﳌﻮت ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، وذﻟﻚ وﻓﻘﺎ ﻷرﻗﺎم اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﺧﺪﻣﺔ اﳌﺮﺿﻲ. وﻫﻨﺎك آﻻف آﺧﺮون ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ.
وﻋــــــﻠــــــﻰ اﻟـــــــﺮﻏـــــــﻢ ﻣـــــــﻦ اﻟـــــــــــ٥٢ ﻣــﺘــﻄــﻮﻋــﺎ، اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻌــﻠــﻤــﻮن ﻟــﺪى ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺎﻟﺘﻴﺴﺮ ﻓﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ ﺗـﻠـﺒـﻴـﺔ رﻏــﺒــﺎت ﻛﻞ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﺮﻓﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﻮت.
وﻳﺸﺎرك اﳌﺘﻄﻮﻋﻮن ﻓﻲ دورة ﻣﺪﺗﻬﺎ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻹﻋﺪاد أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻟﻌﻤﻠﻬﻢ، وﺗــﺸــﺮف ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﻮﻣﺮ وزﻣـﻴـﻠـﺘـﻬـﺎ ﻛــﺎﺗــﺎرﻳــﻨــﺎ ﻛـﻠـﻮدﻳـﻨـﻮ - ﻟــﻴــﺲ ﻓــﻘــﻂ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﻮﺿـﻊ ﺧـــﺮﻳـــﻄـــﺔ ﺑــــﺮاﻣــــﺞ ﻋــﻤــﻠــﻬــﻢ، وﻟــﻜــﻦ أﻳـﻀـﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ ﺗﺠﺎرﺑﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﻳــﺨــﻮﺿــﻮﻧــﻬــﺎ. وﻓــــﻲ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﺎت ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ، ﺗﻘﻒ اﻟــﻘــﻮارب اﻟﻮرﻗﻴﺔ زاﻫـﻴـﺔ اﻷﻟـــﻮان اﻧـﺘـﻈـﺎرا ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ اﻟــــــﺬﻳــــــﻦ ﻋــــــﺒــــــﺮوا »إﻟـــــــــﻰ اﻟـــﺠـــﺎﻧـــﺐ اﻵﺧﺮ«، وﻫﻲ ﻃﻘﻮس وداع ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﺘﻄﻮﻋﲔ.
وﻟـــﻜـــﻦ ﳌــــــﺎذا ﻳـــﺨـــﺘـــﺎرون ﻫــﺬا اﳌﺠﺎل ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺨﻴﺮي؟ ﻗﺎﻟﺖ ﻫـــﻴـــﻨـــﺰ: »ﻗـــــﺪ ﻣـــــﺎت واﻟــــــــﺪي ﻣـﻌـﻨـﺎ ﻓــﻲ اﳌـــﻨـــﺰل«. وﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ أن اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻣــﺤــﺰﻧــﺔ ﺑــﺸــﺪة، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺘﻬﻢ أﻳﻀﺎ ﻓﺮﺻﺔ أﺧﻴﺮة ﻟﻠﺸﻌﻮر ﺑﻘﺪر أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ.
وذﻛــــــﺮت: »ﺧـــﻮﻓـــﻲ ﻣـــﻦ اﳌـــﻮت أﺻﺒﺢ أﻗﻞ ﻗﻠﻴﻼ«.