اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻘﻤﻊ ﻃﻘﻮس رﻣﻀﺎن ﻓﻲ دﻣﺸﻖ ﺑﺬرﻳﻌﺔ »ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«
اﳌﺴﺤﺮاﰐ أﺑﺮز اﻟﻐﺎﺋﺒﲔ ﻋﻦ ﺷﻮارع اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ
ﻋـــــــﻤـــــــﺪ اﻟــــــــﻨــــــــﻈــــــــﺎم اﻟـــــــــﺴـــــــــﻮري وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﻤﺎرﺳﺎت ﺗﻬﺪف إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﻋـﺎدات وﻃﻘﻮس روﺣـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻳــﻤــﺎرﺳــﻬــﺎ اﻟــﺪﻣــﺸــﻘــﻴــﻮن ﻻﺳــﺘــﻘــﺒــﺎل ﺷــﻬــﺮ رﻣــــﻀــــﺎن، ﻛــﺎﻧــﻮا ﺗــﻮارﺛــﻮﻫــﺎ ﻋــﻦ آﺑــﺎﺋــﻬــﻢ وأﺟـــﺪادﻫـــﻢ وﻟـﻄـﺎﳌـﺎ ﺗــﻔــﺎﺧــﺮوا ﺑـﻬـﺎ ﺧــﻼل ﻗــﺮون ﻣﺎﺿﻴﺔ.
ﻓــــﻲ ﺳــــﻨــــﻮات ﻣــــﺎ ﻗـــﺒـــﻞ اﻟـــﺤـــﺮب ﻛـﺎن ﺣﺪﻳﺚ أﻫـﻞ اﻟﺸﺎم ﻗﺒﻞ ٠١ أﻳﺎم - ورﺑــﻤــﺎ أﻛــﺜــﺮ - ﻣــﻦ ﻗـــﺪوم رﻣـﻀـﺎن ﻳــﺘــﺮﻛــﺰ ﻋــﻠــﻰ ﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ إﻳــﻔــﺎء رﻣــﻀــﺎن ﺣﻘﻪ ﻣﻦ ﺣﻔﺎوة اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل، ﳌﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ، وﺗﺒﺎدل اﻟــﺰﻳــﺎرات ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻟﻪ، ﻧﻈﺮﴽ ﻻﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎدات ﺧﻼﻟﻪ. وﻣـــــﺎ إن ﺗــﺜــﺒــﺖ رؤﻳــــــﺔ ﻫـــﻼﻟـــﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻳﺒﺎدروا إﻟﻰ ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﴼ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻗﺎت وﻋﻠﻰ أﺟﻬﺰة اﻟﻬﻮاﺗﻒ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗـﺼـﺪح ﻣﻜﺒﺮت اﻟـﺼـﻮت ﻓﻲ اﳌﻨﺎزل واﳌﺤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺄﻧﺎﺷﻴﺪ دﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ وﺣﻲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ أو آﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ، وﺳﻂ ﺗﻬﺎﻓﺖ اﻟﻨﺎس ﻓـــﻲ اﻟـــﻄـــﺮﻗـــﺎت إﻟــــﻰ اﳌــﺴــﺎﺟــﺪ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﺘﺮاوﻳﺢ.
ﻟــﻜــﻦ اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﺧــﺘــﻠــﻒ ﺟــﺬرﻳــﴼ ﻓــــﻲ أﻏـــﻠـــﺐ أﺣــــﻴــــﺎء دﻣـــﺸـــﻖ ﻓــــﻲ ﻇـﻞ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻤــﺮ ﺑــﻬــﺎ اﻟــﺒــﻼد ﻣﻨﺬ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٦ ﺳــــﻨــــﻮات، وﻣــــﻊ إﺣــﻜــﺎم اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم وﻣــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎﺗــﻪ ﻗـﺒـﻀـﺘـﻬـﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. ﺟـﺎء اﻹﻋــﻼن ﻣﺴﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌـﺎﺿـﻲ ﻓـﻲ وﺳـﺎﺋـﻞ إﻋـﻼم اﻟــﻨــﻈــﺎم أن أول أﻳـــﺎم ﺷـﻬـﺮ رﻣـﻀـﺎن ﻫﻮ ﻳﻮم اﻟﺴﺒﺖ، ﻣﺨﺘﺼﺮﴽ وﺧﺠﻮﻻ، واﺧـــﺘـــﻔـــﺖ ﺣــــﻔــــﺎوة اﻻﺳـــﺘـــﻘـــﺒـــﺎل ﻓـﻲ اﻟــــﻄــــﺮﻗــــﺎت واﻷﺳــــــــــــﻮاق اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﺣﻔﻆ اﻷﻣﻦ.
وأﻋﺮب ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺘﺠﺮ ﻓﻲ ﺳﻮق ﺟﻨﻮب دﻣﺸﻖ اﻧﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت، ﻋﻦ اﻧﺰﻋﺎﺟﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﺮ. وﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﺑـــﺪرت ﻣﻨﻬﻢ إﺷــــﺎرات وﺗﻠﻤﻴﺤﺎت ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ أﻧﻬﻢ ﻻ ﻳــﺮﻳــﺪون ﺳﻤﺎع أي أﻧــﺎﺷــﻴــﺪ دﻳــﻨــﻴــﺔ. اﳌـﺼـﻴـﺒـﺔ أﻧـﻨـﺎ ﻻ ﻧـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ﻓــﻌــﻞ ﺷــــﻲء. ﻻ ﻳـﻮﺟـﺪ ﻓﻲ اﻟﻴﺪ ﺣﻴﻠﺔ، وﺑﻘﺎء اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﻫــــﺬا اﻟـــﺤـــﺎل ﺳـﻴـﺸـﺠـﻌـﻬـﻢ ﻓـــﻲ ﻗـــﺎدم اﻷﻳــﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻟﺼﻼة واﻟﺼﻴﺎم وذﻛﺮ اﻟﻠﻪ«.
وﻛـﺎﻧـﺖ ﺳـﻮرﻳـﺎ ﺗﻀﻢ أﻛـﺜـﺮ ﻣﻦ ٣٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ، ﻧﺤﻮ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻨـﻬـﻢ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻨــﺔ. وﻛــــﺎن ﻻﻓــﺘــﺎ ﻟﻴﻞ اﻟــﺠــﻤــﻌــﺔ - اﻟــﺴــﺒــﺖ، اﻗــﺘــﺼــﺎر ﻓـﺘـﺮة اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﻣﺂذن اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ اﻹﻣﺴﺎك، ﻋﻠﻰ ﺑﻀﻊ دﻗﺎﺋﻖ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ اﻟــﺤــﺮب ﺗﻤﺘﺪ ﻷﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٠٣ دﻗﻴﻘﺔ، ﻋﻠﻰ ﺣـﲔ ﺑــﺎت ﻣـﻦ اﻟـﻨـﺎدر ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺷــﺨــﺺ ﻳــﺬﻫــﺐ إﻟـــﻰ اﳌــﺴــﺠــﺪ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺗـﻐـﺺ ﺑـﺎﳌـﺼـﻠـﲔ ﻫـــﺬه اﻟــﺼــﻼة ﻓﻲ ﻓﺘﺮة ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب.
وﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻋــﺒــﺮ ﺧــﻄــﺒــﺎء ﻣﺴﺎﺟﺪ ﻋــﻦ اﻣﺘﻌﺎﺿﻬﻢ ﻟﻘﻠﺔ ﻋــﺪد اﳌﺼﻠﲔ ﺧﻼل ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ وﺣﻀﻮا اﳌﺼﻠﲔ ﻋﻠﻰ أداﺋﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﺟﺪ، أﻋﺮب رﺟﻞ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻘـﺪ اﻟــﺨــﺎﻣــﺲ ﻣــﻦ ﻋــﻤــﺮه، ﻋﻦ أﳌــﻪ اﻟﺸﺪﻳﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﻣـﺎ وﺻـﻠـﺖ إﻟﻴﻪ أﺣــــــﻮال اﻟـــﻨـــﺎس. وﻗــــــﺎل: »إن ذﻫــﺒــﺖ ﻷداﺋــــﻬــــﺎ ﻗـــﺪ ﻻ أﺻــــﻞ إﻟــــﻰ اﳌــﺴــﺠــﺪ، وإن وﺻــﻠــﺖ وأدﻳـــﺘـــﻬـــﺎ ﻗـــﺪ ﻻ أﻋـــﻮد إﻟﻰ اﳌﻨﺰل«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺨﺸﻴﺔ ﻣــﻦ اﻋــﺘــﺪاءات ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ اﳌــﻨــﺘــﺸــﺮﻳــﻦ ﻓــــﻲ ﻣـــﺪاﺧـــﻞ اﻟﺸﻮارع واﻷﺣﻴﺎء ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﺣﻤﺎﻳﺘﻬﺎ ﻣﻦ »اﻹرﻫﺎب« واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻀﻮن اﻟﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻨﺎول اﳌﺸﺮوﺑﺎت اﻟﻜﺤﻮﻟﻴﺔ.
وﺷﻬﺪت أﺣﻴﺎء دﻣﺸﻖ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻨﻈﺎم ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟـﻘـﻠـﻴـﻠـﺔ اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣــﻦ ﺣــﺎﻻت اﺧــﺘــﻔــﺎء أﺷـــﺨـــﺎص ﺑــﻌــﺪ ﺧــﺮوﺟــﻬــﻢ ﻷداء ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ. ﻛﻤﺎ ﺗﻌﺮض ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﳌـﺼـﻠـﲔ وﻫــﻢ ذاﻫــﺒــﻮن أو وﻫـﻢ ﻋـــﺎﺋـــﺪون ﻣـــﻦ اﳌــﺴــﺎﺟــﺪ ﺑــﻌــﺪ ﺻــﻼة اﻟﻔﺠﺮ إﻟﻰ اﻋﺘﺪاء ات ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﳌﺴﻠﺤﺔ.
وﻟـﻮﺣـﻆ ﺣــﺮص اﻟﻘﺎﺋﻤﲔ ﻋﻠﻰ ﺧــﺪﻣــﺔ اﳌــﺴــﺎﺟــﺪ ﻋـﻠـﻰ إﻏــﻼﻗــﻬــﺎ ﺑﻌﺪ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﴽ ﻣﻦ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺼﻼة، ﻷن »ﻫﻨﺎك ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﺑﺬﻟﻚ«، ﺑﺤﺴﺐ ﻗــــــﻮل أﺣــــــﺪﻫــــــﻢ، ﺧــــــﻼل ﺟــــــﺪل ﻛــﺒــﻴــﺮ وﻃـــﻮﻳـــﻞ ﺣــﺼــﻞ ﺑـﻴـﻨـﻪ وﺑـــﲔ ﻣــﺼــﻞ، أراد أن ﻳﻤﻜﺚ ﻓـﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﻟﻠﻌﺒﺎدة واﻻﺳـﺘـﻐـﻔـﺎر وﺗـــﻼوة اﻟــﻘــﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻛﻤﺎ ﻛـﺎن اﻷﻣـﺮ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات اﻟﺤﺮب، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺴﺎﺟﺪ ﺗﻌﺞ ﺑﺎﳌﺼﻠﲔ ﻃﻮال اﻟﻨﻬﺎر ﺧﻼل ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، وﻻ ﺗﻐﻠﻖ أﺑﻮاﺑﻬﺎ إﻻ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﺻﻼة اﻟﺘﺮاوﻳﺢ وﺣﺘﻰ ﺻﻼة اﻟﻔﺠﺮ.
وأﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﺎ ﻳــﻠــﻔــﺖ اﻻﻧـــﺘـــﺒـــﺎه ﻫﻮ ازدﻳــﺎد ﺗﺤﺮش ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑــﺎﳌــﺼــﻠــﲔ وﻫـــــﻢ ﻓـــﻲ ﻃــﺮﻳــﻘــﻬــﻢ إﻟــﻰ اﳌـــﺴـــﺎﺟـــﺪ ﻷداء ﺻـــــﻼة اﻟـــﺘـــﺮاوﻳـــﺢ، وإﻃــــــــﻼق ﺗـــﻠـــﻚ اﻟـــﻌـــﻨـــﺎﺻـــﺮ ﻋــــﺒــــﺎرات اﺳﺘﻬﺰاء وﺳﺨﺮﻳﺔ ﺗﻄﺎل اﳌﺴﺮﻋﲔ ﻓﻲ ﻣﺸﻴﺘﻬﻢ ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﳌﺴﺎﺟﺪ، ﻣﺜﻞ: »أﺳﺮع.... راﺣﺖ ﻋﻠﻴﻚ«.
وﻳـﺤـﺮص ﻋﻨﺎﺻﺮ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﳌﻨﺘﺸﺮة وﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ اﳌﺴﺎﺟﺪ وأﻣﺎﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎدﻣﲔ ﻷداء ﺻﻼﺗﻲ اﻟﺠﻤﻌﺔ واﻟــــﺘــــﺮاوﻳــــﺢ، ﺧــﺼــﻮﺻــﴼ ﻣــﻨــﻬــﻢ ﻣـﻦ ﻳﺮﺗﺪي ﺛﻮﺑﴼ أﺑﻴﺾ وﻗﺒﻌﺔ ﺑﻴﻀﺎء، وأﺣــــﻴــــﺎﻧــــﺎ ﻳـــﻌـــﻤـــﺪون إﻟـــــﻰ ﺗـﺴـﺠـﻴـﻞ أﺳﻤﺎﺋﻬﻢ، واﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ أﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻟﺤﻲ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﺮاﺟﻊ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ أﻋﺪاد اﳌﺼﻠﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﺗﺪون اﻟﺜﻮب اﻷﺑـــﻴـــﺾ. وﻗــــﺎل أﺣـــﺪ اﳌــﺼــﻠــﲔ: »ﻟــﻢ ﻳــﺒــﻖ ﺳـــﻮى وﺿـــﻊ ﺷــــﺮوط ﻟـﻠـﺼـﻼة ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﻣﻨﻊ ارﺗـﺪاء اﻟﺠﻼﺑﻴﺔ )اﻟــﺜــﻮب اﻷﺑــﻴــﺾ(... ﻫﺬه ﻣﺴﺨﺮة«.
واﻋـــــﺘـــــﺎد ﻛـــﺜـــﻴـــﺮون ﻣــــﻦ اﻟــﺴــﻨــﺔ ارﺗــﺪاء أﺛــﻮاب ﺑﻴﻀﺎء أﺛﻨﺎء اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ اﳌﺴﺎﺟﺪ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ وﻓـﻲ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، ﻟﺪرﺟﺔ أن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺎت ﻳﻌﺪﻫﺎ رﻣﺰﴽ ﻻﺗﺒﺎع ﻫﺬا اﳌﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﺣﺘﻰ ﺳﻨﻮات ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺤﺮب، ﺑﻘﻲ »اﳌﺴﺤﺮاﺗﻲ« وﻃﺒﻠﺘﻪ وأﻧﺎﺷﻴﺪه اﻟﻮدﻳﻌﺔ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﺣﻴﺎء اﻟﺪﻣﺸﻘﻴﺔ ﻹﻳـﻘـﺎظ اﻟـﻨـﺎس ﻗﺒﻞ أذان اﻹﻣـــﺴـــﺎك ﻟــﺘــﻨــﺎول وﺟــﺒــﺔ اﻟــﺴــﺤــﻮر، رﻏـﻢ اﻋﺘﻤﺎد اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺒﻬﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ أو اﻟﻬﻮاﺗﻒ ﻟﻼﺳﺘﻴﻘﺎظ. ﻟــﻜــﻦ وﺑــﺴــﺒــﺐ اﻷوﺿــــــــﺎع اﻟــﺴــﺎﺋــﺪة ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ، اﺧــﺘــﻔــﻰ »اﳌـــﺴـــﺤـــﺮاﺗـــﻲ« ﻣﻦ اﻷﺣـﻴـﺎء اﻟﺪﻣﺸﻘﻴﺔ، وﻟـﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺠﺮؤ أﺣـﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﻷﻣــﺮ أو ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻪ.
وإذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳــﻘــﺪﻣــﻬــﺎ اﳌـــﻴـــﺴـــﻮرون ﻟـﻠـﻤـﺤـﺘـﺎﺟـﲔ ﺗــــﺮاﺟــــﻌــــﺖ ﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻛـــﺒـــﻴـــﺮ اﻷﻋــــــــﻮام اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺗـﻜـﺎد ﺗـﻜـﻮن ﻧــﺎدرة ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، وﻗﺎل رﺟﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺴﺎدس ﻣﻦ ﻋﻤﺮه: »اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻜﺎد ﺗـﻜـﻔـﻲ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ... ﺣـﺘـﻰ اﳌــﻴــﺴــﻮرون ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺘﺤﺴﺒﻮن ﳌﺎ ﺳﻴﺄﺗﻲ«.