Asharq Al-Awsat Saudi Edition

رﺣﻴﻞ دﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﺑﻨﻤﺎ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻋﻤﻴﻞ »ﺳﻲ آي إﻳﻪ«... وﻫﺪﻓﻬﺎ

اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺎرﻳﻼ اﻋﺘﱪ أن ﻏﻴﺎﺑﻪ »ﻳﻐﻠﻖ ﻓﺼﻼ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺦ« ﺑﻼده

- ﺑﻨﻤﺎ ﺳﻴﱵ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﺗﻮﻓﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻨﻤﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻋﻦ ٣٨ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻣﻀﻰ ﻋﻘﻮدا ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺋﻢ ارﺗﻜﺒﺖ ﻓﻲ ﻋﻬﺪه. اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﺣﻜﻢ ﺑﻨﻤﺎ ﻣﻦ ٣٨٩١ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ ﻃﺮده ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ٩٨٩١، وأﻋﻠﻦ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻼﺗﺼﺎﻻت ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ دوﻧﻴﻨﻐﻴﺰ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﻓـﺎة ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻟﻴﻞ اﻻﺛﻨﲔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺘﺐ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﺒﻨﻤﻲ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﺧـــﻮان ﻛــﺎرﻟــﻮس ﻓـﺎرﻳـﻼ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« أن وﻓﺎﺗﻪ »ﺗﻐﻠﻖ ﻓﺼﻼ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ«، ﻣﺆﻛﺪا أن »ﺑﻨﺎﺗﻪ وأﻗﺎرﺑﻪ ﻳﺴﺘﺤﻘﻮن ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﻨﺎزة ﻟﻪ ﺑﺴﻼم«.

وﻛـــــــﺎ­ن ﻧـــﻮرﻳـــ­ﻴـــﻐـــﺎ ﺧـــﻀـــﻊ ﻟــﻌــﻤــﻠ­ــﻴــﺔ ﺟــﺮاﺣــﻴـ­ـﺔ ﻻﺳـﺘـﺌـﺼـﺎ­ل ورم ﺣﻤﻴﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺪﻣــﺎغ ﻓــﻲ ٧ ﻣــﺎرس )آذار( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑﻨﻤﺎ ﺳﻴﺘﻲ اﻟـﻌـﺎم ﺣﻴﺚ ﺗـﻮﻓـﻲ، ﻟﻜﻨﻪ أﺻـﻴـﺐ ﺑـﻨـﺰف ﻓـﻲ اﻟــﺪﻣــﺎغ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ وﺧﻀﻊ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة وﺑﻘﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺟﺔ ﻋﻠﻰ أﺛﺮﻫﺎ.

ﺧــــﺮج ﻧــﻮرﻳــﻴـ­ـﻐــﺎ، اﻟـــــﺬي ﻛــــﺎن ﻳــﻤــﻀــﻲ ﻋـﻘـﻮﺑـﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٢ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺛﻼﺛﺔ أﺣﻜﺎم ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﺧﺘﻔﺎء ﻣﻌﺎرﺿﲔ ﻓـﻲ ﻋـﻬـﺪه، ﻣـﻦ اﻟﺴﺠﻦ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻓــﻲ ﻧـﻬـﺎﻳـﺔ ﻳـﻨـﺎﻳـﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧـ­ـﻲ( اﳌــﺎﺿــﻲ وﻛــﺎن ﻳﻘﻴﻢ ﻟـﺪى واﺣــﺪة ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺗﻪ اﻟﺜﻼث ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﻨﻤﻴﺔ. وﻃﻠﺒﺖ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻣـﺮارا وﺿﻌﻪ ﻓﻲ اﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺠﺒﺮﻳﺔ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻦ؛ إذ إﻧﻪ أﺻﻴﺐ ﻣﺮات ﻋﺪة ﺑﻨﺰف ﻓﻲ اﻟـﺪﻣـﺎغ وﻣﺸﻜﻼت رﺋﻮﻳﺔ وﺳـﺮﻃـﺎن ﻓﻲ اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎت واﻧﻬﻴﺎر ﻋﺼﺒﻲ. ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ رﻓﻀﺖ ﻫﺬه اﻟﻄﻠﺒﺎت، ﻣﺆﻛﺪة أﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺠﺮاﺣﻴﺔ.

ﻛـــﺎن ﻧـﻮرﻳـﻴـﻐـ­ﺎ ﻋـﻤـﻴـﻼ ﻟــﻮﻛــﺎﻟـ­ـﺔ اﻻﺳــﺘــﺨـ­ـﺒــﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ )ﺳﻲ آي إﻳﻪ( ﻗﺒﻞ أن ﺗﻐﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة وﺗــﻄــﻴــ­ﺢ ﺑـــﻪ ﺛـــﻢ ﺗــﺼــﺪر أﺣــﻜــﺎﻣـ­ـﺎ ﻗـﺎﺳـﻴـﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌـﺨـﺪرات. وﻳﻌﺘﻘﺪ أن وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺟﻮد ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﻤﺎ ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻘﻨﺎة، ﺟﻨﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة.

وﻗــــﺎﻟــ­ــﺖ اﺑـــﻨـــﺘ­ـــﻪ ﺳــــﺎﻧـــ­ـﺪرا ﻟـــﻮﻛـــﺎ­ﻟـــﺔ اﻟــﺼــﺤــ­ﺎﻓــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ إن رواﻳـــﺔ ﺣـﻴـﺎة واﻟــﺪﻫــﺎ »ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻬﺎ ﻛــﺘــﺎب«. وﻓــﻘــﺪ ﻧـﻮرﻳـﻴـﻐـ­ﺎ، اﻟـــﺬي ﻇــﻞ ﺣﻠﻴﻔﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻌﻘﻮد، ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺻﻼﺗﻪ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻌﺼﺎﺑﺔ اﳌﺨﺪرات »ﻣﻴﺪﻳﻠﲔ« اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ، وﺗﻤﺖ اﻹﻃﺎﺣﺔ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻏﺰو أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻋﺎم ٩٨٩١، وﻗﺘﻞ ﻧﺤﻮ ٣ آﻻف ﺷﺨﺺ ﺧﻼل ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺪﻧﻴﲔ، وﻟﻢ ﻳﺘﻀﺢ ﻋﺪد ﻣﻦ ﻫﻠﻜﻮا ﺑﺸﻜﻞ دﻗﻴﻖ ﺑﺴﺒﺐ دﻓﻦ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﺮ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ.

وﻣﺎﻧﻮﻳﻞ أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﺻﻒ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻋـﺴـﻜـﺮي ﺑــﻼ رادع، ﺗـﻘـﺮب ﻣــﻦ زﻋـﻴـﻢ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌـﺨـﺪرات اﻟﻜﻮﻟﻮﻣﺒﻲ ﺑﺎﺑﻠﻮ إﻳﺴﻜﻮﺑﺎر، ﺛﻢ زﻋﻴﻢ اﻟﺜﻮرة اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ ﻓﻴﺪل ﻛﺎﺳﺘﺮو، واﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻋﺪد ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ.

وﻗــــﺎل اﻟــﺠــﻨــ­ﺮال روﺑــــﻦ دارﻳـــــﻦ ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺪس، أﺣــﺪ ﻗﺎدﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ، إن »اﻷﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻫﻮ أﻧﻪ ﺟﻌﻞ اﳌـﺆﺳـﺴـﺔ )اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮ­ﻳـﺔ( أداة ﺗﺠﻤﻊ ﺑــﲔ اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ وﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌﺨﺪرات«.

وﻟﺪ ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻓﻲ ١١ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٤٣٩١ ﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻛﻮﻟﻮﻣﺒﻴﺔ ﻓﻘﻴﺮة وﻛﺎن ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺼﺒﺢ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ، ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺎب اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ وﺟﻬﻪ ﻧﺪوﺑﺎ وﻳﻠﻘﺐ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ »ﺑﻮﺟﻪ اﻷﻧﺎﻧﺎس«، اﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ.

ﻓﻲ ١١ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٨٦٩١ ﺷﺎرك ﻓﻲ اﻻﻧﻘﻼب اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺿﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ آرﻧﻮﻟﻔﻮ آرﻳﺎس، وﺑــﺪأ ﺻـﻌـﻮده ﻣـﺪاﻓـﻌـﺎ ﻋـﻦ اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟـﻘـﻮي اﻟﺠﺪﻳﺪ وﻗﺎﺋﺪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺠﻨﺮال ﻋﻤﺮ ﺗﻮرﻳﺨﻮس اﻟﺬي ﻋﻴﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﻋــﺎم ﻋﻠﻰ رأس ﺟﻬﺎز اﻻﺳـﺘـﺨـﺒـ­ﺎرات اﳌﺨﻴﻒ اﳌﺴﻤﻰ »ﺟﻲ٢«. ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺘﻞ ﺗﻮرﻳﺨﻮس ﻓﻲ ﺣﺎدث ﻏﺎﻣﺾ ﻟﺘﺤﻄﻢ ﻃﺎﺋﺮة ﻓﻲ ١٨٩١، أﺻﺒﺢ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ، اﻟﺬي ﻧﺴﺐ إﻟﻴﻪ ﺣﺎدث ﺳﻘﻮط اﻟﻄﺎﺋﺮة، رﺟﻞ ﺑﻨﻤﺎ اﻟﻘﻮي.

ﻓﻲ ٣٨٩١، رﻗﻲ إﻟﻰ رﺗﺒﺔ ﺟﻨﺮال، وﺗﻮﻟﻰ ﻗﻴﺎدة اﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﺣﺘﻰ ٩٨٩١ ﺗﻮﻟﻰ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻼد ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ٦ رؤﺳﺎء ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻛﺎﻧﻮا أﺿﻌﻒ ﻣﻨﻪ ﺑﻜﺜﻴﺮ. وﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﻮات ﻛﺎن ﻣﺎﻧﻮﻳﻞ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ وزوﺟﺘﻪ ﻓﻴﻠﻴﺴﻴﺪاد وﺑﻨﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺜﻼث ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﻓﺨﻢ ﻳﻀﻢ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺣﻴﻮان ﺻﻐﻴﺮة وﻛﺎزﻳﻨﻮ ﺧﺎﺻﺎ وﻣﺮﻗﺼﺎ.

اﻧــﺘــﻬــ­ﺞ ﻧــﻮرﻳــﻴـ­ـﻐــﺎ، اﻟـــــﺬي وﺻــﻔــﻪ ﻣــﻌــﺎرﺿـ­ـﻮه ﺑــﺄﻧــﻪ »ﻣـﻌـﺘـﻞ ﻧـﻔـﺴـﻴـﺎ« و»دﻳــﻜــﺘــ­ﺎﺗــﻮر ﺑــــﺎرد« اﻟﻘﻤﻊ ﻓـﻲ اﻟـﺪاﺧـﻞ، وﺣــﻮل ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻷﻣــﻮال إﻟﻰ أوروﺑﺎ. ﻟﻜﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٧٨٩١ ﺷﻜﻞ ﻣﻨﻌﻄﻔﺎ؛ ﻓــﻘــﺪ ازدادت اﳌــﻈــﺎﻫـ­ـﺮات ﺿــﺪ اﻟــﻔــﺴــ­ﺎد وﻣـــﻦ أﺟــﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﻓﻲ ٠٣ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻨﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ.

ﻗﺎل اﻟﻜﻮﻟﻮﻧﻴﻞ روﺑﺮﺗﻮ دﻳــﺎز، رﺋﻴﺲ اﻷرﻛـﺎن اﻟﺒﻨﻤﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، إن »ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﺗﺮك أﺛﺮا ﺳﻴﺌﺎ« ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻤﺎ. وأﺿــﺎف: »ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا اﻟﺘﺤﺪث ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻋﻨﻪ. ﻛـﺎن ﺟـﻼدا ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن أﻳﻀﺎ ﺿﺤﻴﺔ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ«.

ﻓــﻲ ﻓــﺒــﺮاﻳـ­ـﺮ )ﺷــﺒــﺎط( ٨٨٩١ اﺗــﻬــﻢ رﺳـﻤـﻴـﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺘﻬﺮﻳﺐ اﳌﺨﺪرات إﻟﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻣﻌﺎدﻳﺎ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ وﺗﺤﺪى واﺷﻨﻄﻦ اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻘﻮﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻤﺎ. ﻓﻲ ٠١ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٩٨٩١ أﻟﻐﻰ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ اﻧﺘﺨﺎب ﻏﻴﻴﺮﻣﻮ إﻳﻨﺪارا. ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ أﻃﻠﻖ اﻟﺠﻴﺶ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣــﻨــﺎورا­ت ﺑﺤﺮﻳﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻐﺰو ﺑﻨﻤﺎ ﻓﻲ ٠٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول(. وﻟﺠﺄ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ إﻟـﻰ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺒﺎﺑﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺑﻘﻲ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﺛﻢ ﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ. ﻧﻘﻠﺖ اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ إﻟــﻰ اﻟــﻮﻻﻳــﺎ­ت اﳌﺘﺤﺪة ﺣﻴﺚ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٠٤ ﻋﺎﻣﺎ، أﻣﻀﻰ ﻣﻨﻬﺎ ١٢ ﻟﺤﺴﻦ ﺳﻠﻮﻛﻪ، ﺛﻢ ﻧﻘﻞ ﻓﻲ ٠١٠٢ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺤﺘﻪ وﺳﺎم ﺟﻮﻗﺔ اﻟﺸﺮف ﻓﻲ ٧٨٩١ ﻓﻲ إﻃـﺎر إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴ­ﺔ ﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ وﺑﻨﻤﺎ، ﺣﻴﺚ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٧ ﺳﻨﻮات ﻟﻐﺴﻞ أﻣﻮال ﻣﺼﺪرﻫﺎ ﺗﻬﺮﻳﺐ اﳌﺨﺪرات.

ﻓﻲ ١١٠٢، ﺳﻠﻤﺘﻪ ﺑﺎرﻳﺲ إﻟـﻰ ﺑﻨﻤﺎ ﻟﻴﻤﻀﻲ ٣ أﺣـﻜـﺎم ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎ ﳌﺴﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋﻦ اﺧﺘﻔﺎء ﻣﻌﺎرﺿﲔ، وﻫﺬا ﻣﺎ أﻧﻜﺮه ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار. وﻗﺎل: »ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻲ ﺑﻤﻮت أي ﻣﻦ ﻫﺆﻻء. ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك داﺋﻤﺎ ﻣﺆاﻣﺮة ﺿﺪي أواﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ دون ﺟﱭ«. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ اﻷﺳﺮار اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﺣﻮل اﻟﺴﻠﻄﺔ، ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ أي ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎ­ت ﻓــﻲ ﺣـﻴـﺎﺗـﻪ ﻻ ﻋــﻦ ﻣــﺆﻳــﺪﻳـ­ـﻪ وﻻ ﻋﻦ ﻣﻌﺎرﺿﻴﻪ. ﻓﻲ ٥١٠٢ ﻗﺪم ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ اﻋﺘﺬاراﺗﻪ إﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻹﻫﺎﻧﺔ ﻣﻦ أﻓﻌﺎﻟﻪ »أو ﺗﻀﺮر أو أﺿﻌﻒ أو أﻫﲔ ﺑﻬﺎ«.

 ??  ?? ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ ٩٨٩١... وﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٠٩٩١ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺴﻪ ﺑﻤﻴﺎﻣﻲ )أ.ف.ب(
ﻧﻮرﻳﻴﻐﺎ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ ٩٨٩١... وﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ ٠٩٩١ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺴﻪ ﺑﻤﻴﺎﻣﻲ )أ.ف.ب(
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia