ﻣﻠﺘﻘﻰ »ﻧﻮر اﻟﺸﻜﻞ« ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻓﻲ دورة ﺟﺪﻳﺪة
ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎب دام ﻋﺪة ﺳﻨﻮات، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻣﺮت ﺑﻬﺎ اﻟﺒﻼد، ﻳﺴﺘﻌﻴﺪ اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻲ اﻟﺪوﻟﻲ »ﻧﻮر اﻟﺸﻜﻞ« ﻧﺸﺎﻃﻪ ﻣﺠﺪدا، ﻓﻲ دورة ﺟﺪﻳﺪة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ٣٤ ﻓﻨﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺮ واﻟﺪول اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ واﻷﺟــﻨــﺒــﻴــﺔ، وﻫــــﻲ: ﻣــﺼــﺮ واﻹﻣـــــﺎرات وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﺴﻨﻐﺎل ﺗﻮﻧﺲ وﺳـﻮرﻳـﺎ واﳌﺠﺮ، وﺳــﻴــﺴــﺘــﻤــﺮ ﻋــــﺮض اﻷﻋـــﻤـــﺎل ﺣــﺘــﻰ ٤١ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﻘﺒﻞ.
ﻓـــﻌـــﺎﻟـــﻴـــﺎت اﳌــﻠــﺘــﻘــﻰ ﺗــﻨــﻄــﻠــﻖ ﻣـــﺴـــﺎءاﻟـــﻴـــﻮم )اﻷرﺑﻌﺎء(، ﺑﻘﺼﺮ اﻟﻔﻨﻮن ﺑﺪار اﻷوﺑﺮا ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة. ﻳﻔﺘﺘﺢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺧﺎﻟﺪ ﺳﺮور رﺋﻴﺲ ﻗﻄﺎع اﻟـﻔـﻨـﻮن اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ ﺑﺤﻀﻮر ﻟﻔﻴﻒ ﻣﻦ اﻟــﻔــﻨــﺎﻧــﲔ واﻟــﻨــﻘــﺎد واﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ.
ﺣـــــــــــــــــــﻮل ﻫـــــــــﺬه اﻟــــﺪورة ﻗــﺎل ﺳــﺮور: »إﻧــﻬــﺎ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﻋــﻮدة اﳌــــﻠــــﺘــــﻘــــﻰ، وﺑـــﻌـــﺜـــﺎ ﻣــﺮة أﺧــﺮى ﳌﺴﺎﺣﺔ ﻣـــــــــــــﺘـــــــــــــﻔـــــــــــــﺮدة ﻣــــــﻦ اﻟـﺘـﺠـﺮﻳـﺐ واﻟـﺒـﺤـﺚ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﺤﺪﻳﴼ ﻣﺤﻔﺰﴽ ﻟﻘﺪرات اﻟﻔﻨﺎن ﻹﻳﺠﺎد ﺣﻠﻮل ورؤى ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺗﺮﺗﻜﻦ إﻟــﻰ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺧﺎﻣﺔ اﻟﻨﻮر وﻣﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﻀﺎﻣﲔ ﻟﻬﺎ وﻗﻊ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮوح واﻟﻮﺟﺪان«.
وﻛـــــﺎن ﻗــﺼــﺮ اﻟـــﻔـــﻨـــﻮن اﺣــﺘــﻀــﻦ اﻟـــﺪورﺗـــﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ ٥٠٠٢ و٦٠٠٢ واﻟﻠﺘﲔ ﺣﻘﻘﺘﺎ ﻧﺠﺎﺣﴼ وﺻﺪى ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﲔ اﳌﺤﻠﻲ واﻟﺪوﻟﻲ.
ﻣــــﻦ ﺟـــﻬـــﺘـــﻪ، ذﻛــــــﺮ د. ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ أﺑــــــﻮ اﻟــﻨــﺠــﺎ اﻟـﻘـﻮﻣـﻴـﺴـﻴـﺮ اﻟــﻌــﺎم ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ أن »ﻧـــﻮر اﻟـﺸـﻜـﻞ« ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎب ﺳﻨﻮات، ﻓﻠﻘﺪ ﺑﺪأت اﻟﻔﻜﺮة ﻋﺎم ٥٠٠٢ وﺗﺒﻨﺎه ﻗﻄﺎع اﻟﻔﻨﻮن اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ، وﻣﻌﺎ أﻧﺠﺰﻧﺎ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻋﻤﻞ ﺗﺮﻛﺖ أﺛﺮﻫﺎ إﻟﻰ اﻵن ﻟﺪى ﺟﻤﻴﻊ ﻣـﻦ ﺷـﺎرﻛـﻮا ﻣﻌﻨﺎ ﻓـﻲ ﻧــﻮر اﻟﺸﻜﻞ اﻷول واﻟﺜﺎﻧﻲ، اﻟﺬي ﻧﺘﻤﻨﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺆﺛﺮا إﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻓﻲ ﻇﻞ اﳌﻨﺎخ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺗﺸﻬﺪه ﻣﺼﺮ واﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻞ واﻟﻌﺎﻟﻢ أﺟﻤﻊ، وﻟﻬﺬا ﺗﻜﻤﻦ أﻫﻤﻴﺔ أن ﻧﺠﺘﻤﻊ ﻣـﻦ ﺧــﻼل اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﻨﻮر »اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺤﺐ واﻟﻌﺪل«.
وأﺿــــﺎف أﺑــﻮ اﻟـﻨـﺠـﺎ: »ﻫـــﺬه اﻟــــﺪورة ﻣــﻬــﺪاه ﻟـﺮوح اﻟﻔﻨﺎن أﺣﻤﺪ ﺑﺴﻴﻮﻧﻲ اﻟـﺬي ﺷـﺎرك ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺪورﺗﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺘﲔ ﻟﻨﻮر اﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬي ارﺗﺒﻂ ﺑﺸﻬﺮ رﻣـﻀـﺎن ﻣﺴﺘﻠﻬﻤﴼ اﳌـﻤـﺎرﺳـﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻤﺼﺮ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮم اﳌﺼﺮﻳﻮن ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎل ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﺑﺘﺰﻳﲔ اﻟﺸﻮارع واﻟﺒﻴﻮت ﺑﺎﻟﻨﻮر«.
وﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻋﺮض اﻷﻋﻤﺎل ﺣﺘﻰ ٤١ ﻳﻮﻧﻴﻮ اﳌﻘﺒﻞ.
ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣــﺎ ﻳـﻮﺻـﻒ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻋــﺼــﺮ اﳌـــﻌـــﻠـــﻮﻣـــﺎت، وﻫــــﻮ ﺑـﺎﻟـﺘـﺄﻛـﻴـﺪ ﻛــــــﺬﻟــــــﻚ. اﻹﻧــــــﺘــــــﺮﻧــــــﺖ واﻻﺗـــــــﺼـــــــﺎﻻت ﺑـﺄﻧـﻮاﻋـﻬـﺎ، ﻣـﻦ إﻋﻼﻣﻴﺔ إﻟــﻰ ﻫﺎﺗﻔﻴﺔ إﻟـــﻰ ﺷـﺒـﻜـﺎت اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻛﻞ ذﻟﻚ ﺧﻠﻖ أوﺿﺎﻋﴼ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، وأﺗﺎح ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻗـــﺪرﴽ ﻫــﺎﺋــﻼ ﻣــﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ وﺗﺨﺰﻳﻨﻬﺎ وﺗﺒﻮﻳﺒﻬﺎ وإﻋﺎدة إرﺳﺎﻟﻬﺎ، إﻟﻰ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺳﺒﻞ إدارﺗﻬﺎ واﻹﻓﺎدة ﻣﻨﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮاﺿﺤﺔ، واﻹﻋﻼن ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار، ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﺴﻴﺎن ﺛﻼﺛﺔ أﻣﻮر أﺳﺎﺳﻴﺔ: اﻷول، أن ﻧﺼﻴﺐ اﻟﺸﻌﻮب أو اﻟــــــﺪول واﻷﻓــــــــﺮاد ﻣـــﻦ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﺘﺴﺎوﻳﴼ. واﻟﺜﺎﻧﻲ، أن ﻣﺴﺘﻮى دﻗﺔ أو ﺻﺤﺔ أو ﺟﻮدة ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻴﺲ ﻣﻀﻤﻮﻧﴼ، أي أن اﻟﻐﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﲔ. أﻣﺎ اﻟﺜﺎﻟﺚ، وﻟﻴﺲ اﻷﻗـﻞ أﻫﻤﻴﺔ، ﻓﻬﻮ أن اﳌﻌﻠﻮﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ اﳌـﻌـﺮﻓـﺔ، وأن ﺛﻤﺔ اﺧﺘﻼﻓﴼ ﺑﲔ ﺗﺮاﻛﻢ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت وﺑﻨﺎء اﳌــﻌــﺮﻓــﺔ. وأود أن أﻓــﺼــﻞ ﻗــﻠــﻴــﻼ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻼﺣﻈﺎت ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓﻲ اﳌﻮﺿﻮع اﻷﺳﺎﺳﻲ.
ﻋــــﺪم اﻟـــﺘـــﺴـــﺎوي ﻓـــﻲ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ ﻣــﺎﺛــﻠــﺔ، ﻓـﻨـﺼـﻴـﺐ اﻟـــﻔـــﺮد ﻣﻦ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺔ ﻳـﺸـﺒـﻪ ﻧـﺼـﻴـﺒـﻪ ﻣــﻦ أﺷــﻴــﺎء أﺧـــﺮى ﻛـﺜـﻴـﺮة، وﻓــﻲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ أو اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﻠﻤﻲ. وﻗـﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ واﻻﻧﺘﻘﺎء واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺗـﺨـﺘـﻠـﻒ ﺗــﺒــﻌــﴼ ﻹﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺎﺗــﻪ اﻟــﺬاﺗــﻴــﺔ اﳌﺘﺤﺼﻠﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﳌﺎ ﺗﻠﻘﺎه ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ، أو ﻣﺎ اﻛﺘﺴﺒﻪ ﻣﻦ ﺧﺒﺮات. واﻟﺸﻌﻮب اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﻠﻴﻤﴼ، أو ﺑـﺎﻷﺣـﺮى اﻷﻓﻀﻞ ﺗﻌﻠﻴﻤﴼ، ﺗﺤﻘﻖ ﻧﺼﻴﺒﴼ ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﳌﺘﺎﺣﺔ أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﻮب ﺗﺸﻴﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻷﻣــﻴــﺔ. واﻷﻣــﻴــﺔ ﻟـﻴـﺴـﺖ اﻟـﻴـﻮم ﻣﺤﺼﻮرة ﻓﻲ اﻟـﻘـﺮاءة واﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻛﻤﺎ ﻫـﻮ ﻣــﻌــﺮوف، وإﻧـﻤـﺎ ﻫـﻲ أﻳـﻀـﴼ أﻣﻴﺔ اﻟــﺤــﺎﺳــﺐ واﻟـــﻘـــﺪرة ﻋـﻠـﻰ اﻹﻓـــــﺎدة ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ وﻗﻨﻮات اﻹﻋﻼم.