»أﺳﻄﻮرة اﻟﻌﻨﺎد«... ﺗﺮﻛﻲ ﻳﻌﻴﺶ وﺣﻴﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﺠﺒﺎل ﻣﻨﺬ ٧٤ ﺳﻨﺔ
ﻳﺮﻋﻰ اﳌﺎﻋﺰ ﻣﻨﺬ أن ﻛﺎن ﰲ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه
دﻓــﻊ اﻟـﻌـﻨـﺎد ﻋــﺠــﻮزا ﺗﺮﻛﻴﺎ إﻟﻰ أن ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮده ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻨﻌﺖ ﻣـﻦ اﻷﺣـﺠـﺎر ﻓـﻲ أﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎل ﻃــﻮروس ﺟﻨﻮب اﻟﺒﻼد، ﺗﺎرﻛﺎ ﺣﻴﺎة اﳌﺪﻳﻨﺔ وﻣﺒﺘﻌﺪا ﻋﻦ أﺳــﺮﺗــﻪ، ﻣﻜﺘﻔﻴﺎ ﺑﺄﻏﻨﺎﻣﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺘﻨﻴﻬﺎ وﻳﺮﻋﺎﻫﺎ واﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ أن ﻳﺨﺘﺎر ﻫﺬه اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ.
ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣـﻦ رﺋـﻴـﺲ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑـــــﻌـــــﺪم اﳌـــــــــــــﺮور ﻣـــــــﻦ اﳌــــﻨــــﺎﻃــــﻖ اﻟـﺴـﻜـﻨـﻴـﺔ ﺑــﺄﻏــﻨــﺎﻣــﻪ ﻛـــﺎن ﻛﻔﻴﻼ ﺑــﺪﻓــﻊ اﻟـــﺮاﻋـــﻲ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ دوراﻟــــﻲ ﻛﺎﺑﺎ إﻟﻰ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار ﺑﺎﻟﻌﻴﺶ ﻓـــﻲ ﻏــﺮﻓــﺔ ﺻــﻐــﻴــﺮة ﻣـﺒـﻨـﻴـﺔ ﻣﻦ اﻷﺣــﺠــﺎر واﻟﺨﺸﺐ ﻓــﻮق ﺟﺒﺎل ﻃــﻮروس، ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ٧٤ ﺳﻨﺔ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﺧﺼﺎﻣﺎ ﻣـﻊ ﺣﻴﺎة اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
ﻛــﺎﺑــﺎ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﺮ١٨ ﺳــــﻨــــﺔ، وﻳـــﻠـــﻘـــﺒـــﻪ أﻫــــــﻞ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺑـ »اﻟﻌﻨﻴﺪ دوراﻟﻲ«، ﻳﺮﻋﻰ اﳌﺎﻋﺰ ﻣــﻨــﺬ أن ﻛـــﺎن ﻋــﻤــﺮه ٧ ﺳــﻨــﻮات، وﻳـــﻌـــﻴـــﺶ ﺑـــــﲔ ودﻳــــــــــﺎن ﺟـــﺒـــﺎل ﻃﻮروس اﳌﺤﺎذﻳﺔ ﻟﺤﺪود ﺳﻬﻞ وﻻﻳــــﺔ أﻧــﻄــﺎﻟــﻴــﺎ ﺟــﻨــﻮب ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، وﻗــﺪ ﻏــﺎدر ﺣﻴﻪ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻗﺒﻞ ٧٤ ﺳـﻨـﺔ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺟـﻤـﻠـﺔ وﺟـﻬـﻬـﺎ ﻟﻪ رﺋـﻴـﺲ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﺔ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻗــﺎل ﻟـﻪ: »ﻻ ﺗﻤﺮ ﺑﻌﻨﺰاﺗﻚ داﺧﻞ اﻟﺤﻲ«، ﻓﺮد ﻋﻠﻴﻪ »ﻟﻦ ﺗﻄﺄ ﻗﺪﻣﺎي ﻫﺬه اﳌـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ ﺑـــﻌـــﺪ اﻵن«، وذﻫـــــﺐ إﻟــــــﻰ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺗـــﺒـــﻌـــﺪ ﻧـــﺤـــﻮ ٠١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻋـﻦ اﻟﺤﻲ واﻋﺘﻠﻰ اﻟﺠﺒﻞ وﻳﻌﻴﺶ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة.
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺰل ﻛﺎﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ إﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻛﻤﺎ اﻣﺘﻨﻊ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻋﻦ زﻳﺎرة زوﺟﺘﻪ ﻓــﺎﻃــﻤــﺔ ﻛــﺎﺑــﺎ )٠٧ ﺳـــﻨـــﺔ(، ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮة.
ﻳﻔﺘﺨﺮ ﻛـﺎﺑـﺎ ﺑـﻌـﻨـﺎده اﻟــﺬي ﻟﻔﺖ إﻟﻴﻪ أﻧﻈﺎر وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺘﻬﺎﻓﺖ ﻋﻠﻰ زﻳﺎرﺗﻪ وﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »أﺳﻄﻮرة اﻟﻌﻨﺎد«، وﻳـــﻘـــﻮل: »ﻋـــﻨـــﺎدي ﻳــﻔــﻮق ﻋـﻨـﺎد اﳌـﺎﻋـﺰ )ﻋـﻨـﺎد اﳌـﺎﻋـﺰ ﻣﺜﻞ ﺷﺎﺋﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ(، وﻫـﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﺰاﺣﺎ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻋﻨﻴﺪا ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺑﻘﻴﺖ ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ٧٤ ﺳﻨﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ زوﺟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ اﻟﺪاﻓﺊ اﻟﻜﺒﻴﺮ؟... ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻋﺎﻧﺪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ أن ﻳﻘﻨﻌﻨﻲ ﺑـﺎﻟـﺮﺟـﻮع ﻋــﻦ ﻗــــﺮاري، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﻔﻮﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﻨﻴﺪ ﻻ أﻏﻀﺐ ﻷﻧﻨﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﻴﺪ«. وأﺿﺎف: »أﻧﺎ أﺣﺐ اﻟﺒﺮد، وأﻗـﻮم ﺑﺘﺪﻓﺌﺔ ﻏﺮﻓﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻮﻗﺪ ﺻﻐﻴﺮ... ﻏﺮﻓﺘﻲ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻲ ﻓﻨﺪق ٥ ﻧـﺠـﻮم... ﻟـﺪي ٥ أوﻻد ﻳﺄﺗﻮن ﻟﺰﻳﺎرﺗﻲ، وأﺣــﺐ اﻟـﻘـﺮاءة ﻛﺜﻴﺮا وﻟـــﺬﻟـــﻚ ﻳــﺠــﻠــﺒــﻮن ﻟـــﻲ اﻟـﺼـﺤـﻒ ﻋﻨﺪ زﻳـﺎرﺗـﻬـﻢ ﻟـﻲ وأﻋـﻜـﻒ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءﺗﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻳﻤﺔ«.
أﻣـــــﺎ اﻟــــﺰوﺟــــﺔ ﻓــﺎﻃــﻤــﺔ ﻛــﺎﺑــﺎ ﻓـﻘـﺎﻟـﺖ إﻧــﻬــﺎ ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ زواﺟـــﻬـــﺎ ﻣــﻦ دوراﻟـــــﻲ ﻛــﺎﺑــﺎ أﻧــﻪ ﻋﻨﻴﺪ إﻟــﻰ ﻫــﺬا اﻟــﺤــﺪ... ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮل ﻟﺸﻲء ﻻ، ﻓﺈن اﻷﻣﺮ ﻳﻜﻮن ﻗــﺪ اﻧــﺘــﻬــﻰ ﻫــﻮ ﻋـﻨـﻴـﺪ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ اﳌــﺎﻋــﺰ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺮﺑــﻴــﻬــﺎ... ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧــــﺸــــﺘــــﺮي ﻟـــــﻪ ﻣــــﻼﺑــــﺲ ﻧــﻈــﻴــﻔــﺔ وﺟــﺪﻳــﺪة ﻟﻴﻠﺒﺴﻬﺎ إذا ﻗــﺎل إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻓﻼ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ أﺑﺪا.
ﻣـــﺨـــﺘـــﺎر اﻟـــﺤـــﻲ اﻟــــــﺬي ﻛـــﺎن ﻳــﺴــﻜــﻦ ﻓــﻴــﻪ ﻛــﺎﺑــﺎ ﻗــﺒــﻞ اﻧـﺘـﻘـﺎﻟـﻪ ﻟﻐﺮﻓﺘﻪ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ، ﻗــﺎل ﻋﻨﻪ إﻧﻪ أﺻـــﺒـــﺢ أﺳــــﻄــــﻮرة ﻓـــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻋـــــﻨـــــﺎده... ﻟــﻘــﺪ أوﺻـــﻰ ﺑﺪﻓﻨﻪ ﻗﺮب ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻵن، وﻫــــﻮ ﻣـــﻌـــﺮوف ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﺳﻢ »اﻟﻌﻨﻴﺪ دوراﻟﻲ«، وﻫﻮ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻣــــﺎت ﺳـــﻜـــﺎن اﻟـــﺤـــﻲ ﺑــﺄﻛــﻤــﻠــﻬــﻢ، وﻻ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﺰول ﻣﻦ ﻏﺮﻓﺘﻪ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ.