اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ وﻣﺼﺮ ﺗﺸﺪد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
ﻧﺎﺷﺪوا اﻷﻃﺮاف ﺗﻔﻌﻴﻞ اﺗﻔﺎق اﻟﺼﺨﲑات
ﻋﺒﺮ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻋﺒﺪ اﻟــﻘــﺎدر ﻣــﺴــﺎﻫــﻞ، وﻧــﻈــﻴــﺮه اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺧﻤﻴﺲ اﻟﺠﻬﻴﻨﺎوي، ووزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣــﺼــﺮ ﺳــﺎﻣــﺢ ﺷــﻜــﺮي ﻋـــﻦ ﻗــﻠــﻖ ﺑـﺎﻟـﻎ ﻣــﻦ اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻟــﺨــﻼف ﺑــﲔ اﻷﻃــــﺮاف اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻌﺘﺒﺮﻳﻦ أن ذﻟﻚ ﻳﺨﺪم اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ وﻳﺸﺠﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻹﺟﺮاﻣﻲ.
واﻧﺘﻬﻰ اﺟﺘﻤﺎع اﻟﻮزراء اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑـــﺈﺻـــﺪار ﺑــﻴــﺎن ﺧــﺘــﺎﻣــﻲ، ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣـﺤـﺘـﻮاه ﻋـﻦ اﳌــﻮاﻗــﻒ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻀﻤﻨﻬﺎ آﺧﺮ ﻟﻘﺎء ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻓﻲ ٨ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌـﺎﺿـﻲ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﺮﻓﺾ ﺣﻞ اﻷزﻣﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، وﺗﺸﺠﻴﻊ أﻃﺮاف اﻟﻨﺰاع ﻋﻠﻰ ﺗﻔﻌﻴﻞ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳌﻮﻗﻊ ﻓﻲ ٥١٠٢.
وﺟــــــــــﺎء ﻓــــــﻲ اﻟـــــﺒـــــﻴـــــﺎن اﳌـــﺸـــﺘـــﺮك اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ »ﺿـــﺮورة اﻻﻣـﺘـﻨـﺎع ﻋﻦ أي إﺟــﺮاءات ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﻣﺴﺎر اﻟـــﺘـــﺴـــﻮﻳـــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ«، ﻣﻮﺿﺤﺎ أن اﻟﻮزراء اﻟﺜﻼﺛﺔ »ﻳﺘﻌﻬﺪون ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﻮار اﻟــﺸــﺎﻣــﻞ، ورﻓـــﺾ اﻟـﺘـﺪﺧـﻞ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻲ واﻟﺨﻴﺎر اﻟﻌﺴﻜﺮي«.
ﻳـــﺸـــﺎر إﻟــــﻰ أن اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎع اﻟـــﺬي دام ﻳﻮﻣﲔ وﺟﺮت أﺷﻐﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ ﻣـﻐـﻠـﻘـﺔ، ﺑــﺤــﺚ ﻣـﻠـﻔـﺎ أﺳــﺎﺳــﻴــﺎ ﺣﺴﺐ ﻣـــﺼـــﺎدر ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ، ﻳــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑـﺨـﻄـﺮ اﻹرﻫـــــﺎب ﻋــﻠــﻰ أﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ وﻣـﺼـﺮ وﺗﻮﻧﺲ.
وأﻃـﻠـﻖ اﳌﺠﺘﻤﻌﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻟﻘﺎﺋﻬﻢ »ﺑﻴﺎن اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟـﻮزاري ﻟﺪﻋﻢ اﻟــﺘــﺴــﻮﻳــﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺸــﺎﻣــﻠــﺔ ﻓـﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ«، وﻣــﻤــﺎ ورد ﻓــﻴــﻪ أن »ﺗــــﺮدي اﻷوﺿـــــــﺎع ﻟـــﻪ اﻧــﻌــﻜــﺎﺳــﺎت ﻋــﻠــﻰ أﻣــﻦ واﺳــﺘــﻘــﺮار ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ، وﻳــــﺼــــﺐ ﻓـــــﻲ ﻣــﺼــﻠــﺤــﺔ اﻟـــﺠـــﻤـــﺎﻋـــﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ، وﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ أﻧـﺸـﻄـﺘـﻬـﺎ اﻹﺟـــﺮاﻣـــﻴـــﺔ«، وﺷـــﺪد ﻋﻠﻰ »أﻫـــﻤـــﻴـــﺔ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ وﺗـــﺒـــﺎدل اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﲔ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻟــﺜــﻼث، ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓـﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«.
وﺷــــﻬــــﺪ اﻟــــﺘــــﻌــــﺎون اﻷﻣــــﻨــــﻲ ﺑــﲔ اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ وﺗــــﻮﻧــــﺲ، ﺧـــــﻼل اﻟــﻌــﺎﻣــﲔ اﳌـﺎﺿـﻴـﲔ، ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎط ﻻﻓﺖ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪود ﺑــﲔ اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﻦ. وأﻋـﻠـﻨـﺖ اﻟـﺠـﺰاﺋـﺮ أﻧﻬﺎ ﺗــﻀــﻊ ﺧــﺒــﺮﺗــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻣـــﺠـــﺎل ﻣــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻹرﻫــــــــﺎب واﻟـــﺘـــﻄـــﺮف ﺗــﺤــﺖ ﺗــﺼــﺮف اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﲔ.
ودﻋــﺎ اﻟﺒﻴﺎن ﺑﺨﺼﻮص أﻋﻤﺎل ﻋــﻨــﻒ وﻗــﻌــﺖ ﻣـــﺆﺧـــﺮا ﻓـــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ إﻟــﻰ »اﻻﻣــــﺘــــﻨــــﺎع ﻋــــﻦ اﺳـــﺘـــﻌـــﻤـــﺎل اﻟــﻌــﻨــﻒ أو اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺾ ﻋــﻠــﻴــﻪ، أو اﺗـــﺨـــﺎذ أي إﺟــــــﺮاءات ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧــﻬــﺎ أن ﺗــــﺆدي إﻟــﻰ ﺗﺼﻌﻴﺪ، ﻳﺤﻮل دون ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﻣﺴﺎر اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد، وﻳﺆﺛﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺸﻌﺐ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ، ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﳌﺴﺘﻮﻳﲔ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻲ«، ﻓﻲ إﺷـﺎرة ﺿﻤﻨﺎ إﻟــﻰ ﺳـﻴـﻄـﺮة اﻟــﻘــﻮات اﳌـﻮاﻟـﻴـﺔ ﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ، اﻷﺣـــﺪ اﳌــﺎﺿــﻲ، ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺒﻌﺪ ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٥ ﻛﻠﻢ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ.
وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺪﻋﻢ ﻣﺼﺮ اﳌﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ، ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ »ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟــﻮﻓــﺎق اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ« اﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮدﻫﺎ ﻓﺎﻳﺰ اﻟﺴﺮاج ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻧﺪة اﻟﺠﺰاﺋﺮ. وﻗﺪ زار اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻣﻨﺬ ﻣﻄﻠﻊ اﻟـﻌـﺎم ﻋــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟــﻮﻓــﻮد اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑـﺤـﺜـﺎ ﻋــﻦ دﻋـــﻢ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌــﺘــﻌــﺜــﺮة. ﻛــﻤــﺎ زار اﻟـــﻮزﻳـــﺮ ﻣـﺴـﺎﻫـﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣــﺆﺧــﺮا، واﻟـﺘـﻘـﻰ أﻋــﻴــﺎن ﻗﺒﺎﺋﻞ وﻗـــــﺎدة أﺣــــــﺰاب. وﻗـــﺪ أﺛـــــﺎرت اﻟـــﺰﻳـــﺎرة اﺣــﺘــﺠــﺎج »ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـــﻨـــﻮاب« اﳌــﻮاﻟــﻲ ﻟﺤﻔﺘﺮ، ﺑﺤﺠﺔ أن اﻟــﻮزﻳــﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮي »ﻣﻨﺤﺎز ﻟﻄﺮف ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﻟﺴﺮاج.
وﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻛﺜﺮ ﺑﻠﺪ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗﻀﺮرا ﻣﻦ ﻓﻮﺿﻰ اﻟﺴﻼح اﻟﻠﻴﺒﻲ، اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﺴﺮﻳﺐ ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻨﻪ إﻟﻰ اﻟﺘﺮاب اﻟﺠﺰاﺋﺮي.
وﺧـــــــﻼل اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع اﺳــﺘــﻌــﺮض وزراء اﻟـــﺪول اﻟــﺜــﻼث، ﺣﺴﺐ اﻟﺒﻴﺎن: »اﻟﻮﺿﻊ اﻷﻣﻨﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ واﳌﻮاﺟﻬﺎت اﳌــﺴــﻠــﺤــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺷــﻬــﺪﺗــﻬــﺎ ﻋــــﺪة ﻣــﺪن وﻣﻨﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﺒﻼد، وﻛﺬا ﺟﻬﻮد اﻷﻃﺮاف اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺘــﻮﻳــﲔ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ واﳌـــﺤـــﻠـــﻲ، اﻟـــﻬـــﺎدﻓـــﺔ إﻟـــــﻰ اﺳــﺘــﺌــﻨــﺎف اﻟﺤﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺸﺎﻣﻞ
وإرﺳـﺎء اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ إﻃــــﺎر اﳌـــﺒـــﺎدرة اﻟـﺜـﻼﺛـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻀﻢ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ وﺗـــﻮﻧـــﺲ وﻣـــﺼـــﺮ. ﻛــﻤــﺎ ﺗﻢ ﺑــﺤــﺚ اﻟــﺠــﻬــﻮد اﳌـــﺒـــﺬوﻟـــﺔ ﻣـــﻦ ﻃــﺮف اﻟـــــــﺪول اﻟـــﺜـــﻼث ﻟــﺘــﺸــﺠــﻴــﻊ اﻷﻃــــــﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ إﻳـﺠـﺎد ﺣـﻠـﻮل ﺗﻮاﻓﻘﻴﺔ ﻟـﻨـﻘـﺎط اﻟــﺨــﻼف اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﻮق ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ«.
واﻟـــﺘـــﻘـــﻰ اﻟــــــﻮزﻳــــــﺮان اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ واﳌــﺼــﺮي ﻣــﻊ رﺋـﻴـﺲ وزراء اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ ﻋــﺒــﺪ اﳌــﺠــﻴــﺪ ﺗـــﺒـــﻮن أﻣــــﺲ، اﻟﺬي »اﺳﺘﻤﻊ ﺧﻼل اﻟﻠﻘﺎء إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣــــــﻮل ﻧـــﺘـــﺎﺋـــﺞ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﻲ، وﺗـــﻢ ﺗــﺒــﺎدل اﻟـﺘـﻘـﻴـﻴـﻢ ﺣـــﻮل اﻷوﺿـــﺎع اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ«، ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﳌﺘﺤﺪث اﻟﺮﺳﻤﻲ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪث ﺑـــﺎﺳـــﻢ وزارة اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ أﺣﻤﺪ أﺑﻮ زﻳﺪ.