أﻣﻴﺮﻛﺎ ﺗﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ ﳌﺸﺎﻋﺮ اﻟﻮد ﺑﲔ أﻋﺮاﻗﻬﺎ

ﺑــﺎﻋــﺘــﺒــﺎري واﺣـــــﺪة ﻣــﻦ أﺣــﻔــﺎد اﻟﻌﺒﻴﺪ وﻣــﻼك اﻟﻌﺒﻴﺪ، أﺷﻌﺮ أﻧﻨﻲ أﺟﺴﺪ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺤﺔ - ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﺜﻠﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ أﻣﻴﺮﻛﺎ. وﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻣﻠﺤﻮﻇﺎت ﺣﻮل وﻻﻳﺔ ﻓﻴﺮﺟﻴﻨﻴﺎ«، ﻛــﺘــﺐ ﺗــﻮﻣــﺎس ﺟــﻴــﻔــﺮﺳــﻮن ﺑﻐﻀﺐ ﺷـــﺪﻳـــﺪ ﺣـــــﻮل ﻣـــﺨـــﺎﻃـــﺮ اﻻﻧـــــﺪﻣـــــﺎج، أو دﺧـــﻮل رﺟـــﺎل وﻧــﺴــﺎء ﻣــﻦ أﻋــﺮاق ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻓـــﻲ ﻋـــﻼﻗـــﺎت زواج، ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ اﻟﻨﺎﺷﺌﺔ. وأﻋﺮب ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎده أن اﻟﺒﻴﺾ »ﻳﻮﺻﻤﻮن« ﻟﺪى اﺧﺘﻼﻃﻬﻢ ﺑﺄﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺪاﻛﻨﺔ اﻟﺬﻳﻦ رأى أﻧﻬﻢ أدﻧﻰ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ واﻟﻬﻴﺌﺔ.

وﻣــــﻊ ذﻟـــــﻚ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻣــﺜــﻠــﻤــﺎ أﺛــﺒــﺖ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ، ﻓـــﺈن اﻟــﺮﻏــﺒــﺎت اﻟـﺒـﺸـﺮﻳـﺔ، ﺳـــــــﻮاء ﺑــــﺪاﻓــــﻊ اﻟـــﻌـــﻨـــﻒ أو اﻟـــﺤـــﺐ، ﺗــــﺘــــﺴــــﺒــــﺐ ﺣــــﺘــــﻤــــﴼ ﻓــــــــﻲ ﺗــــﺸــــﻮﻳــــﺶ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ، وﻧﺘﺞ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل اﻻﻏــﺘــﺼــﺎب اﻟــﺘــﻲ ﻣــﺎرﺳــﻬــﺎ اﻟــﺴــﺎدة ﺑﺤﻖ اﻟﻌﺒﻴﺪ، وﻋﻼﻗﺎت اﻟﺰواج ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﺮاق اﳌﺨﺘﻠﻄﺔ.

اﻟـــــﻴـــــﻮم ﻳـــﻜـــﻤـــﻦ أﻣــــﻠــــﻨــــﺎ اﻷﻛــــﺒــــﺮ ﻓــــﻲ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺗــﻔــﺎﻫــﻢ ﺑــــﲔ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻷﻋـــــﺮاق ﻓــﻲ أوﻟــﺌــﻚ اﻟــﺴــﺎﻋــﲔ ﺑــﺪأب ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋـﺮاق وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻋﻠﻰ ﺑـﻨـﺎء ﻋـﻼﻗـﺎت ﺑـﲔ - ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﺪاﻓﻊ اﻟﺤﺐ. ورﻏـﻢ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳـﺘـﻘـﻄـﺎب اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﺎﻧﻴﻬﺎ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻴﻮم، ﻳﺨﺎﻟﺠﻨﻲ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺘﻔﺎؤل. اﳌــــــﻼﺣــــــﻆ أﻧــــــــﻪ ﻣــــــﻦ ﺧــــــــﻼل ﺗــــﻘــــﺎرب أﺷـــﺨـــﺎص ﻣـــﻦ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت ﻋـﺮﻗـﻴـﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﺑـــﺪأت أﻋـــﺪاد ﻣـﺘـﺰاﻳـﺪة ﻣﻦ اﻟـــﺒـــﻴـــﺾ ﺗــــﻘــــﺪر اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﲔ ذوي اﻷﺻﻮل اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺗﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ، وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻊ أﻗﻠﻴﺎت أﺧﺮى.

ﺑﺤﻠﻮل اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌـﻘـﺒـﻞ، ﺗﺤﻞ اﻟــﺬﻛــﺮى اﻟـﺨـﻤـﺴـﻮن ﻟــﻔــﻮز ﻣﻴﻠﺪرﻳﺪ ورﻳــﺘــﺸــﺎرد ﻟـﻮﻓـﻴـﻨـﻎ ﻓــﻲ ٢١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٧٦٩١ ﺑﺤﻜﻢ ﺗﺎرﻳﺨﻲ ﻣﻦ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﺿﺪ وﻻﻳﺔ ﻓﻴﺮﺟﻴﻨﻴﺎ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺈﻧﻬﺎء اﻟﺤﻈﺮ اﻟﺬي ﻓﺮﺿﺘﻪ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــــــــﺰواج ﺑــــﲔ أﺑـــﻨـــﺎء اﻷﻋــــﺮاق اﳌـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ. ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﻴﻠﺪرﻳﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺴﻤﺮاء ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻠﻨﺒﺬ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ. أﻣـﺎ رﻳﺘﺸﺎرد، ﻓﻜﺎن أﺑﻴﺾ اﻟﺒﺸﺮة واﻋﺘﺎد اﻻﺧﺘﻼط ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣـــﻦ اﻷﺻــــﺪﻗــــﺎء ﻣـــﻦ أﺑـــﻨـــﺎء اﻷﻋـــــﺮاق اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻋﺎش اﻻﺛﻨﺎن ﻓﻲ ﺳﻨﺘﺮال ﺑﻮﻳﻨﺖ، ﻣﻨﻄﻘﺔ رﻳﻔﻴﺔ ﺗﺘﺴﻢ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣـﻦ اﻻﺧـﺘـﻼط اﻟﻌﺮﻗﻲ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻻﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ. وﻓﻲ ﻇﻞ ﻗــﺎﻧــﻮن اﻟـﻨـﻘـﺎء اﻟـﻌـﺮﻗـﻲ اﻟـــﺬي ﺳﻨﺘﻪ وﻻﻳــﺔ ﻓﻴﺮﺟﻴﻨﻴﺎ ﻋــﺎم ٤٢٩١، اﻋﺘﺒﺮ ﻣﻴﻠﺪرﻳﺪ ورﻳﺘﺸﺎرد ﻣﺠﺮﻣﲔ.

وﻛـــــﺎن ﻣــﺜــﻞ ﻫــــﺬا اﻟــﺤــﻈــﺮ ﻋـﻠـﻰ اﻟﺘﺰاوج ﺑﲔ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﺮاق اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﺼﻮر اﻟﻌﺒﻮدﻳﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻮل أﺻﺤﺎب اﳌــﺰارع ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺾ ﻣــﻦ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋـﻠـﻰ ﺧــﺪم ﻳﺮﺗﺒﻄﻮن ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺘﻌﺎﻗﺪات وﻳﻨﺘﻤﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ إﻟــــﻰ اﻟــﺒــﻴــﺾ ﻧــﺤــﻮ اﻻﻋـــﺘـــﻤـــﺎد ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﺒﺎد أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺴﻤﺮاء، وذﻟـﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﻟــ٧١، ﺳﺎورﻫﻢ اﻟﺨﻮف ﻣﻦ أن ﻳﻘﺪم اﻟﻔﻘﺮاء اﻟﺒﻴﺾ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﺟﻨﺒﴼ إﻟــــــﻰ ﺟـــﻨـــﺐ ﻣــــﻊ اﻟـــﻌـــﺒـــﻴـــﺪ وأﺣـــﻴـــﺎﻧـــﴼ ارﺗـﺒـﻄـﻮا ﻣﻌﻬﻢ ﺑـﻌـﻼﻗـﺎت ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻮرة ﻣﻊ اﻟﻌﺒﻴﺪ أو ﻣﻌﺎوﻧﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺮب.

وﻋﻠﻴﻪ، ﺟﺮى ﺳﻦ ﻗﻮاﻧﲔ ﺗﺤﻈﺮ ﺗــﺰاوج اﻷﻋــﺮاق ﻓﻲ ١٤ وﻻﻳــﺔ ﺑﻬﺪف اﻟﺤﻴﻠﻮﻟﺔ دون إﻗـﺪام ﻫﺆﻻء اﻟﺒﻴﺾ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﻌﺒﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻤﺮد. وﻓـــﻲ دﻳــﺒــﺎﺟــﺘــﻪ ﻟـﻠـﺤـﻜـﻢ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻲ اﻟــــﺬي أﺻـــــﺪره ﻓــﻲ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﻟـﻮﻓـﻴـﻨـﻎ، ﻗـــﺎل اﻟــﻘــﺎﺿــﻲ إﻳــــﺮل وارﻳـــــﻦ إن ﻣﺜﻞ ﻫــﺬه اﻟـﻘـﻮاﻧـﲔ ﺷﻜﻠﺖ أداة ﳌﻤﺎرﺳﺔ »اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﺒﻴﻀﺎء« - وﻛﺎﻧﺖ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻫـــــﺬه اﳌــﺼــﻄــﻠــﺤــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ أﺷــﻌــﻠــﺖ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ وأﻗﺮ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ.

اﻟﻴﻮم، ﻧﺸﻬﺪ ﺗﻨﺎﻣﻴﴼ ﺳﺮﻳﻌﴼ ﻓﻲ اﻟــﺘــﺰاوج اﻟﻌﺮﻗﻲ اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﻳﺨﺸﺎه دﻋﺎة ﺗﻤﻴﺰ اﻟﻌﺮق اﻷﺑﻴﺾ، وﻧﻌﺎﻳﻦ ﻇــﻬــﻮر ﻋـــﻼﻗـــﺎت ﺣـــﺐ وزواج وﺗـــﱭ وﺻﺪاﻗﺔ ﺑﲔ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﺮاق اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻮﺗﻴﺮة ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺘﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎل أﺣﺪ ﻣﻨﺬ ٠٥ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﺎﺿﻴﺔ.

وﻳــﻜــﺸــﻒ اﻹﺣـــﺼـــﺎء اﻟـﺴـﻜـﺎﻧـﻲ ﻟــﻌــﺎم ٠١٠٢، اﻟــــﺬي ﻳـﻌـﺘـﺒـﺮ اﳌــﺼــﺪر اﻟﺤﺪﻳﺚ اﻷﻛﺜﺮ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ، أن ﻧﺤﻮ ٤٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺮى ﺗـﺒـﻨـﻴـﻬـﻢ داﺧـــــﻞ اﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة ﻳـﺘـﻮﻟـﻰ رﻋـﺎﻳـﺘـﻬـﻢ آﺑـــﺎء وأﻣــﻬــﺎت ﻣﻦ ﻋﺮق ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻨﻬﻢ، ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻋﻦ ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎم ٠٠٠٢. وﺗﻌﺪ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﺔ داﺧــــــﻞ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﻴﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ أﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ اﻟﺤﺰب اﻟﺠﻤﻬﻮري ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺘﻮﺟﻪ.

وﺗﺸﻴﺮ اﻷرﻗﺎم إﻟﻰ أن ﻧﺤﻮ ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻳﺠﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة و٠٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﺗﺨﺺ أزواﺟـــﴼ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟــﻰ أﻋــﺮاق ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ أو ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻗﺮاﺑﺔ رﺑــــــﻊ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﲔ ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﴼ ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ داﺧـــﻞ اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﻗـﺮﻳـﺐ وﺛـﻴـﻖ اﻟﺼﻠﺔ ﻳﻌﺪ ﻧﺘﺎﺟﴼ ﻟـﺰواج ﻣﺨﺘﻠﻂ اﻷﻋـﺮاق.

اﻟﻴﻮم ﻳﻜﻤﻦ أﻣﻠﻨﺎ اﻷﻛﱪ ﰲ ﲢﻘﻴﻖ ﺗﻔﺎﻫﻢ ﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﺮاق ﻣﻦ أوﻟﺌﻚ اﻟﺴﺎﻋﲔ ﺑﺪأب ﻧﺤﻮ اﻻﻧﺪﻣﺎج

وﻓــﻲ أﺣــﺪث ﻣﺴﺢ أﺟــﺮاه ﻣﺮﻛﺰ ﺑﻴﻮ ﻟـــﻸﺑـــﺤـــﺎث، ﻗـــــﺎل ١٩ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻣـﻦ اﳌﺸﺎرﻛﲔ إن اﻟــﺰواج ﻣﻦ أﻓـﺮاد ﻋﺮق ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻳﻌﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮﴽ ﻧﺤﻮ اﻷﻓﻀﻞ أو ﻻ ﻳﺨﻠﻖ أي ﻓﺎرق ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق.

ورﻏﻢ أﻧﻪ ﻻ ﺗﺰال ﺛﻤﺔ اﺣﺘﻤﺎﻻت ﺿﺌﻴﻠﺔ وراء إﻗــﺪام أﺑﻨﺎء اﻟﺒﺸﺮﺗﲔ اﻟﺒﻴﻀﺎء واﻟﺴﻤﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺰواج ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑـﻌـﻀـﴼ - ﻳـﺸـﻜـﻠـﻮن ﻧﺤﻮ ١١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷزواج اﳌﺮﺗﺒﻄﲔ ﺣــﺪﻳــﺜــﴼ - ﻓـــــﺈن اﻟـــﻘـــﺒـــﻮل اﻟـــﻌـــﺎم ﳌـﺜـﻞ ﻫــﺬه اﻟـﺰﻳـﺠـﺎت ﻓـﻲ ﺗــﺰاﻳــﺪ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟــﻠــﺒــﻴــﺾ ﻋـــﻠـــﻰ وﺟـــــﻪ اﻟـــﺨـــﺼـــﻮص، ﻳـﺴـﻬـﻢ ﻫـــﺬا اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻟـﺤـﻤـﻴـﻢ ﻓﻲ ﺗــﻘــﻠــﻴــﺺ ﻣـــﺸـــﺎﻋـــﺮ اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻣـــﻞ. ﻓــﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓـﺈن اﻟﺒﻴﺾ ﻣﻤﻦ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﺤﺎﻣﻞ ﺑﺪاﺧﻠﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮن ﺑﺪاﺧﻠﻬﻢ رؤﻳــﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺗﺸﺒﻪ رؤﻳـﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻷﻗﻠﻴﺎت، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳـﺪﻋـﻢ ﺑـــﺪوره اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﳌﺼﻤﻤﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺎوت ﺑﲔ أﺑﻨﺎء اﻷﻋﺮاق اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ.

اﳌـــﻼﺣـــﻆ أن ﻣـــﻦ ﻳــﻨــﻈــﺮون إﻟــﻰ اﻷﻓــــــــــــﺮاد اﻟـــﺒـــﻴـــﺾ ﻛـــﻜـــﺘـــﻠـــﺔ واﺣـــــــﺪة ﻣﺘﻨﺎﻏﻤﺔ، ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﻬﻢ ﻫﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وﻗــــــﺪ ﻛــﺸــﻔــﺖ دراﺳـــــــــﺔ ﺻـــﻐـــﻴـــﺮة أن اﻟــﺒــﻴــﺾ اﳌـــﺘـــﺰوﺟـــﲔ ﻣــــﻦ أﺻــﺤــﺎب ﺑــﺸــﺮة داﻛـــﻨـــﺔ أﺑـــــﺪوا ﻣــﺴــﺘــﻮى أﻛـﺒـﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻔـﻬـﻢ ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟـﻌـﻨـﺼـﺮﻳـﺔ. ﻛـﻤـﺎ أن اﳌــﺘــﺰوﺟــﲔ ﻣــﻦ أﻗــﻠــﻴــﺎت ﻣﻦ ﺧﺎرج أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺴﻤﺮاء ﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﺗﺘﺒﺪل آراؤﻫﻢ ﺑﺨﺼﻮص ﻗﻀﻴﺔ اﻟﻬﺠﺮة.

وﻳﺸﻜﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻰ إﻟﻰ اﻹﺑﺼﺎر، وﻣﻦ اﻟﻘﻠﻖ إﻟﻰ اﻷﻟﻔﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻛـﺘـﺴـﺎب »ذﻛـــﺎء ﺛـﻘـﺎﻓـﻲ«. إن ﺑﻤﻘﺪور اﻟﺤﺐ دﻓﻊ أﺷﺨﺎص ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑــﺄﻣــﻮر ﻛــﺎﻧــﺖ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺮﻳـﺤـﺔ ﻟـﻬـﻢ ﻓﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ، ﻣﺜﻞ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ أﺳــﺮة ﺣﺒﻴﺐ داﻛﻦ اﻟﺒﺸﺮة، ﻟﻴﺠﺪ اﻟﺸﺨﺺ ﻧﻔﺴﻪ اﻷﺑـﻴـﺾ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ داﺧــﻞ اﻟـﻐـﺮﻓـﺔ. إن أﺻــﺤــﺎب اﻟــﺬﻛــﺎء اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻲ ﻳﻤﻠﻜﻮن ﻗــــﺪرة ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻋـﻠـﻰ إﻗــﺎﻣــﺔ اﺗــﺼــﺎﻻت ﺣﻤﻴﻤﺔ ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻣﻦ ﺧﺎرج ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﻢ اﻟـــﻀـــﻴـــﻘـــﺔ، ﺑـــﺠـــﺎﻧـــﺐ إدراك وﻗـــﺒـــﻮل اﻻﺧﺘﻼﻓﺎت، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻌﺪم رؤﻳﺘﻬﺎ.

ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧﺮى، ﻓﺈن اﳌﺮء ﻟﻴﺲ ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺰواج أو ﺗﺒﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻣــﻦ ﻋــﺮق ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛــﻲ ﻳـﻌـﺎﻳـﺶ ﻫـﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻟﺤﺐ اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﺗـــﺤـــﻮل ﻓـــﻲ آراﺋـــــــﻪ، وإﻧـــﻤـــﺎ ﺑــﻤــﻘــﺪور اﻟﺼﺪاﻗﺎت اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻋﺒﺮ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ أﻳﻀﴼ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﺤﺎﻣﻞ، وﺗﺨﻔﻴﻒ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻘﻠﻖ وﺗﻌﺰﻳﺰ اﻻﺳﺘﻌﺪاد ﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎرب ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ.

ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ، أﻛﺪ ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أن اﻷﻓـﺮاد ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺑﻨﺎء ﻋﻼﻗﺎت اﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ، ﻣﺜﻞ رﺋﻴﺲ داﻛﻦ اﻟﺒﺸﺮة، ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻳﺤﺪ ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﺪﻳﻬﻢ. وﻣﻊ ﻋﺮض وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـــــــــﻼم ﺗــــﺠــــﺎرب ﻋـــﻨـــﺼـــﺮﻳـــﺔ أﻛــﺜــﺮ ﺗﻨﻮﻋﴼ، ﻣﺜﻞ اﻟـﺒـﺮاﻣـﺞ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﻨﺎول اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟــﺪاﻛــﻨــﺔ، ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺑــﺬﻟــﻚ ﺳﺘﺴﻬﻢ ﻓﻲ إﺿﻔﺎء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ أﺑﻨﺎء اﳌﺠﺘﻤﻊ.

ﻓـــﻲ اﻟـــﻨـــﻬـــﺎﻳـــﺔ، ﺳــﺘــﺘــﻘــﺒــﻞ ﻛـﺘـﻠـﺔ ﺣـــﺮﺟـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﺒـــﻴـــﺾ ﻓـــﻜـــﺮة ﻓـــﻘـــﺪان ﻣــﺮﻛــﺰﻳــﺔ اﻟــﻌــﺮق اﻷﺑـــﻴـــﺾ. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﺼـﺒـﺢ ﻫــﻨــﺎك اﺳــﺘــﻌــﺪاد ﻟـــﺪى ﻋــﺪد ﻛـــــــﺎف ﻣــــﻦ اﻟـــﺒـــﻴـــﺾ ﻷن ﻳــﺼــﺒــﺤــﻮا ﺻﻮﺗﴼ واﺣﺪﴽ ﻣﻦ ﺑﲔ أﺻﻮات أﺧﺮى ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ إﻃـﺎر دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻧﺸﻄﺔ، ﺳﺘﺼﺒﺢ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ داﺧـﻞ أﻣﻴﺮﻛﺎ ﻋﺎﻣﻠﺔ أﺧﻴﺮﴽ. * أﺳﺘﺎذة ﻗﺎﻧﻮن ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮرج ﺗﺎون

*ﺧﺪﻣﺔ }ﻧﻴﻮﻳﻮك ﺗﺎﻳﻤﺰ{