ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﻮاﻧﻴﺲ رﻣﻀﺎن
ﺗـــﻌـــﻤـــﻞ ﻋــــﺎﺋــــﻠــــﺔ ﻣــــﺼــــﺮﻳــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺤـــﻔـــﺎظ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﺼــﻤــﻴــﻢ وﺻــﻨــﺎﻋــﺔ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺸﻬﺮ اﻟـــــﺼـــــﻮم ﻳـــــﺪوﻳـــــﺎ، ﻓـــــﻲ ﺣـــــﲔ ﺗــﻤــﺘــﻠــﺊ اﻷﺳــﻮاق واﳌﺘﺎﺟﺮ ﻓﻲ ﺷــﻮارع ﻣﺼﺮ ﺑــﻔــﻮاﻧــﻴــﺲ ﻣــﻠــﻮﻧــﺔ ﺑـﻤـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﺷﻬﺮ رﻣـــﻀـــﺎن. وﻣـــﻦ ورﺷـــﺘـــﻪ اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ﺑــــﺎﻟــــﻘــــﺎﻫــــﺮة ﻳـــﺼـــﻨـــﻊ ﺣـــﺴـــﲔ ﺳــﻴــﺪ واﺛــﻨــﺎن ﻣـﻦ أﻃﻔﺎﻟﻪ ﻣـﺌـﺎت اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﳌـﻌـﺪﻧـﻴـﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ وﻳـﻀـﻴـﻔـﻮن ﻟﻬﺎ زﺟﺎﺟﺎ ﻣﻠﻮﻧﺎ. وﺗﺒﺎع ﻫﺬه اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﺎم.
وﺗﻮارﺛﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻴﺪ ﻫﺬه اﳌﻬﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ أﺳﻼﻓﻬﺎ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ. وﻳــﺄﻣــﻞ ﺣــﺴــﲔ ﺳــﻴــﺪ ﻓــﻲ أن ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻬﻨﺔ ﻷﺟﻴﺎل ﻗﺎدﻣﺔ. ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﻄﻠﻌﻪ إﻟﻰ أن ﺗﻈﻞ اﻟـﻔـﻮاﻧـﻴـﺲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣـﺸـﺎرﻛـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺪوام ﻓـﻲ اﺣـﺘـﻔـﺎﻻت ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن، ﻳـــﺨــﺸـــﻰ ﻣــــﻦ ﺗــــﺮاﺟــــﻊ اﻹﻗـــــﺒـــــﺎل ﻋــﻠــﻰ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻋﻤﻮﻣﺎ. وأوﺿــﺢ ﺳﻴﺪ أن اﻟﺤﺮﻓﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻨﻌﻮن اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﳌﻌﺪﻧﻴﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ أﺻﺒﺤﻮا ﻧﺎدرﻳﻦ ﺟﺪا. وأﺷـﺎر إﻟﻰ أﻧﻪ ورث ﺗﻠﻚ اﳌﻬﻨﺔ ﻋــﻦ أﺑــﻴــﻪ. وﻗــﺎل ﺣﺴﲔ ﺳـﻴـﺪ: »ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗــﻨــﻘــﺮض اﳌــﻬــﻨــﺔ ﻷن اﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ ﺟــﺪا ﺑـﻴـﺘـﻌـﻠـﻤـﻬـﺎ... ﻧــﺤــﻦ اﻵن ﺑـﻨـﻌـﻤـﻞ ﻣﻊ اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ ﻟـﻠـﺤـﻔـﺎظ ﻋــﻠــﻰ ﻫـــﺬه اﳌـﻬـﻨـﺔ. ﻳـﻌـﻨـﻲ ﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ ﻏــﺮﻳــﺐ ﺑـﻴـﺪﺧـﻞ ﻫـﺬه اﳌﻬﻨﺔ. اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺑﺘﺒﻘﻰ ﻫﻲ ﺻﻨﻌﺘﻬﺎ. أﺧﻮﻳﺎ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ واﻟﺪي. أﻧﺎ ﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ ﻣـﻦ أﺧـﻮﻳـﺎ. أﺧـﻮﻳـﺎ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﻨﻲ. أﻧﺎ ﺳﻮف أﻋﻠﻤﻬﺎ ﻷوﻻدي«.
وﻳﻤﻀﻲ ﺳﻴﺪ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻌﺎم وﻫﻮ ﻳﺼﻨﻊ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻊ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ، اﻟﻠﻬﻢ إﻻ ﻟﻔﺘﺮة ﻓﻲ ﺷﻬﺮ رﻣﻀﺎن ﺛﻢ ﻳﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻌﺘﺎد ﺑﻌﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ.
وأﺿــــــــﺎف: »ﻧـــﺤـــﻦ ﻃـــــﻮل اﻟــﺴــﻨــﺔ ﻧﻜﻮن ﺷﻐﺎﻟﲔ ﻣﺎ ﺑﻨﺘﻮﻗﻒ. ﺑﻨﺨﻠﺺ اﳌــﻮﺳــﻢ ﺑـﺘـﺎع رﻣــﻀــﺎن اﻟـــﺬي ﻫــﻮ أول ﻳﻮم رﻣﻀﺎن ﻧﻘﻌﺪ ﻟﺨﺎﻣﺲ ﻳﻮم ﻋﺎﺷﺮ ﻳﻮم. ﺑﻨﺨﻠﺺ ﺷﻐﻠﻨﺎ وﺑﻨﻘﻌﺪ ﻧﺮﻳﺢ ﺑﻘﻴﺔ ﺷﻬﺮ رﻣـﻀـﺎن ﻟﺤﺪ ﺑﻌﺪ اﻟﻌﻴﺪ وﺑــﻌــﺪ ذﻟـــﻚ ﺑﻨﺸﺘﻐﻞ ﻣــﻦ ﺑـﻌـﺪ اﻟﻌﻴﺪ ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة«. وﻳــﺼــﻨــﻊ ﺳــﻴــﺪ وأﻃــﻔــﺎﻟــﻪ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮة ﻓﻮاﻧﻴﺲ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻳﻮﻣﻴﺎ وﻳـﺒـﻴـﻊ اﻹﻧــﺘــﺎج ﻟـﺘـﺠـﺎر اﻟـﺠـﻤـﻠـﺔ ﺑﻤﺎ ﺑــﲔ ٥١ و٠٥ ﺟﻨﻴﻬﺎ )ﻧــﺤــﻮ ١ إﻟـــﻰ ٣ دوﻻرات( وﻓﻘﺎ ﻟﺤﺠﻢ اﻟﻔﺎﻧﻮس.
وﻓــــــــﻲ ﺳــــــــﻮق ﻣـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ ﻳـــﻌـــﺎﻳـــﻦ ﻣﺸﺘﺮون اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﳌﻠﻮﻧﺔ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻷﺟﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﺮوﻧﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ أﻛﺜﺮ ﻟﺘﺰﻳﲔ ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ.
وﺗﻔﻀﻞ ﻣﺘﺴﻮﻗﺔ ﺗﺪﻋﻰ ﻧﺠﻼء اﻟـــﻴـــﻤـــﺎﻣـــﻲ اﻟــــﻔــــﻮاﻧــــﻴــــﺲ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﻌﺪن، ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻌﻬﺎ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺳﻴﺪ، ﻋﻦ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ذات اﻟﺘﺼﻤﻴﻤﺎت اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻣﻮﺿﺤﺔ أن اﻟــﻔــﻮاﻧــﻴــﺲ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ ﺗــﺬﻛــﺮﻫــﺎ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ اﻟﺠﻤﻴﻞ اﻟﺬي ﻋﺎﻳﺸﺘﻪ.
وﻗــــــﺎﻟــــــﺖ ﻟــــــــ»روﻳـــــــﺘـــــــﺮز«: »ﻫــــــﺬه اﻟـــﻔـــﻮاﻧـــﻴـــﺲ ﺗــﻘــﻠــﻴــﺪﻳــﺔ... وأﺣـــﻀـــﺮت أوﻻدي ﺣـﺘـﻰ أﺟـﻴـﺐ ﻟـﻬـﻢ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ ﻫـــﺬه. ﺑﻘﻨﻌﻬﻢ ﺑـﻴـﻬـﺎ. ﻫــﻮ اﻟـﻘـﺪﻳـﻢ ﻣﻦ زﻣـــــﺎن ﺗــــﺮك ذﻛـــــﺮى ﺟـــﻮاﻧـــﺎ ﻷن ﻧـﺤـﻦ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﻫﻮ ﻫﺬا ﻣﻦ زﻣﺎن. ﻟﻜﻦ اﻟـﺬي ﻃﻠﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻠﻪ أﻟﻌﺎب وأﺷﻜﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻴﺲ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺗﻌﻮدﻧﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ زﻣﺎن«. وإذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮاﻧﻴﺲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻌﻬﺎ ﻋـﺎﺋـﻠـﺔ ﺳـﻴـﺪ ﻓـــﺈن اﻟـﻌـﺎﺋـﻠـﺔ ﺳـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻋــﻤــﻠــﻬــﺎ ﻓــــﻲ ﺻـــﻨـــﻊ ﺗـــﻠـــﻚ اﻟــﻔــﻮاﻧــﻴــﺲ ﻛﺎﳌﻌﺘﺎد وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﻬﻨﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﻘﺮاض.