روﺳﻴﺎ ﺗﺒﺘﻜﺮ »ﻣﻌﻄﻒ اﻹﺧﻔﺎء« ﻟﺠﻨﻮدﻫﺎ
ﻛﺎن ﺿﺮﺑﴼ ﻣﻦ اﳋﻴﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ ﰲ اﻷﻓﻼم
ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﺗﺎﺑﻊ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﻓـﻼم ﻋﻦ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺨﻔﻲ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﻴﻠﻢ ﻗﺼﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﺣــﻮل ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗـﺤـﻮل اﻹﻧـﺴـﺎن اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ إﻟـﻰ رﺟـﻞ ﺧﻔﻲ، ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻜﺎﻳﺎت ﻫﻨﺎك ﻗﺒﻌﺔ اﻹﺧـﻔـﺎء، وﻓﻲ ﺣﻜﺎﻳﺎت أﺧﺮى ﻳﺨﺘﻔﻲ اﻟﺠﺴﺪ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺗﻔﺎﻋﻼت ﻛﻴﻤﺎﺋﻴﺔ دون ﻗﺼﺪ، وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟﻚ. إﻻ أن اﻟﻔﻜﺮة ﺑﺤﺪ ذاﺗﻬﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺣــﺘــﻰ اﻷﻣـــــﺲ اﻟــﻘــﺮﻳــﺐ ﻣــﺠــﺮد »ﺧــﻴــﺎل ﻋـﻠـﻤـﻲ«، ﻟﻜﻦ ﻳـﺒـﺪو أن ﺗﻄﻮر اﻟﻌﻠﻮم واﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺣﺪودﴽ، وﻳﺘﺠﺎوز ﻓﻲ اﺑﺘﻜﺎراﺗﻪ ﺣﺪود اﻟــﺨــﻴــﺎل اﻟــﺒــﺸــﺮي، وﻫـــﺎ ﻫــﻮ »ﻣﻌﻄﻒ اﻹﺧﻔﺎء« ﻳﺼﺒﺢ ﺣﻘﻴﻘﺔ. إذ أﻛﺪ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻊ ﺷﺮﻛﺎت »ﻣﺼﻨﻊ اﻟﺠﺮاﻓﺎت«، ﻓﻲ روﺳﻴﺎ، أن اﳌﻬﻨﺪﺳﲔ واﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﺎء ﻓــــﻲ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺔ ﺳــــﺎراﺗــــﻮف اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﺗــﻤــﻜــﻨــﻮا ﻣـﻦ ﺗﺼﻨﻴﻊ »ﻣﻌﻄﻒ اﻹﺧﻔﺎء«، وﻳﺮﺟﺢ أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺑﺼﻮرة ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻴﺶ ﻟﺠﻌﻞ اﻟﺠﻨﺪي اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻴﻜﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺮادارات اﻟــﻌــﺪو، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣـﺮﺋـﻴـﴼ ﻟﻠﻌﲔ اﳌــﺠــﺮدة، أو أدوات اﻟـﺮﺻـﺪ اﻟﺒﺼﺮﻳﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ.
وﻗﺎﻟﺖ »إﻧﺘﺮ ﻓﺎﻛﺲ« إن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟـﺮوس ﻟﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮا ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗــﻘــﻨــﻴــﺔ اﻹﺧــــﻔــــﺎء، ﻟــﻜــﻨــﻬــﻢ ﻻ ﻳــﺨــﻔــﻮن اﺳـﺘـﺨـﺪام أﺣـــﺪث إﻧــﺠــﺎزات »اﻟـﻨـﺎﻧـﻮ« ﻓﻴﻬﺎ. وﺗﺴﻤﺢ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﻤﻨﺢ أي ﻧــﻮع ﻣــﻦ أﻧـــﻮاع اﻷﻗـﻤـﺸـﺔ ﺧﺎﺻﻴﺔ »اﻣﺘﺼﺎص« اﳌﻮﺟﺎت اﻟﺮادارﻳﺔ، دون أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻤﻠﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ، وﻣﻮاﺻﻔﺎﺗﻪ اﻷﺧﺮى. ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺠﻨﺪي وﻫﻮ ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺰي اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ ﻟﺮادارات اﻟﺨﺼﻢ. وﻣﻌﺮوف أن اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮادارﻳﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻜﺸﻒ ﻋـــﻦ ﺗـــﺤـــﺮﻛـــﺎت ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺎت اﻟــﺠــﻨــﻮد ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ »اﻟﺤﺮارة«، أي أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺮﺻﺪ اﻟﺤﺮاري، وﺗﺘﻤﻜﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ اﻹﻧـﺴـﺎن. وﻳﻮﺿﺢ اﻟﺨﺒﺮاء أن اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺘﺼﻨﻴﻊ أﻗﻤﺸﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻗـــﺎدرة ﻋﻠﻰ »اﻣـﺘـﺼـﺎص« أو »ﺗﺸﺘﻴﺖ« اﳌـﻮﺟـﺎت اﻟﺮادارﻳﺔ، وﻳﻤﻜﻦ وﺿﻊ ﺗﻠﻚ اﻷﻗﻤﺸﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﻟـﻴـﺎت، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ اﻷﻓــــــﺮاد، ﻟـﻠـﺘـﺨـﻔـﻲ ﻋــﻦ أدوات اﻟــﻌــﺪو ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﺔ ورﺻﺪ اﻟﺘﺤﺮﻛﺎت.
وﻻ ﺷـــــﻚ أن ﺗـــﻄـــﻮﻳـــﺮ »ﺗــﻘــﻨــﻴــﺔ اﻹﺧـــــــﻔـــــــﺎء«، واﺳـــﺘـــﺨـــﺪاﻣـــﻬـــﺎ ﻻﺣـــﻘـــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ، ﺳﻴﻤﻨﺢ ﻟــﻠــﺠــﻴــﻮش أﻫـــﻢ ﻋـﻨـﺼـﺮ ﻣـــﻦ ﻋـﻨـﺎﺻـﺮ اﻟـــﻨـــﺠـــﺎح واﻟـــﻨـــﺼـــﺮ ﻓــــﻲ أي ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ، أي ﻋـــﻨـــﺼـــﺮ اﳌـــــﻔـــــﺎﺟـــــﺄة. وﻣـــــــﻦ ﻏــﻴــﺮ اﻟــــﻮاﺿــــﺢ ﺑـــﻌـــﺪ ﻣـــﺘـــﻰ ﺳـــﻴـــﺪﺧـــﻞ ﻫـــﺬا اﻻﺧــــﺘــــﺮاع اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪ إﻟــــﻰ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻓـﻲ اﻟــﻘــﻮات اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ. ﻓــﻲ ﻏــﻀــﻮن ذﻟــﻚ، ﻳــﻘــﻮل ﺧـــﺒـــﺮاء إن »ﺗــﻘــﻨــﻴــﺔ اﻹﺧـــﻔـــﺎء« اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪأ »ﺗﺸﺘﻴﺖ اﳌﻮﺟﺎت اﻟﺤﺮارﻳﺔ اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﻢ اﻹﻧـــﺴـــﺎن«، ﻣــﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏــﻴــﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟــﺮﺻــﺪ اﻟـــﺤـــﺮاري، وﺑـﺤـﺎل ﺗﻤﻜﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ إﻳﺠﺎد ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺗﺤﺪ ﻣﻦ اﻧﺒﻌﺎث اﻹﺷﺎرات اﻟﻀﻮﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﻢ اﻹﻧـﺴـﺎن، ﻓـﺈن ﻫـﺬا ﺳﻴﻌﻨﻲ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﻟـﺘـﻘـﻨـﻴـﺔ »اﻹﺧـــﻔـــﺎء« اﻟــﺒــﺼــﺮي اﻟــﺘــﺎم، ذﻟﻚ أن اﻟﻌﲔ ﺗﺮى اﻷﺟﺴﺎم ﻣﻦ ﺧﻼل اﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ اﻟﺤﺰم اﻟﻀﻮﺋﻴﺔ اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺠﺴﻢ أو ذاك.