اﻟﺤﺮﻳﺮي: اﻷﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ ازدواﺟﻴﺔ اﻟﺴﻼح
رأى رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﻌﺪ اﻟـــﺤـــﺮﻳـــﺮي، أن »ﻻ اﺳــﺘــﻘــﺮار وﻻ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﻻ ﻓﺮص ﻋﻤﻞ ﻣﻦ دون أﻣﻦ«. وأﻛـــــﺪ أن »اﻷﻣــــــﻦ ﻻ ﻳـﺤـﺘـﻤـﻞ ازدواﺟـــﻴـــﺔ اﻟﺴﻼح، وﻻ ازدواﺟﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ«، ﻣﺸﺪدﴽ ﻋــﻠــﻰ أن ﻣـــﺸـــﺮوﻋـــﻪ ﺳــﻴــﺒــﻘــﻰ »ﺣــﺼــﺮﻳــﺔ اﻟــﺴــﻼح وﺣـﺼـﺮﻳـﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑـﻴـﺪ اﻟـﺪوﻟـﺔ ﻓﻘﻂ«.
وﻗــﺎل اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺧـﻼل رﻋﺎﻳﺘﻪ ﺣﻔﻞ اﻹﻓﻄﺎر اﻟﺮﻣﻀﺎﻧﻲ اﻟﺬي أﻗﺎﻣﺘﻪ ﻣﻨﺴﻘﻴﺔ ﺗــﻴــﺎر »اﳌـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ« ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻘــﺎع اﻷوﺳـــﻂ، إن »ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟـــﺒـــﻘـــﺎع ﺗــﻠــﺨــﺺ اﳌــﻌــﺠــﺰة اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن، ﻷﻧﻪ رﻏــﻢ اﻟﺤﺮﻳﻖ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓـﻲ ﻛـﻞ اﻟﺒﻠﺪان ﻣﻦ ﺣـﻮﻟـﻪ، ﻓﻬﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ وﺑـــﻤـــﺸـــﺮوع اﻟــــﺪوﻟــــﺔ وﺑــﺎﻟــﺴــﻠــﻢ اﻷﻫــﻠــﻲ واﻻﺳﺘﻘﺮار، وﻫﻲ ﻋﻨﻮان ﻟﻠﻌﻴﺶ اﳌﺸﺘﺮك ﺑـــﲔ ﻛـــﻞ اﻟــﻄــﻮاﺋــﻒ واﳌــــﺬاﻫــــﺐ، وﻋــﻨــﻮان ﻟــﺮﻓــﺾ اﻟـﻔـﺘـﻨـﺔ واﻟـــﺘـــﻄـــﺮف«، ﻣـﻌـﺘـﺒـﺮﴽ أن »اﻟﺒﻘﺎع اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳﻴﺒﻘﻰ رﻣﺰﴽ ﳌﻤﺎرﺳﺔ اﻻﻋـــــﺘـــــﺪال واﻟــــــﺤــــــﻮار، وﻋـــﻨـــﻮاﻧـــﴼ ﻟــﻠــﻜــﺮم واﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﺑﺎﺳﺘﻘﺒﺎل أﻫﻠﻨﺎ اﻟﻬﺎرﺑﲔ ﻣﻦ ﻧــﺎر اﻟـﺤـﺮب اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ، وﻣــﻦ ﻧﻈﺎم اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻘﺘﻞ«.
وﺗﻄﺮق رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ إﻟﻰ اﳌﻠﻒ اﻷﻣﻨﻲ اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎل ﺳﻜﺎن اﻟـﺒـﻘـﺎع، ﻓــﻘــﺎل: »اﻷﻣـــﻦ ﻣﻄﻠﺒﻜﻢ وﻣﻄﻠﺐ أﻫﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﻠﺒﻚ، ﻷﻧﻪ ﻣﻦ دون اﻷﻣـﻦ، ﻻ اﺳﺘﻘﺮار وﻻ ﺗﻨﻤﻴﺔ وﻻ اﻗﺘﺼﺎد وﻻ ﻓﺮص ﻋــﻤــﻞ«. وﺷـــﺪد ﻋـﻠـﻰ أن »اﻟـﺠـﻴـﺶ وﻗــﻮى اﻷﻣﻦ وﻛﻞ أﺟﻬﺰة اﻟﺪوﻟﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﺎ وﺗــﻘــﺪم اﻟــﺘــﻀــﺤــﻴــﺎت، ﻟــﻜــﻦ ﻫـــﺬا اﻷﻣــــﺮ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ، وﻻ ﻳﻜﻔﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وأﻫﻠﻬﺎ اﻟﺸﺮﻓﺎء، ﻣﻦ ﺷـﺮ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ اﻟــﺰﻋــﺮان، واﻟﺨﺎرﺟﲔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن«. وأﺿــــــﺎف: »ﻫـــــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻳﻄﺮح ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻖ، إن اﻷﻣﻦ ﻻ ﻳﺤﺘﻤﻞ أي ازدواﺟـﻴـﺔ، ﻻ ازدواﺟـﻴـﺔ اﻟﺴﻼح، وﻻ ازدواﺟـﻴـﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ، وﺳﻴﺒﻘﻰ ﻣﺸﺮوﻋﻨﺎ ﺣﺼﺮﻳﺔ اﻟﺴﻼح وﺣﺼﺮﻳﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﻴﺪ اﻟــﺪوﻟــﺔ ﻓـﻘـﻂ، وﻟـﻴـﺲ ﻟــﺪي ﺷــﻚ ﻓــﻲ أﻧﻜﻢ ﻣﺘﻤﺴﻜﻮن ﻣﻌﻨﺎ ﺑﻤﺸﺮوع اﻟﺪوﻟﺔ«.
ووﻋﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑـ »ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟـﺘـﻨـﻤـﻴـﺔ ﻷﻫـــﻞ اﻟــﺒــﻘــﺎع، وإﻳـــﺠـــﺎد ﻓــﺮص اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻟـﻠـﺸـﺒـﺎب واﻟــﺸــﺎﺑــﺎت، ﻓــﻲ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ وﻟﻠﺨﺪﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ«، وﻻﺣﻆ أﻧﻪ »ﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ أﻫـﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺗــﻠــﻮث ﻧــﻬــﺮ اﻟــﻠــﻴــﻄــﺎﻧــﻲ، ﻓــﻬــﺬا اﳌــﻮﺿــﻮع ﻟـــﻢ ﻳــﻌــﺪ إﻋــﻼﻣــﻴــﺎ أو ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺎ، ﻓـﻬـﻨـﺎك أﺷﺨﺎص ﻳﻤﻮﺗﻮن ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫـﺬا اﻟﺘﻠﻮث، ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ ﺑــﺎﺗــﺖ ﻋــﻨــﺪ ﺧـﻮاﺗـﻴـﻤـﻬـﺎ«. وﻟـﻔـﺖ إﻟــﻰ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ »وﺿــﻌــﺖ ﺧﻄﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ اﻟـﻨـﺰوح اﻟـﺴـﻮري إﻟـﻰ اﻟﺒﻘﺎع، وﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﻫــﺬه اﻷزﻣـــﺔ إﻟــﻰ ﻓــﺮﺻــﺔ، ورﻓـــﻊ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ واﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻋﺒﺮ اﻟـــﺘـــﻮﺟـــﻪ ﻟــﻠــﻤــﺠــﺘــﻤــﻊ اﻟــــﺪوﻟــــﻲ ﻟـﻴـﺘـﺤـﻤـﻞ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻴــﺎﺗــﻪ«. ﺛــﻢ ﺧــﺘــﻢ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »إﻧــﻨــﺎ ﻧــﺤــﻀــﺮ ﻫــــﺬه اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻟــﺘــﻜــﻮن ﺟــﺎﻫــﺰة ﳌﺮﺣﻠﺔ إﻋــﺎدة إﻋﻤﺎر ﺳﻮرﻳﺎ، ﻷن ﻫﺪﻓﻨﺎ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺒﻘﺎع ﻣﻘﺮا ﻹﻋـﺎدة اﻹﻋﻤﺎر، ﻻ أن ﻳﻜﺘﻔﻲ ﺑﺪور اﳌﻤﺮ«.