Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﺘﺤﻒ أرﺑﻴﻞ اﻟﺤﻀﺎري ﺳﺠﻞ ﺣﺎﻓﻞ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ

ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻗﻄﻌﴼ أﺛﺮﻳﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﺸﺮات آﻻف اﻟﺴﻨﲔ

- أرﺑﻴﻞ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﺗﺤﻒ وﺗﻤﺎﺛﻴﻞ وأدوات ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﺠـﺮ وﺳــﺠــﻼت ﻣﻦ اﻟﻄﲔ ﺗﺤﺘﻀﻦ أﺣﺪاث اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟــﺤــﻴـ­ـﺎة ﻓــﻲ ﺑـــﻼد ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـ­ﻦ، ﻛــﺘــﺒــﺖ ﺑــﺎﻟــﺨــ­ﻂ اﳌـــﺴـــﻤ­ـــﺎري، ﻫــــﺬا ﻫﻮ ﻣﺘﺤﻒ أرﺑــﻴــﻞ اﻟــﺤــﻀــ­ﺎري اﻟـــﺬي ﻳﻘﻊ وﺳـﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ أرﺑﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ إﺣﺪى أﻗﺪم اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض.

ﻳﺘﺄﻟﻒ اﳌﺘﺤﻒ ﻣﻦ ﺛـﻼث ﻗﺎﻋﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ؛ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ أو اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ وذﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻵﺛــــﺎر اﻟــﺘــﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﺎﻋـﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ، واﻷدوات اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﻮر، اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓـﻲ ﻛﻬﻒ ﺷﺎﻧﻴﺪر )اﻟﻜﻬﻒ اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻊ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤﻴﺔ ﻹﻧــــﺴـــ­ـﺎن اﻟــــﻨـــ­ـﻴــــﺎدرﺗ­ــــﺎل ﻣــــﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻷﻋﻤﺎر، ﺧﻼل اﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺑﲔ أﻋﻮام ٧٥٩١ - ١٦٩١، وﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻴﺶ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﻬﻒ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ٠٠٠٠٦ ﻗـﺒـﻞ اﳌـــﻴـــﻼ­د(، وﻳــﻘــﻊ ﻫـﺬا اﻟــﻜــﻬــ­ﻒ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﻔــﺢ ﺟــﺒــﻞ ﺑــﺮادوﺳــ­ـﺖ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻣﻴﺮﻛﺴﻮر ﺷﻤﺎل ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ أرﺑﻴﻞ.

راﻓـــــــ­ﻖ »اﻟـــــﺸــ­ـــﺮق اﻷوﺳــــــ­ــــﻂ« ﻓــﻲ ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ داﺧــﻞ أروﻗــﺔ اﳌﺘﺤﻒ، ﻗﺪري ﻋـــﻠـــﻲ ﻣــــﻌــــ­ﺎون ﻣـــﺪﻳـــﺮ اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﻒ اﻟــــﺬي ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟــﻠــﻤــﺘ­ــﺤــﻒ وﻣــــﺎ ﻳــﺤــﺘــﻀ­ــﻨــﻪ ﻣـــﻦ ﻗـﻄـﻊ أﺛﺮﻳﺔ، ﻣﻮﺿﺤﴼ: »ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻓـﻲ ﺧـﺰاﺋـﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ، اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺷﻂ وﺑﻌﺾ اﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓـــﻲ ﻃــﺤــﻦ اﻟـــﺤـــﺒ­ـــﻮب، وأﻗـــــــ­ﺪم اﻟــﻘــﻄــ­ﻊ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ اﳌـﻮﺟـﻮدة ﻓـﻲ اﳌﺘﺤﻒ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﻤﺠﻤﺔ إﻧﺴﺎن اﻟﻨﻴﺎدرﺗﺎل، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻬﻒ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﺲ، ﻷن اﻟﺠﻤﺠﻤﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد«.

وﻳﻀﻴﻒ ﻋﻠﻲ أن اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﺟﺮﻣﻮ )أول ﻣﺠﺘﻤﻊ زراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛــﺮﻛــﻮك(، وﺣـﺴـﻮﻧـﺔ )ﻣﻨﻄﻘﺔ أﺛـﺮﻳـﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻴﺴﺮى ﻣﻦ ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى(، إﻟﻰ ﻗﻄﻊ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ آﺛـﺎر ﺳﺎﻣﺮاء وﺣﻠﻒ وﻋﺒﻴﺪ واﻟﻮرﻛﺎء وﻧﻴﻨﻮى، وﺟﻤﺪت ﻧــــﺼــــ­ﺮ وﻋــــﺼـــ­ـﺮ ﻇــــﻬــــ­ﻮر اﻟــــﺴـــ­ـﻼﻻت اﻟـﺴـﻮﻣـﺮﻳ­ـﺔ. وﻳــﻼﺣــﻆ زاﺋـــﺮ اﳌﺘﺤﻒ وﺟﻮد ﻗﺒﻮر ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة داﺧﻞ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟـﻌـﺮض، ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻼدة ﻣﻦ ﺧﺮز ﺣﺠﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه اﻟﻘﺒﻮر ﻟﺪﻓﻦ اﻷﻃﻔﺎل، وﻗـﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ »ﺗـﻞ ﻗﺎﻟﻴﻨﺞ آﻏﺎ« ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أرﺑـﻴـﻞ وﻳـﻌـﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﻟـــﻰ ﻋـﺼـﺮ اﻟـــﻮرﻛــ­ـﺎء )٠٠٥٣ - ٠٠١٣ ق.م(.

أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻵﺷﻮري، واﻷوراﺗﻴﲔ وآﺛــــــﺎ­ر اﻟــﺤــﻀــ­ﺮ، وﻳــﺤــﺘــ­ﻀــﻦ أﻳــﻀــﴼ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻷﻟــــــ­ــــﻮاح اﳌـــﺴـــﻤ­ـــﺎرﻳـــﺔ واﻟــﺘــﻤـ­ـﺎﺛــﻴــﻞ ﻣــﺘــﻨــﻮ­ﻋــﺔ اﻷﺣـــﺠـــ­ﺎم اﳌــﺼــﻨــ­ﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷواﻧﻲ واﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﻮر.

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺘﻀﻦ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ آﺛـــﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳــﻼﻣــﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ، وﺗﻤﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﺮار واﻷﺑﺎرﻳﻖ واﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ اﳌــﺰﺧــﺮﻓ­ــﺔ واﳌـــﺴـــ­ﺎرج )إﻧــــﺎء ﻓــﺨــﺎري ﺻﻐﻴﺮ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺘﻴﻠﺔ واﻟﺰﻳﺖ، وﻳـــﻮﻗـــ­ﺪ ﻟـــﻺﺿـــﺎ­ء ة(، إﻟـــﻰ اﻟـﺼـﺤـﻮن اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ اﳌﺮﻣﺮ واﳌﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ وﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ.

وﻳﺴﻠﻂ ﻣـﻌـﺎون ﻣـﺪﻳـﺮ اﳌﺘﺤﻒ اﻟــــﻀـــ­ـﻮء ﻋـــﻠـــﻰ ﻗـــﺴـــﻢ آﺧـــــﺮ ﻣـــﻬـــﻢ ﻣـﻦ أﻗـــﺴـــﺎ­م اﳌــﺘــﺤــ­ﻒ، وﻳـــــﺮدف ﺑــﺎﻟــﻘــ­ﻮل: »ﻟــﺪﻳــﻨــ­ﺎ ﻗـﺴـﻢ اﻟـــﺪراﺳـ­ــﺎت واﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟـــﻘـــﻄ­ـــﻊ اﻷﺛـــــﺮﻳ­ـــــﺔ ﺑـــﻌـــﺪ اﻛــﺘــﺸــ­ﺎﻓــﻬــﺎ، وﺑـﻴـﺎن ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗ­ﻬﺎ«، وﺗــــﺎﺑــ­ــﻊ: »ﻟـــﺪﻳـــﻨ­ـــﺎ ﻣــﺨــﺘــﺒ­ــﺮ ﻣـﺨـﺘـﺺ ﺑﺼﻴﺎﻧﺔ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ، وإداﻣـﺘـﻬـ­ﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻛـﺬﻟـﻚ ﻫـﻨـﺎك أﻗﺴﺎم أﺧـﺮى ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﳌﺨﺎزن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إدارة اﳌــﺘــﺤــ­ﻒ، وﻗــﺎﻋــﺔ اﻻﺳـﺘـﻘـﺒـ­ﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ«.

ﻳـــﺮﺗـــﺎ­د اﳌــﺘــﺤــ­ﻒ ﻳــﻮﻣــﻴــ­ﴼ ﻣــﺌــﺎت اﻟﺰوار اﳌﺤﻠﻴﲔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﻛﺮدﺳﺘﺎن وﻣــــﻦ ﻣــﺤــﺎﻓــ­ﻈــﺎت اﻟـــﻌـــﺮ­اق اﻷﺧــــﺮى، إﺿـــﺎﻓـــ­ﺔ إﻟــــﻰ اﻟــﺴــﻴــ­ﺎح ﻣـــﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧــﺤــﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، واﻟــﻮﻓــﻮ­د اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وﻳــﻮﺿــﺢ ﻋــﻠــﻲ: »اﻟــﺴــﻴــ­ﺎح اﻷﺟــﺎﻧــﺐ ﺑـــﻌـــﺪ وﺻــــﻮﻟــ­ــﻬــــﻢ أرﺑـــــﻴـ­ــــﻞ ﻳــــــــﺰ­ورون اﳌـﺘـﺤـﻒ ﻛﻤﺤﻄﺔ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﺟــﺪول زﻳﺎرﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﻛﺮدﺳﺘﺎن«.

وﻳـﻌـﻮد ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺘﺤﻒ أرﺑـــــﻴـ­ــــﻞ اﻟــــﺤـــ­ـﻀــــﺎري إﻟــــــﻰ ﻣــﻨــﺘــﺼ­ــﻒ ﺳـﺘـﻴـﻨـﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، ﺣـﻴـﺚ ﻛـﺎن ﻣﺒﻨﻰ اﳌﺘﺤﻒ ﺑﺴﻴﻄﴼ ﺟـﺪﴽ وﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻲ اﳌﻨﺎرة ﻗﺮب ﺑﺮﳌﺎن إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﺤﺎﻟﻲ، واﻧﺘﻘﻞ اﳌﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ إﻟــﻰ دار أﺣـﻤـﺪ ﺟﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ أرﺑﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، وﻓﻲ ﻋﺎم ٥٨٩١ ﺑﺪأت أﻋﻤﺎل إﻧﺸﺎء ﻣﺒﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺗﻞ ﻗﺎﻟﻴﻨﺞ آﻏـﺎ، واﻧﺘﻘﻞ اﳌﺘﺤﻒ إﻟﻰ ﻣﺒﻨﺎه اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﺎم ٩٨٩١، ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء.

ﺑـــــــــ­ـﺪوره، ﻳــــﻘــــ­ﻮل رﻳـــــﺒــ­ـــﻮار ﺟـــﻼل اﳌــــﻮﻇــ­ــﻒ اﳌـــﺨـــﺘ­ـــﺺ ﻓــــﻲ ﻣـــﺠـــﺎل آﺛــــﺎر ﻣﺘﺤﻒ أرﺑـﻴـﻞ اﻟـﺤـﻀـﺎري، ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳــــــ­ـﻂ«: »ﻫــــﺬا اﳌــﺘــﺤــ­ﻒ ﻟـــﻪ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﺧـــﺎﺻـــﺔ، ﻷﻧـــﻪ ﻳـﺤـﺘـﻀـﻦ ﺑـــﲔ أروﻗــﺘــﻪ ﺗـــــﺄرﻳـ­ــــﺦ ﻣــــﻴــــ­ﺰوﺑــــﻮﺗـ­ـــﺎﻣــــﻴ­ــــﺎ )ﺑـــــــــ­ﻼد ﻣــﺎ ﺑـــﲔ اﻟــﻨــﻬــ­ﺮﻳــﻦ( ﺑــﺎﻟــﻜــ­ﺎﻣــﻞ، ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋــﺼــﻮرﻫـ­ـﺎ اﻟــﺘــﺎرﻳ­ــﺨــﻴــﺔ«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ أن اﳌـﺘـﺤـﻒ ﻳـﺤـﺘـﺎج إﻟــﻰ ﻣﺒﻨﻰ أﻛـﺒـﺮ ﻷن ﻣﺒﻨﻰ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻌﺮض اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ، وأن ﻋــﺪدﴽ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗـﻌـﺮض وﻣـﺎ زاﻟﺖ ﻓﻲ اﳌﺨﺎزن ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻌﺮﺿﻬﺎ.

وﺣــﺴــﺐ ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎ­ت، ﻓـﻘـﺪ اﻛﺘﻤﻞ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺒﻨﻰ اﳌـﺘـﺤـﻒ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻓﻲ أرﺑـﻴـﻞ اﻟــﺬي ﺧﻄﻄﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﺋﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻛـﺮدﺳـﺘـﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﺬي ﺗﻔﺮﺿﻪ ﺑﻐﺪاد ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات، واﻟﺤﺮب ﺿﺪ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋـــــﺶ، واﺣــﺘــﻀـ­ـﺎن اﻹﻗــﻠــﻴـ­ـﻢ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﻧﺎزح ﻋﺮاﻗﻲ وﻻﺟﺊ ﺳـــﻮري، ﺣـﺎﻟـﺖ دون اﻟــﺒــﺪء ﺑﻤﺸﺮوع ﺑﻨﺎء اﳌﺘﺤﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ.

 ??  ?? ﻣﺘﺤﻒ أرﺑﻴﻞ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻀﻦ آﺛﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻵﺷﻮري )»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«(
ﻣﺘﺤﻒ أرﺑﻴﻞ اﻟﺤﻀﺎري اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻀﻦ آﺛﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻵﺷﻮري )»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia