ﻣﺘﺤﻒ أرﺑﻴﻞ اﻟﺤﻀﺎري ﺳﺠﻞ ﺣﺎﻓﻞ ﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ
ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻗﻄﻌﴼ أﺛﺮﻳﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﺸﺮات آﻻف اﻟﺴﻨﲔ
ﺗﺤﻒ وﺗﻤﺎﺛﻴﻞ وأدوات ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﺠـﺮ وﺳــﺠــﻼت ﻣﻦ اﻟﻄﲔ ﺗﺤﺘﻀﻦ أﺣﺪاث اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺒﻌﻴﺪ واﻟــﺤــﻴــﺎة ﻓــﻲ ﺑـــﻼد ﻣــﺎ ﺑــﲔ اﻟـﻨـﻬـﺮﻳـﻦ، ﻛــﺘــﺒــﺖ ﺑــﺎﻟــﺨــﻂ اﳌـــﺴـــﻤـــﺎري، ﻫــــﺬا ﻫﻮ ﻣﺘﺤﻒ أرﺑــﻴــﻞ اﻟــﺤــﻀــﺎري اﻟـــﺬي ﻳﻘﻊ وﺳـﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ أرﺑﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ إﺣﺪى أﻗﺪم اﳌﺴﺘﻮﻃﻨﺎت اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ اﻷرض.
ﻳﺘﺄﻟﻒ اﳌﺘﺤﻒ ﻣﻦ ﺛـﻼث ﻗﺎﻋﺎت رﺋﻴﺴﻴﺔ؛ اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ أو اﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ وذﻟﻚ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻵﺛــــﺎر اﻟــﺘــﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﺎﻋـﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻨﻬﺮﻳﻦ، واﻷدوات اﻟﺘﻲ اﺳﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﻮر، اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓـﻲ ﻛﻬﻒ ﺷﺎﻧﻴﺪر )اﻟﻜﻬﻒ اﻟﺬي اﻛﺘﺸﻒ ﻓﻴﻪ ﺗﺴﻊ ﻫﻴﺎﻛﻞ ﻋﻈﻤﻴﺔ ﻹﻧــــﺴــــﺎن اﻟــــﻨــــﻴــــﺎدرﺗــــﺎل ﻣــــﻦ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻷﻋﻤﺎر، ﺧﻼل اﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﺑﲔ أﻋﻮام ٧٥٩١ - ١٦٩١، وﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺦ ﻋﻴﺶ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻜﻬﻒ إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ٠٠٠٠٦ ﻗـﺒـﻞ اﳌـــﻴـــﻼد(، وﻳــﻘــﻊ ﻫـﺬا اﻟــﻜــﻬــﻒ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﻔــﺢ ﺟــﺒــﻞ ﺑــﺮادوﺳـــﺖ ﻓﻲ ﻗﻀﺎء ﻣﻴﺮﻛﺴﻮر ﺷﻤﺎل ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ أرﺑﻴﻞ.
راﻓـــــــﻖ »اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــﻂ« ﻓــﻲ ﺟﻮﻟﺘﻬﺎ داﺧــﻞ أروﻗــﺔ اﳌﺘﺤﻒ، ﻗﺪري ﻋـــﻠـــﻲ ﻣــــﻌــــﺎون ﻣـــﺪﻳـــﺮ اﳌـــﺘـــﺤـــﻒ اﻟــــﺬي ﺗﺤﺪث ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟــﻠــﻤــﺘــﺤــﻒ وﻣــــﺎ ﻳــﺤــﺘــﻀــﻨــﻪ ﻣـــﻦ ﻗـﻄـﻊ أﺛﺮﻳﺔ، ﻣﻮﺿﺤﴼ: »ﻫﺬه اﻟﻘﺎﻋﺔ ﺗﺤﺘﻀﻦ ﻓـﻲ ﺧـﺰاﺋـﻦ ﺑﻌﺾ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ، اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﳌﻘﺎﺷﻂ وﺑﻌﺾ اﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓـــﻲ ﻃــﺤــﻦ اﻟـــﺤـــﺒـــﻮب، وأﻗـــــــﺪم اﻟــﻘــﻄــﻊ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ اﳌـﻮﺟـﻮدة ﻓـﻲ اﳌﺘﺤﻒ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ ﺟﻤﺠﻤﺔ إﻧﺴﺎن اﻟﻨﻴﺎدرﺗﺎل، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ اﻷﺻﻠﻴﺔ اﳌﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻜﻬﻒ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﺲ، ﻷن اﻟﺠﻤﺠﻤﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد«.
وﻳﻀﻴﻒ ﻋﻠﻲ أن اﻵﺛﺎر اﻷﺧﺮى اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻓﺘﺮة ﺟﺮﻣﻮ )أول ﻣﺠﺘﻤﻊ زراﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻘﻊ ﺟﻨﻮب ﺷﺮﻗﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛــﺮﻛــﻮك(، وﺣـﺴـﻮﻧـﺔ )ﻣﻨﻄﻘﺔ أﺛـﺮﻳـﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻴﺴﺮى ﻣﻦ ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻧﻴﻨﻮى(، إﻟﻰ ﻗﻄﻊ أﺛﺮﻳﺔ ﻣﻦ آﺛـﺎر ﺳﺎﻣﺮاء وﺣﻠﻒ وﻋﺒﻴﺪ واﻟﻮرﻛﺎء وﻧﻴﻨﻮى، وﺟﻤﺪت ﻧــــﺼــــﺮ وﻋــــﺼــــﺮ ﻇــــﻬــــﻮر اﻟــــﺴــــﻼﻻت اﻟـﺴـﻮﻣـﺮﻳـﺔ. وﻳــﻼﺣــﻆ زاﺋـــﺮ اﳌﺘﺤﻒ وﺟﻮد ﻗﺒﻮر ﻓﺨﺎرﻳﺔ ﺻﻐﻴﺮة داﺧﻞ ﺧﺰاﺋﻦ اﻟـﻌـﺮض، ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ﺟﺰأﻳﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﻼدة ﻣﻦ ﺧﺮز ﺣﺠﺮﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬه اﻟﻘﺒﻮر ﻟﺪﻓﻦ اﻷﻃﻔﺎل، وﻗـﺪ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﻓﻲ »ﺗـﻞ ﻗﺎﻟﻴﻨﺞ آﻏﺎ« ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أرﺑـﻴـﻞ وﻳـﻌـﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ إﻟـــﻰ ﻋـﺼـﺮ اﻟـــﻮرﻛـــﺎء )٠٠٥٣ - ٠٠١٣ ق.م(.
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻵﺷﻮري، واﻷوراﺗﻴﲔ وآﺛــــــﺎر اﻟــﺤــﻀــﺮ، وﻳــﺤــﺘــﻀــﻦ أﻳــﻀــﴼ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ واﻷﻟــــــــــﻮاح اﳌـــﺴـــﻤـــﺎرﻳـــﺔ واﻟــﺘــﻤــﺎﺛــﻴــﻞ ﻣــﺘــﻨــﻮﻋــﺔ اﻷﺣـــﺠـــﺎم اﳌــﺼــﻨــﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺮ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷواﻧﻲ واﻷدوات اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﻮر.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺤﺘﻀﻦ اﻟﻘﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ آﺛـــﺎر اﻟﻌﺼﺮ اﻹﺳــﻼﻣــﻲ، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﻌﺒﺎﺳﻲ، وﺗﻤﺜﻞ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﺮار واﻷﺑﺎرﻳﻖ واﻷواﻧﻲ اﻟﻔﺨﺎرﻳﺔ اﳌــﺰﺧــﺮﻓــﺔ واﳌـــﺴـــﺎرج )إﻧــــﺎء ﻓــﺨــﺎري ﺻﻐﻴﺮ ﺗﻮﺿﻊ ﻓﻴﻪ اﻟﻔﺘﻴﻠﺔ واﻟﺰﻳﺖ، وﻳـــﻮﻗـــﺪ ﻟـــﻺﺿـــﺎء ة(، إﻟـــﻰ اﻟـﺼـﺤـﻮن اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺤﺎس، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺤﺠﺮﻳﺔ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺣﺠﺮ اﳌﺮﻣﺮ واﳌﺰﻳﻨﺔ ﺑﺎﻟﺰﺧﺎرف اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ وﻛﺘﺎﺑﺎت ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ.
وﻳﺴﻠﻂ ﻣـﻌـﺎون ﻣـﺪﻳـﺮ اﳌﺘﺤﻒ اﻟــــﻀــــﻮء ﻋـــﻠـــﻰ ﻗـــﺴـــﻢ آﺧـــــﺮ ﻣـــﻬـــﻢ ﻣـﻦ أﻗـــﺴـــﺎم اﳌــﺘــﺤــﻒ، وﻳـــــﺮدف ﺑــﺎﻟــﻘــﻮل: »ﻟــﺪﻳــﻨــﺎ ﻗـﺴـﻢ اﻟـــﺪراﺳـــﺎت واﻟـﺒـﺤـﻮث اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﺨﺘﺺ ﺑﺪراﺳﺔ اﻟـــﻘـــﻄـــﻊ اﻷﺛـــــﺮﻳـــــﺔ ﺑـــﻌـــﺪ اﻛــﺘــﺸــﺎﻓــﻬــﺎ، وﺑـﻴـﺎن ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ واﺳﺘﺨﺪاﻣﺎﺗﻬﺎ«، وﺗــــﺎﺑــــﻊ: »ﻟـــﺪﻳـــﻨـــﺎ ﻣــﺨــﺘــﺒــﺮ ﻣـﺨـﺘـﺺ ﺑﺼﻴﺎﻧﺔ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛــﺮﻳــﺔ، وإداﻣـﺘـﻬـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻛـﺬﻟـﻚ ﻫـﻨـﺎك أﻗﺴﺎم أﺧـﺮى ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺎﳌﺨﺎزن إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إدارة اﳌــﺘــﺤــﻒ، وﻗــﺎﻋــﺔ اﻻﺳـﺘـﻘـﺒـﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ«.
ﻳـــﺮﺗـــﺎد اﳌــﺘــﺤــﻒ ﻳــﻮﻣــﻴــﴼ ﻣــﺌــﺎت اﻟﺰوار اﳌﺤﻠﻴﲔ ﻣﻦ داﺧﻞ ﻛﺮدﺳﺘﺎن وﻣــــﻦ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺎت اﻟـــﻌـــﺮاق اﻷﺧــــﺮى، إﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــــﻰ اﻟــﺴــﻴــﺎح ﻣـــﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ أﻧــﺤــﺎء اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ، واﻟــﻮﻓــﻮد اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ، وﻳــﻮﺿــﺢ ﻋــﻠــﻲ: »اﻟــﺴــﻴــﺎح اﻷﺟــﺎﻧــﺐ ﺑـــﻌـــﺪ وﺻــــﻮﻟــــﻬــــﻢ أرﺑـــــﻴـــــﻞ ﻳــــــــﺰورون اﳌـﺘـﺤـﻒ ﻛﻤﺤﻄﺔ ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﺟــﺪول زﻳﺎرﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﻛﺮدﺳﺘﺎن«.
وﻳـﻌـﻮد ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺘﺤﻒ أرﺑـــــﻴـــــﻞ اﻟــــﺤــــﻀــــﺎري إﻟــــــﻰ ﻣــﻨــﺘــﺼــﻒ ﺳـﺘـﻴـﻨـﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، ﺣـﻴـﺚ ﻛـﺎن ﻣﺒﻨﻰ اﳌﺘﺤﻒ ﺑﺴﻴﻄﴼ ﺟـﺪﴽ وﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺣﻲ اﳌﻨﺎرة ﻗﺮب ﺑﺮﳌﺎن إﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن اﻟﺤﺎﻟﻲ، واﻧﺘﻘﻞ اﳌﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ إﻟــﻰ دار أﺣـﻤـﺪ ﺟﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻠﻌﺔ أرﺑﻴﻞ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، وﻓﻲ ﻋﺎم ٥٨٩١ ﺑﺪأت أﻋﻤﺎل إﻧﺸﺎء ﻣﺒﻨﻰ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻤﺘﺤﻒ ﻓﻲ ﺗﻞ ﻗﺎﻟﻴﻨﺞ آﻏـﺎ، واﻧﺘﻘﻞ اﳌﺘﺤﻒ إﻟﻰ ﻣﺒﻨﺎه اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﺎم ٩٨٩١، ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﺒﻨﺎء.
ﺑــــــــــﺪوره، ﻳــــﻘــــﻮل رﻳـــــﺒـــــﻮار ﺟـــﻼل اﳌــــﻮﻇــــﻒ اﳌـــﺨـــﺘـــﺺ ﻓــــﻲ ﻣـــﺠـــﺎل آﺛــــﺎر ﻣﺘﺤﻒ أرﺑـﻴـﻞ اﻟـﺤـﻀـﺎري، ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ«: »ﻫــــﺬا اﳌــﺘــﺤــﻒ ﻟـــﻪ أﻫـﻤـﻴـﺔ ﺧـــﺎﺻـــﺔ، ﻷﻧـــﻪ ﻳـﺤـﺘـﻀـﻦ ﺑـــﲔ أروﻗــﺘــﻪ ﺗـــــﺄرﻳـــــﺦ ﻣــــﻴــــﺰوﺑــــﻮﺗــــﺎﻣــــﻴــــﺎ )ﺑـــــــــﻼد ﻣــﺎ ﺑـــﲔ اﻟــﻨــﻬــﺮﻳــﻦ( ﺑــﺎﻟــﻜــﺎﻣــﻞ، ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﻋــﺼــﻮرﻫــﺎ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ أن اﳌـﺘـﺤـﻒ ﻳـﺤـﺘـﺎج إﻟــﻰ ﻣﺒﻨﻰ أﻛـﺒـﺮ ﻷن ﻣﺒﻨﻰ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻌﺮض اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺘﺸﻒ، وأن ﻋــﺪدﴽ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗـﻌـﺮض وﻣـﺎ زاﻟﺖ ﻓﻲ اﳌﺨﺎزن ﻟﻌﺪم وﺟﻮد ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻌﺮﺿﻬﺎ.
وﺣــﺴــﺐ ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت، ﻓـﻘـﺪ اﻛﺘﻤﻞ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻣﺒﻨﻰ اﳌـﺘـﺤـﻒ اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ ﻓﻲ أرﺑـﻴـﻞ اﻟــﺬي ﺧﻄﻄﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻟﺒﻨﺎﺋﻪ، ﻟﻜﻦ اﻟﻈﺮوف اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ ﻛـﺮدﺳـﺘـﺎن ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺼﺎر اﻟﺬي ﺗﻔﺮﺿﻪ ﺑﻐﺪاد ﻋﻠﻰ اﻹﻗﻠﻴﻢ، ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼث ﺳﻨﻮات، واﻟﺤﺮب ﺿﺪ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋـــــﺶ، واﺣــﺘــﻀــﺎن اﻹﻗــﻠــﻴــﻢ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮﻧﻲ ﻧﺎزح ﻋﺮاﻗﻲ وﻻﺟﺊ ﺳـــﻮري، ﺣـﺎﻟـﺖ دون اﻟــﺒــﺪء ﺑﻤﺸﺮوع ﺑﻨﺎء اﳌﺘﺤﻒ اﻟﻮﻃﻨﻲ.