اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺗﻘﺘﺤﻢ ﺣﻲ ﺑﺎب ﺳﻨﺠﺎر ﻏﺮب اﳌﻮﺻﻞ
ﻧﺎزﺣﺔ ﺗﺮوي ﻛﻴﻒ ﻗﺘﻞ ﻗﻨﺎص }داﻋﺸﻲ{ واﻟﺪﻳﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﳍﺮب
ﺗﺘﻨﻘﻞ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺑﲔ اﻷزﻗــﺔ ﺑﺤﺬر، وﻳﻨﻘﺬون اﳌﺪﻧﻴﲔ اﳌﺤﺎﺻﺮﻳﻦ ﻓـــﻲ اﳌــــﻨــــﺎزل واﻷﺑـــﻨـــﻴـــﺔ اﳌــﻔــﺨــﺨــﺔ، وأﺻــــــﻮات اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺗﺪوي ﺑﲔ اﻟﺤﲔ واﻵﺧﺮ، إﻟـــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ أﺻـــــــﻮات اﻻﻧــــﻔــــﺠــــﺎرات، وﺟــﺜــﺚ ﻣﺴﻠﺤﻲ »داﻋﺶ« ﻣﺘﻨﺎﺛﺮة ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع. ﻫﺬا ﻫﻮ اﳌﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺰﻧﺠﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻏﺮب اﳌﻮﺻﻞ اﻟﺬي ﺣﺮرﺗﻪ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﺑﻌﺪ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ أﺳـﺒـﻮع ﻣـﻦ اﳌـﻌـﺎرك اﳌﺘﻮاﺻﻠﺔ ﺿﺪ ﻣﺴﻠﺤﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ.
وﻧﻔﺬت ﻛﺘﻴﺒﺔ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﻮات اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ أﻣﺲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻟﺘﻄﻬﻴﺮ اﻟﺤﻲ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﻮات اﻟﻨﺎﺳﻔﺔ واﳌﺘﻔﺠﺮات اﻟﺘﻲ ﻓﺨﺦ ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﻞ أرﺟﺎء اﻟﺤﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﺸﻄﺖ ﻗﻄﻌﺎت أﺧــﺮى ﻣﻦ اﻟـﻘـﻮات ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﺬه اﻷزﻗــــﺔ ﺑـﺤـﺜـﴼ ﻋــﻦ ﺟــﻴــﻮب »داﻋـــــﺶ«. وﻗـــﺎل ﻗﺎﺋﺪ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ اﻟﻔﺮﻳﻖ راﺋــﺪ ﺷﺎﻛﺮ ﺟـﻮدت، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«: »اﺳﺘﻜﻤﻠﺖ ﻗﻄﻌﺎﺗﻨﺎ أﻣﺲ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎت ﺗــﻄــﻬــﻴــﺮ ﺣـــﻲ اﻟــﺰﻧــﺠــﻴــﻠــﻲ ﻣـــﻦ ﺟــﻴــﻮب )داﻋﺶ( اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ، وﻻﺣﻘﺖ اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺣﻲ ﺑﺎب ﺳﻨﺠﺎر واﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ«.
ﻓــــﻲ ﻏـــﻀـــﻮن ذﻟــــــﻚ، واﺻــــﻠــــﺖ وﺣــــــــﺪات ﻣـﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﺗﻮﻏﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺬي ﺷﻬﺪ ﻣـﻌـﺎرك أزﻗــﺔ وﺷـــﻮارع ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺑـﲔ اﻟـﻘـﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻣﺴﻠﺤﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، وﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﺎدر ﻣـﻄـﻠـﻌـﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ اﻻﺗـــﺤـــﺎدﻳـــﺔ، ﻓـــﺈن ﻗــﻮاﺗــﻬــﺎ ﻗـﺘـﻠـﺖ اﻟــﻌــﺸــﺮات ﻣــﻦ اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﻟـﺤـﻲ، ﻣﺆﻛﺪة أن اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻛﻌﺎدﺗﻪ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﺎﺻﺔ واﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﲔ ﻹﻋﺎﻗﺔ اﻟﻘﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ. وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺣـــﻲ اﻟــﺸــﻔــﺎء ﻣـــﻦ اﻷﺣـــﻴـــﺎء اﻻﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ اﳌﻮﺻﻞ اﻟﺬي ﺗﺴﻌﻰ اﻟﻘﻮات اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ إﻟــﻰ اﺳـﺘـﻌـﺎدﺗـﻪ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﺤﻮر اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، اﺳﺘﻌﺪادﴽ ﻻﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ ﻣﻦ اﺗﺠﺎه ﺑﺎب ﺳﻨﺠﺎر.
وﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﺪم اﻟﺸﺮﻃﺔ اﻻﺗﺤﺎدﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﺸﻔﺎء، اﻗﺘﺤﻤﺖ أﻣﺲ ﻗﻄﻌﺎت اﻟﻔﺮﻗﺔ اﳌﺪرﻋﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﺣﻲ ﺑﺎب ﺳﻨﺠﺎر، وﺧﺎﺿﺖ ﻣﻌﺎرك ﺿﺎرﻳﺔ ﺿﺪ ﻣﺴﻠﺤﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ، وﻣﻊ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﺑﺎب ﺳﻨﺠﺎر ﻟﻦ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ أﻳﻤﻦ اﳌﻮﺻﻞ أﻣﺎم اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺳﻮى ﺑﻌﺾ اﻷزﻗـﺔ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻣﻊ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ ﺳﺘﻨﺘﻬﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﳌﻮﺻﻞ ﺑﺠﺎﻧﺒﻴﻪ اﻷﻳﺴﺮ واﻷﻳﻤﻦ.
ورﻏـﻢ ﻓﺘﺢ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻤﺮات اﻵﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟـــﻘـــﻮات اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻟـــﺨـــﺮوج اﳌــﺪﻧــﻴــﲔ ﻣـــﻦ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ، ﻓــﺈﻧــﻬــﺎ ﻣـــﺎ زاﻟـــــﺖ ﻣـﻜـﺘـﻈـﺔ ﺑــﺎﳌــﺪﻧــﻴــﲔ، وﻳـﺨـﺮج ﻳﻮﻣﻴﴼ اﻟـﻌـﺸـﺮات ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺘﺨﺬﻳﻦ ﻃﺮﻗﴼ ﺧـــﻄـــﺮة ﻟــﺤــﲔ وﺻــﻮﻟــﻬــﻢ إﻟــــﻰ اﳌــــﻤــــﺮات اﻵﻣـــﻨـــﺔ. ﻓﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻻ ﻳﺘﻮاﻧﻰ ﻓﻲ ﻗﻨﺺ ﻛﻞ ﻣﺪﻧﻲ ﻳﻬﺮب ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺨﺎﺿﻌﺔ ﻟﺴﻴﻄﺮﺗﻪ.
ﻣﺮوة ﻓﻼح، ﻓﺘﺎة ﻣﻮﺻﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﺑﻌﺪ ٦١ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻊ اﺛﻨﲔ ﻣﻦ إﺧﻮﺗﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل، وﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻬﺎ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ اﻟـﺤـﺠـﻢ، واﻟــﺪﻣــﻮع ﺗـﻨـﻬـﺎل ﻣــﻦ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ، ﺑـﻌـﺪ أن ﻓـﻘـﺪت واﻟـﺪﻳـﻬـﺎ أﺛـﻨـﺎء ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟـﻬـﺮوب ﻣﻦ ﺣﻲ اﻟﺸﻔﺎء ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻘﻮات اﻷﻣﻨﻴﺔ. وﺗﻘﻮل ﻣﺮوة ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«: »ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻧﺼﻒ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺑﻨﺠﺎح، ﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺻﻮت إﻃـــﻼق اﻟــﺮﺻــﺎص ووﻗـــﻊ أﺑــﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻷرض ﺑﻌﺪ أن أﺻﺎﺑﻪ ﻗﻨﺎص )داﻋــﺶ( ﻓﻲ رأﺳــﻪ، وﺣﺎوﻟﺖ واﻟﺪﺗﻲ أن ﺗﺠﺮ ﺟﺜﺘﻪ زﺣﻔﴼ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى أﺻﻴﺒﺖ ﺑﺮﺻﺎﺻﺔ اﻟﻘﻨﺎص اﻟﺪاﻋﺸﻲ وﻗﺘﻠﺖ«. وأﺿﺎﻓﺖ ﺑﺎﻛﻴﺔ وﻫﻲ ﺗﻮاﺻﻞ ﺳﻴﺮﻫﺎ: »اﻟﻠﻪ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﻣﻦ )داﻋﺶ(«.
وﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻗﺮﻳﺐ، ﻛﺎن ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺠﺒﻮري ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻘﻴﺒﺔ وﻳﺴﻴﺮ ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻪ اﻟﺨﻤﺴﺔ، ﺧﺎرﺟﴼ ﻣﻦ ﺣﻲ اﻟﺰﻧﺠﻴﻠﻲ اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻪ ﺑﻐﻴﺮ اﻵﻣﻦ رﻏﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮه ﻣـﻦ اﳌﺴﻠﺤﲔ، وﻳــﻘــﻮل: »ﺗﺨﻠﺼﻨﺎ ﻣﻦ ﻣـﺴـﻠـﺤـﻲ )داﻋــــــﺶ(، ﻟــﻜــﻦ اﻟــﺤــﻲ ﻣــﺎ زال ﺧــﻄــﺮﴽ، ﻟﻮﺟﻮد ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ اﳌﺘﻔﺠﺮات ﻓﻴﻪ، وﻛﺬﻟﻚ )داﻋـــﺶ( ﻣـﺎ زال ﻣــﻮﺟــﻮدﴽ ﻓـﻲ ﺣـﻲ اﻟﺸﻔﺎء وﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻟﺬا اﺧﺘﺮت اﻟﻨﺰوح إﻟﻰ أن ﺗﻬﺪأ اﻷوﺿﺎع«.