اﳌﺪرﺳﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑـ٠٤ ﻃﺎﻟﺒﴼ وواﻛﺒﺖ اﻟﺤﺮﺑﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺘﲔ
ﺗـــــﻌـــــﺪ اﳌـــــــــﺪرﺳـــــــــﺔ اﻷﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻫﻲ ﺣﺠﺮ اﻷﺳـﺎس ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﳌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، وواﺣـــــــﺪة ﻣـــﻦ أﻫــــﻢ ﺛــــﻼث ﻣــــﺪراس أﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑـﻬـﺎ. ﺑــﺪأت ﻓـﻜـﺮة ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌﺪرﺳﺔ ﻋﺎم ٢٨٨١ ﺣﻴﻨﻤﺎ أراد ﻛﺎﻫﻦ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺴﻜﺎن اﻷﳌـﺎن وﻳﺪﻋﻰ اﻷب ﻻدﻳﺴﻼوس ﺷﻨﺎﻳﺪر )٣٣٨١ - ٩١٩١( ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﺪرﺳﺔ ﻟﻸﻃﻔﺎل اﻷﳌــــــــــﺎن واﻟــــﻨــــﻤــــﺴــــﺎوﻳــــﲔ ﻷﺑـــﻨـــﺎء اﻟﺠﺎﻟﻴﺘﲔ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ. وﺗﺤﻤﺲ ﻟــﻠــﻔــﻜــﺮة رﺟــــﻞ أﻋـــﻤـــﺎل وﻣــﺼــﺮﻓــﻲ أﳌـﺎﻧـﻲ ﻣﻘﻴﻢ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻳﺪﻋﻰ ﻓﻴﻠﻬﻠﻢ ﺑﻠﻴﺰاﻳﻮس ﻓـﻘـﺎم ﺑﺘﺄﺟﻴﺮ ﻣﺒﻨﻰ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﻄﺔ اﻟﺮﻣﻞ ﺗﻘﻮم ﻓﻴﻪ اﻷﺧــﻮات اﻟﺮاﻫﺒﺎت ﻹرﺳﺎﻟﻴﺔ اﻟــــﺸــــﺮق »ﺑـــــﻮروﻣـــــﻴـــــﻪ« )راﻫــــﺒــــﺎت اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ ﺷﺎرل ﺑﻮروﻣﻲ( وﺑـــﺪأت ﻧـــﻮاة اﳌــﺪرﺳــﺔ ﻓﻌﻠﻴﺎ ﻋـﺎم ٤٨٨١، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻀﻢ أرﺑﻌﲔ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣــــﻦ أﺑــــﻨــــﺎء اﻷﳌـــــــﺎن اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﻴﻨﺎء اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ.
ﺗـــﻘـــﻊ اﳌــــﺪرﺳــــﺔ ذات اﻟـــﻄـــﺮاز اﳌﻌﻤﺎري اﳌﻤﻴﺰ ﺑﺤﻲ اﻟﻌﻄﺎرﻳﻦ اﻟــــــــﺬي ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﺗـــﻘـــﻄـــﻨـــﻪ ﺟـــﺎﻟـــﻴـــﺎت أﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ، وﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌــﺪرﺳــﺔ ﻣﻨﺬ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٠٣١ ﻋﺎﻣﺎ ﻟــــﻢ ﺗـــﺘـــﻮﻗـــﻒ اﻟــــــﺪراﺳــــــﺔ ﻓــﻴــﻬــﺎ إﻻ أﺛﻨﺎء اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻓﻲ ٨٢ ﻳــﻮﻟــﻴــﻮ )ﺗـــﻤـــﻮز( ٤١٩١، ﺣﻴﺚ ﺻــــﺪر آﻧــــــﺬاك ﻗـــــﺮار ﺑــﻄــﺮد اﻷﳌــــﺎن ﻣـــﻦ ﻣـــﺼـــﺮ. وﻏــــــــﺎدرت اﻟـــﺮاﻫـــﺒـــﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺎت اﻟﺒﻼد ﻓﻲ ٤١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٥١٩١ وﺗﻢ إﻏﻼق اﳌﺪرﺳﺔ، وﺑﻘﻴﺖ ﻓﻘﻂ اﻟﺮﺋﻴﺴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻷم ﻛﺎﺗﺮﻳﻨﺎ ﺷﻨﺎﻳﺪر؛ ﻟﻜﺒﺮ ﺳﻨﻬﺎ واﻧـﺘـﻘـﻠـﺖ إﻟــﻰ اﳌــﻌــﺎدي ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة وﺑﺪأت ﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﺗﺪرﻳﺲ اﻷﻃﻔﺎل، وﻓـــﻲ ﻋـــﺎم ٢٢٩١ ﻋــــﺎدت اﻟــﺪراﺳــﺔ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ. وﺑﺪأ ﺗﺪرﻳﺲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋـــﺎم ٦٢٩١. وﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٦٤٩١ أﺻــﺒــﺤــﺖ اﳌــﺪرﺳــﺘــﺎن اﻷﳌﺎﻧﻴﺘﺎن ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة واﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ﻓﻘﻂ.
ﺣـــﻈـــﻴـــﺖ اﳌــــــﺪرﺳــــــﺔ ﺑـــﺮﻋـــﺎﻳـــﺔ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، واﻟﺘﻲ ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﺗـــﻤـــﺪ اﳌـــــﺪرﺳـــــﺔ ﺑـﻤـﻌـﻠـﻤــﲔ أﳌــﺎن، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﺎدي ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻋـﺎم ٤٢٩١ إﻻ أن اﻟﺪﻋﻢ اﳌــﺎدي ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻨﺬ ﻋـﺪة أﻋــﻮام ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﺛـﻮرة ١١٠٢، ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﺮوﻓﺎﺗﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌـﺘـﻮﺳـﻄـﺔ أﺻـﺒـﺤـﺖ ﺗـﺘـﺠـﺎوز ٠٦ أﻟــــﻒ ﺟــﻨــﻴــﻪ ﻟــﻠــﻌــﺎم اﻟــــﺪراﺳــــﻲ ﻣـﺎ ﺣﺼﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺔ اﻷﺛﺮﻳﺎء.
ﻟـــــﻢ ﺗـــﺘـــﺄﺛـــﺮ اﳌــــــﺪرﺳــــــﺔ ﺑــﻘــﻄــﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﻣﺼﺮ، ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ٥٦٩١ وﺣﺘﻰ ﻋـــﺎم ٢٧٩١. وﺗــﺤــﺼــﻞ اﻟــﻄــﺎﻟــﺒــﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة »اﻷﺑـﻴـﺘـﻮر« اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﻤــﻜــﻨــﻬــﻦ ﻣـــــﻦ اﻻﻟــــﺘــــﺤــــﺎق ﺑـﺎﻟـﺠـﺎﻣـﻌـﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ. وﺗﺸﺘﻬﺮ اﳌﺪرﺳﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺎرم وﺗﻨﺸﺌﺔ اﻟـــﻄـــﺎﻟـــﺒـــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﻻﻋـــﺘـــﻤـــﺎد ﻋـﻠـﻰ أﻧﻔﺴﻬﻦ وﺗﺤﻘﻴﻖ اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ.