أﻫﻞ ﻏﺰة ﻳﺒﻨﻮن »ﻗﺎﻫﺮة ﺻﻐﻴﺮة« ﻓﻲ رﻓﺢ رﻏﻢ اﻟﺤﺼﺎر
أﺑﻮ اﳍﻮل وﻣﻘﻬﻰ أم ﻛﻠﺜﻮم وأﻫﺮاﻣﺎت اﳉﻴﺰة ﰲ ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺴﻜﺎن
ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺮﻏـــﻢ ﻣـــﻦ أن ﻗـﻄـﺎع ﻏﺰة ﻳﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود اﳌﺼﺮﻳﺔ ﻓـــــﺈن ﻣــﻌــﻈــﻢ أﻫـــﻠـــﻪ ﻻ ﺗـﺘـﺴـﻨـﻰ ﻟـــــﻬـــــﻢ زﻳــــــــــــــﺎرة ﻣـــــﺼـــــﺮ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟﻘﻴﻮد اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻔﺮ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓـﺈن ﻓﺮﺻﺔ ﻋﺒﻮرﻫﻢ اﻟــﺤــﺪود وﻣـﺸـﺎﻫـﺪﺗـﻬـﻢ ﻣﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺿﺌﻴﻠﺔ.
وﻣــﻊ ذﻟــﻚ أﺻــﺒــﺢ ﺑﻤﻘﺪور أﻫــــــﻞ ﻏــــــﺰة اﻵن زﻳـــــــــﺎرة ﻣــﺼــﺮ ﺑــــــــــﺄرواﺣــــــــــﻬــــــــــﻢ وﻣـــــــﺸـــــــﺎﻫـــــــﺪة ﻣــﺠــﺴــﻤــﺎت ﻣــﺼــﻐــﺮة ﳌـﻌـﺎﳌـﻬـﺎ ﻣــﺜــﻞ اﻷﻫــــﺮاﻣــــﺎت وأﺑــــﻲ اﻟــﻬــﻮل وﺗﺬوق ﺛﻘﺎﻓﺔ اﳌﻘﺎﻫﻲ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮس ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﻳﺴﻤﻰ أم ﻛﻠﺜﻮم وذﻟـﻚ ﻓﻲ ﺣـﺪود ﻣﺪﻳﻨﺔ )اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺼﻐﻴﺮة( اﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ أﺣـــــﺪ ﻣـــﻮاﻃـــﻨـــﻲ ﻏـــــﺰة ﻓـــﻲ رﻓــﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻗـﺮب اﻟﺤﺪود ﻣﻊ ﻣﺼﺮ.
وﻣﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓـــــﻲ رﻓــــــﺢ ﻳـــﺸـــﺒـــﻪ ﻣـــﻌـــﺒـــﺮ رﻓـــﺢ اﻟﺤﺪودي ﺑﲔ ﻣﺼﺮ وﻏﺰة اﻟﺬي ﻳﺨﻀﻊ ﻟﺤﺮاﺳﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺸﺪدة.
وﺑــــــﺎﻟــــــﺪﺧــــــﻮل ﻣــــــﻦ اﳌـــﻌـــﺒـــﺮ ﻳـــﺸـــﺎﻫـــﺪ اﻟــــــــــــﺰوار أﺑـــــــﺎ اﻟـــﻬـــﻮل ﺟﺎﻟﺴﴼ أﻣﺎم ﻣﺠﺴﻤﺎت ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷﺑـــﻌـــﺎد ﻟــﻸﻫــﺮاﻣــﺎت ﺛــﻢ ﺷـﺮب اﻟﺸﺎي أو ﺗﺪﺧﲔ اﻟﺸﻴﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﻬﻰ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ ﺻﻮرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ.
وﻗــﺎل ﻧـﻀـﺎل اﻟـﺠـﺮﻣـﻲ، ٥٤ ﻋﺎﻣﺎ، ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﻘﺎﻫﺮة اﻟـــﺼـــﻐـــﻴـــﺮة ﻓــــﻲ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ رﻓــــﺢ: »ﻋـﻤـﻠـﺖ اﳌـﺠـﺴـﻤـﺎت ﻫـــﺬه ﺣﺒﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳌﺼﺮي، ﺣﺒﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎة اﳌﺼﺮﻳﺔ.
اﻟــــــــــــﻴــــــــــــﻮم أﻧــــــــــــــــﺖ ﻋــــﻤــــﻠــــﺖ اﻷﻫــﺮاﻣــﺎت، ﻋﻤﻠﺖ أﺑـﻮ اﻟﻬﻮل، ﻋـــﺸـــﺎن ﺗــﻄــﻠــﻊ ﻣــــﻦ ﺟــــﻮ ﻏــﺎﺋــﻢ ﺟــﺰﺋــﻴــﴼ زي ﻣـــﺎ ﺑـــﻨـــﻘـــﻮل، ﻟـﺠـﻮ راﺋـــﻊ، ﺟـﻮ ﻣﻀﺤﻚ، ﺟـﻮ ﻓـﺮح، ﺟﻮ ﻣﺮح. ﺑﺘﻌﻴﺶ اﻟﺤﻴﺎة ﻛﻠﻬﺎ ﻣــﻊ اﻷﻫـــﺮاﻣـــﺎت ﻣــﻊ اﻟــﺤــﻀــﺎرة اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ، ﻣـﻊ ﻗـﻬـﻮة أم ﻛﻠﺜﻮم، ﺑـــﺘـــﻨـــﺘـــﻘـــﻞ ﻣــــــﻦ ﺟــــــﻮ اﻟـــﻀـــﻐـــﻂ اﻟـﻨـﻔـﺴـﻲ ﻓــﻲ ﻗــﻄــﺎع ﻏـــﺰة ﻟﺠﻮ ﻣــــــﺮح وﺟــــــﻮ اﻟــــﺴــــﻌــــﺎدة وﺟـــﻮ اﻟﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة«.
وأﺿــﺎف اﻟﺠﺮﻣﻲ: »اﻟﺰاﺋﺮ ﺑﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﺰﻳﺎرة ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻨﺎﻫﺎ ﺑﺸﻜﻞ راﺋﻊ ﺟﺪﴽ، وإن دل ﻫﺬا اﻟﺸﻲء، ﺑﻴﺪل ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻨﺎ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﳌـﺼـﺮي وﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣــﺼــﺮ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻛـــﻮن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ واﻟﺸﻌﺐ اﳌﺼﺮي دﻣﴼ واﺣﺪﴽ وأﺧﻮة ﻃﻮل اﻟﺤﻴﺎة ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ اﻟﺰﻣﺎن«.
وﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ اﻟﺮﻣﺎل أﻣﺎم ﻣﻘﻬﻰ أم ﻛﻠﺜﻮم ﺑــﺎﻟــﻘــﺎﻫــﺮة اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ﻓــﻲ رﻓـﺢ ﺗـﻮﺿـﺢ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺳﻮﺳﻦ ﻣــــــﻮﺳــــــﻰ ﺳـــــﺒـــــﺐ إﺣـــــﻀـــــﺎرﻫـــــﺎ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻟﺮؤﻳﺔ ﻧﻤﻮذج اﻟﻘﺎﻫﺮة. وﺣــﺮص اﻷﻃــﻔــﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎط ﺻــــــﻮر ﻟـــﻬـــﻢ ﻣــــﻊ ﻧــــﻤــــﻮذج أﺑـــﻲ اﻟﻬﻮل.
وﻗـــــﺎﻟـــــﺖ ﺳــــﻮﺳــــﻦ ﻣــﻮﺳــﻰ ﻟــ»روﻳـﺘـﺮز«: »إﺣـﺴـﺎس ﻧﻔﺴﻲ وأﻧـــــــــﺎ ﺷــــﻔــــﺖ ﻣــــﺼــــﺮ أو وأﻧـــــﺎ ﻣﺜﻼ ﺑﺎﺧﺬ أوﻻدي إﻟﻰ ﻣﺼﺮ، واﻷﻫﺮاﻣﺎت«.
ووﺻﻒ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ آﺧﺮ ﻣﻦ أﻫــﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻓــﺢ ﻳﺪﻋﻰ ﻧﺎﺻﺮ اﻟـــﺸـــﺎﻓـــﻌـــﻲ زﻳـــــﺎرﺗـــــﻪ ﻟــﻠــﻘــﺎﻫــﺮة اﻟــــﺼــــﻐــــﻴــــﺮة ﻓـــــﻘـــــﺎل: »ﺑــﺘــﺤــﺲ إﻧـــﻚ دﺧــﻠــﺖ ﻣــﺼــﺮ. ﻳـﻌـﻨـﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻞ اﳌﻌﺒﺮ. ﻣﻦ ﻗﻌﺪة اﻟﻘﻬﻮة ﻋـﻨـﺪ أم ﻛـﻠـﺜـﻮم. ﻟــﻮ رﺣــﺖ ﻋﻠﻰ )ﺟﺮوﺑﻲ(، ﻟﻮ ﺷﻔﺖ )اﻟﺤﺴﲔ(، ﺑﺘﻼﻗﻲ ﻳﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ ﺣﺎﺟﺔ، ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﻔﺲ اﳌﺼﺮي ﻣﻮﺟﻮد«.
واﺳــﺘــﻐــﺮق ﺑــﻨــﺎء اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة اﻟـــﺼـــﻐـــﻴـــﺮة ﻓـــــﻲ رﻓــــــﺢ ﺑــﻘــﻄــﺎع ﻏــﺰة ﺛـﻼﺛـﺔ أﺷـﻬـﺮ وﺳــﻮف ﻳﺘﻢ اﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ رﺳﻤﻴﺎ ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ رﻣــــﻀــــﺎن. واﳌـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﻣـﻔـﺘـﻮﺣـﺔ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻣﺎم اﻟﺰوار.