ﳝﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺛﻴﻤﺔ ﻫﺬه اﻟﺮواﻳﺔ ﻫﻲ »دوام اﳊﺎل ﻣﻦ اﶈﺎل«... ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ أﻧﺴﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﱵ ﺗﻘﻮل: ﻳﺮﺣﻞ ﻋﻨﻬﻢ ﻃﺎﻏﻴﺔ وﻻ ﻳﺮﺣﻞ اﻟﻄﻐﻴﺎن... ﻳﺮوح ﻇﺎﻟﻢ وﻳﺒﻘﻰ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻈﻼم
ﻫــﻮ ﺷـﻜـﻠـﻬـﺎ اﻟــﻔــﻨــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ، ﻓﺜﻤﺔ ﻛــﺎﺗــﺐ، ﻟـﻴـﺲ ﺑــﺎﻟــﻀــﺮورة أن ﻳﻜﻮن ﻣﺤﺘﺮﻓﴼ، ﻳﻘﺪم ﻣﺤﻜﻴﺎﺗﻪ أو »ﻓﺼﻮل رواﻳـــﺘـــﻪ« ﺗـﺒـﺎﻋـﴼ إﻟـــﻰ ﺳــﻴــﺪة ﻣـﻮﻟـﻌـﺔ ﺟﺪﴽ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﻌﺔ واﻷدب ﻛﻲ ﺗﻘﺮأﻫﺎ، وﺗــﻜــﻮن أول ﻣـﺘـﻠـﻘـﻴـﺔ ﻟـﻔـﺼـﻮل ﻫـﺬه اﳌــﺨــﻄــﻮﻃــﺔ. ﺛـــﻢ ﻳـــﺴـــﺪي ﻟــﻬــﺎ ﺳﺒﻊ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﻨﻴﺘﻪ ﻓـﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﳌـﺨـﻄـﻮﻃـﺔ، ﻓﻤﻘﺘﺒﺴﺎت اﻷﻏـــــــﺎﻧـــــــﻲ ﻳـــﻀـــﻌـــﻬـــﺎ ﺑــــــﲔ ﻗـــﻮﺳـــﲔ اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة، وﻳــﻜــﺜــﺮ ﻣـــﻦ اﺳــﺘــﻌــﻤــﺎل اﻷﻓـﻌـﺎل اﳌﻀﺎرﻋﺔ، وﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ »أل« اﻟــﺘــﻌــﺮﻳــﻒ وأﺳـــﻤـــﺎء اﻟـــﻮﺻـــﻞ وواو اﻟــﻌــﻄــﻒ واﻟــﻔــﻌــﻞ اﳌــﺎﺿــﻲ اﻟـﻨـﺎﻗـﺺ »ﻛﺎن«، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺜﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺆاﻻ ﻣﻠﺘﺒﺴﴼ ﻣﻔﺎده: »ﻫـﻞ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻬﺮوب ﻣــﻦ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، أم ﻳــﻌــﺰم ﻋــﻠــﻰ إﺣــﻴــﺎء اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺿﺮ« )ص ٨(. اﳌﻴﺰة اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﺳﺘﻀﻴﻔﻬﺎ اﻟﺴﻴﺪة اﻟـــﺘـــﻲ اﻗـــﺘـــﺮﺣـــﺖ أن ﺗـــﻘـــﺮأ اﻟــﻔــﺼــﻮل ﻧﺄﻟﻔﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻟﻌﻞ أﺟﻤﻠﻬﺎ ﺗﻮرﻳﺎت اﻷﺳـﺘـﺎذ ﻓﺮﻏﻠﻲ، اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻣﺪرﺳﴼ ﻣﻐﺘﺮﺑﴼ ﻣﻊ ﻧﻴﺪاﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ، ﺣﻴﺚ ﻳﺼﻒ اﻟــﻔــﻮارق اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻓـﻲ ﻣﺼﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻻذﻋـــﺔ ﺗـﻀـﺮب ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻮﺗـﺮ اﻟـــﺤـــﺴـــﺎس، ﺣــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻳـــﻘـــﻮل: »ﻧـــﺎس ﻋﺎﻳﺸﺔ ﻛﻮﻳﺲ، وﻧﺎس ﻛﻮﻳﺲ إﻧﻬﺎ ﻋــﺎﻳــﺸــﺔ« )ص٥٥٢(. وﻓـــﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎق ذاﺗــﻪ، ﻳﺼﻒ زوج ﻧﻴﺪاﺑﺎ اﻟﺼﺎﻣﺖ، ﻗـــﺎﺋـــﻼ: »ده ﻣـــﺶ ﺳــﺎﻛــﻦ ﻗــﺼــﺎدي،