ﺣﺮﻳﻖ ﻟﻨﺪن ﻳﻜﺸﻒ ﻋﺪم ﺛﻘﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم
ﻟـﻴـﺲ ﻣـﺸـﻬـﺪ ﺗﺤﻠﻴﻖ اﳌــﺮوﺣــﻴــﺎت ﻣـﺸـﻬـﺪﴽ ﻏـﻴـﺮ اﻋـﺘـﻴـﺎدﻳـﴼ ﻓــﻲ ﻟــﻨــﺪن، ﻟﻜﻦ أﻳــﻘــﻈــﻨــﻲ ﺻــــﻮت أزﻳـــــﺰ اﳌـــﺤـــﺮﻛـــﺎت ﻓـﻲ اﻟـــﺴـــﺎﻋـــﺔ اﻟـــﺨـــﺎﻣـــﺴـــﺔ ﺻـــﺒـــﺎﺣـــﴼ ﺑـــﺎﻛـــﺮﴽ. ﺗﻄﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﺷﺮﻓﺘﻲ إﻟﻰ ﺳﺤﺐ اﻟﺪﺧﺎن اﻟﻜﺜﻴﻔﺔ وﻫﻲ ﺗﺘﻜﻮن وﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ اﻷﺷﺠﺎر. ﻛﺎن ﻣﺼﺪر اﻟﺪﺧﺎن ﺣﺮﻳﻘﴼ ﻓﻲ ﺑـﺮج »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ«، اﳌﺒﻨﻰ اﻟــﺬي ﻳﺘﻜﻮن ﻣﻦ ٤٢ ﻃﺎﺑﻘﴼ، وﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ اﻟﺤﻲ اﻟﺬي أﺳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ وﻳﺴﺖ ﻟﻨﺪن. أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت أﻧﻪ ﺣﺎدث ﻛﺒﻴﺮ ﺗﻄﻠﺐ اﺣﺘﻮاؤه واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٢ رﺟــﻞ ﻣﻄﺎﻓﺊ، وﻛــﺎن ﻋــﺪد اﳌﺤﺎﺻﺮﻳﻦ داﺧﻞ اﳌﺒﻨﻰ ﻣﺠﻬﻮﻻ.
وﻣﻊ ﻣﺮور اﻟﺴﺎﻋﺎت أﺻﺒﺢ ﺣﺠﻢ اﻟــﺮﻋــﺐ ﺑــﺎدﻳــﴼ ﺟــﻠــﻴــﴼ؛ ﻓــﻘــﺪ ارﺗــﻔــﻊ ﻋــﺪد اﻟـــﻮﻓـــﻴـــﺎت ﻣــــﻦ ﺳـــﺘـــﺔ إﻟـــــﻰ اﺛـــﻨـــﻲ ﻋـﺸـﺮ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮن إﻟﻰ اﻟﻌﻼج ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ، واﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺤﺮﺟﺔ. وردت أﻧــﺒــﺎء ﻋــﻦ ﻗـﻔـﺰ أﺷــﺨــﺎص ﻣــﻦ اﻟـﻨـﻮاﻓـﺬ ﻟــﻠــﻬــﺮب ﻣـــﻦ اﻟـــﺪﺧـــﺎن وأﻟــﺴــﻨــﺔ اﻟــﻠــﻬــﺐ، وﺗــﻤــﻜــﻦ أﺣــــﺪ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪي اﻟـــﺤـــﺎدث ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺎط ﻃﻔﻞ ﺑﻌﺪ إﻟﻘﺎﺋﻪ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ اﳌﺒﻨﻰ.
ﺳـــﺮﻋـــﺎن ﻣـــﺎ ﺗــﺒــﲔ أن اﻟــﺴــﻜــﺎن ﻗﺪ ﻃﺮﺣﻮا ﺗﺴﺎؤﻻت ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻼﻣﺔ واﻷﻣﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﻖ ﻓﻲ اﳌﺒﻨﻰ اﻟﺬي ﺗﻘﻄﻦ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ٠٢١ أﺳﺮة. ﻧـــﺸـــﺮت ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ »ﻏــﺮﻳــﻨــﻔــﻴــﻞ أﻛــﺸــﻦ ﻏــــــﺮوب«، وﻫــــﻲ ﻣــﺆﺳــﺴــﺔ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ، ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺪوﻳﻨﺎت ﻋﻤﺎ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟــــﻪ ﻣــــﻦ اﻟـــﻈـــﻠـــﻢ ﻣــــﻦ »ﻣـــﺆﺳـــﺴـــﺔ إدارة ﻣﺴﺘﺄﺟﺮي ﻛﻴﻨﻐﺴﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ«، وﻫﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ اﳌﺒﻨﻰ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ، وﻫﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻹدارﻳﺔ اﳌﻠﻜﻴﺔ ﻟﻜﻴﻨﻐﺴﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ.
ﺣﻤﻠﺖ ﺗﺪوﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ( ٦١٠٢ ﻋـــﻨـــﻮاﻧـــﴼ ﺻـــﺎدﻣـــﴼ ﻫـﻮ »ﻣﺆﺳﺴﺔ إدارة ﻣﺴﺘﺄﺟﺮي ﻛﻴﻨﻐﺴﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺎر« ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أن وﻗﻮع ﻛﺎرﺛﺔ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ اﻟﺬي ﺳﻴﻜﺸﻒ ﻣــــﺪى ﻓــﺸــﻞ واﻧــــﻌــــﺪام ﻛـــﻔـــﺎءة ﺻــﺎﺣــﺐ اﳌﺒﻨﻰ، ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻮد ﺷﻜﺎوى اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﻋﺎم ٣١٠٢.
ﺗــــــــﻤــــــــﺖ اﻟـــــــــــﻌـــــــــــﻮدة إﻟـــــــــﻰ ﻧـــــﻈـــــﺎم اﻹﺳـــــﻜـــــﺎن اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ ﻣــﺮة أﺧــﺮى ﻣـــــــــــﻦ ﺧـــــــــــــــﻼل اﻟـــــﺠـــــﻤـــــﻊ ﺑــــﲔ اﳌـــﻠـــﻜـــﻴـــﺎت اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ واﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺗـﺤـﺖ ﻗـﻴـﺎدة ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﺣــــــﺰب اﻟــﻌــﻤــﻞ ﺑـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﺗـــﻮﻧـــﻲ ﺑــﻠــﻴــﺮ، واﺳــﺘــﻤــﺮ اﻟــﻨــﻈــﺎم ﺣﺘﻰ ﻳـــﻮﻣـــﻨـــﺎ ﻫــــــﺬا. إن اﻷﻣــــﺮ ﻣـــــﺸـــــﺤـــــﻮن ﺑـــﻤـــﺸـــﺎﻋـــﺮ ﻗــﻮﻳــﺔ ﺗــﺠــﺎه اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ واﻟـﻄـﺒـﻘـﺎت، ﻟﻜﻦ ﺗﻌﻮد ﺟــــﺬور اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ ﻓـــﻲ ﻟــﻨــﺪن إﻟــــﻰ ﺗــﺰاﻳــﺪ ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑﻤﻌﺪل ﻣﺘﺴﺎرع، دون أن ﻳﺰداد ﻋﺪد اﳌﻌﺮوض ﻣﻦ اﳌﻨﺎزل ﺑﺎﳌﻌﺪل ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺧﺘﻴﺎر أﺛﺮﻳﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟــﻠــﻌــﻘــﺎرات ﻓـــﻲ ﻟـــﻨـــﺪن ﻟــﺘــﻜــﻮن ﻣــﺨــﺰﻧــﴼ ﳌﻼﻳﻴﻨﻬﻢ؛ ﻣﻤﺎ أدى إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﳌﻨﺎزل واﻟﺸﻘﻖ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.
ﻣـﻊ ذﻟــﻚ ﺗﻠﺘﺰم اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﳌــﺴــﻜــﻦ إﻟــــﻰ اﳌــﻬــﻤــﺸــﲔ، رﻏــﻢ وﺿـــﻊ اﳌــﺠــﺎﻟــﺲ اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ ﺣـــﺪﴽ أﻗـﺼـﻰ ﻟﻠﻤﺒﺎﻟﻎ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ اﻗﺘﺮاﺿﻬﺎ. ﻳﻜﺒﻞ ﻫــﺬا أﻳـــﺪي اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ إدارة ﻣــﺎ ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻣــﺴــﺎﻛــﻦ. ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟـﺬﻟـﻚ، ﺗـﻮﺟــﻬــﺖ أﻛــﺜــﺮ اﳌــﺠــﺎﻟــﺲ اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ إﻟــﻰ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻋﻢ.
ﺗﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﻴﻨﻐﺴﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ ﻣﻦ أﻛﺜﺮ اﳌﻨﺎﻃﻖ رﻗﻴﴼ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﺣﻴﺚ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺘﺎﺣﻒ، وﻗﺎﻋﺎت اﻟﻌﺮض اﻟﻔﻨﻴﺔ، واﻟﺴﻔﺎرات. ﻣﻊ ذﻟﻚ إذا ﺳـﺮت إﻟـﻰ ﺣﻲ ﻻدﺑــﺮوك ﻏــﺮوف، ﺣﻴﺚ أﻗـﻄـﻦ، ﺳﺘﺠﺪ ﻣﺸﻬﺪﴽ ﻣـﻐـﺎﻳـﺮﴽ ﺗﻤﺎﻣﴼ؛ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﺳﻜﺎن اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻔﻘﺮاء ﻳﺘﺮﻛﺰون ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻛﻴﻨﻐﺴﺘﻮن، ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻊ ﺑﺮج »ﻏـﺮﻳـﻨـﻔـﻴـﻞ«، وأﻛــﺜــﺮ وﺣـــﺪات اﻹﺳـﻜـﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
اﻟـــــــﺸـــــــﺮﻛـــــــﺔ، اﻟـــــــﺘـــــــﻲ ﺗـــــــﺪﻳـــــــﺮ ﺑــــــﺮج »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ«، ﻣﺆﺳﺴﺔ ﻻ ﺗﻬﺪف ﻟﻠﺮﺑﺢ، وﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬا ﻧﻈﺮﻳﴼ أﻧﻪ ﻳﺘﻢ إدارﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻜﺎن آﻻف اﳌﺒﺎﻧﻲ اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻟﻨﺪن وﻣــﻦ أﺟﻠﻬﻢ. ﻣـﻊ ذﻟــﻚ ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺴﻜﺎن ﻣـﻦ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﻀﻮﴽ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻹدارة، ﺛــﻤــﺎﻧــﻴــﺔ أﻋـــﻀـــﺎء ﻓــﻘــﻂ، أﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ اﻷﻋﻀﺎء ﻓﺈﻣﺎ ﻣــــﻌــــﻴــــﻨــــﻮن ﻣــــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺐ اﳌــــﺠــــﻠــــﺲ اﳌـــــﺤـــــﻠـــــﻲ، أو ﻣﺴﺘﻘﻠﻮن، وﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﺧﺮى ﻟﺘﻮﻟﻲ اﻷﻣـــﻮر اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑـــﺎﻹﺻـــﻼح واﻟــﺼــﻴــﺎﻧــﺔ. ﻫــــﻨــــﺎك ﻋــــﻼﻗــــﺔ وﻃـــﻴــــﺪة ﺗﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﳌﺠﻠﺲ، اﻟﺬي ﻳﻌﺪ اﳌﺎﻟﻚ اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺒﺎﻧﻲ، واﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻮﻟﻰ اﻹدارة، واﻟـﺘـﻲ ﺗــﺮى ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ أﻛﺸﻦ ﻏــﺮوب« أﻧﻬﺎ ﺣﺎﺟﺰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ. وﺗﺸﻴﺮ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ إﻟﻰ ﺗﺠﺎﻫﻞ وﻗﻤﻊ ﻣﺨﺎوف اﻟﺴﻜﺎن.
ﻣــﻦ اﻟﺼﻌﺐ اﻟـﺘـﺤـﺮك داﺧــﻞ ﻧﻈﺎم اﻹدارة اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي، وﻻ ﻳﺘﻤﺘﻊ اﳌــﻮاﻃــﻨــﻮن ﺑــﻔــﺮص ﻟـﻠـﻤـﺸـﺎرﻛـﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار، ﺣﻴﺚ ﺗــﺴــﻮد ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ اﻷﺑــﻮﻳــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎر »ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻚ«، وﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑــﺤــﺮﻳــﺔ ﺗـــــﺪاول اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت. ﺣــﺘــﻰ ﻋــــﺎم ٥٠٠٢ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗـــﻢ ﺗـﻄـﺒـﻴـﻖ ﻗـــﺎﻧـــﻮن ﺣــﺮﻳــﺔ ﺗــــــﺪاول اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺗﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻠﻰ ﻗـــﻮاﻋـــﺪ اﻟــﺴــﻼﻣــﺔ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﺑـﺎﻟـﺤـﺮﻳـﻖ ﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﺐ أﻣﺮﴽ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﴼ. وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻴﻮم إﻻ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻃﻠﺐ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﻗﺎﻧﻮن ﺣﺮﻳﺔ ﺗﺪاول اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت.
وﻫﻨﺎك ﻣﺆﺷﺮ آﺧﺮ ﻳﺪل ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم »اﻟﻮﺛﻮق ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ«، وﻫﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺻـــﺪرت إﻟـــﻰ ﺳــﻜــﺎن »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ« ﺑــ»أﻻ ﻳﺘﺤﺮﻛﻮا ﻣﻦ أﻣﺎﻛﻨﻬﻢ« ﻓﻲ ﺣﺎل ﻧـــﺸـــﻮب ﺣــــﺮﻳــــﻖ، ﻟـــﻜـــﻦ ﻟــﺤــﺴــﻦ اﻟــﺤــﻆ ﺗﺠﺎﻫﻞ أﻛـﺜـﺮ اﻟــﻨــﺎس ﻫــﺬه اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت وﻫﺮﺑﻮا.
إﻧــﻬــﺎ أوﻗــــــﺎت ﻋـﺼـﻴـﺒـﺔ ﻣـﻀـﻄـﺮﺑـﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، وﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺣﺮﻳﻖ ﺑﺮج »ﻏــﺮﻳــﻨــﻔــﻴــﻞ« إﻟــــﻰ اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر، اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻴﺮ ﺣﻨﻖ اﻟﻨﺎس؛ ﻓﻌﻠﻰ ﻣـــﺪى اﻟــﻌــﻘــﺪ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﺷــﻬــﺪت اﻟــﺒــﻼد ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺣـﺪاث اﻟﺘﻲ ﻗﻮﺿﺖ ﺛﻘﺔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﺑﺎﳌﺴﺆوﻟﲔ، وﻣﻨﻬﺎ اﻷزﻣـﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻋــﺎم ٨٠٠٢. وﻓﻀﻴﺤﺔ اﻟﻨﻔﻘﺎت اﻟــﺒــﺮﳌــﺎﻧــﻴــﺔ، واﻟـــﻔـــﻮﺿـــﻰ اﻟــﺘــﻲ ﺳـــﺎدت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫــﺬه اﻟـﺤـﺎﻟـﺔ ﻣــﻦ اﻟﺴﺨﻂ وﻋـــــﺪم اﻟـــﺮﺿـــﺎ ﻋـــﻦ اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، اﺧـــﺘـــﺎر اﻟــﻨــﺎﺧــﺒــﻮن ﻓـــﻲ ﻛـﻴـﻨـﻐـﺴـﺘـﻮن، اﻟــﺪاﺋــﺮة اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻳﻮﻣﴼ ﻣﺎ ذات ﺗﻮﺟﻪ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻗﻮي، ﻷول ﻣﺮة ﻋﻀﻮا ﻓـﻲ ﺣــﺰب اﻟﻌﻤﺎل ﻟﺸﻐﻞ ﻣﻘﻌﺪ ﻓــﻲ اﻟــﺒـﺮﳌــﺎن ﺧــﻼل اﻷﺳــﺒــﻮع اﳌـﺎﺿـﻲ. وﺗﺒﺪو ﻛﺎرﺛﺔ »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ« اﻟﻴﻮم وﻋﺪا ﺣﻜﻮﻣﻴﺎ آﺧـﺮ ﻳﻘﻮل: »ﺛﻘﻮا ﺑﻨﺎ وﻧﺤﻦ ﺳــــﻮف ﻧــﺮﻋــﻰ ﺷــﺆوﻧــﻜــﻢ« ﻳــﻨــﻀــﻢ إﻟــﻰ ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻮﻋﻮد اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻬﺎ.
ﻓـــــــــﻲ ﺣـــــــــﲔ وﻓـــــــــــــــﺮت اﻟــــــﻮﺳــــــﺎﺋــــــﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﳌﺪوﻧﺎت، وﻣــﻮاﻗــﻊ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ، ﻃﺮﻗﴼ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﻜﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، ﻣﺜﻞ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ أﻛﺸﻦ ﻏﺮوب«، ﻣﻦ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ وﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ، ﺗﺒﺪو اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻴﺔ، وﻏﻴﺮ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ. اﻟﺴﺆال داﺋﻤﴼ ﻫـــﻮ: ﻣــﻦ ﻟــﻪ ﺣــﻖ اﳌــﻌــﺮﻓــﺔ؟ ﻳــﺠــﺐ ﻋﻠﻰ اﻷﻓــﺮاد، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺣﻘﴼ ﺑﺎﻟﻘﻮة، أﻻ ﻳﻨﺘﻈﺮوا دون أن ﻳﺤﺮﻳﻜﻮا ﺳﺎﻛﻨﴼ إﻟـــﻰ ﺣـــﲔ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋــﻠــﻰ اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﺎر اﳌﺴﺆوﻟﻮن ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ إﻟﻴﻬﻢ. ﻳـﻤـﻜـﻨـﻬـﻢ ﻃـــﺮح ﻣــﺎ ﺷـــــﺎءوا ﻣــﻦ أﺳـﺌـﻠـﺔ واﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﺟﻮﺑﺔ.
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪى ﺳﻜﺎن »ﻏﺮﻳﻨﻔﻴﻞ« ﻫﺬه اﻟﻘﻮة، وﻫـﺬا ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ ﺗﻐﻴﻴﺮه، ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻐﺴﺘﻮن وﺗﺸﻴﻠﺴﻲ، ﺑـﻞ أﻳﻀﴼ ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺗﺪﻋﻲ أﻧﻬﺎ دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ؛ ﻓﻬﺬه ﻫﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻮاﻃﻦ »اﻟﺬي ﻳﺮاوح ﻣﻜﺎﻧﻪ«.
*أﺳﺘﺎذة اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻴﺘﻲ - ﻟﻨﺪن * ﺧﺪﻣﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«