وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اجملﺴﻢ... ﺗﻄﻮرات ﻛﺒﺮى ﻓﻲ ﻃﺐ اﻷﺳﻨﺎن
ﺗﻘﻨﻴﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد ﺗﺴﺎﻋﺪ ﰲ ﺻﻨﻊ أﺟﺰاء اﳉﺴﻢ اﻟﺒﺸﺮي
أﺣﺪﺛﺖ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ »ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد «Three dimensional ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ، اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺮﻣـﺰ ﻟـﻬـﺎ ﺑـــــ»D٣«، ﺛـــﻮرة ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﻫﺬه اﻷﻳـﺎم، وذﻟﻚ ﻓﻲ اﳌﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺗﺨﺼﺼﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﳌـﺠـﺎﻻت اﻷﺧــﺮى، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻃﺐ اﻷﺳﻨﺎن، ﺣﻴﺚ ﺷﻬﺪ اﻷﺧﻴﺮ ﺗﻄﻮرﴽ ﻣﻠﺤﻮﻇﴼ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﻴﺮة.
وﺷﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻀﻮﺋﻲ واﻟﺸﻌﺎﻋﻲ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﳌﺎﺳﺢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ أﺧﺬ ﻣﻘﺎس وﻃﺒﻌﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد رﻗﻤﻴﺔ ﻟﻸﺳﻨﺎن ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻛﺎﻣﻴﺮا ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﺠﻮدة، وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﻢ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋــــــﻦ ﻣــــﻌــــﺠــــﻮن اﻟــــﻄــــﺒــــﻌــــﺎت واﻟـــــﻄـــــﺮق اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. وﻗﺪ ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻄﺒﻌﺎت ﺗﺆﺧﺬ إﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻴـﴼ ﻟـﺘـﺆﻣـﻦ ﻟـﻠـﻤـﺮﺿـﻰ ﻃﺒﻌﺎت وﻗﻴﺎﺳﺎت أﻛﺜﺮ دﻗــﺔ، وﺗﻨﺠﺰ ﻓـﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﻴﺮ ﺟﺪﴽ.
وﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺐ ﻣــﻔــﻬــﻮم ﻫــــﺬه اﻟـﺘـﻘـﻨـﻴـﺔ ﺗﺤﺪث إﻟﻰ »ﺻﺤﺘﻚ« اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋﺎﻃﻒ ﻋـﺼـﻤـﺖ ﺣــــﻼوة، دﻛـــﺘـــﻮراه ﻓــﻲ ﺗﻘﻮﻳﻢ اﻷﺳﻨﺎن، اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر أﻣﺠﺪ اﻟﺤﻘﻴﻞ اﻟﻄﺒﻴﺔ، ﻓﺄوﺿﺢ أن اﳌـــﻘـــﺼـــﻮد ﻣــــﻦ اﳌــﺼــﻄــﻠــﺢ اﻟــﺸــﺎﺋــﻊ »ﺛــــﻼﺛــــﻲ اﻷﺑـــــﻌـــــﺎد« ﻫــــﻮ اﻟــــﻔــــﺮاغ اﻟــــﺬي ﻳﻤﻠﻚ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ: اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻮل واﻟــﻌــﻤــﻖ )أو اﻻرﺗـــﻔـــﺎع(. وﻳـﺒـﺤـﺚ ﻋﻠﻢ اﻟﻬﻨﺪﺳﺔ اﻟﻔﺮاﻏﻴﺔ )ﻫﻨﺪﺳﺔ ذات ﺛﻼﺛﺔ أﺑﻌﺎد(، وﻫﻮ ﻓﺮع ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎت، ﺧـﺼـﺎﺋـﺺ اﻷﺷـــﻜـــﺎل واﳌــﺠــﺴــﻤــﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﺮاغ، ﻛﺎﻟﻜﺮة واﻟﻬﺮم وﻏﻴﺮﻫﺎ.
وأﺿــــــــﺎف أن اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ ﺗـــﻔـــﺎﺟـــﺄ ﻓـﻲ ﺑﺪاﻳﺎت ﻫﺬا اﻟﻘﺮن ﺑﺴﻤﺎع ﻫﺬا اﳌﺼﻄﻠﺢ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ »D٣«، ﺛــﻢ ﻇــﻬــﺮت اﻟـﺸـﺎﺷـﺎت ﺛــﻼﺛــﻴــﺔ اﻷﺑـــﻌـــﺎد اﻟــﺘــﻲ أﺑـــﻬـــﺮت ﻛـــﻞ ﻣﻦ ﺳﻤﻊ ﺑﻬﺎ أو ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣــﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن اﻧﺘﺸﺮت ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑـﺸـﻜـﻞ واﺳــــﻊ ﺣــﺘــﻰ وﺻــﻠــﻨــﺎ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻷﻳــــــﺎم إﻟــــﻰ ﻣـــﺎ ﻳـــﻌـــﺮف ﺑــﺎﻟــﻬــﻮﻟــﻮﻏــﺮام ،(Hologram) وﻫﻲ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻨﺎ ﻣﻦ أن ﻧﺠﺴﺪ اﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮر أو اﻟﻔﻴﻞ ﻣﺜﻼ ﺑﺤﺠﻤﻪ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻮﺟﻮد ﺷﺎﺷﺔ ﺧﻠﻔﻴﺔ أو ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ، ﻟﻨﺸﻌﺮ أﻧﻨﺎ أﻣـﺎم ﻣﺨﻠﻮق ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﺗﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﺑﻬﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﺄﺑﻌﺎده اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.
< ﻣـــــﺨـــــﺮوط اﻟــــﺸــــﻌــــﺎع اﳌــﻘــﻄــﻌــﻲ اﳌــﺤــﻮﺳــﺐ. أﺿــــﺎف د. ﻋــﺎﻃــﻒ ﺣــﻼوة أﻧــــــﻪ اﻧــــﻄــــﻼﻗــــﴼ ﻣـــــﻦ ذﻟــــــﻚ اﳌـــــﺒـــــﺪأ وﺗــﻠــﻚ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، ﻇﻬﺮ ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻣﺨﺮوط اﻟﺸﻌﺎع اﳌـــﻘـــﻄـــﻌـــﻲ اﳌـــﺤـــﻮﺳـــﺐ Cone Beam) ،(Computerized Tomography اﻟــﺬي ﻳـﺨـﺘـﺼـﺮ ﺑــﺎﻟــﺤــﺮوف ،«CBCT» وﻫــﻮ ﻳﻤﺜﻞ آﺧﺮ ﺗﻄﻮر ﻓﻲ ﺗﺼﻮﻳﺮ اﻷﺳﻨﺎن. وﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷﺑـﻌـﺎد، ﺳــﻮاء اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ داﺧــﻞ اﻟﻔﻢ أو اﻟــﺒــﺎﻧــﻮراﻣــﻴــﺔ، وﻓـــﺮ ﻫـــﺬا اﻟـﺘـﺼـﻮﻳـﺮ (CBCT) ﺟــﻮدة ﻋﺎﻟﻴﺔ وﺻــﻮرﴽ ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد ﻟﻸﺳﻨﺎن واﻟﻮﺟﻪ واﻟﻔﻜﲔ.
ﻫــﺬا اﻟـﻨـﻈـﺎم ﺛـﻼﺛـﻲ اﻷﺑــﻌــﺎد ﻳﻨﺘﺞ ﺻــــﻮرﴽ ﺗﺸﺨﻴﺼﻴﺔ ﻋـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟــﻮﺿــﻮح، ﺗﺘﻴﺢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﻛﻔﺎءة ﻋﻼﺟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟــﺠــﻮدة. وﺑﻀﻐﻄﺔ زر واﺣــﺪة، ﺗــﻮﻓــﺮ أﻗــﺼــﻰ ﻗـــﺪر ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺎط ﺻــﻮرة ﺗﺸﺮﻳﺤﻴﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺗﻔﻴﺪ ﻓﻲ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﻌﻼج اﳌﻘﺪم ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ.
وﻣـﻦ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ، ﻣــﺮورﴽ ﺑﺎﻟﺨﻄﺔ اﻟﻌﻼﺟﻴﺔ، واﻧﺘﻬﺎء ﺑﺎﺳﺘﻜﻤﺎل اﻟﻌﻼج، ﻳﺴﻤﺢ ﺟﻬﺎز اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد ﻟــﻠــﻄــﺒــﻴــﺐ ﺑــﺘــﺤــﺪﻳــﺪ ﺟـــﺮﻋـــﺔ اﻹﺷـــﻌـــﺎع اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺨﻄﺔ ﻋﻼﺟﻴﺔ أﻧﺠﻊ، وﳌﻨﻔﻌﺔ أﻛﺒﺮ ﻟﻠﻤﺮﻳﺾ.
وﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺸﻌﺎﻋﻲ، أﺻﺒﺢ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﳌﻘﻄﻌﻲ اﳌﺤﻮﺳﺐ Cone Beam Computerized) (Tomograghy، CBCT ذا ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﻻ ﺗــﻌــﺪ وﻻ ﺗــﺤــﺼــﻰ ﻓـــﻲ اﳌـــﻤـــﺎرﺳـــﺎت اﻟـــﻴـــﻮﻣـــﻴـــﺔ، ﻓــــﻲ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ ﺗــﺨــﺼــﺼــﺎت اﻟﻄﺐ. ﻓﻠﻘﺪ أﺻﺒﺢ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻧﺤﺪد ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻌﻀﻮ اﳌﻄﻠﻮب ﺗﺸﺨﻴﺼﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ، وأن ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻘﺎﺳﻪ وﻛﺜﺎﻓﺘﻪ وﻣﻮﻗﻌﻪ، ﻣﻤﺎ ﺳﻬﻞ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣـﺮاض اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ ﺿﺮﺑﴼ ﻣــﻦ اﻟـﻔـﺮﺿـﻴـﺎت، وﻛـــﺎن اﻟــﻌــﻼج ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ واﻟــﺨــﻄــﺄ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ اﻟﻘﺮﻳﺐ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺘﺼﻨﻴﻊ واﻹﻧﺘﺎج، ﻓــﺄﺻــﺒــﺢ اﻟــﺘــﺼــﻤــﻴــﻢ واﻟــﺘــﺼــﻨــﻴــﻊ ﻳـﺘـﻢ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻜﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ. وأﺧــﻴــﺮﴽ، ﺑـﺪأت اﻟـﻄـﺒـﺎﻋـﺔ ﺛـﻼﺛـﻴـﺔ اﻷﺑـــﻌـــﺎد، ﺑـﻌـﺪ أن ﺗﻢ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﻫــﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﺑﻄﺎﺑﻌﺎت رﻗﻤﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻄﺒﺎﻋﺔ اﳌﺠﺴﻤﺎت ﺑﻤﻮاد ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺠﺴﺪ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﺗــﺮاه اﻟـﻜـﺎﻣـﻴـﺮات ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑــــﻌــــﺎد، أو ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل ﺑـــﺮاﻣـــﺞ ﺗــﻘــﻮم ﺑﺘﺼﻤﻴﻢ ﻫﺬه اﳌﺠﺴﻤﺎت.
وﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ أﺟﻬﺰة اﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد، ﻫﻤﺎ: ﻧﻮع ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﺖ ﻛﺘﻠﺔ ﺻﻠﺒﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل ﺣﻔﺎرات ﺣــــــــﺎدة دﻗـــﻴـــﻘـــﺔ ﻣـــﺤـــﻤـــﻮﻟـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ذراع روﺑﻮت، وﺗﺪﻋﻰ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ »ﻛﺎد ﻛﺎم« ،(CAD/ CAM) وﻫﻮ اﻟﺪﻣﺞ ﺑﲔ ﺑﺮاﻣﺞ اﻷوﺗــﻮﻛــﺎد اﻟﻬﻨﺪﺳﻴﺔ ﺛـﻼﺛـﻴـﺔ اﻷﺑـﻌـﺎد ﻣﻊ اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ، ﻟــﺘــﻨــﺘــﺞ ﺑــﻌــﺪﻫــﺎ ﻣــﺠــﺴــﻤــﴼ ﺻــﻤــﻢ ﺑــﺪﻗــﺔ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ، وﺑﻨﺴﺒﺔ ﺧﻄﺄ ﺗﻜﺎد ﻻ ﺗﺬﻛﺮ.
واﻟـــﻨـــﻮع اﻵﺧــــﺮ ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻷﺟــﻬــﺰة ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﻞ ﺧﺎص ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻠﻴﺒﻪ وﺗﺸﻜﻴﻞ اﳌﺠﺴﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻠﻴﺰر، وﻫــــﺬا ﻣــﺎ ﻧــﺪﻋــﻮه ﺑــﺎﻟــﻄــﺎﺑــﻌــﺎت ﺛﻼﺛﻴﺔ اﻷﺑﻌﺎد D٣(، printing) وﻣﺎ زال اﻟﺘﻄﻮر ﻣﺴﺘﻤﺮﴽ وﺳﺮﻳﻌﴼ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل.
وأﺷـــﺎر د. ﻋـﺎﻃـﻒ ﺣـــﻼوة إﻟــﻰ أﻧـﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ اﳌــﺎﺳــﺔ ﻟـﻬـﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ وﻟـــﺬوي اﻟـﺨـﺒـﺮة ﻓـﻴـﻬـﺎ، اﻟـﺘـﻲ ﻧﺸﻬﺪﻫﺎ ﻫــــﺬه اﻷﻳــــــﺎم وﺗــــــﺰداد ﻳــﻮﻣــﴼ ﺑــﻌــﺪ ﻳـــﻮم، ﻓﻘﺪ ﺑــﺎدرت ﻣﻌﻈﻢ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﺘﻘﺪم ﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ ﻫـــــﺬا اﻟــﺘــﺨــﺼــﺺ إﻟـــــﻰ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﻓــــﺮوع اﻟــﻄــﺐ واﻟــﻬــﻨــﺪﺳــﺔ وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــــﻦ اﳌـــــﺠـــــﺎﻻت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺨـــﺪﻣـــﻬـــﺎ. وﻣـــﻦ أﻫـــﻢ اﳌــﺠــﺎﻻت اﻟــﺘــﻲ دﺧــﻠــﺖ ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻫـﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟـﻄـﺐ ﺑـﻤـﺠـﺎﻻﺗـﻪ ﻛــﺎﻓــﺔ، ﻛﻄﺐ اﻷﺳﻨﺎن واﻟﻄﺐ اﻟﺘﺠﻤﻴﻠﻲ واﻟﺠﺮاﺣﺎت اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﻴﺔ ﻟﺠﻤﻴﻊ اﻷﻋﻀﺎء اﻟﺼﻠﺒﺔ واﻟﺮﺧﻮة، ﻛﺎﻟﻌﻈﺎم واﳌﻔﺎﺻﻞ واﻟﻮﺟﻪ واﻷذن واﻷﻧــﻒ. وﺑﺎﺗﺖ ﻧﺴﺐ اﻷﺧﻄﺎء ﺑﺘﺼﻨﻴﻊ ﻫـــﺬه اﻟــﺒــﺪاﺋــﻞ اﻟـﺼـﻨـﺎﻋـﻴـﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل.
وﺗﺸﻬﺪ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم ﺛﻮرة ﻓﻲ اﳌﻮاد اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺔ ﺛـﻼﺛـﻴـﺔ اﻷﺑـﻌـﺎد ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺠﺮاﺣﺔ واﻟﺒﺪاﺋﻞ اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، وﻣــﻦ أﻫﻤﻬﺎ ﻣـــﺎدة ﺗﺪﻋﻰ «peek» ﺗــﻢ إدﺧــﺎﻟــﻬــﺎ ﺣـﺪﻳـﺜـﴼ، ﺑـﻌـﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ. وﺗــﻢ إدﺧـــﺎل ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﻄﺐ ﺑﻌﺪ دراﺳﺎت ﻣـﺴـﺘـﻔـﻴـﻀـﺔ ﻟــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺪى اﻟـﺨـﻤـﺲ ﺳﻨﻮات اﻟﻔﺎﺋﺘﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﻣــﻴــﺮﻛــﺎ، وﺗــﻢ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ أﺧــﻴــﺮﴽ ﻋﻠﻰ ﺗـــﺮﺧـــﻴـــﺺ وﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻟــــــﻐــــــﺬاء واﻟـــــــــﺪواء اﻷﻣــــﻴــــﺮﻛــــﻴــــﺔ (FDA) وﻛـــــﺬﻟـــــﻚ «CE» اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ. وﻳــﺘــﻢ اﺳــﺘــﺨــﺪاﻣــﻬــﺎ ﻫــﺬه اﻷﻳــــــﺎم ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﺎل ﺗــﻌــﻮﻳــﺾ اﻟــﻜــﺴــﻮر اﻟﻌﻈﻤﻴﺔ وﺗﺮﻛﻴﺒﺎت اﻷﺳﻨﺎن وزراﻋـﺔ اﻷﺳﻨﺎن ﻧﻈﺮﴽ ﳌﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻫﺬه اﳌﺎدة ﻣــﻦ ﺧـــﻮاص، أﻫـﻤـﻬـﺎ اﻟﺘﻘﺒﻞ اﻟﺤﻴﻮي ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء اﻟﺠﺴﻢ، وﻛﺬﻟﻚ اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻴﺰة راﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌﺠﺎﻻت.
وﺳــﻨــﺸــﻬــﺪ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻷﻳـــــﺎم ﺛـــﻮرة ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻫﺬه اﳌﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮض ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ أﻋــﻀــﺎء اﻟﺠﺴﻢ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﺂﻛﻞ ﻣﻊ اﻟﺰﻣﻦ، ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻛﺒﺔ وﻓﻘﺮات اﻟﻌﻤﻮد اﻟـﻔـﻘـﺮي، وﻟـﻠـﻘـﺎرئ أن ﻳﺘﺨﻴﻞ ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﻟﻴﻮم اﻟﺬي ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ أﻧﻨﺎ ﺳﻨﺼﻞ إﻟﻰ ﻣـﺎدة ﻳﺘﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺴﺎﺋﻞ، وﻟــــﺪى ﺟــﺰﻳــﺌــﺎﺗــﻬــﺎ ذاﻛـــــﺮة ﻳــﺘــﻢ ﺣﻘﻨﻬﺎ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﺘﺂﻛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ ﻛﻐﻀﺎرﻳﻒ اﻟـﺮﻛـﺒـﺔ واﻟــﻔــﻘــﺮات ﻣــﺜــﻼ، ﻟـﺘـﻌـﻮد داﺧــﻞ اﻟﺠﺴﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﺬي ﺷﻜﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺠﺮاﺣﺔ. وﻫـﺬا ﺳﻴﺤﺪث ﻗﺮﻳﺒﴼ، وﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﳌـﺠـﺎل وﻣـﺠـﺎل ﺗﻘﻨﻴﺎت اﳌــﻮاد اﻟﻄﺒﻴﺔ أن ﻳﺮى ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮح.