اﻟﻘﻄﻂ... ﻋﻨﺎﺻﺮ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻮادر ﻣﻜﺎﺗﺐ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«
ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ رﺳﺨﻪ ﻣﺮاﺳﻠﻮﻫﺎ اﳌﻨﺘﺸﺮون ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ
أﺣــﻴــﺎﻧــﴼ ﻳــﻜــﻮﻧــﻮن ودودﻳـــــﻦ وﻣــــﺜــــﺎﺑــــﺮﻳــــﻦ؛ ﻳـــﺪﺧـــﻠـــﻮا اﳌــﺸــﻬــﺪ ﻟﻴﺪﺳﻮا أﻧﻮﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﻤﻊ اﻷﺧـــــﺒـــــﺎر. وﻓـــــﻲ أﺣــــﻴــــﺎن أﺧــــﺮى ﻳﺤﺎﻓﻈﻮن وﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺨﺠﻞ، وﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻣﻼﺣﻈﺘﻬﻢ.
ﻳــــﻤــــﻜــــﻦ إﻏـــــــــــــــﻮاء ﺑـــﻌـــﻀـــﻬـــﻢ ﺑــﺴــﻬــﻮﻟــﺔ ﺑــﺎﻟــﻬــﺪاﻳــﺎ ﻣــﺜــﻞ وﺟـﺒـﺔ ﺳــﺎﺧــﻨــﺔ، أو ﺷــــﺮاب ﺑـــــﺎرد. ﺣﲔ ﻻ ﻳـﺠـﺪي اﻟﺘﻤﻠﻖ ﻧﻔﻌﴼ، وﻳﻄﻔﻮ اﻟــــﻌــــﺪاء ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺴـــﻄـــﺢ، ﻳـﺼـﺒـﺢ ﺗﻜﻤﻴﻢ اﻷﻓـــﻮاه ﻣﻐﺮﻳﴼ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻓﻘﺔ.
ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـــﺤـــﺎل، أﻧـــﺎ أﺷـﻴـﺮ إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﻴــﺮوﻗــﺮاﻃــﻴــﲔ اﻷﺟــﺎﻧــﺐ؛ ﻋﺬرﴽ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻄﺒﺎﻋﻲ، أﻗﺼﺪ ﻗﻄﻂ اﳌﻜﺎﺗﺐ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ. ﻟـــﻘـــﺪ أﺻـــﺒـــﺢ اﻷﻣـــــــﺮ ﺗــﻘــﻠــﻴــﺪﴽ ﻣـﻦ ﺗـــﻘـــﺎﻟـــﻴـــﺪ ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »ﻧــــﻴــــﻮﻳــــﻮرك ﺗـــــﺎﻳـــــﻤـــــﺰ« رﺳـــــﺨـــــﻪ اﳌـــــﺮاﺳـــــﻠـــــﻮن اﻷﺟﺎﻧﺐ اﳌﻨﺘﺸﺮون ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻸون أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻣﻮاﻗﻌﻬﻢ اﳌـﻨـﻌـﺰﻟـﺔ، ﻣـﻦ ﻛـﺎﺑـﻞ وﺑــﻐــﺪاد إﻟﻰ اﻟﻘﺎﻫﺮة ودﻛـﺎ، ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺎ ﺻﺤﺎﻓﻲ أو اﺛﻨﺎن، وأﺣﻴﺎﻧﴼ أﺳﺮﻫﻢ، ﺑﺮﻓﺎق ﻣﺤﻠﻴﲔ ﻣﻦ ﻓﺼﻴﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮرﻳﺎت.
ﻛﺎن ﳌﺎﻳﻜﻞ ﺳﻼﻛﻤﺎن، اﳌﺤﺮر اﻟــــﺪوﻟــــﻲ ﺑـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ »ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﺗـــــﺎﻳـــــﻤـــــﺰ«، ﻗــــﻄــــﺘــــﺎن ﺷــــﺮﻳــــﺪﺗــــﺎن ﻣـــﺼـــﺮﻳـــﺘـــﺎن ﺧـــــﻼل ﻓـــﺘـــﺮة ﻋـﻤـﻠـﻪ رﺋـــﻴـــﺴـــﺎ ﳌــﻜــﺘــﺐ اﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ ﻓـﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة واﻟﺘﻲ اﺳﺘﻤﺮت ﻟﺨﻤﺲ ﺳـــــــﻨـــــــﻮات. إﻧــــﻬــــﻤــــﺎ ﻳـــــــﻮدارﻳـــــــﻼ، وﺳــﺒــﺎﻧــﻜــﻲ، وﻳــﻘــﻮل ﻋــﻦ اﻷﺧـﻴـﺮ إﻧﻪ ﺗﻮأم روﺣﻪ.
ﻛﻤﺎ أﻋﺎد ﺟﺎك ﻫﻴﻠﻲ، ﻣﺮاﺳﻞ اﻟـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻐــﺪاد ﻣــﻨــﺬ ﻋــﺎم ٠١٠٢ ﺣﺘﻰ ٢١٠٢، إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻪ ﻓﻲ دﻧﻔﺮ ﻗﻄﺔ ﻋﺮاﻗﻴﺔ أﺻﻠﻴﺔ أﺳﻤﺎﻫﺎ ﻣﺎﻟﻴﻜﻲ.
أﻣـــــﺎ واﻟــــــﺖ ﺑــــﺎراﻧــــﻐــــﺮ، اﻟــــﺬي ﺗﺠﻮل ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣـﺮات ﻛﺜﻴﺮة ﻣﺤﺮرا ﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺪى اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، ﻓﻘﺪ ﻋــﺎد ﺑﻌﺪ إﺗﻤﺎم ﻣﻬﻤﺘﻪ، اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻣﻜﺘﺐ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻛـﺎﺑـﻞ ﻋــﺎم ١٠٠٢، ﻣــﻊ ﻗــﻂ ﺷﺮﻳﺪ أﺳﻤﺎه ﺑﻮردا.
وﺗـــﺒـــﻨـــﺖ دﻳــــــــﻮن ﺳـــﻴـــﺮﺳـــﻲ، رﺋﻴﺴﺔ ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺣﺘﻰ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﻄﲔ ﻫـﻤــﺎ ﻣــــﻮس، اﻟــــﺬي ﻳـﻌـﻨـﻲ »ﻗــﻂ« ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻮوﻟﻒ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻟﻐﺔ وﺳﻴﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻐﺎل، وﺳﺒﻮﺗﻲدوﺗﻲ.
إذ ﻛﻨﺖ ﺗـﺘـﺴـﺎءل ﻋـﻦ اﻟﺨﻂ اﳌﺎﺋﻞ، ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻄﻮق وﻳﻤﺜﻞ ﺟﺰء ا ﻣﻦ اﻻﺳﻢ. ﻳﻘﻀﻲ ﻣﻮس أﻳﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﺠﻮل أﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران اﳌﺤﻴﻄﺔ ﺑــﺎﳌــﻜــﺘــﺐ، وﻳــﺘــﺤــﺮك ﺑــﺤــﺬر ﺑﲔ ﻗﻄﻊ اﻟــﺰﺟــﺎج اﳌـﻜـﺴـﻮر اﳌﻨﺜﻮرة ﳌــــﻨــــﻊ اﻟــــــﺪﺧــــــﻼء ﻣـــــﻦ اﻟـــــﺪﺧـــــﻮل. ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧـــﺮ، ﻳـﻌـﺮف ﻋﻦ ﺳـــﺒـــﻮﺗـــﻲ- دوﺗــــــﻲ اﻟـــﺘـــﺠـــﻮل ﺑـﲔ أﺟــﻬــﺰة اﻟـﻜـﻮﻣـﺒـﻴـﻮﺗـﺮ اﳌـﺤـﻤـﻮﻟـﺔ واﳌﻜﺎﺗﺐ.
ﺗـﻘـﻮل ﺳـﻴـﺮﺳـﻲ: »إﻧـﻬـﻢ ﻫﻨﺎ ﻓــﻲ أﻏــﻠــﺐ اﻷوﻗــــﺎت ﺣـﺘـﻰ ﻳﺸﻌﺮ اﻷﻃـــــﻔـــــﺎل اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺔ ﺑــــﺎﻻرﺗــــﻴــــﺎح« ﻣــﺸــﻴــﺮة إﻟــــﻰ أن ﺷــــــﻮارع داﻛــــﺎر ﻣــﻠــﻴــﺌــﺔ ﺑــﺎﻟــﻘــﻄــﻂ اﻟــــﻀــــﺎﻟــــﺔ. ﻣـﻊ ذﻟــﻚ ﺗﺒﻨﻲ اﻟـﻘـﻄـﻂ ﺟــﺎء رد ﻓﻌﻞ ﻟﻠﺸﻌﻮر اﳌﻠﺢ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗـــﻮﻟـــﻬـــﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﺗــﻀــﻴــﻒ ﻗــﺎﺋــﻠــﺔ: »ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺣــﺪث ﻓــﺮﻗــﴼ ﺑﺴﻴﻄﴼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟـــﻰ ﻗﻂ ﺷﻮارع«.
ﻳـــﻘـــﻮل ﻫـــﻴـــﻠـــﻲ: »ﻛــــــﺎن اﻷﻣــــﺮ ﻳــﻤــﺜــﻞ ﻟـــﻲ ﺳـــﻨـــﺪﴽ ﻋــﺎﻃــﻔــﻴــﴼ« ﻓـﻲ إﺷــﺎرة إﻟـﻰ أن ﻣﻜﺘﺐ ﺑﻐﺪاد ﻛﺎن ﻣﻤﺘﻠﺌﴼ ﺑﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻗﻄﻂ اﻟــﺸــﻮارع. وأوﺿـــﺢ ﻗﺎﺋﻼ: »ﻫـــﻨـــﺎك ﺷـــﻌـــﻮر ﻣـــﺎ ﺑــﺎﻻﻧــﺠــﺬاب ﻧﺤﻮ ﺣﻴﻮان ﻋﻄﻮف أﻳﻨﻤﺎ ﻛﻨﺖ. أﻋﺘﻘﺪ أن ذﻟــﻚ اﻟـﺸـﻌـﻮر ﻳﺘﻨﺎﻣﻰ ﺣﲔ ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻨﻚ، وﻏــﻴــﺮ ﻣــﺄﻟــﻮﻓــﺔ ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ إﻟــﻴــﻚ. ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺪﻟﻴﻞ زﻣﻼﺋﻚ«.
ﻛﺎن ﺑﺎرﻧﻐﺮ، اﻟﺬي ﺗﻘﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﺑﻌﺪ ٧٢ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻟـﺪى ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«، ﺷﺎﻫﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﻗﻄﻂ اﳌﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ دول ﻋﺪة. ﻳﻘﻮل: »ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺤﺪث ﻋـﺎدة ﻫﻮ وﺟﻮد ﻗﻄﻂ ﺷﺮﻳﺪة ﻋﺪة ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣـــﻨـــﻚ، ﻓــــــﺈذا أﻃــﻌــﻤــﺘــﻬــﻢ ﻣـــــﺮة ﻟـﻦ ﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻨﻚ أﺑﺪﴽ«.
ﺑـــﺪأ ﻫـــﺬا اﻟــﻌــﺼــﺮ ﻟـﻼﻫـﺘـﻤـﺎم ﺑــﺎﻟــﻘــﻄــﻂ ﻛــﻤــﺎ أﺳــــﻤــــﺎه ﺑــﺎرﻧــﻐــﺮ ﺑـﺠـﲔ ﺳــﻜــﻮت ﻟــﻮﻧــﻎ، وزوﺟــﻬــﺎ، ﺟﻮن ﺑﻴﺮﻧﺰ ﺣﲔ ذﻫﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﻬﻨﺪ ﻓـــﻲ ﺗـﺴـﻌـﻴـﻨـﺎت اﻟـــﻘـــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، ﺣــﻴــﺚ ﺑــــﺪأ اﻟــــﺰوﺟــــﺎن ﻓـــﻲ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻘﻄﻂ واﻟـﻜـﻼب ﺑـﺄﻋـﺪاد ﻛﺒﻴﺮة، واﻧﺘﻬﻰ ﺑﻬﻤﺎ اﻟﺤﺎل إﻟﻰ إرﺳﺎل ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت إﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ إﻧــﺠــﻠــﺘــﺮا، وﻻﺣــﻘــﴼ إﻟـــﻰ أﺳـــﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﺘﺒﻨﻴﻬﻢ.
ﻳﻘﻮل ﺑﺎرﻧﻐﺮ: »ﺑﻌﺪ أﺣﺪاث اﻟــــــﺤــــــﺎدي ﻋـــﺸـــﺮ ﻣـــــﻦ ﺳــﺒــﺘــﻤــﺒــﺮ )أﻳﻠﻮل(، أﻧﺸﺄﻧﺎ ﻣﻜﺘﺒﺎ ﻟﻠﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ إﺳـــﻼم آﺑـــﺎد، واﻧﺘﻘﻞ إﻟــﻴــﻪ ﺟـــﻮن وﺟـــﲔ. وﻛـــﺎن ﻳﻮﺟﺪ ﻓـــﻲ إﺳـــــﻼم آﺑـــــﺎد ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣـﻦ اﻟﻘﻄﻂ اﻟﺸﺮﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺑﺎت؛ ﻟﺬا ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ أن ﺗﻌﺘﺎد ﺟﲔ إﻃﻌﺎﻣﻬﻢ«.
واﺻــــــــــﻠــــــــــﺖ ﺟــــــــــﲔ ﺳـــــﻜـــــﻮت ﻟﻮﻧﻎ، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺪﻳﺮة ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻓﻲ إﺳﻼم آﺑﺎد، وﻛﺎﺑﻞ، وﺑــﻐــﺪاد، ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﻟﻘﻄﻂ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد ﺣﲔ أﻧﺸﺄت اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﻣــﻜــﺘــﺒــﴼ ﻟـــﻬـــﺎ ﻫـــﻨـــﺎك ﻋـــــﺎم ٣٠٠٢، وأﺻﺒﺢ اﳌﻜﺎن ﻣﺴﻜﻨﴼ ﻟﻨﺤﻮ ٠٦ ﻗـﻄـﺔ، ﻣﻤﺎ دﻋــﺎ ﺑﻴﺮﻧﺰ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ إﻟﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎل ﻓﻲ ﻗﺴﻢ »أﺧﺒﺎر اﻷﺳــــﺒــــﻮع« ﺑــﻌــﻨــﻮان »ﻣــــﺎ ﺗـﻌـﺮﻓـﻪ اﻟــــﻘــــﻄــــﻂ ﻋـــــﻦ اﻟـــــــﺤـــــــﺮب«. وﻛـــﺘـــﺐ ﻓـــﻴـــﻪ: »ﺑــﺼــﻔــﺘــﻲ رﺋـــﻴـــﺲ ﻣـﻜـﺘـﺐ )ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ(، ﻛﺎن ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟـﺮوﺗــﲔ اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻫـﻮ اﻟـﺴـﺆال ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﻋـﺪد اﻟﻘﻄﻂ اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺸﺎء. ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ اﻟــﻘــﻴــﺎم ﻓــﻴــﻪ ﺑـﺎﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ وﻃــﺄة ﻣﺂﺳﻲ اﻟـﺤـﺮب، أﺻﺒﺢ ﻫـــــــﺬا اﻹﺣــــــﺼــــــﺎء أﻣـــــــــﺮا ﺑــﺴــﻴــﻄــﺎ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳌﻮت«.
وﻳﺘﺬﻛﺮ ﺑﺎرﻧﻐﺮ أﻳﻀﴼ ﺟﻴﺪﴽ أﻧـــﻪ ﻓــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ ﻓــﻲ ﺑــﻐــﺪاد ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﺬاﺋﻒ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﻣﺮات ﻋﺪة ﻳﻮﻣﻴﴼ، وﺗﺴﻔﺮ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺸﺮات اﻷﺷﺨﺎص، ﻣﻮﺿﺤﴼ أن اﻟﻘﻄﻂ أﺻﺒﺤﺖ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﺘﻄﻬﺮ واﻟﺘﻌﻮﻳﺾ، ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻨﻚ رﻋﺎﻳﺘﻬﻢ وأﻧـﺖ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻚ ﺗﺤﺪث ﻓﺮﻗﴼ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. وأﺿﺎف ﻗـــﺎﺋـــﻼ: »ﻛـــــﺎن ذﻟــــﻚ ﻳــﺒــﻌــﺪ ذﻫــﻨــﻚ ﻋــﻦ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓــﻲ اﻟــﺤــﺮب ﻟﺒﻌﺾ اﻟﻮﻗﺖ«.
ﺑـﻄـﺒـﻴـﻌـﺔ اﻟـــﺤـــﺎل اﻻﻧـــﺠـــﺬاب إﻟﻰ اﻟﻘﻄﻂ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻮ أﻣﺮ، وﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟــﻰ ﺑــﻼد ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ آﻻف اﻷﻣـﻴـﺎل أﻣــﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻛﻠﻴﴼ. ﻣــــﻊ ذﻟـــــﻚ ﻛــﺜــﻴــﺮﴽ ﻣــــﺎ ﻛـــــﺎن ﻳـﺸـﻌـﺮ اﳌـــﺮاﺳـــﻠـــﻮن اﻷﺟـــﺎﻧـــﺐ ﺑــــﺄن ﻟﻴﺲ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺧﻴﺎر آﺧﺮ، رﻏﻢ أن رﺣﻠﺔ اﻟـــﻌـــﻮدة ﻧــــــﺎدرﴽ ﻣـــﺎ ﺗــﻜــﻮن ﺳﻬﻠﺔ ﺳــــﻮاء ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﻘــﻄــﻂ أو أﺻﺤﺎﺑﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻘﻞ، اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻫﻴﻠﻲ ﺑﻮﺟﻪ ﺧﺎص، ﻣﺮﻋﺒﺔ. ﺑـــﻌـــﺪ ﻗـــﻀـــﺎء ﺳــــﺎﻋــــﺎت ﻣــــﻦ أﺟـــﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ »ﺗﺄﺷﻴﺮة ﺧـﺮوج ﻋﺮاﻗﻴﺔ ﻟﻠﻘﻄﻂ«، ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺎﻟﻴﻜﻲ ﺑــﺨــﺮﺑــﺸــﺘــﻪ وﻋــــﻀــــﻪ ﺣــــﲔ أﺻــــﺮ اﳌــﺴــﺆوﻟــﻮن ﻋــﻠــﻰ إﺧــﺮاﺟــﻬــﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻔﺺ ﻋﻨﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻔﺘﻴﺶ أﻣﻨﻴﺔ. وأﺧﻴﺮﴽ دﺧﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻄﻮارئ ﻓﻲ دﻧﻔﺮ، وﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺷﻴﺮة ﻫــــﺠــــﺮة. وﻗـــــــﺎل: »ﺗــــﺪﻣــــﺮت ﻳــــﺪاي ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﻦ أﺛﺮ اﻟﺠﺮاح واﻟﻌﻀﺎت«.
ﻣـــﻊ ذﻟــــﻚ اﺳــﺘــﻘــﺮت ﻣـﺎﻟـﻴـﻜـﻲ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ﻓﻲ ﺟﺒﺎل روﻛﻲ، وﺗﻌﻴﺶ ﻧﻤﻂ اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻨﺎك ﺑﺜﻘﺔ، رﻏﻢ أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗـﺰال اﻟﻮﺣﺶ اﻟﺸﺮه ذاﺗﻪ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل ﻫﻴﻠﻲ.
اﺻـــﻄـــﺤـــﺐ آدم ﻧـــﻮﺳـــﻴـــﺘـــﺮ، ﻣــﺮاﺳــﻞ ﻣﻘﻴﻢ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺳﺒﻖ ﺳــــﻴــــﺮﺳــــﻲ ﻓــــــﻲ رﺋــــــﺎﺳــــــﺔ ﻣــﻜــﺘــﺐ اﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ ﻓـــﻲ ﻏـــــﺮب أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ، ﻣﻌﻪ ﻗﻂ اﳌﻜﺘﺐ. ﻳﻘﻮل ﻧﻮﺳﻴﺘﺮ: »ﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻧﺘﻘﺎﻻ ﺻﻌﺒﴼ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ« ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻟﻮﻳﺲ، اﻟﻘﻂ اﻷﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻲ اﻟــﺸــﺮﻳــﺪ اﻟـــــﺬي ﺗـﺒـﻨـﺎه أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ داﻛﺎر. وﻗﺪ أﻃﻠﻖ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻫــــﺬا اﻻﺳـــــﻢ ﺗــﻴــﻤــﻨــﴼ ﺑــﺎﺳــﻢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻧﺖ ﻟﻮﻳﺲ اﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻴﺔ.
ﻳــــــﺮوي ﻗــــﺎﺋــــﻼ: »ﻟـــﻘـــﺪ اﻋـــﺘـــﺎد ﻗـــﻀـــﺎء أﻳــــﺎﻣــــﻪ ﻓــــﻲ اﻟـــــﺨـــــﺎرج ﻓـﻲ ﻣﻄﺎردة اﻟﺴﺤﺎﻟﻲ، وﺗﺴﻠﻖ ﺷﺠﺮة اﳌﺎﻧﻐﻮ، وﻫﻮ اﻵن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻓــﻲ ﻗـﻠـﺐ ﺣــﻲ اﳌــﻮﺿــﺔ واﻷزﻳـــــﺎء. ﻳــﻤــﻜــﻨــﻪ اﻟــــﺨــــﺮوج إﻟـــــﻰ اﻟــﺸــﺮﻓــﺔ، وﻣــﺮاﻗــﺒــﺔ ورﺷــــﺔ ﻋــﻤــﻞ دار أزﻳـــﺎء »ﺷﺎﻧﻴﻞ« ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرع« وأﺿـﺎف ﺿﺎﺣﻜﴼ: »ﻟﻜﻦ اﻷﻣﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻗﻠﻴﻼ«.
ﻛــــﺎن ﺟــﻠــﺐ ﻟــﻮﻳــﺲ إﻟــــﻰ ﻫﻨﺎ ﺣــــــﲔ رﺣــــــــﻞ ﻫــــــﻮ وأﺳـــــــﺮﺗـــــــﻪ ﻣــﻦ اﻟﺴﻨﻐﺎل أﻣﺮﴽ ﻻ ﺟﺪال ﻓﻴﻪ. ﻳﻘﻮل ﻧﻮﺳﻴﺘﺮ: »أﻧــﺎ ﻣـﻐـﺮم ﺑـﻪ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻓﻬﻮ ﺟﺰء ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻨﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﳌﻨﺰل. ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎن اﻷﻃﻔﺎل ﺳﻮف ﻳﺜﻮرون ﺿﺪي ﻟﻮ ﻟﻢ أﻓﻌﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل«.
*ﺧﺪﻣﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«