اﳊﺮﻳﺔ واﻟﺴﻌﺎدة

< إﻳﻤﺎء إﻟﻰ ﻣﻘﺎل ﻣﺤﻤﺪ رﺿﺎ »ﺑﲔ اﳌﻔﻜﺮ واﻟﻔﻴﻠﺴﻮف« اﳌﻨﺸﻮر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٤١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أﻗﻮل إﻧﻪ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٠٠٥٢ ﺳﻨﺔ ﺗﻌﺎﻗﺐ اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮن ﻣﻦ ﺳﻘﺮاط وأﻓﻼﻃﻮن وأرﺳﻄﻮ ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ اﻟﺤﺮﻳﺔ واﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن، ﻓﻘﺎل أرﺳﻄﻮ: »إن اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ ﻣﻮاﺻﻔﺘﻬﺎ، ﻓـﻼ ﺧــﻮف وﻻ رﻋــﺐ وﻻ ﻗـﻠـﻖ، ﺑـﻞ ﻗــﻮة واﺳـﺘـﻘـﺮار وﻧـﻈـﺎم وإﺗـﻘـﺎن وإﺑــﺪاع؛ وارﺗﺒﻂ اﺳـﻢ »اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ« ﺑﺎﺳﻢ أﻓـﻼﻃـﻮن، ﻓﺒﻤﺠﺮد أن ﺗﺨﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﺎل ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻳﺘﺒﺎدر إﻟﻰ اﻟﺬﻫﻦ ﻓﻮرﴽ اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ أﻓﻼﻃﻮن، اﻟــﺬي ﻟﻄﺎﳌﺎ ﺣﻠﻢ ﺑﻬﺬه ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ دون اﺳﺘﺜﻨﺎء ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﻌﻴﺶ؛ أﻣﺎ ﺳﻘﺮاط ﻓﻘﺪ ﻓﻀﻞ اﳌﻮت ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﺎزل ﻋﻦ إﻳﻤﺎﻧﻪ ﺑﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وﻋﻦ أﻓﻜﺎره اﻟﺘﻲ ﻗﺎدﺗﻪ إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ اﳌﺸﻬﻮرة، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧــﺮى وﻧﻤﻴﺰ ﺟﻴﺪﴽ اﻟﺨﻂ اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑـﲔ اﻟﺤﺮﻳﺔ ﺑﻤﻌﺎﻧﻴﻬﺎ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ واﻟﺸﺎﻣﻠﺔ واﳌﺘﻔﺮﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮد إﻟـﻰ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎت أﻓﻀﻞ وأرﻗــﻰ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ وﺑﲔ اﻟﺤﺮﻳﺔ »اﳌﺸﻮﻫﺔ واﳌﺰﻳﻔﺔ واﳌﺰﻋﻮﻣﺔ«، اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮد اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت إﻟﻰ اﻟﺪرك اﻷﺳﻔﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ.

ﻧﺪى ﺣﻤﻮد - ﻟﺒﻨﺎن mmll١٢٣@live.com