ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ

زﻳﺎدة اﻟﻮاردات اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٫١٣ ٪

ﻛـــــﺸـــــﻔـــــﺖ وزارة اﻟـــــﻔـــــﻼﺣـــــﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ واﳌﻮارد اﳌﺎﺋﻴﺔ واﻟﺼﻴﺪ اﻟﺒﺤﺮي، ﻋﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻀﺎﻋﻒ ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻐﺬاﺋﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺗﲔ ﺧـﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻫــﺬا اﻟﻌﺠﺰ ﻳﻤﺜﻞ ﻗــﺮاﺑــﺔ ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻋﺠﺰ اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ.

وأﻛﺪت اﻟـﻮزارة أن ﻫﺬا اﻟﻌﺠﺰ ﺷﻬﺪ ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻣﻠﺤﻮﻇﺎ، إذ ﺗﻄﻮر ﻣـﻦ ٥٫٧٠٣ ﻣﻠﻴﻮن دﻳـﻨـﺎر ﺗﻮﻧﺴﻲ )ﻧــﺤــﻮ ٢٢١ ﻣــﻠــﻴــﻮن دوﻻر( ﺧــﻼل اﻷﺷـﻬـﺮ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻣـﻦ ﺳﻨﺔ ٦١٠٢ ﻟﻴﺒﻠﻎ ٧٫٧٤٦ ﻣﻠﻴﻮن دﻳﻨﺎر ﺗــﻮﻧــﺴــﻲ ﻣــــﻊ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ ﺷــﻬــﺮ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳﺎر( اﳌﺎﺿﻲ.

وأرﺟــﻌــﺖ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻴــﺔ ارﺗـــﻔـــﺎع ﻋــﺠــﺰ اﳌــﻴــﺰان اﻟــﺘــﺠــﺎري اﻟــﻐــﺬاﺋــﻲ، إﻟـــﻰ اﻟــﺰﻳــﺎدة اﳌــﻬــﻤــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻋــﺮﻓــﺘــﻬــﺎ اﻟــــــــﻮاردات اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻄـــﻮرت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٫١٣ ﻓـــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ. وﻣــﺜــﻠــﺖ اﳌـــــﻮاد اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ اﻷﺳـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ اﻟﺤﺒﻮب وﻣﺸﺘﻘﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺌﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺣﺠﻢ اﻟﻮاردات، إذ إﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻟـــﻮﺣـــﺪﻫـــﺎ ﻣــــﺎ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋــــﻦ ٦٧ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟـﻮاردات. ﻛﻤﺎ ﺳﺠﻠﺖ اﻟﺼﺎدرات اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻣـﻦ اﳌــﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ ﺧــﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﻮرا ﺑﺪورﻫﺎ، إﻻ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎوز ﺣﺪود ٩٫٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻫﻲ ﻧﺴﺒﺔ ﻏﻴﺮ ﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟـــﻮاردات اﳌﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ.

وﻛﺎن اﳌﻴﺰان اﻟﺘﺠﺎري اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻗـﺪ ﺷﻬﺪ ﺗﻌﺪﻳﻼ ﻣﻬﻤﺎ ﺧــــﻼل ﺳــﻨــﺔ ٥١٠٢ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺗـﻄـﻮر ﺻﺎدرات اﻟﺒﻼد ﻣﻦ زﻳﺘﻮن اﻟﺰﻳﺘﻮن اﻟﺘﻲ وﻓﺮت وﺣﺪﻫﺎ ﻋﺎﺋﺪات ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻗﺪرﺗﻬﺎ وزارة اﻟﻔﻼﺣﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺑــﻨــﺤــﻮ ﻣـــﻠـــﻴـــﺎري دﻳــــﻨــــﺎر ﺗــﻮﻧــﺴــﻲ )ﻧﺤﻮ ٠٠٨ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(.

وﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ ﻟـــﻬـــﺬا اﻟـــﺨـــﻠـــﻞ ﻋـﻠـﻰ ﻣــــﺴــــﺘــــﻮى ﺗـــﻐـــﻄـــﻴـــﺔ اﻟـــــــﺼـــــــﺎدرات ﻟــﻠــﻮاردات، ﻓـﺈن ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻟﻢ ﺗــﺘــﺠــﺎوز ﺣــــﺪود ١٫٧٦ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﻣﺴﺠﻠﺔ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٤٫٢١ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ، إذ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﺧـﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻘﺪرة ﺑﻨﺤﻮ ٥٫٩٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.

ﻋــﻠــﻰ ﺻــﻌــﻴــﺪ آﺧـــــﺮ، أﻛــــﺪ ﻋﻤﺮ اﻟــــﺒــــﺎﻫــــﻲ، وزﻳـــــــﺮ اﻟـــــﺪوﻟـــــﺔ اﳌــﻜــﻠــﻒ ﺑﺎﻹﻧﺘﺎج اﻟﻔﻼﺣﻲ، أن ﻫﻴﺎﻛﻞ وزارة اﻟـﻔـﻼﺣـﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺣﺘﻰ ﻳـﻮم ٤١ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣـﺰﻳـﺮان( اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺟﻤﻊ ﻧﺤﻮ ١٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻨﻄﺎر ﻣــﻦ اﻟــﺤــﺒــﻮب ﻣــﻦ إﺟــﻤــﺎﻟــﻲ ﺻـﺎﺑـﺔ وﻃﻨﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎوز ٧١ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ ﺑﻘﻠﻴﻞ، وذﻟـــــــﻚ وﻓــــــﻖ ﺗــــﻘــــﺪﻳــــﺮات رﺳــﻤــﻴــﺔ. وﻛـﺎن اﳌﻮﺳﻢ اﻟﻔﻼﺣﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ ﻗـــﺪ ﺑــــﺪأ ﻣــﻨــﺬ ﻧــﺤــﻮ أﺳــﺒــﻮﻋــﲔ ﻓﻲ ﻇـــﻞ ﺗــﻮﻗــﻌــﺎت ﺑــﺼــﺎﺑــﺔ ﻣـﺘـﻮﺳـﻄـﺔ اﻟﻜﻤﻴﺔ واﻟﻨﻮﻋﻴﺔ، وﻣﻦ اﳌﻨﺘﻈﺮ أن ﻳﺘﻮاﺻﻞ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﳌﻘﺒﻞ.

وﺗـــﻘـــﺪر ﻃــﺎﻗــﺔ ﺧـــﺰن اﻟــﺤــﺒــﻮب اﻹﺟــــﻤــــﺎﻟــــﻴــــﺔ ﺑـــﻨـــﺤـــﻮ ٢١ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻗﻨﻄﺎر؛ ٧ ﻣﻼﻳﲔ ﻗﻨﻄﺎر ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺪى اﻟـــﺨـــﻮاص، إﺿــﺎﻓــﺔ إﻟـــﻰ ٥ ﻣـﻼﻳـﲔ ﻗـــﻨـــﻄـــﺎر ﻣــــــﻮﺟــــــﻮدة ﻟـــــــﺪى دﻳـــــــﻮان اﻟﺤﺒﻮب )ﻫﻴﻜﻞ ﺣﻜﻮﻣﻲ(.

وﻓـــــﻲ ﻫـــــﺬا اﻟــــﺸــــﺄن، ﻗـــــﺎل ﻋـﺒـﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﻦ، ﻣﻬﻨﺪس ﻓﻼﺣﻲ، إن ﻋــــﺪدا ﻣـــﻦ ﻣـــﺮاﻛـــﺰ ﺟــﻤــﻊ ﺻـﺎﺑـﺔ اﻟـﺤـﺒـﻮب ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻹﻧـﺘـﺎج ﻓــﻲ ﺗــﻮﻧــﺲ ﺗـﺸـﻜـﻮ ﻣــﻦ ﻧــﻘــﺺ ﻓﻲ ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺨﺰن، وﻫﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻻﻛﺘﻈﺎظ وﺻﻔﻮف ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟــﺸــﺎﺣــﻨــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻨـﺘـﻈـﺮ دورﻫـــﺎ ﻹﻓــــــﺮاغ ﺣــﻤــﻮﻟــﺘــﻬــﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﺒــﻮب. ودﻋـﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل إﻟﻰ اﻟﺘﺮﻓﻴﻊ ﻓـــﻲ ﻃـــﺎﻗـــﺔ ﺧــــﺰن اﻟــﺤــﺒــﻮب وﺑــﻨــﺎء اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﳌـــﺨـــﺎزن اﻟـــﻘـــﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺣـﻔـﻆ اﻟــﺼــﺎﺑــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻠـﻒ وﺷﺘﻰ اﻟـــﺘـــﺄﺛـــﻴـــﺮات اﳌــﻨــﺎﺧــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻏـــﺮار اﻟﺮﻃﻮﺑﺔ.

وﺗــﻘــﺪر ﺣــﺎﺟــﻴــﺎت ﺗــﻮﻧــﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب ﺑﻨﺤﻮ ٠٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻨﻄﺎر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ، وﺗﺴﺪ ﺑﻘﻴﺔ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻮرﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻣﻦ دول اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ. وﺧﻼل ﻫـــﺬا اﳌــﻮﺳــﻢ وﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﺮ إﻟـــﻰ ﺣﺠﻢ اﻟــﺼــﺎﺑــﺔ اﳌــﻘــﺪر ﺑـﻨـﺤـﻮ ٧١ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻨﻄﺎر، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮن ﻓـﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻻﺳﺘﻴﺮاد ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٣١ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻨﻄﺎر ﻣﻦ اﻟﺤﺒﻮب.