ﻣﻨﻔﺬ ﻫﺠﻮم ﺑﺎرﻳﺲ }داﻋﺸﻲ{ ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﺋﻢ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ... ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻟﺤﻤﻞ أﺳﻠﺤﺔ
إﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ ﺟﻬﺎزي اخملﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ واﳋﺎرﺟﻴﺔ ورﺑﻄﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ
ﻳــﻌــﻜــﻒ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ اﻟــﻘــﻀــﺎﺋــﻲ، اﻟـــــــــــﺬي أﻣـــــــــــﺮت اﻟــــﻨــــﻴــــﺎﺑــــﺔ اﻟــــﻌــــﺎﻣــــﺔ اﳌـﺘـﺨـﺼـﺼـﺔ ﻓــﻲ ﺷــــﺆون اﻹرﻫــــﺎب ﻓـــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﺑـــﺈﺟـــﺮاﺋـــﻪ، ﻋــﻠــﻰ ﺟــﻼء ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑــــﺎﳌــــﺤــــﺎوﻟــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻗـــــــﺎم ﺑــــﻬــــﺎ آدم اﻟﺠﺰاﻳﺮي، ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻓــــﻲ أﺳـــﻔـــﻞ ﺟــــــﺎدة اﻟــﺸــﺎﻧــﺰﻟــﻴــﺰﻳــﻪ، اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن ﻫــﻮ ﺿﺤﻴﺘﻬﺎ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ. وﻣـﺒـﺎﺷـﺮة ﺑﻌﺪ اﳌـﺤـﺎوﻟـﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ، ﻋﻤﺪت اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺳﺮﻳﻌﴼ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﺑﻔﻀﻞ ﺑـﻄـﺎﻗـﺔ اﻟــﻬــﻮﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ وﺟــﺪﺗــﻬــﺎ ﻓﻲ ﺳــﻴــﺎرﺗــﻪ، إﻟــــﻰ ﺗــﻮﻗــﻴــﻒ أرﺑـــﻌـــﺔ ﻣﻦ أﻓﺮاد ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺠﺰاﻳﺮي، ﻫﻢ: زوﺟﺘﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ وواﻟـــﺪه وﺷﻘﻴﻘﻪ وزوﺟــﺔ اﻷﺧـﻴـﺮ، ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻠﺴﻴﺲ ﺑﺎﺗﻴﻪ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ أﻳﺴﻮن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ٠٣ ﻛﻠﻢ ﺟﻨﻮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ. وﻏـﺮض اﳌﺤﻘﻘﲔ اﻷول ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣــﺎ إذا ﻛﺎن آدم اﻟــﺠــﺰاﻳــﺮي ﻗــﺪ ﻗـــﺎم ﺑـﺎﳌـﺤـﺎوﻟـﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻨﻔﺮدﴽ أم أﻧﻪ ﺗﻠﻘﻰ اﻟﺪﻋﻢ واﳌــﺴــﺎﻋــﺪة ﻣــﻦ أﻃــــﺮاف، ﺳـــﻮاء ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ أو ﻣﻌﺎرﻓﻪ. وﺗﻔﻴﺪ ﺷﻬﺎدات ﺟــــــﻴــــــﺮان وﻣـــــﻌـــــﻠـــــﻮﻣـــــﺎت اﻷﺟـــــﻬـــــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﺑــﺄﻧــﻪ ﻳــﻨــﺘــﻤــﻲ إﻟــــﻰ ﻋـﺎﺋـﻠـﺔ ﻣــﻌــﺮوﻓــﺔ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ »ﺳـﻠـﻔــﻴـﺔ«. وﺳﺒﻖ ﻟــﺠــﻴــﺮان اﻟــﻌــﺎﺋــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺴـﻜـﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﻣﻨﻔﺮد ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﻠﺴﻴﺲ ﺑﺎﺗﻴﻪ أن اﺷﺘﻜﻮا ﻣـﻦ ارﺗـﻴـﺎد ﻛﺜﻴﺮ ﻣـــﻦ اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﳌــﺮﺗــﺪﻳــﻦ اﻟــﺜــﻴــﺎب اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﻨﺰل اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أﺳﺒﻮﻋﻴﴼ، وﻋـﻘـﺪﻫـﻢ اﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﺎت وﺳــﻂ أﺑــﻮاب وﻧــﻮاﻓــﺬ ﻣـﻐـﻠـﻘـﺔ، ﻣــﺎ أﺛـــﺎر ﺷـﺒـﻬـﺎت. وﺳﺎرﻋﺖ ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة إﻟﻰ اﻹﻋﻼن أن آدم اﻟــــﺠــــﺰاﻳــــﺮي ﻛــــــﺎن ﻣــﻮﺿــﻊ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻣـﻦ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ، وأن اﺳﻤﻪ ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻋــﻠــﻰ »اﻟــﻼﺋــﺤــﺔ «S اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ أﺳـــﻤـــﺎء اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أﻧﻬﻢ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﺧﻄﺮﴽ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
إﻟـــﻰ ذﻟــــﻚ, ذﻛـــﺮ ﻣــﺼــﺪر ﻣـﻘـﺮب ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻣﺲ أن اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﺻﺪم ﺑﺴﻴﺎرﺗﻪ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺟــﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ وﺳــﻂ ﺑﺎرﻳﺲ أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ ﺑـﺎﻳـﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـﺶ ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺤﻘﻘﻮن. واﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ آدم اﻟﺠﺰﻳﺮي )١٣ ﻋﺎﻣﴼ(، اﳌـﺪرج ﻋﻠﻰ ﻟﻮاﺋﺢ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻻﻧﺘﻤﺎﺋﻪ إﻟﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻣﺘﻄﺮف، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﺻـﻬـﺮه وﺑــﺎﻳــﻊ ﻓﻴﻬﺎ زﻋـﻴـﻢ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋـــــــــــﺶ« أﺑــــــﻮ ﺑـــﻜـــﺮ اﻟــــﺒــــﻐــــﺪادي، ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺼﺪر.
وأدرج اﺳﻢ اﻟﺠﺰاﻳﺮي ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟـﻠـﻮاﺋـﺢ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺒﻬﺎت ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻪ إﻟــﻰ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ اﻟـﺮادﻳـﻜـﺎﻟـﻴـﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑـﺰﻳـﺎرات ﻣﺘﻜﺮرة إﻟـﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ اﻷﻋﻮام اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺤﺠﺔ »أﻋﻤﺎل ﺗــﺠــﺎرﻳــﺔ« زاد ﻣــﻦ ﺷـﻜـﻮك اﻷﺟـﻬـﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ. واﻟـــﺤـــﺎل أﻧـــﻪ ﻟــﻴــﺲ اﻷول ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ اﻟـــﺬي ﻳــﺘــﻮرط ﻓــﻲ ﻋﻤﻞ إرﻫـــﺎﺑـــﻲ، ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ وﺟـــﻮده ﻋﻠﻰ »رادار« اﻟﺸﺮﻃﺔ. ﺑﻴﺪ أن اﻷﻣﺮ اﻷﻛﺜﺮ ﻏﺮاﺑﺔ أن اﻟﺠﺰاﻳﺮي ﻛﺎن ﻳﻤﻠﻚ رﺧــﺼــﺔ رﺳــﻤــﻴــﺔ ﻻﻗــﺘــﻨــﺎء اﻟــﺴــﻼح ﺣـﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓــﻲ اﳌـــﺮة اﻷوﻟـــﻰ ﻓﻲ ﻋـــﺎم ١١٠٢، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻟــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﺳـﻤـﻪ واردﴽ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻠــﻮاﺋــﺢ اﳌــﺸــﺎر إﻟﻴﻬﺎ، وﻗـــــﺎم ﺑــﺘــﺠــﺪﻳــﺪﻫــﺎ ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٥١٠٢ ﺑﻌﺪ أن أدرج اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ. وأوردت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻮ ﺑﺎرﻳﺰﻳﺎن« ﻓﻲ ﻋﺪدﻫﺎ أﻣــــﺲ أن اﻟـــﺠـــﺰاﻳـــﺮي ﺗـــﻘـــﺪم ﺑﻄﻠﺐ رﺧــﺼــﺔ ﺣــﻤــﻞ ﻣــﺴــﺪس ﺣــﺮﺑــﻲ ﻣﻦ ﻃﺮاز »ﻏﻠﻮك ٩ ﻣﻠﻢ«، )وﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ اﻟﺒﻴﻀﺎء اﻟﺘﻲ ﺻﺪﻣﺖ ﺣـــﺎﻓـــﻠـــﺔ رﺟـــــــﺎل اﻟــــــــــــﺪرك(، وﺣــﺼــﻞ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻣـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪﴽ ﻣــﻦ ﺛــﻐــﺮة ﻏـﻴـﺎب اﻟــﺘــﻌــﺎون اﻷﻣــﻨــﻲ، وﺟــﻬــﻞ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻣـﺮﻛـﺰ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑـﻮﺟـﻮد اﺳـﻤـﻪ ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﻄﺮﻳﻦ. ﻓﻀﻼ ﻋـﻦ ذﻟــﻚ، ذﻛــﺮ ﻓـﻲ ﺑـﺎرﻳـﺲ أﻣــﺲ أن اﻟـﻘـﻀـﺎء اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ وﺟـــﻪ اﺗـﻬـﺎﻣـﺎت إﻟﻰ اﻟﺠﺰاﻳﺮي ﺑﺎﻟﻀﻠﻮع ﻓﻲ أﻋﻤﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿــﻲ اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻟﺘﺴﺎؤل ﻳﺪور ﺣﻮل ﻣﺪى اﻟﺘﻌﺎون ﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ وﺗﻮﻧﺲ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻹرﻫﺎب؟
ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷﺧﻴﺮة، ﺗﻜﺎﺛﺮت اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺣــﻮل »ﻏــﺮاﺑــﺔ« ﻫــﺬا اﻷﻣــﺮ، وﻏــــﻴــــﺎب اﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ ﺑــــﲔ اﻟــﺠــﻬــﺎت اﳌــﺎﻧــﺤــﺔ ﻟــﺮﺧــﺼــﺔ اﻣـــﺘـــﻼك اﻟــﺴــﻼح وﺑــــﲔ اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ. واﻋــﺘــﺒــﺮ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إدوار ﻓﻴﻠﻴﺐ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ أﻣــﺲ، أن »أﻣــﺮﴽ ﻛﻬﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺨﺼﻮص إﻟﻰ ﻣﻨﻊ اﻟﺠﻬﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺒــﻴــﻊ اﻟـــﺴـــﻼح أو ﺗــﻠــﻚ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻄﻲ رﺧﺼﺔ اﻗﺘﻨﺎﺋﻪ ﻣﻦ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻟﻮاﺋﺢ اﻷﺷـﺨـﺎص اﻟﺨﻄﺮﻳﻦ. وذﻛــــــﺮ ﻓـﻴـﻠـﻴـﺐ أن ﺣــﻜــﻮﻣــﺘــﻪ ﻧﻘﻠﺖ إﻟــﻰ »ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﺪوﻟــﺔ« ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳـــــﺎر(، ﻧــﺺ ﻣــﺸــﺮوع ﻳﺘﻴﺢ ﳌﻮﻇﻔﻲ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﳌـﻮﻟـﺠـﲔ رﺧﺺ اﻟـــﺴـــﻼح ﺑــــﺎﻻﻃــــﻼع ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻠــﻮاﺋــﺢ اﳌــــﺸــــﺎر إﻟـــﻴـــﻬـــﺎ. ﻓــــﻀــــﻼ ﻋــــﻦ ذﻟــــﻚ، ﺳـﻴـﺪرس ﻣﺠﻠﺲ اﻟــــﻮزراء ﺑﻌﺪ ﻏﺪ ﻣﺸﺮوع ﻗﺎﻧﻮن ﻳﻌﻴﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ أﺟﻬﺰة اﳌــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ واﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ ﻣـــﻦ أﺟــــﻞ ﻣـــﺰﻳـــﺪ ﻣـــﻦ اﻟــﻔــﻌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎب. وإذا ﻣﺎ ﺗﻢ إﻗﺮاره ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﻠــﺴــﻲ اﻟــــﻨــــﻮاب واﻟــﺸــﻴــﻮخ، ﻓﺈن ﻫﻴﺌﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﻤﻰ »اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﳌﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫـــﺎب« ﺳﺘﺮى اﻟﻨﻮر، وﺳﺘﻜﻮن ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑــﺎﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ وﻣــﻬــﻤــﺘــﻬــﺎ اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻨــﺴــﻴــﻖ ﺑــــﲔ اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ واﻟــﺴــﻬــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺗــــــﺪاول اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﺣـﻮل اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻟـــــﺪاﺧـــــﻞ واﻟــــــﺨــــــﺎرج. واﺧـــﺘـــﺎر اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻟﻬﺬا اﳌﻨﺼﺐ ﺑﻴﺎر ﺑﻮﺳﻜﻴﻪ دو ﻓﻠﻮرﻳﺎن، اﳌﺪﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أﻳﺎم اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﺎك ﺷﻴﺮاك. وﻳﺘﻤﺘﻊ ﻓﻠﻮرﻳﺎن ﺑﺨﺒﺮة واﺳـﻌـﺔ وﺑﻤﻌﺮﻓﺔ دﻗﻴﻘﺔ ﺑﻌﺎﻟﻢ اﳌﺨﺎﺑﺮات.
وﺣـﻘـﻴـﻘـﺔ اﻷﻣــــﺮ أن اﻟــﺠــﺰاﻳــﺮي ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﻼﺣﴼ ﻓـﺮدﻳـﴼ وإﻧﻤﺎ ﺗـــــﺮﺳـــــﺎﻧـــــﺔ. ﻓــــﻔــــﻲ اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎرة اﻟـــﺘـــﻲ اﺳــﺘــﺨــﺪﻣــﻬــﺎ ﻟــﺼــﺪم ﺣــﺎﻓــﻠــﺔ اﻟـــﺪرك أﺳﻔﻞ ﺟــﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، وﺟـﺪت اﻟــــﺸــــﺮﻃــــﺔ رﺷــــــــﺎش ﻛــﻼﺷــﻨــﻴــﻜــﻮف وﻣﺴﺪﺳﲔ ﺻﺎﻟﺤﲔ ﻟﻼﺳﺘﻌﻤﺎل، وﻋــــﺪة آﻻف ﻣــﻦ اﻟــﻄــﻠــﻘــﺎت. وﻛــﺬﻟــﻚ ﻋﺜﺮت ﻟﺪى ﺗﻔﺘﻴﺸﻬﺎ ﻣﻨﺰل اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﺤﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ وﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪات رﻗــﺎﺑــﺔ إﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻴـﺔ؛ ﻣــﺎ ﻳــﻮﺣــﻲ ﺑـﺄن اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻛﺎن ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت أﺧﺮى ﺗـﺠـﻬـﺪ اﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻟﻠﺘﻌﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻓﻲ ﺳﻴﺎق آﺧﺮ، ﻟﻢ ﺗﺘﻀﺢ ﺣﺘﻰ اﻵن اﻟـــﻈـــﺮوف اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻟــﺤــﺎدث اﻟﺼﺪم وﻟﺨﻄﺔ اﻟﺠﺎﻧﻲ. واﳌﻼﺣﻈﺔ اﻷوﻟــــﻰ أن اﻟــﺤــﺮﻳــﻖ اﻟـــﺬي ﺷــﺐ ﻓﻲ ﺳــﻴــﺎرﺗــﻪ أدى إﻟــــﻰ اﻧــﺘــﺸــﺎر دﺧـــﺎن أﺻـﻔـﺮ وﻓــﻖ ﻟـﻘـﻄـﺎت اﻟـﻔـﻴـﺪﻳـﻮ اﻟﺘﻲ ﺻـــــﻮرت ﻋــﻦ اﻟـــﺤـــﺎدث. وﻟـــﻢ ﻳـﻌـﺮف ﺑﻌﺪ ﻣـﺼـﺪر ﻫــﺬا اﻟــﺪﺧــﺎن، وﻫــﻞ أن اﻟــﺤــﺮﻳــﻖ ﻧــﺎﺗــﺞ ﻋــﻦ اﻟــﺼــﺪﻣــﺔ اﻟـﺘـﻲ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺣﺎﻓﻠﺔ رﺟــﺎل اﻟـــﺪرك، أم أن اﻟــﺠــﺰاﻳــﺮي ﻫــﻮ ﻣــﻦ أﺷـﻌـﻞ اﻟـﻨـﺎر ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﺳﻴﺎرﺗﻪ. ﻛﺬﻟﻚ ﻟــﻢ ﻳــﻌــﺮف ﺳـﺒـﺐ وﻓــﺎﺗــﻪ، وﻫـــﻞ ﻛـﺎن ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ اﻻﺣــــﺘــــﺮاق أم ﻟــﺴــﺒــﺐ آﺧــﺮ )اﻻﺧــﺘــﻨــﺎق ﺑــﺎﻟــﺪﺧــﺎن(؟ ﻋـﻠـﻤـﺎ ﺑـﺄن رﺟــــﺎل اﻟـــــﺪرك ﻛــﺴــﺮوا ﺑـــﺎب ﺳــﻴــﺎرة اﻟــــﺠــــﺎﻧــــﻲ وأﺧــــــﺮﺟــــــﻮه ﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﺣــﻴــﴼ وﻃﺮﺣﻮه أرﺿـﴼ، ﻟﻜﻨﻪ ﺗﻮﻓﻲ ﻻﺣﻘﴼ رﻏﻢ ﺗﺪﺧﻞ اﻹﺳﻌﺎف.
وﺣـــﺘـــﻰ ﻋــﺼــﺮ أﻣـــــﺲ، ﻟـــﻢ ﺗﻜﻦ أي ﺟﻬﺔ ﻗﺪ ﺗﺒﻨﺖ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺎل ﻋﻨﻬﺎ وزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ إﻧﻬﺎ ﺗﺒﲔ أن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹرﻫــﺎﺑــﻲ ﻣـﺎ زال ﺟــﺎﺛــﻤــﴼ ﻋــﻠــﻰ ﺻـــﺪر ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻟـﻢ ﻳـﺼـﺪر ﻋـﻦ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ ﻣﺎ ﻳﺮﺑﻂ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ ﻣﺜﻞ »داﻋـــﺶ« أو »اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة«، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن »داﻋــﺶ« ﺳـﺎرع إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ اﻟﻬﺠﻮم اﻟــﺬي ﻗــﺎم ﺑـﻪ ﻛـﺮﻳـﻢ اﻟﺸﺮﻓﻲ ﻓـﻲ ٠٢ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ ﺟــﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻳــﺎم ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟـﺠـﻮﻟـﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ، واﻟـﺬي أدى إﻟــــﻰ ﻣــﻘــﺘــﻞ ﺷـــﺮﻃـــﻲ وﺟــــــﺮح اﺛــﻨــﲔ وﻣﻘﺘﻞ اﻟﺠﺎﻧﻲ ﻧﻔﺴﻪ. وﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻓـــﺈن اﳌـــﺼـــﺎدر اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﻻ ﺗـﺸـﻚ ﻓﻲ ﻛـﻮن اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺴﺘﻮﺣﻰ ﻣﻦ أدﺑﻴﺎت »داﻋـــــــــﺶ«، وﻋـــﻠـــﻰ ﻧــﺴــﻖ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت إرﻫـﺎﺑـﻴـﺔ ﻧـﻔـﺬﻫـﺎ أﺷــﺨــﺎص ﺑﺎﻳﻌﻮا ﻫﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ.