Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻌﻠﻦ اﻟﻴﻮم واﻟﺠﺪل ﻳﺘﻨﺎول ﻣﺼﻴﺮ وزﻳﺮ اﻟﻌﺪل

اﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﺴﺎد أﺧﺮﺟﺖ وزﻳﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﺸﻜﻴﻠﺔ اﳉﺪﻳﺪة

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﻌﻠﻦ ﻓـﻲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟــــــﺴـ­ـــــﺎدﺳــ­ــــﺔ ﻣــــــﻦ ﻋــــﺼــــ­ﺮ اﻟــــﻴـــ­ـﻮم اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪة ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ إدوار ﻓﻴﻠﻴﺐ اﻟﺬي ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ وﻛﻠﻔﻪ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺛـــﺎﻧـــﻲ ﺣــﻜــﻮﻣــ­ﺎت ﻋـــﻬـــﺪه ﺑــﻌــﺪ أن اﺳﺘﻘﺎﻟﺖ اﻷوﻟﻰ ﻋﻘﺐ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟـــﺘـــﺸ­ـــﺮﻳـــﻌـ­ــﻴـــﺔ ووﻓـــــﻘـ­ــــﺎ ﻟـــﻸﺻـــﻮ­ل اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ. ﺑﻴﺪ أن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻘﺪرا أن ﻳﻜﻮن ﻣﺠﺮد »ﺗﻌﺪﻳﻼت ﺗﻘﻨﻴﺔ« ﺗﺤﻮل ﻓﻲ اﻟﺴﺎﻋﺎت اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻖ ﺑﻌﺪ أن ﺑﺪأت اﻷﻟـــﻐـــ­ﺎم اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﻴــﺔ ﺗـﺘـﻔـﺠـﺮ ﺑﲔ ﻳـــﺪي اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪ ورﺋــﻴــﺲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ. ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ، ﻃﻠﺐ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻷﻗــﺮب رﻳﺸﺎر ﻓـﺮان، أﻣﲔ ﻋﺎم ﺣﺰب »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ إﻟﻰ اﻷﻣــﺎم« وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ إﻳﺼﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ اﻟﻴﻮم، أن ﻳﺘﺮك ﺣﻘﻴﺒﺔ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺤﻠﻲ وأن ﻳــﺘــﻔــﺮ­غ ﻟــﺮﺋــﺎﺳـ­ـﺔ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻧـــﻮاب ﺣـﺰﺑـﻪ اﻟـﺒـﺎﻟـﻎ ﻋــﺪدﻫــﻢ ٨٠٣ ﻧﻮاب ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى، أﻋﻠﻨﺖ وزﻳﺮة اﻟﺪﻓﺎع ﺳﻴﻠﻔﻲ ﻏﻮﻻرد أﻧﻬﺎ »ﺗﺘﺨﻠﻰ« ﻋﻦ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ وﺗﺘﺮك اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻌﺪم إﻋــﺎﻗــﺔ اﻧــﻄــﻼﻗـ­ـﺔ اﻟــﻌــﻬــ­ﺪ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪ، وﻟﻠﺘﻔﺮغ ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋـﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗــﻬــﻤــﺔ اﻟـــﻮﻇـــ­ﺎﺋـــﻒ اﻟــﻮﻫــﻤـ­ـﻴــﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن اﻷوروﺑــــ­ﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺋﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﺑﲔ ٩٠٠٢ و٤١٠٢.

ﺣــﻘــﻴــﻘ­ــﺔ اﻷﻣـــــــ­ـــﺮ، أن راﺋـــﺤـــ­ﺔ اﻟــــﻔـــ­ـﻀــــﺎﺋــ­ــﺢ اﻟـــــﺘــ­ـــﻲ ﻗــــﻀــــ­ﺖ ﻋــﻠــﻰ ﻃـــــــﻤـ­ــــــﻮﺣــ­ـــــﺎت ﻣـــــــﺮﺷ­ـــــــﺢ اﻟــــﻴـــ­ـﻤــــﲔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳ­ــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﻮا ﻓــﻴــﻮن ﺑـــﺪأت ﺗـﺰﻋـﺞ ﻣــﺎﻛــﺮون اﻟــﺬي رﻓــﻊ، ﺧﻼل ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، راﻳﺔ اﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ واﳌﺜﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻔﺴﺎد واﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺒﺎﺋﺪة، ﺑﻞ إﻧﻪ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ »ﺗﻨﻈﻴﻒ« اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أوﻟــــﻰ أوﻟـــﻮﻳــ­ـﺎت ﻋــﻬــﺪه. واﻟـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ ذﻟــﻚ، أﻧــﻪ ﻛﻠﻒ وزﻳــﺮ اﻟﻌﺪل ﻓﺮﻧﺴﻮا ﺑﺎﻳﺮو ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺸﺮوع ﻗﺮار ﺑﻬﺬا اﳌﻌﻨﻰ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء، اﻟــﺬي ﺳﻴﻨﻘﻞ إﻟـﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ أول ﺟﻠﺴﺔ ﻟﻪ. واﻟﺤﺎل أن ﺑــﺎﻳــﺮو، ﺑــﺪل أن ﻳــﻜــﻮن اﻟـــﺪواء ﺗـــﺤـــﻮل إﻟــــﻰ داء. ذﻟــــﻚ أن اﻟـﺘـﻬـﻢ اﳌﻨﺴﻮﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻮزﻳﺮة اﳌﺴﺘﻘﻴﻠﺔ ﺗــﻌــﻮد ﻟـﻠـﻔـﺘـﺮة اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻀﻮا ﻓﻲ ﺣـﺰب ﺑﺎﻳﺮو )اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ(. وﻗﺪ ﻋﻤﺪت اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﺔ ﻟــﻔــﺘــﺢ ﺗــﺤــﻘــﻴ­ــﻖ ﻗـﻀـﺎﺋـﻲ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﺎﺳـ­ـﻊ ﻣــﻦ اﻟــﺸــﻬــ­ﺮ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣــﺪى ﺻﺤﺔ اﻻﺗـﻬـﺎﻣـﺎ­ت اﳌﺴﺎﻗﺔ ﺿﺪ اﻟﺤﺰب اﳌﺬﻛﻮر ﺑﺄﻧﻪ ﻋﲔ ﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻦ ﻟﻨﻮاﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻷوروﺑــــ­ـــــــﻲ ﺑـــــﺮواﺗ­ـــــﺐ أوروﺑـــــ­ﻴـــــﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟـــﺼـــﺎﻟ­ـــﺢ اﻟـــــﺤــ­ـــﺰب ﻓـــــﻲ ﺑــــﺎرﻳــ­ــﺲ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻋﻘﻮدﻫﻢ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ وﻫﻤﻴﺔ. وﺣﺘﻰ اﻵن، ﻳﻨﻔﻲ ﺑـﺎﻳـﺮو ﻫــﺬه اﻟﺘﻬﻢ وﻳـﺆﻛـﺪ أن »ﻻ وﻇﺎﺋﻒ وﻫﻤﻴﺔ« ﻓﻲ ﺣﺰب اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟـﺪﻳـﻤـﻘـ­ﺮاﻃـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻓﻲ اﻻﻧـــﺘـــ­ﺨـــﺎﺑـــﺎ­ت اﻷﺧــــﻴــ­ــﺮة ﻋــﻠــﻰ ٢٤ ﻧــﺎﺋــﺒــ­ﺎ ﻣــﻘــﺎﺑــ­ﻞ ﻧـــﺎﺋـــﺐ واﺣــــــﺪ ﻓـﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﺴﺎﺑﻖ.

أﻣــﺲ، ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻨﺖ وزﻳـﺮة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺘﻲ ﺿﺮﺑﺖ اﻟﺮﻗﻢ اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﺷﻐﻠﺖ ﻫﺬا اﳌﻨﺼﺐ ﻷﻗﺼﺮ ﻣــــــــﺪ­ة ﻓــــــﻲ ﺗــــــﺎرﻳ­ــــــﺦ اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ )٣٣ ﻳﻮﻣﺎ( أﻧﻬﺎ ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻨﺼﺒﻬﺎ، اﻧﺼﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ رﺳﺎﺋﻞ اﻹﺷــﺎدة. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻳﺮو ﺣﺮص ﻋﻠﻰ اﻟــــﻘـــ­ـﻮل إﻧــــﻬـــ­ـﺎ »ﻗــــــــﺮ­ار ﺷــﺨــﺼــﻲ« واﳌﻘﺼﻮد أﻧﻪ »ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ« ﺑﻬﺬا اﻷﻣﺮ. ﻟﻜﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﻏﻴﺮ ذﻟﻚ ﺑﺘﺎﺗﺎ، واﻟـﺮﺋـﺎﺳـ­ﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺣـﺎﺋـﺮة ﺑﲔ إﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻜﻮن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ اﻟﻌﺐء ﻋﻠﻴﻬﺎ، أو إﺧﺮاﺟﻪ ﻣﻦ اﻟــﻮزارة؛ ﻣﺎ ﺳﻴﻀﻌﻒ اﻟﻌﻬﺪ وﻳــــﺪﻓــ­ــﻊ اﳌـــﺠـــﻤ­ـــﻮﻋـــﺔ اﻟــﺒــﺮﳌـ­ـﺎﻧــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﺎ­ﺑـــﻌـــﺔ ﻟــــﻪ ﺑــــــﺄن ﺗـــﺘـــﺤـ­ــﻮل إﻟـــﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺘﻪ. وﺗﺠﺪر اﻹﺷــﺎرة إﻟﻰ أن ﺑﺎﻳﺮو ﻛﺎن ﻟﻪ ﻓﻀﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣــــﺎﻛـــ­ـﺮون ﻷن ﺗــﺤــﺎﻟــ­ﻒ اﻟــﺮﺟــﻠـ­ـﲔ ﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻤﻜﲔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﺄﻫـ­ـﻞ ﻟــﻠــﺠــﻮ­ﻟــﺔ اﻟــﺮﺋــﺎﺳ­ــﻴــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـ­ﺔ، واﻟــﻮﺻــﻮ­ل ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ إﻟـﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ. وﻗﺪ ﻛﺎﻓﺄه ﻣﺎﻛﺮون ﺑـــــﺄن ﻣــﻨــﺢ ﺣـــﺰﺑـــﻪ ﺛـــــﻼث وزارات ﺳـــﻴـــﺎد­ﻳـــﺔ، ﻫـــﻲ اﻟـــﻌـــﺪ­ل واﻟـــﺪﻓــ­ـﺎع ووزارة اﻟﺸﺆون اﻷوروﺑﻴﺔ.

ﺗﺸﻐﻞ ﻣﺎرﻳﻴﻞ دو ﺳﺎرﻧﻴﺰ، وﻫـــﻲ ﻣــﻘــﺮﺑــ­ﺔ ﺟـــﺪا ﻣــﻦ ﻣــﺎﻛــﺮون، اﻟﻮزارة اﻷﺧﻴﺮة وﻫﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي دﻓﻊ اﻟﻮزﻳﺮة ﻏـــــﻮﻻرد إﻟـــﻰ اﻻﺳــﺘــﻘـ­ـﺎﻟــﺔ. وﺗـﻌـﻲ ﻏــﻮﻻرد أن وﺿﻌﻬﺎ »ﺣــﺮج«؛ ﻟﺬا ﻟﻢ ﺗﺘﺮدد أﻣﺲ ﻓﻲ أن ﺗﻌﻠﻦ أﻧﻬﺎ »ﺟﺎﻫﺰة« ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣـﻨـﺼـﺒـﻬـ­ﺎ اﻟـــــــﻮ­زاري، وأن ﺗــﺮأس اﳌـــﺠـــﻤ­ـــﻮﻋـــﺔ اﻟـــﺒـــﺮ­ﳌـــﺎﻧـــﻴ­ـــﺔ ﻟــﺤــﺰب »اﻟــــﺤـــ­ـﺮﻛــــﺔ اﻟـــﺪﻳـــ­ﻤـــﻘـــﺮا­ﻃـــﻴـــﺔ«، أي أن ﺗـﺴـﻠـﻚ اﻟــﻄــﺮﻳـ­ـﻖ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺳﻠﻜﻬﺎ اﻟﻮزﻳﺮ رﻳﺸﺎر ﻓﺮان ﺑﻄﻠﺐ ﻣـﻦ ﻣـﺎﻛـﺮون. وﻛــﺎن اﳌﻘﺮﺑﻮن ﻣﻦ اﻷﺧﻴﺮ ﻗﺪ ﺻﻮروا إﺧﺮاج ﻓﺮان ﻣﻦ اﻟــﻮزارة ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﺗﺮﻗﻴﺔ« وﻟﻴﺲ »ﻋــﻘــﺎﺑــ­ﺎ« ﺑـﺴـﺒـﺐ أﻫــﻤــﻴــ­ﺔ اﻟـﻜـﺘـﻠـﺔ اﻟــﻨــﻴــ­ﺎﺑــﻴــﺔ ﻟــﺤــﺰب »اﻟــﺠــﻤــ­ﻬــﻮرﻳــﺔ إﻟـــﻰ اﻷﻣــــــﺎ­م« وﻟــﺤــﺎﺟـ­ـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ إﻟــﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻣـﺜـﻞ ﻓـــﺮان ﺗﻌﺮف ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟـــﻨـــﻮ­اب؛ ﻷﻧــﻬــﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ أوﻻ ﻓــﻲ اﺧــﺘــﻴــ­ﺎرﻫــﻢ وﺛــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ ﻓﻲ ﺗـﺰﻛـﻴـﺘـﻬ­ـﻢ. وﻓـــﻲ أي ﺣـــﺎل، ﺗﺒﺪو اﻟﻮزﻳﺮة ﺳﺎرﻧﻴﺰ ﻓﻲ وﺿﻊ دﻗﻴﻖ ﻟــﻠــﻐــﺎ­ﻳــﺔ، ﻟــﻜــﻦ أﻗــــﻞ إﺣــــﺮاﺟـ­ـــﺎ ﻣـﻦ وﺿـﻊ ﺑـﺎﻳـﺮو. وﺗﺸﻴﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ أﻣﺲ إﻟﻰ أن ﻣﺎﻛﺮون ﻳـــﺨـــﻀـ­ــﻊ ﻟـــﻀـــﻐـ­ــﻮط ﻣــﺘــﻀــﺎ­رﺑــﺔ ﺑـــــﲔ ﻣـــــﻦ ﻳـــﺤـــﺜـ­ــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺘــﺨــ­ﻠــﻲ ﻋــﻦ وزﻳـــﺮ اﻟــﻌــﺪل؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺷــــﻮﻛـــ­ـﺔ ﻓــــﻲ رﺟــــﻠـــ­ـﻪ وﺣـــﺠـــﺘ­ـــﻪ أن ﺣــﺰب »اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮ­رﻳـﺔ إﻟــﻰ اﻷﻣـــﺎم« ﻳﻨﻠﻚ ﻟــﻮﺣــﺪه اﻷﻛــﺜــﺮﻳ­ــﺔ اﳌﻄﻠﻘﺔ، وأﻧــــﻪ ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺎﻟــﻲ ﻻ ﺣــﺎﺟــﺔ ﻟــﻪ إﻟــﻰ أﺻـﻮات ﺣﺰب ﺑﺎﻳﺮو. وﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ، ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻳﺮو ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ووزﻧـﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻓﻲ إﻳﺼﺎل ﻣﺎﻛﺮون إﻟﻰ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ.

ﻗـﺒـﻞ اﻻﻧــﺘــﺨـ­ـﺎﺑــﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ، ﺣـــــــــ­ﺎزت ﻗــــﺼــــ­ﺺ رﻳـــــﺸــ­ـــﺎر ﻓـــــﺮان اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻻﺗـﻬـﺎﻣـ­ﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻘﺖ ﺑﺤﻘﻪ ﻟﺠﻬﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ أرﺑﺎﺣﺎ ﻋﺒﺮ ﺻـﻔـﻘـﺎت ﻋــﻘــﺎرﻳـ­ـﺔ ﻣـﺸـﺒـﻮﻫـﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳـﺼـﻞ إﻟــﻰ اﻟــﻨــﺪوة اﻟﺒﺮﳌﺎﻧﻴﺔ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻻﻫﺘﻤﺎم. ﻟﻜﻦ ﻣﺎﻛﺮون ﻟﻢ ﻳﺘﺨﻞ ﻋﻨﻪ وأﺑﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻓﻮزه ﻣﺠﺪدا ﺑـﻤـﻘـﻌـﺪه اﻟــﻨــﻴــ­ﺎﺑــﻲ ﻟـﻴـﺨـﺮﺟـﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻟﻴﻮﻓﺮ ﻟﻪ »ﺗﺮﺿﻴﺔ«. واﻟــﻴــﻮم اﻟــﺴــﺆال ﻳـﺘـﻨـﺎول ﻣﺼﻴﺮ ﺑـﺎﻳـﺮو وﻛﻴﻔﻴﺔ اﻟـﺨـﺮوج ﻣـﻦ ﻫﺬا اﳌﺄزق. وﻓﻲ رأي ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺮاﻗﺒﲔ أن اﻟﺠﺪل اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻳﺴﻲء ﻟﻠﻌﻬﺪ وﻟــﺒــﺪاﻳ­ــﺘــﻪ وﻟــﻄــﻤــ­ﻮﺣــﺎﺗــﻪ وﻳﻌﻴﺪ إﻟــﻰ اﻷذﻫـــﺎن ﻣـﻤـﺎرﺳـﺎت اﻟﻌﻬﻮد اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺎﻛﺮون ﻗﻠﺐ ﺻﻔﺤﺘﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺸﺪ ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻮراء.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia