اﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﺗﻜﻴﻴﻒ اﳍﻮاء ﻓﻲ ﻣﻜﺎﺗﺐ ﻓﺮﻧﺴﺎ
ﻣﻮﺟﺔ اﻟﻘﻴﻆ ﺟﺪدت اﳉﺪل ﺣﻮل ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ وأﺿﺮاره
ﻣـــــﻊ اﻧــــﺘــــﻬــــﺎء اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ واﻟــﻨــﻴــﺎﺑــﻴــﺔ، ﻟـــﻢ ﻳﻌﺪ ﻟـﻠـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﲔ ﻗـﻀـﻴـﺔ ﻳـﺘـﺠـﺎدﻟـﻮن ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺳﻮى ﻣﻜﻴﻔﺎت اﻟﻬﻮاء ﻓﻲ اﳌﻜﺎﺗﺐ واﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ. وﻫﻨﺎك ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪ ﻓﺮﻳﻘﺎن: داﺣــﺲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻣــﺘــﻮﺳــﻄــﺔ ﻟـــﻠـــﺤـــﺮارة ﻓـــﻲ أﻣــﺎﻛــﻦ اﻟﻌﻤﻞ، وﻏـﺒـﺮاء ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﻔﺾ درﺟﺔ ﺗﻜﻴﻴﻒ اﻟﻬﻮاء ﻧﻈﺮﴽ ﳌﻮﺟﺔ اﻟﻘﻴﻆ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﺒﻼد.
وﺣـــــﺘـــــﻰ ﺳــــــﻨــــــﻮات ﻗـــﺮﻳـــﺒـــﺔ، ﻛـﺎﻧـﺖ أﺟــﻬــﺰة اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻜﺒﺮى وﻓـــــﻨـــــﺎدق اﻟـــــﺪرﺟـــــﺔ اﻷوﻟــــــــــﻰ. ﺛـﻢ ﺣﺪﺛﺖ ﺗﻐﻴﺮات ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻷﺟﻬﺰة ﺑﻀﺎﻋﺔ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻓــــﻲ ﻣـــﺘـــﺎﺟـــﺮ اﻟــــــﻠــــــﻮازم اﳌــﻨــﺰﻟــﻴــﺔ ودﺧﻠﺖ إﻟـﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﻟـﺒـﻴـﻮت واﻟــﻔــﻨــﺎدق اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ. ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻘــﺼــﻮر اﻟــﻘــﺪﻳــﻤــﺔ وﺑـﻌـﺾ اﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟــﻠــﻮزارات ﻣﺎ زاﻟـــــﺖ ﻣــﺤــﺮوﻣــﺔ ﻣــﻨــﻬــﺎ. وﻏــﺎﻟــﺒــﴼ ﻣــــﺎ ﻳــﻠــﺠــﺄ ﺳـــﺎﻛـــﻨـــﻮﻫـــﺎ، وﻋـــﻤـــﻮم اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ، إﻟــﻰ اﻗـﺘـﻨـﺎء اﳌــﺮاوح اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ. وﺣﺘﻰ ﻫﺬه ﺗﻨﻔﺪ ﻣﻦ اﻷﺳﻮاق ﻣﻊ أوﻟﻰ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻘﻴﻆ، أو »اﻟــﻜــﺎﻧــﻴــﻜــﻮل« ﺑــﺎﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، وﻫــﻲ ﻣــﻔــﺮدة ﺗﺴﻠﻠﺖ إﻟــﻰ أﻓــﻮاه اﳌﻼﻳﲔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﳌﺸﺮق واﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﺑﻴﲔ، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆدون ﻓﺮﻳﻀﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ أﺟﻮاء ﻣﺮﻫﻘﺔ وﺳﺎﻋﺎت ﺻﻴﺎم ﺗﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٧١ ﺳﺎﻋﺔ.
وﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺘــﻜــﻴــﻴــﻒ، ﺗـﻨـﺪﻟـﻊ ﻣﺸﺎدات ﺑﲔ اﳌﻮﻇﻔﲔ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺔ واﺣـﺪة ﻣﻜﻴﻔﺔ اﻟﻬﻮاء. وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺧﻼﻓﺎت ﻋﺎﺑﺮة ﺑﲔ زﻣــﻼء، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي دﻓـﻊ ﺑﻤﺤﺮرة ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟﻮﻣﻮﻧﺪ« إﻟﻰ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »ﺣﺮب« اﳌﻜﻴﻔﺎت، أو »اﻟﻜﻠﻴﻢ« اﺧﺘﺼﺎرﴽ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﺟــﺮت اﻟــﻌــﺎدة ﻓـﻲ اﻷﻳـــﺎم اﻟﻌﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ درﺟــﺔ ﺗﺒﺮﻳﺪ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ، ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋﻦ ٩١ ﻣﺌﻮﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﻔﻀﻬﺎ ﻋـــﺪة درﺟـــــﺎت ﻓــﻲ ﻓــﺘــﺮات اﻟﻘﻴﻆ وﻣﻮﺟﺎت اﻟﺤﺮارة اﻟﺸﺪﻳﺪة.
وﻣــــــﻨــــــﺬ أﺳــــــــﺒــــــــﻮع، ﻳــﻌــﻴــﺶ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﻮن، ﺣـﺎﻟـﻬـﻢ ﺣـــﺎل ﻋـﺪد ﻣـﻦ دول أوروﺑـــﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، أﻳﺎﻣﴼ ﺻﻴﻔﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺤﺮارة ﻋﻠﻰ ٠٣ درﺟـــــﺔ. وﻫـــﻮ ﻇـــﺮف ﻣـﻨـﺎﺧـﻲ ﻳــــﺮﻫــــﻖ اﳌــــﻮﻇــــﻔــــﲔ واﳌــــﻮﻇــــﻔــــﺎت اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻌــﻤــﻠــﻮن ٨ ﺳـــﺎﻋـــﺎت ﻓﻲ اﻟـــﻴـــﻮم. ﻟــﻜــﻦ ردة اﻟــﻔــﻌــﻞ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺘﺴﺎوﻳﺔ إزاء ﻣﻜﻴﻔﺎت اﻟـﻬـﻮاء، ﻓـــﻬـــﻨـــﺎك ﻣــــﻦ ﻳـــﺴـــﺘـــﺮﻳـــﺢ ﻟـــﻠـــﻬـــﻮاء اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﻳﺘﻀﺎﻳﻖ ﻣـﻦ إﻏـﻼق اﻟﻨﻮاﻓﺬ واﻷﺑﻮاب وﻳﻌﺘﺒﺮ اﻟﻬﻮاء اﳌﺨﻨﻮق ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻸﻣﺮاض وﺳﺒﺒﴼ ﻓـــﻲ ﻧـــﻮﺑـــﺎت اﻟـــﺰﻛـــﺎم واﻟــﺘــﻬــﺎﺑــﺎت اﻟﺤﻨﺠﺮة. وﺑـﲔ ﻫــﺆﻻء ﻛﺜﻴﺮون ﻣــﻦ أﻧــﺼــﺎر اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﺮون ﻓﻲ أﺟﻬﺰة اﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﻫﺪرﴽ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ. وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻳﺮﻓﺾ آﺧﺮون ﻫﺬه اﻟـﻨـﻈـﺮﻳـﺔ وﻳــﺼــﺮون ﻋـﻠـﻰ أن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﺬﻫﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻓــﻲ أﺟــــﻮاء ﻣــﻦ ﻧــﻬــﺎرات ﺻﻴﻔﻴﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺳﺎﺧﻨﺔ.
ﻣـــﻮﺟـــﺔ اﻟـــــﺤـــــﺮارة اﳌــﺮﺷــﺤــﺔ ﻟــﻼﺳــﺘــﻤــﺮار ﻟــﻌــﺪة أﻳـــــﺎم ﻣـﻘـﺒـﻠـﺔ، دﻓﻌﺖ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎرﻳﺲ إﻟـﻰ إﻋﻼن ﺧــــﻄــــﺔ »ﻃــــــــــــــﻮارئ اﻟـــــﻘـــــﻴـــــﻆ« ﻣــﻦ اﻟـﺪرﺟـﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ. وﻫــﻲ إﺟــﺮاءات ﻣــﻌــﻴــﻨــﺔ ﺗــﺘــﻮﺟــﻪ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﺧـــﺎص، ﻧـــﺤـــﻮ اﳌـــــﺮاﻗـــــﺒـــــﺔ اﻻﺳـــﺘـــﺜـــﻨـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺮﺿﻊ وﻟﻠﻤﺴﻨﲔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل واﻟﻨﺴﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﺑﻤﻔﺮدﻫﻢ أو ﻧــﺰﻻء دور اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. وﻫﻨﺎك ﻟﺪى اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﻗـﻮاﺋـﻢ ﺑﺄﺳﻤﺎء وﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻫـﺆﻻء اﻟﻌﺠﺰة اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ وﻻ ﺗـﺘـﻮﻓـﺮ ﻟـﻬـﻢ ﺳـﺒـﻞ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻗﻨﺎﻧﻲ اﳌــﺎء أو اﻻﺳﺘﻨﺠﺎد ﺑـــﺠـــﺎر ﻗـــﺮﻳـــﺐ. وﻣــــﻦ اﻹﺟـــــــﺮاء ات اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﺗــــﺮك ٦ ﺣـــﺪاﺋـــﻖ ﻋـﺎﻣـﺔ ﻛـــــــﺒـــــــﺮى ﻣــــــــﻮزﻋــــــــﺔ ﻓــــــــﻲ أرﺟـــــــــــﺎء اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ اﻷﺑﻮاب ﻟﻴﻞ ﻧـﻬـﺎر. ووﻗــﻊ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺪاﺋﻖ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﻨﺎﻓﻮرات ﻣﺎﺋﻴﺔ وﻣــﺰودة ﺑﻤﺮاﻓﻖ ﺻﺤﻴﺔ. ﻛـــﻤـــﺎ ﺗــــﻮاﺻــــﻞ ﻓـــــﺮق اﳌــﺘــﻄــﻮﻋــﲔ ﺟــﻮﻻﺗــﻬــﺎ اﻟـﺘـﻔـﻘـﺪﻳـﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮدﻳﻦ وﻣﻦ ﻳﻨﺎﻣﻮن ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء، ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ اﳌﺎء واﻟﻮﺟﺒﺎت اﻟﺨﻔﻴﻔﺔ وأﻏﻄﻴﺔ اﻟﺮأس واﻟﺸﻤﺴﻴﺎت ﻟﻬﻢ.
ﻳــــﺬﻛــــﺮ أن ﻣــــﻮﺟــــﺎت اﻟــﻘــﻴــﻆ ﺗــﺪﺧــﻞ ﺿــﻤــﻦ ﻛـــــﻮارث اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ. وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﳌــﻮﺟــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺿـﺮﺑـﺖ أوروﺑـــــﺎ ﻓــﻲ ﺻـﻴـﻒ ٣٠٠٢ وراح ﺿــﺤــﻴــﺘــﻬــﺎ ٠٧ أﻟـــــــﻒ ﺷـــﺨـــﺺ، ﺑـــﻴـــﻨـــﻬـــﻢ ٠٢ أﻟـــــﻔـــــﴼ ﻓــــــﻲ ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﺎ وﺣـﺪﻫـﺎ، ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣـﻦ اﳌﺴﻨﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮﻛﻬﻢ أﺑﻨﺎؤﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﺸﻘﻖ ودور اﻟﻌﺠﺰة وﺳﺎﻓﺮوا ﻟﻘﻀﺎء اﻹﺟﺎزة.