ﻧﺠﻮم إﻧﺠﻠﱰا اﻟﻔﺎﺋﺰون ﺑﻜﺄس اﻟﻌﺎﻟﻢ ﲢﺖ ٠٢ ﻋﺎﻣﴼ أﺑﻄﺎل ﺑﻼ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﺪه ﺳﻼم
وﺿﻌﺖ ﻣﺌﺎت )ورﺑﻤﺎ أﻟﻮف( اﻟﻜﺘﺐ ﻋﻦ اﺗﻔﺎﻗﺎت ﺳﺎﻳﻜﺲ - ﺑــﻴــﻜــﻮ، اﻟــﺘــﻲ ﺑـﻤـﻮﺟـﺒـﻬـﺎ ﺗــﻢ ﺗــﻘــﺎﺳــﻢ اﻹرث اﻟـﻌـﺜـﻤـﺎﻧـﻲ ﺑﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ. وﻣـﻊ أﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ، ﻓﺈن اﳌﺆﻟﻔﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻠﻴﻠﺔ، واﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻛﺎن إﻧﺸﺎﺋﻴﴼ ﺧﻄﺎﺑﻴﴼ، وﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻋﻤﺮو ﺑﻦ ﻛﻠﺜﻮم، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺳﻴﺪة اﻟﻄﺮق.
أﺣﺪ أﻫﻢ وأﺟﻤﻞ اﳌﺆﻟﻔﺎت، ﺣﻮل اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻛﺎن ﻛﺘﺎب دﻳﻔﻴﺪ ﻓﺮوﻣﻜﲔ »ﺳﻼم ﻣﻦ أﺟﻞ إﻧﻬﺎء ﻛﻞ ﺳﻼم«، اﻟﺬي ﻳﻐﻄﻲ أﺣﺪاث »ﺳﻨﻮات اﻟﺘﻜﻮﻳﻦ« ﻣﺎ ﺑﲔ ٢١٩١ و٢٢٩١، أي اﻟﻌﻘﺪ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﺠﺪﻳﺪ، واﻟﺬي أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ اﻟﺒﺎﻟﻲ اﳌﺒﺘﻠﻲ واﳌﺒﻠﻰ ﺑﻼء ﻏﻴﺮ ﺣﺴﻦ.
ﺳﻤﻲ ﻓﺮوﻣﻜﲔ »اﳌﺆرخ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﻟﻠﺤﺮب اﻟﻌﻈﻤﻰ«. وﻣﻊ أﻧﻪ وﺿﻊ ﻣﺆﻟﻔﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﺣﻮل اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻫﺬا اﻷﻛﺜﺮ ﺟﻤﺎﻻ وﺟﺎذﺑﻴﺔ وأﻫﻤﻴﺔ. وﻓﻲ ﻣﻬﺎرة ﻻ ﺗﻜﺮر ﻛﺜﻴﺮﴽ، ﺧﻠﻂ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻠﻤﺤﺔ. وﻻﺣــﻆ ﻓـﺮوﻣـﻜـﲔ ﻛﻴﻒ أن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت واﻟﺨﺮاﺋﻂ ﺑﻨﻴﺖ ﻋﻠﻰ أﺧﻄﺎء اﳌﺘﺮﺟﻤﲔ اﻟﺒﺴﻄﺎء.
ﻏﺎب ﻓﺮوﻣﻜﲔ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم ﻋﻦ ٣٨ ﻋﺎﻣﴼ، ﻗﻀﻰ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻓﻲ اﻟـﻌـﻴـﺶ ﻋـﻠـﻰ ﻃـﺮﻳـﻘـﺔ ﺗـﺸـﺮﺷـﻞ: اﻷﻓــﺨــﻢ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻟــﺬ وﻃــﺎب. وﻛﺎن أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻳﻮﺻﻲ ﻋﻠﻰ وﺟﺒﺔ ﺷﻬﻴﺔ ﻣﻦ أوروﺑﺎ، ﻣﺘﻜﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺪات ﻛﺘﺒﻪ، وﺧﺼﻮﺻﴼ »ﺳﻼم« اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﻋﻠﻰ ﻟﻮاﺋﺢ اﳌﺒﻴﻌﺎت اﻟﻜﺒﺮى.
اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪأ ﻓﺮوﻣﻜﲔ ﺑﺘﺄرﻳﺨﻬﺎ ﻫﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﻘﺎء واﻟﺤﺮوب. وﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﳌﺆرخ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ أ. ج. ب ﺗﺎﻳﻠﻮر أﻧﻪ ﺣﺘﻰ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٤١٩١، ﻛﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎن أي إﻧﺠﻠﻴﺰي ﻣﺤﺘﺮم أن ﻳﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ دون أن ﻳﻼﺣﻆ وﺟﻮد اﻟﺪوﻟﺔ... ﻛﺎن ﻓﻲ إﻣﻜﺎﻧﻪ أن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ أي ﻣﻜﺎن ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻣﻦ دون أن ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻮﻳﺔ، أو ﺣﺘﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ.
وﻳﻨﻘﻞ ﻓﺮوﻣﻜﲔ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ أﺳـﻰ ﻋﻦ اﻟﻜﺎﺗﺐ اﻟﻨﻤﺴﺎوي ﺳﺘﻴﻔﺎن زﻓﺎﻳﻚ ﻋﻦ اﻟﺤﻘﺒﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ »ﻋﺼﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﺬﻫﺒﻲ«. ﻛﻞ ﺷـﻲء ﻓﻲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳﺔ ﻇﻞ ﻳﺒﺪو ﻃــﻮال أﻟـﻒ ﻋـﺎم وﻛـﺄﻧـﻪ »ﺑــﺎق إﻟـﻰ اﻟـﺪﻫـﺮ«. »اﻟـﺤـﺮب اﻟﻌﻈﻤﻰ« ﻛﻤﺎ ﺳﻤﻴﺖ اﻟﺤﺮب اﻷوﻟﻰ، ﻏﻴﺮت وﺟﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻣﺰاج اﻟﺒﺸﺮ، رﺑﻤﺎ ﺑﻼ ﻋﻮدة.
ﺻﺪر »ﺳـﻼم« ﻋﺎم ٨٨٩١، وﺗﺄﺗﻰ ﻟﻪ أن ﻳﻨﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ )دار رﻳﺎض اﻟﺮﻳﺲ ﻟﻠﻨﺸﺮ(، ﺑﻘﻠﻢ اﻷﺳﺘﺎذ أﺳﻌﺪ إﻟﻴﺎس، اﻷدﻳﺐ واﳌﺘﺮﺟﻢ واﳌﻮﺳﻮﻋﻲ. وﻛـﺎن ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻳﻌﻤﻞ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ.