اﻷﺳﺪ ﻳﺰور ﻗﻠﺐ ﺣﻤﺎة ﺑﻌﺪ ﻗﺼﻒ رﻳﻔﻬﺎ ﺑﺼﻮارﻳﺦ روﺳﻴﺔ
أدى اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ، أﻣﺲ، ﺻﻼة ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎة ﻓﻲ أﺑﻌﺪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻳـﻘـﻄـﻌـﻬـﺎ داﺧــــﻞ ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، ذﻟـــﻚ ﺑــﻌــﺪ ﻳـﻮﻣـﲔ ﻣــﻦ ﻗـﺼـﻒ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟــﺮوﺳــﻲ رﻳـــﻒ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﺑﺼﻮارﻳﺦ أﻃﻠﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ، ﻓﻲ وﻗﺖ اﻧﺘﻘﺪ ﻣﻌﺎرﺿﻮن ﻫﺬه اﻟﺰﻳﺎرة ﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟــﻨــﻮري »ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟــﺔ ﻻ ﻳﺨﻄﺊ اﻟـﺴـﻮرﻳـﻮن ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎرﺿﲔ؛ ﻷن اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻷﺛﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺣﻤﺎة اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺗﺪﻣﻴﺮا ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ«.
وﺑﺚ اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻘﻄﺎت ﻟﻸﺳﺪ وﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﻤﺎة ﺧﻠﻒ اﻹﻣﺎم ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎء اﻟﺪﻳﻦ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺣﺸﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺼﻠﲔ.
وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ )ﺳﺎﻧﺎ( ﻋﻦ ﻧﺠﻢ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻌﻠﻲ، ﻣﺪﻳﺮ أوﻗﺎف ﺣـــﻤـــﺎة، أن زﻳــــــﺎرة اﻷﺳـــــﺪ »ﻓــــﻲ ﻗــﻠــﺐ ﺣــﻤــﺎة ﻫــﻲ إﺷـــــﺎرة وﺑـــﺸـــﺎرة ﺑـــﺄن اﻟــﺴــﻮرﻳــﲔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧـﻄـﻮات ﻣـﻦ اﻻﻧـﺘـﺼـﺎر وﻋــﻮدة اﻷﻣــﺎن واﻟﺴﻼم إﻟﻰ رﺑﻮع ﺳﻮرﻳﺎ«.
وﺗــﺤــﻮﻟــﺖ اﻟــﺤــﺮب ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ اﻷﺳـــﺪ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ أرﺳﻠﺖ روﺳﻴﺎ ﻣﻘﺎﺗﻼﺗﻬﺎ ﳌـﺴـﺎﻋـﺪة ﺟﻴﺸﻪ وﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻣـﻦ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﳌـــﺪﻋـــﻮﻣـــﲔ ﻣـــﻦ إﻳــــــﺮان ﻋــﻠــﻰ دﻓــــﻊ ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻲ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ واﻧــﺘــﺰاع اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ أراض ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ أﻳﺪﻳﻬﻢ.
وﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ١١٠٢، ﻗﺘﻞ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص ﻓﻲ ﺣﲔ اﺿﻄﺮ ﻧﺤﻮ ٣١ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ إﻟﻰ ﻣﻐﺎدرة ﻣﻨﺎزﻟﻬﻢ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺘﺔ ﻣــﻼﻳــﲔ ﺗــﺮﻛــﻮا اﻟــﺒــﻼد؛ ﻣــﺎ ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ أزﻣــﺔ ﻻﺟــﺌــﲔ ﻋــﺎﳌــﻴــﺔ واﺟـــﺘـــﺬب أﻃـــﺮاﻓـــﺎ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﺼﺮاع.
وﻳﺴﻴﻄﺮ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ إدﻟﺐ ﻗﺮب ﺣﻤﺎة وﺷﻨﻮا ﻫﺠﻮﻣﺎ ﺟﺪﻳﺪا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻼد اﻟﺴﺒﺖ. ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻴﻄﺮ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ﻗــﺮب دﻣــﺸــﻖ وأﺟــــﺰاء ﻣــﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺻــﺤــﺮاوﻳــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻨــﻮب اﻟــﺸــﺮﻗــﻲ وﺟـﻴـﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﻨﻮﺑﻲ ﺣـﻤـﺎة ﺣــﻮل ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟـﺮﺳـﱳ. وﻳــﻘــﻊ رﻳـــﻒ ﺣــﻤــﺎة ﺿــﻤــﻦ ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ »ﺧـﻔـﺾ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ« ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗــﻔــﺎق آﺳـﺘـﺎﻧـﺔ. وﺷﻦ اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻗـﺒـﻞ ﻳــﻮﻣــﲔ ﻏـــﺎرات ﻋﻠﻰ رﻳﻒ ﺣﻤﺎة، وﻗﺼﻒ رﻳﻒ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺑﺼﻮارﻳﺦ أﻃﻠﻘﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳﻂ.
وﻟﻢ ﻳﻘﻢ اﻷﺳﺪ ﺑﺰﻳﺎرة ﻋﻠﻨﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﻧﺤﻮ ٥٨١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻋﻦ دﻣﺸﻖ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﺤﺮب. وﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ أدى اﻷﺳﺪ ﺻﻼة اﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺣﻤﺺ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ أﻗﺮب إﻟﻰ دﻣﺸﻖ ﻣﻦ ﺣﻤﺎة ﺑﻨﺤﻮ ٠٤ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا.
وﻓــــﻲ ﺑـــﺪاﻳـــﺔ اﻷزﻣــــــﺔ، زار اﻷﺳـــــﺪ اﻟــﺮﻗــﺔ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﺗﺘﺤﻮل ﻻﺣﻘﺎ إﻟـﻰ اﳌﻌﻘﻞ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻓﻲ اﻟـﺒـﻼد، وﻫـﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣﺪﻋﻮم ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻄﺮد اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار(، ﻗﺎل وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ رﻳﻜﺲ ﺗﻴﻠﺮﺳﻮن: إن اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﻘﺮرون ﻣﺼﻴﺮ اﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﳌﻮﻗﻒ أﻣــﻴــﺮﻛــﻲ اﺳــﺘــﻤــﺮ ﺳـــﻨـــﻮات ﺑــــﺎﻹﺻــــﺮار ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻠﻪ ﻟﻠﺴﻤﺎح ﺑﺎﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟـﻸزﻣـﺔ. ﻟﻜﻦ ﺗﻮﺻﻞ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ رأى أن اﻷﺳﺪ ﻣﺴﺆول ﻋﻦ ﻗﺼﻒ ﺧﺎن ﺷﻴﺨﻮن ﺷﻤﺎل ﺣﻤﺎة ﺑﺎﻟﻜﻴﻤﺎوي، دﻓﻌﻬﺎ اﻟــــﻰ اﻟــﺘــﺤــﺪث ﻋـــﻦ ﺿـــــﺮورة رﺣــﻴــﻞ »ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ اﻷﺳﺪ« ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻢ.
وﻗـــــﺎل اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻫــﺬا اﻟﺸﻬﺮ إﻧــﻪ ﻻ ﻳــﺮى ﻓــﻲ رﺣﻴﻞ اﻷﺳــﺪ ﺷﺮﻃﺎ ﻹﻧـﻬـﺎء اﻟـﻘـﺘـﺎل، وإن اﻷوﻟـﻮﻳـﺔ ﻫﻲ ﻟﻮﻗﻒ اﻧﻬﻴﺎر اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣﻌﺎرﺿﲔ ﺳﻮرﻳﲔ، ﻓﺈن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻨﻮري اﻷﺛﺮي »ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﺎﻫﺪا ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺎزر اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻋﺎم ٢٨٩١ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻫﺎ ﺣﻲ ﺑﺴﺘﺎن اﻟﺴﻌﺎدة اﻟــﺬي ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻏـﺮﺑـﺎ. ﻛﻤﺎ ﺷﻬﺪ أﻳﻀﺎ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺣﻲ اﻟﻜﻴﻼﻧﻴﺔ اﻟﺬي ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻲ اﻟﺸﺮق واﻟﺸﻤﺎل«. وﻗﺎل أﺣﺪﻫﻢ: »اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻨﻮري ﻳﻘﻊ ﻣﺤﻠﺔ اﻟﻨﺎﻋﻮرة ﺑﻤﻜﺎن ﻗﺪﻳﻢ اﺳﻤﻪ دﻳـﺮ ﻗﺰﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻨﻬﺮ اﻟﻌﺎﺻﻲ، ﺣﻴﺚ ﺑﻨﻰ اﳌﻠﻚ اﳌﻈﻔﺮ ﻗﺼﺮه اﳌـﻌـﺮوف ﺑﻘﺼﺮ اﻟﺴﻌﺎدة ﻗـﺮب ﻫـﺬا اﳌﻮﻗﻊ. واﻟﺠﺎﻣﻊ ﺑﻨﺎه اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺰﻧﻜﻲ ﻋﺎم ٣٦١١، وﻫﻮ أﻫﻢ آﺑﺪة ﻣﻌﻤﺎرﻳﺔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻬﺪ اﻟـﺰﻧـﻜـﻲ، ﻛــﺎن ﻟـﻪ ﺑــﺎب ﺷﺎﻫﻖ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺪم، وآﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ زال ﻗﺎﺋﻤﴼ«.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣـﻌـﺎرﺿـﲔ، ﻳﻜﺘﺴﺐ اﺧﺘﻴﺎر اﻷﺳــﺪ ﻣـﻜـﺎن اﳌـﻠـﻚ اﳌﻈﻔﺮ ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺣﻤﺎة »دﻻﻻت وﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮة؛ ﻛﻮﻧﻬﺎ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺼﺖ اﻟﻨﻈﺎم وﺷﻘﺖ ﻋﺼﺎ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺒﻜﺮ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻷﺳﺪ. إذ ﻧﺎﻟﺖ ﻣﺒﻜﺮا ﻧﺼﻴﺒﻬﺎ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﺪﻣـﻴـﺮ واﳌـــﺠـــﺎزر وﻣـــﻦ ﺛــﻢ اﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﻹﻫﻤﺎل، ﻟﻜﻦ اﻟﻼﻓﺖ وﻣﻨﺬ اﻧـﺪﻻع اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﺎم ١١٠٢، أﺑﺪى اﻟﻨﻈﺎم ﺣﺮﺻﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺣﻤﺎة ﻣﺮة أﺧﺮى، ﻣـــﻊ أﻧــﻬــﺎ ﺷــﻬــﺪت أﻛــﺒــﺮ ﻣــﻈــﺎﻫــﺮات ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺿـــﺪه، واﻛــﺘــﻔــﻰ ﺑــﺎﻻﻋــﺘــﻘــﺎﻻت واﻻﻏــﺘــﻴــﺎﻻت ﻟﻘﻤﻊ اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﺗﺸﺘﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ دون اﻟﻠﺠﻮء إﻟــﻰ اﻟﻘﺼﻒ اﻟـﺠـﻮي واﳌﺪﻓﻌﻲ اﻟــﺬي ﻃﺒﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﳌﻨﺎﻃﻖ واﳌﺪن اﻟﺜﺎﺋﺮة«.
وﻗـــــﺎﻟـــــﺖ ﻣـــــﺼـــــﺎدر أﻫـــﻠـــﻴــــﺔ ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــﻂ« إن اﻟـﺨـﺪﻣـﺎت ﻓـﻲ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﺷﻬﺪت ﺗــﺤــﺴــﻨــﺎ ﻣــﻠــﺤــﻮﻇــﺎ ﺧــــﻼل ﺷــﻬــﺮ رﻣـــﻀـــﺎن، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ ﺗﻘﻨﲔ اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء، ﺣﻴﺚ ﺗﺮاﺟﻌﺖ واﻧﺘﻈﻤﺖ ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ واﺿـﺢ ﺛـــــﻼث ﺳــــﺎﻋــــﺎت اﻧـــﻘـــﻄـــﺎع وﺛـــــــﻼث ﺳـــﺎﻋـــﺎت وﺻــــﻞ، وذﻟــــﻚ ﺑــﻌــﺪ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ﺳــﻨــﺘــﲔ ﻋﻠﻰ ﻓﻮﺿﻰ اﻟﺘﻘﻨﲔ وﺗﻮاﺻﻞ اﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ ﻟﻨﺤﻮ ﻋﺸﺮ ﺳـﺎﻋـﺎت ووﺻـﻠـﻬـﺎ ﻟﺴﺎﻋﺔ أو أﻗــﻞ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ. ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﻌﺸﺮ اﻷﺧﻴﺮة ﻣﻦ رﻣﻀﺎن ﺗﻜﺜﻒ ﻧﺸﺎط اﳌﺤﺎﻓﻆ واﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع وﻗﻴﺎﻣﻬﻢ ﺑﺠﻮﻻت اﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳــﻮاق، وﺟـﺎء ذﻟﻚ ﺑﻌﺪ زﻳﺎرة ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻨﻈﺎم إﻟﻰ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣــﻤــﺎة وﺣـــﺾ رﺟــــﺎل اﻷﻋـــﻤـــﺎل ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻘـﻴـﺎم ﺑــﻤــﺸــﺮوﻋــﺎت اﺳـﺘـﺜـﻤـﺎرﻳـﺔ ﻟــﺪﻓــﻊ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﳌﻌﻄﻞ. ﻛﻤﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺰﻳﺎرة ﺑﻌﺪ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻘﺪم ﺑــﺎﺗــﺠــﺎه اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ ﺑــﻬــﺪف اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ. وﺑــﺎﺗــﺖ اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﺑﻀﻊ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم واﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﳌـﺮادﻓـﺔ ﻣﻦ إﺟﺒﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ وﺳــﻂ ﻣـﺴـﺎﻧـﺪة ﻣـﻦ اﻟﻄﻴﺮان اﻟﺮوﺳﻲ.
وﻛﺎن اﻟﻨﻈﺎم أﻋﺎد وﺿﻊ ﺗﻤﺜﺎل ﻟﺤﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﻓﻲ وﺳﻂ ﺣﻤﺎة ﺑﻌﺪﻣﺎ أزﻳﻞ ﻟﺴﻨﻮات ﺑﻌﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ. وﺷﻬﺪت ﺣﻤﺎة ﻓﻲ ١١٠٢ أﻛﺒﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮة ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺿﻤﺖ ﻣﺌﺎت آﻻف اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﻟﺴﻠﻤﻴﲔ.
اﻟﻨﻈﺎم أﻋﺎد وﺿﻊ ﲤﺜﺎل ﳊﺎﻓﻆ اﻷﺳﺪ ﰲ وﺳﻂ ﺣﻤﺎة ﺑﻌﺪﻣﺎ أزﻳﻞ ﻟﺴﻨﻮات ﺑﻌﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ