درﻳﺎن: ﻧﺤﻦ واﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺟﺴﺪ واﺣﺪ... واﳌﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﺧﻂ أﺣﻤﺮ
ﻣﻔﱵ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺤﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺣﺪة ﰲ وﺟﻪ ﺗﺪﺧﻼت اﳋﺎرج
أﻛــــــﺪ ﻣــﻔــﺘــﻲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ درﻳـﺎن أن »اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻊ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺮاء واﻟــﻀــﺮاء واﻟﻌﺴﺮ واﻟﻴﺴﺮ«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﻬﻤﻬﻢ أﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﻛـــﻤـــﺎ ﻳـــﻬـــﻤـــﻬـــﻢ أﻣــﻨــﻬــﻢ »ﻓـــﻨـــﺤـــﻦ ﻓــــﻲ اﳌـــﺼـــﻴـــﺮ ﺳــــــﻮاء، وﺟﺴﺪ واﺣـﺪ، إذا اﺷﺘﻜﻰ ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪاﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺤﻤﻰ واﻟﺴﻬﺮ«.
واﻋﺘﺒﺮ درﻳﺎن ﺧﻼل ﺧﻄﺒﺔ ﻋـﻴـﺪ اﻟـﻔـﻄـﺮ اﳌــﺒــﺎرك ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ اﻷﻣﲔ ﻓﻲ وﺳﻂ ﺑﻴﺮوت أن »اﳌــﺸــﻜـﻼت ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻓــﻲ ﻋـﺪة ﺑـــﻠـــﺪان ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ، وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ ﻓﻲ اﻟــــﺠــــﻮار اﻟـــــﺴـــــﻮري، ﺛــــﻢ ﻫــﻨــﺎك اﻟــﻮﺑــﺎء اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ اﻟـــﺬي ﻧﺰل ﺑﻔﻠﺴﻄﲔ، اﻟــﺬي ﻳـــﺰداد ﻗﺴﻮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ وﻋﻠﻰ ﺟﻮاره اﻟﻌﺮﺑﻲ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻻ ﻣﺨﺮج ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷزﻣﺎت إﻻ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ واﻟﺒﺼﻴﺮة، ﻓﻲ وﺣﺪة اﻟـــﻜـــﻠـــﻤـــﺔ واﻟـــــﺼـــــﻒ، ﻓـــــﻲ وﺟـــﻪ اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟﻄﻐﻴﺎن واﻹرﻫـــــﺎب ﺑــﺎﻟــﺪواﺧــﻞ ﻓــﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﻀﻄﺮﺑﺔ«.
وأﺿــــــﺎف: »وﺣـــــﺪة اﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﺼﻒ، ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ اﻟﻌﺮب اﻟﻜﺒﺎر ﻓﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻣــﺼــﺮ، وﻛـــﻞ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻦ أﺟـﻞ اﻻﺳﺘﻘﺮار، وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺘﻄﺮف واﻹرﻫﺎب«.
وﺷﺪد درﻳﺎن ﻋﻠﻰ أن »أﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺤﺮام ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﳌﻜﺮﻣﺔ وأﻣﻦ اﳌﺴﺠﺪ اﻟﻨﺒﻮي اﻟﺸﺮﻳﻒ ﻓــﻲ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﳌـــﻨـــﻮرة، ﻫــﻮ ﺧــﻂ أﺣــﻤــﺮ، ﻻ ﻧــﺮﺿــﻰ أن ﻳﺘﺨﻄﺎه أﺣــــــﺪ، أو أن ﻳــــﺰﻋــــﺰع أﻣــﻨــﻬــﻤــﺎ واﺳــﺘــﻘــﺮارﻫــﻤــﺎ أﺣــــﺪ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟـــﻰ أن »ﻣـــﺎ ﺟـــﺮى اﻟـﺴـﺒـﺖ ﻣﻦ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﻓــﺎﺷــﻠــﺔ، ﻻﺳــﺘــﻬــﺪاف اﻟـــــﺤـــــﺮم اﳌـــﻜـــﻲ اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻒ، ﻫـﻮ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻧﻜﺮاء وﻏﻴﺮ ﻋﺎدﻳﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ أم اﻟﺠﺮاﺋﻢ، وﻣﻦ ﻗﺎم ﺑﻬﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺸﻨﻴﻊ، أو ﺣﺮض ﻋﻠﻴﻪ، إﻧﻤﺎ ارﺗﻜﺐ أﻛﺒﺮ اﳌﺤﺮﻣﺎت«.
وﻧــــــــﻮه ﺑــــ»اﻟـــﺠـــﻬـــﻮد اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺎم ﺑﻬﺎ اﳌﺴﺆﻟﻮن ﻓـﻲ اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻳـﻘـﻮﻣـﻮن ﺑـﻬـﺎ، وﻋـﻠـﻰ رأﺳﻬﻢ ﺧـــــــﺎدم اﻟـــﺤـــﺮﻣـــﲔ اﻟــﺸــﺮﻳــﻔــﲔ، ووﻟـــــﻲ ﻋـــﻬـــﺪه اﻷﻣــــــﲔ، ﻟـﻜـﺸـﻒ ﻫـــﺆﻻء اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﲔ اﳌـﺠـﺮﻣـﲔ، واﻟﻀﺮب ﻋﻠﻰ أﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻋﺒﺮة ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺎول أن ﻳﻤﺲ أﻣﻦ اﳌﻤﻠﻜﺔ واﺳﺘﻘﺮارﻫﺎ«.
وﺗـــــﻨـــــﺎول درﻳــــــــﺎن اﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ اﻟﺪاﺧﻠﻲ، ﻣﺘﺤﺪﺛﺎ ﻋﻦ »ﻇــﻮاﻫــﺮ إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ« ﺑﻌﺪ إﻗــﺮار ﻗﺎﻧﻮن ﻟﻼﻧﺘﺨﺎب. وﻗﺎل: »اﳌﻬﻢ ﻓﻴﻪ أﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ أﺟﻮاء ﺗﻮاﻓﻖ وﻃﻨﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ«. واﻋﺘﺒﺮ أن اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺘﺸﺎوري اﻟﺬي ﻋﻘﺪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺮ اﻟﺠﻤﻬﻮري »إﻳﺠﺎﺑﻲ« أﻳﻀﴼ.
وأﺿــــــﺎف: »ﻫـــﻨـــﺎك ﻗـﻀـﺎﻳـﺎ وﻃﻨﻴﺔ واﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺳـــــﻴـــــﺎﺳـــــﻴـــــﺔ ﺗــــــﺄﺧــــــﺮ ﻛـــﺜـــﻴـــﺮﴽ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ. ﻓﻠﻴﻜﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟــﺘــﺸــﺎوري ﻣـﺘـﻮاﺻـﻼ ودورﻳـــﴼ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺒﺎب أﻳﻀﴼ، وﺑﺨﺎﺻﺔ، أن اﻷزﻣــﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺻـﺎرت ﺧﺎﻧﻘﺔ«.
وﺣـــــﺬر اﳌــﻔــﺘــﻲ درﻳــــــﺎن ﻣﻦ »ﺗــﻔــﻠــﺖ اﻟـــﺴـــﻼح اﳌــﻨــﺘــﺸــﺮ ﻓـﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ«، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن »ﻋـﺪد اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻗﺪ زاد وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻘﻄﻮن ﻓﻲ ﺣـــــﻮادث ﻓــﺮدﻳــﺔ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺒــﺮرة«، ودﻋــﺎ ﻟﻀﺒﻄﻪ »واﻟــﻀــﺮب ﺑﻴﺪ ﻣــﻦ ﺣــﺪﻳــﺪ، ﻟـﻜـﻞ ﻣــﻦ ﺗــﺴــﻮل ﻟﻪ ﻧﻔﺴﻪ أن ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻼح ﻓــــﻲ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻮﻗــﻌــﻪ اﻟــــــﺬي وﺟــﺪ ﻟـــﻪ«. وأﺿــــﺎف: »اﻷﻣــــﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺑﺴﻂ اﻟﺪوﻟﺔ ﺳﻴﺎدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﳌﻨﻊ ﻫﺬا اﻟﺴﻼح، وﺿﺒﻂ اﻟﻔﻠﺘﺎن اﻷﻣﻨﻲ اﳌﺘﻨﻘﻞ ﺑﲔ ﻣﻨﻄﻘﺔ وأﺧﺮى«.
أﻣــــــــــــﺎ ﻣـــــﻔـــــﺘـــــﻲ ﻃـــــﺮاﺑـــــﻠـــــﺲ واﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﺸﻌﺎر، ﻓــﺤــﺬر ﻓــﻲ ﺧـﻄـﺒـﺔ ﻋــﻴــﺪ اﻟﻔﻄﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﳌﻨﺼﻮري اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓــــﻲ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﻃـــﺮاﺑـــﻠـــﺲ ﺷــﻤــﺎل ﻟﺒﻨﺎن ﻣـﻦ »اﻟـﺨـﻄـﺎب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ اﻟﻐﺮاﺋﺰي اﳌﺬﻫﺒﻲ اﻟـﺬي ﻳﻌﻴﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﻮﻃﻦ إﻟﻰ أﻳﺎم ﺳﻮداء... إﻟــﻰ أﻳــﺎم ﻻ ﺗــﺴــﺮ«، ﻣﻌﺘﺒﺮا أن »ﻗـــﻮاﻧـــﲔ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎب ﻻ ﺗـﺼـﺎغ أﺑﺪا ﺑﺬاك اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻐﺮاﺋﺰي أو اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ أو اﳌﺬﻫﺒﻲ، واﻟﺪوﻟﺔ ﻻ ﺗــﻘــﻮم واﻟـــﻜـــﻴـــﺎن ﻻ ﻳــﻘــﺎم إﻻ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﺪﺳﺘﻮر، وﺑﺎﳌﺤﺒﺔ واﻟﻘﻴﻢ واﻟﻮﺣﺪة واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ«.
وأﺿـــــــﺎف: »اﻟـــﺪﻟـــﻴـــﻞ اﻷول ﻟــــﺤــــﻔــــﻆ ﺣـــــــﻖ اﻵﺧــــــــﺮﻳــــــــﻦ ﻫــﻮ اﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮر وﻟـــﻴـــﺲ ﻏـــﻴـــﺮه، أﻣــﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺐ واﳌﺆﺗﻤﺮات، وذاك اﻷﺳـــــﻠـــــﻮب اﻟـــــــﺬي ﻳــﺘــﻔــﺠــﺮ ﻛــﻞ ﻳــﻮم ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﺎت اﻟﺨﻄﺎب اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ واﻟﻐﺮاﺋﺰي واﳌﺬﻫﺒﻲ، ﻓــﻼ ﻳﺒﺸﺮ ﻟـﺒـﻨـﺎن ﺑـﺤـﺎﺿـﺮ وﻻ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ آﻣـــﻦ«، ﻣــﺸــﺪدا ﻋﻠﻰ وﺟـــــﻮب أن »ﻳــﻤــﺘــﻨــﻊ اﻟـﺠـﻤـﻴـﻊ وأن ﻳﻌﻮدوا إﻟﻰ ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ وإﻟﻰ ﺗـﺮﺑـﻴـﺘـﻬـﻢ اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ واﻟـﺒـﻴـﺘـﻴـﺔ، ﻷن اﻹﻧـــــﺴـــــﺎن أﺧــــــﻮ اﻹﻧــــﺴــــﺎن واﻻﻋــــــﺘــــــﺮاف ﺑــــﺎﻵﺧــــﺮ ﻳـﻨـﺒـﻐـﻲ أن ﻳــﻘــﺘــﺮن ﻣـــﻊ ﺣــﻔــﻆ ﺣــﻘــﻮﻗــﻪ وﺣــــﺮﻣــــﺎﺗــــﻪ، ﻓــــﻼ ﻳــــﺠــــﻮز ﻋـﻠـﻰ اﻹﻃـــــــﻼق أﻳـــــﺎ ﻛـــــﺎن اﻟــﺴــﺒــﺐ أن ﻳﺘﺠﻤﺪ اﻟﻌﻘﻞ وﺗﺘﺤﺮك اﻟﻐﺮاﺋﺰ واﻷﺣﺎﺳﻴﺲ«.