ﺗﺮاﺟﻊ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﺌﺎت اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﲔ
ﺟﺮاء اﻧﻬﻴﺎر أرﺿﻲ ﻫﻮ اﻷﺳﻮأ ﻣﻨﺬ ٨٠٠٢
واﺻــــــــــﻞ اﳌـــــﺴـــــﻌـــــﻔـــــﻮن، أﻣــــــﺲ، ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺒـﺤـﺚ ﺑــﲔ اﻷﻧــﻘــﺎض ﻣﻊ ﺗﺮاﺟﻊ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺟﲔ ﺑﲔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺨﺺ ﻓﻘﺪوا ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺷﻴﻨﻤﻮ، اﻟﺘﻲ ﻃﻤﺮﻫﺎ اﻧﻬﻴﺎر أرﺿﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺼﲔ.
واﻧﺘﺸﻞ اﳌﺴﻌﻔﻮن ٥١ ﺟﺜﺔ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻃﻨﺎن ﻣﻦ اﻟﺤﻄﺎم اﻧﻬﺎرت ﻋﻠﻰ ٢٦ ﻣﻨﺰﻻ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻟﺒﻠﺪة اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ، اﻟـــﻘـــﺮﻳـــﺒـــﺔ ﻣـــــﻦ ﻧـــﻬـــﺮ ﻓـــــﻲ ﻣــﻘــﺎﻃــﻌــﺔ ﺳﻴﺘﺸﻮان. وﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻧﺎﺟﲔ ﻓـﻘـﻂ، ﻫـﻢ زوﺟـــﺎن وﻃﻔﻠﻬﻤﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺷﻬﺮا واﺣﺪا، ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر ﺳﻔﺢ ﻣﻦ اﻟﺠﺒﻞ ﺑﺴﺒﺐ أﻣﻄﺎر ﻏﺰﻳﺮة اﻟﺴﺒﺖ.
وﻣﺎ زال ٨١١ ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻓـﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﺣﻴﺚ وﻗـﻌـﺖ اﻟﻜﺎرﺛﺔ. وﺣـــﺬرت وﻛـﺎﻟـﺔ »اﻟـﺼـﲔ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﻟﻸﻧﺒﺎء )ﺷﻴﻨﺨﻮا( ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ وﺻﻠﻮا إﻟﻰ اﳌﻮﻗﻊ ﺑﺄن ﻓﺮص اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺟﲔ »ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺟﺪا«.
وروى ﻛﻴﺎو داﺷﻲ، واﻟﺪ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﻨﺎﺟﻲ، أﻧـﻪ اﺳﺘﻴﻘﻆ ﺑﻌﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟــﺨــﺎﻣــﺴــﺔ ﻓــﺠــﺮا ﻟــﻼﻫــﺘــﻤــﺎم ﺑﻄﻔﻠﻪ ﺣــﲔ ﺳـﻤـﻊ »ﺻــﻮﺗــﺎ ﻫــﺎﺋــﻼ«. وﻗــﺎل ﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن »ﺳﻲ ﺳﻲ ﺗﻲ ﻓﻲ« اﻟﻌﺎم: »ارﺗــﺞ اﳌـﻨـﺰل، وﺟﺮﻓﻨﺎ )اﻻﻧـﻬـﻴـﺎر(، ﺳﻘﻄﺖ ﺻﺨﻮر ﻓﻲ ﺻﺎﻟﻮن ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ. ﺗﺴﻠﻘﻨﺎ أﻧﺎ وزوﺟﺘﻲ ﺣﺎﻣﻠﲔ ﻃﻔﻠﻨﺎ وﺧـــﺮﺟـــﻨـــﺎ« ﻣــــﻦ اﳌــــﻨــــﺰل. وأﺿــــــﺎف: »أﺻـــﺒـــﺖ ﺑـــﺠـــﺮوح ﺳــﻄــﺤــﻴــﺔ. إﻧـﻨـﻲ ﺑــﺨــﻴــﺮ ﺑـــﺼـــﻮرة ﻋـــﺎﻣـــﺔ. ﻟــﻜــﻦ اﻷﻣـــﺮ ﺻــــﻌــــﺐ ﻧـــﻔـــﺴـــﻴـــﺎ. ﻃــــﻤــــﺮت اﻟـــﻘـــﺮﻳـــﺔ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ، ﻣﻊ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﺎﺋﻼت«.
وﻋـــﻤـــﻠـــﺖ ﻧـــﺤـــﻮ ﺳــــﺖ ﺟـــﺮاﻓـــﺎت أﻣــــــــﺲ ﻹزاﻟــــــــــــﺔ اﻟـــــﺤـــــﻄـــــﺎم واﻟـــﻜـــﺘـــﻞ اﻟـــﺼـــﺨـــﺮﻳـــﺔ، ﺑـــﻌـــﺪﻣـــﺎ أﻣـــﻀـــﺖ ﻓـــﺮق اﻹﻏـــﺎﺛـــﺔ اﻟــﻠــﻴــﻞ ﺑــﻜــﺎﻣــﻠــﻪ ﺗـﺒـﺤـﺚ ﻋﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ، ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺔ ﺑﻜﻼب ﻣﺪرﺑﺔ، ﺑـﺤـﺴـﺐ ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ ﺑـﺜـﻬـﺎ اﻟـﺘـﻠـﻔـﺰﻳـﻮن اﻟﺮﺳﻤﻲ. وﻳﺸﺎرك ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﻣﺴﻌﻒ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت، وﻓﻖ »اﻟﺼﲔ اﻟﺠﺪﻳﺪة«. وﺳﺪت اﻟﻜﺘﻞ اﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻣــﺠــﺮى ﻧــﻬــﺮ، وﻗـﻄـﻌـﺖ ﻃـﺮﻳـﻘـﺎ ﻋﻠﻰ ﻃــﻮل ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﻳﻦ ﻓـﻲ ﻫــﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟـــﻨـــﺎﺋـــﻴـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﺼــﻌــﺐ اﻟـــﻮﺻـــﻮل إﻟﻴﻬﺎ. وأﻇﻬﺮت ﻟﻘﻄﺎت ﺟﻮﻳﺔ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺘﻮارﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ، واﻟﻨﻬﺮ ﻣﺠﺮد ﺑﻘﻌﺔ رﻣﺎدﻳﺔ ﻏﻄﺘﻬﺎ اﻟﺼﺨﻮر.
وروت ﻳـــﺎﻧـــﻎ ﻛــﺎﻧــﻐــﻮﻳــﻦ اﻟــﺘــﻲ ﺗـــﺰرع اﻟـﺒـﻄـﺎﻃـﺲ واﻟــــﺬرة ﻓــﻲ ﻗﺮﻳﺔ دﻳــﺸــﻲ ﻓــــﻮق ﺷـﻴـﻨـﻤـﻮ أﻧــﻬــﺎ ﺗـﻌـﺮف ﺟــﻤــﻴــﻊ ﺳـــﻜـــﺎن اﻟـــﻘـــﺮﻳـــﺔ اﳌـــﻄـــﻤـــﻮرة. وﻗـــﺎﻟـــﺖ اﳌـــــﺮأة اﻷرﺑــﻌــﻴــﻨــﻴــﺔ ﻟــﻮﻛــﺎﻟــﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: »ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﻧﺘﺨﻴﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻛﻬﺬا ﻳﺤﺼﻞ، واﻟﻨﺎس ﻧﺎﺋﻤﻮن ﺑﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻓﻲ أﺳﺮﺗﻬﻢ. ﻫﺬا ﻣﺮوع. ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻌﻮا اﻷﻣﺮ«. وﺗﺎﺑﻌﺖ: »ﻓﻘﺪت اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺠﻤﻴﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻲ ﻫــﻨــﺎك. ذﻫــﺐ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮون ﻣـﻨـﺎ ﻟـﺮؤﻳـﺔ اﳌﺸﻬﺪ. ﻛﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻧﺒﻜﻲ وﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻣﺤﻄﻤﺔ«.
وأوﺿــﺤــﺖ أن ﺳــﻜــﺎن ﺷﻴﻨﻤﻮ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺰارﻋﲔ، وﺑﻌﻀﻬﻢ أﻗﺎم ﻧﺰﻻ ﻟﻠﺴﻴﺎح. وأﻋﻠﻦ ﺗﺸﻮ ﺟﻴﻮان ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺣﺎﻛﻢ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ أن ٢٤١ ﺳﺎﺋﺤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أﻧﻬﻢ ﻧــﺠــﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣــﻦ اﻻﻧــﻬــﻴــﺎر. ودﻋــﺎ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺷــﻲ ﺟﻴﻨﺒﻴﻨﻎ اﳌﺴﻌﻔﲔ إﻟﻰ »ﺑـﺬل أﻗﺼﻰ اﻟﺠﻬﻮد« ﻟﻠﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﻧــﺎﺟــﲔ، وﺗــﻔــﺎدي وﻗـــﻮع ﻣﺂس أﺧﺮى.
وذﻛﺮت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﲔ اﻟﺠﺪﻳﺪة أﻧـــــﻪ ﻳـــﺠـــﺮي إﺟــــــﻼء ﻣـــﺎﺋـــﺔ ﺷـﺨـﺺ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻗــﺮب ﻣﻮﻗﻊ اﻟـﻜـﺎرﺛـﺔ. وﻗـﺎل أﺣـــﺪ اﳌــﺴــﺆوﻟــﲔ اﳌـﻜـﻠـﻔـﲔ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻏــﺎﺛــﺔ واﻧـــﻎ ﻳﻮﻧﻐﺒﻮ »إﻧـــﻪ أﺧﻄﺮ اﻧﺰﻻق ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ ﻣﻨﺬ زﻟﺰال وﻳﻨﺸﻮان« اﻟــﺬي أوﻗــﻊ ٧٨ أﻟــﻒ ﻗﺘﻴﻞ ﻓـﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٨٠٠٢.
وﺗـﺘـﻜـﺮر اﻻﻧــﻬــﻴــﺎرات اﻷرﺿــﻴــﺔ ﻓــــﻲ اﳌـــﻨـــﺎﻃـــﻖ اﻟـــﺮﻳـــﻔـــﻴـــﺔ واﻟــﺠــﺒــﻠــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺼــﲔ، وﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﻮاﺳـﻢ اﻷﻣﻄﺎر اﻟﻐﺰﻳﺮة. وﻗﺘﻞ ٢١ ﺷﺨﺼﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ(، ﺑﻌﺪ أن اﺟﺘﺎح اﻧﺰﻻق ﻟﻠﺘﺮﺑﺔ ﻓﻨﺪﻗﺎ ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺧـﻮﺑـﻲ )وﺳـــﻂ(. وﻓﻲ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول(، ﺗﺴﺒﺒﺖ اﻧـــﺰﻻﻗـــﺎت ﻟـﻠـﺘـﺮﺑـﺔ ﻓــﻲ ﺷـــﺮق اﻟـﺒـﻼد ﺟﺮاء أﻣﻄﺎر ﻏﺰﻳﺮة راﻓﻘﺖ اﻹﻋﺼﺎر ﻣﻴﻐﻲ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ أﺷﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ وﺑﺄﺿﺮار ﻓﺎدﺣﺔ.
وﻓــﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻷول( ٥١٠٢، أدى اﻧﺰﻻق ﺗﺮﺑﺔ ﻗﺮب ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷـــﻴـــﻨـــﺰ )ﺟــــــﻨــــــﻮب( إﻟـــــــﻰ ﻣـــﻘـــﺘـــﻞ ٣٧ ﺷﺨﺼﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ. وﻳﺒﻘﻰ اﻧـﺰﻻق اﻟــﺘــﺮﺑــﺔ اﻟـــﺬي وﻗـــﻊ ﻓــﻲ ١٩٩١ وأدى إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ ٦١٢ ﺷﺨﺼﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻳﻮﻧﺎن ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ اﻟﺒﻼد ﺑﲔ اﻷﻛﺜﺮ ﻓﺪاﺣﺔ.