أوديمار بيغيه و»آرت بازل«... علاقة بدأت منذ ٥ سنوات بفنية عمرها أكثر من قرن
< »لا نــريــدهــم أن يــروجــوا لـنـا بــل نمنحهم مـطـلـق الـحـريـة للتعبير عـن رؤيـتـهـم الفنية من دون أي تدخل منا«، هذا ما قالته جــاســمــين أوديــــمــــار عـــن دخـــول »أوديـمـار بيغيه« مـعـارض الفن الثلاثة: »آرت بازل« و»آرت هونغ كونغ« و»آرت ميامي بيتش« منذ خمس سنوات.
فـــالـــهـــدف كــمــا تـــؤكـــد لـيـس للترويج لمنتجاتها، بل العكس تــــمــــامــــاً. إنـــــــه عــــلاقــــة طــبــيــعــيــة وعضوية، لأن ساعة يد مصنوعة بحرفية عالية تـرقـى فـي الكثير من الأحـيـان إلـى مصاف التحف الفنية.
مـــــن هـــــــذا المــــنــــظــــور عـــقـــدت الـشـركـة الـسـويـسـريـة شـراكـة مع المــــعــــارض الـــثـــلاثـــة بـــهـــدف دعــم الفنانين وتحفيزهم على إبـداع أعــمــال تـسـتـكـشـف الــصــلات بين المـمـارسـات الإبـداعـيـة المـعـاصـرة والمـيـكـانـيـكـا الُمــعــقــدة. فنظرتهم لمناظر الجبال والغابات المترامية في الجورا مهمة، لأنها من زاوية مُــخــتــلــفــة تــمــامــاً عـــن تــلــك الـتـي تعودت عليها عيون مهندسيها والعاملين فيها.
لـــــهـــــذا، ومــــنــــذ عـــــــام ٢٠١٣، تــــــحــــــرص عـــــلـــــى دعــــــــــم فـــنـــانـــين معاصرين تتوخى فيهم الـقـدرة والموهبة بتقديم كل التسهيلات والمــــســــاعــــدات لـــهـــم، مـــن دون أن تــفــرض رؤيــتــهــا عـلـيـهـم. تكتفي بــــدعــــوتــــهــــم إلــــــــى مـــعـــقـــلـــهـــا فــي »لــــوبــــراســــو« لــتــقــدمــهــم لـعـالمـهـا وتعرفهم بإرثها تاركة لهم الخيار للتعبير عن رؤيتهم على هواهم. فـي عـام ٢٠١٣ مـثـلاً، ظهرت ثمرة هذا التعاون في فن بازل بميامي بــيــتــش بــعــمــل أنـــتـــجـــه المـــصـــور البريطاني دان هولدزوورث تحت اسـم »الـفـضـول«. وفـي عـام ٢٠١٤ وفي معرض »آرت - بازل« بهونغ كونغ، كشفت عن فيلمٍ بانورامي للمصور السينمائي النمساوي كـــورت هينتشليغر. وفــي الـعـام ذاته دخلت في شراكة مع متحف »بــيــبــودي إســيــكــس«. هـــذه المــرة مـــن خــــلال عــــرض لـثـيـو جـانـسـن كان عبارة عن منحوتات حركية تـشـبـه الــحــيــوانــات تـتـغـذى على طـاقـة الـريـاح فتتحرك على طول شاطئ البحر في ميامي بيتش. فــي عــام ٢٠١٥ كــان تـعـاونـهـا مع الفنان ألكسندر جولي المقيم في جنيف. وكـان العمل جـداراً بيئياً من الطحلب الحي ترافقه تركيبات صوتية سُميَّت »البُروج الحية.« في عام ٢٠١٦، دعمت الدار معرضاً جديداً في متحف يوز بشنغهاي للفنان الصيني تشنغ ران.
أمــــا هــــذا الــــعــــام، فـتـعـاونـت لـلـمـرة الـثـانـيـة عـلـى الـتـوالـي مع المــصــمــم الـتـشـيـلـي سـبـاسـتـيـان إيـــــرازوريـــــز لـتـصـمـيـم جـنـاحـهـا الـــخـــاص فـــي مـــعـــرض فـــن بـــازل بــهــونــغ كـــونـــغ وأخــــيــــرا بـــبـــازل. مــا قــدمــه إيــــرازوريــــز كـــان لافـتـاً. اســـتـــوحـــاه مـــن غـــابـــات وجــبــال الـــــجـــــورا حـــيـــث تــــوجــــد مــعــامــل أوديــمــار بـيـغـيـه، الـتـي اختزلها في شجرة ضخمة نحتها بشكل رائع شكلها باستخدام التقنيات الـتـقـلـيـديـة والمــتــطــورة عـلـى حد ســـــواء. حـــرص عـلـى تصميمها لـتـسـتـجـيـب لــتــطــور الــفــصــول، حيث تظهر على فروعها العارية براعم. هذه البراعم فسرها الفنان بــقــولــهــا أنـــهـــا مُـــحـــاكـــاةٍ لـلـنـمـو والــتــفــكــيــر المــســتــقــبــلــي، بـيـنـمـا تمثل الجذور التقاليد والتراث. بالنسبة لأوديــمــار بـيـغـيـه، فـإن قــوة إيــرازوريــز تكمن فـي قدرته على جعل جمهوره يعيد النظر فــي أشــيــاء مــن الـحـيـاة الـيـومـيـة بتغييره وظائفها عبر مفاهيم مبتكرة ومثيرة في الوقت ذاته.
خـــــــلال المـــــعـــــرض تـــــم أيــضــاً تــقــديــم تــشــكــيــلات مـــن الـفـيـديـو لـلـفـنـان الـصـيـنـي تـشـنـغ ران في الـــــردهـــــة تــحــت عــــنــــوان »إيـــقـــاع الساعة البيولوجية.« يأخذ هذا العمل الفني المشاهدين في رحلةٍ بـصـريـة بــين المــعــالــم الـطـبـيـعـيـة والـــصـــوتـــيـــة لــتــصــل إلــــــى قـلـب صناعة الـسـاعـات، بينما تُوجه الموسيقى التصويرية الزوار إلى حيث تتشابك الأصوات الطبيعية مع نبضات الساعة الميكانيكية.
تــــــجــــــدر الإشـــــــــــــــــارة إلــــــــــى أن ســبــاســتــيــان إيــــــرازوريــــــز، مـبـدع الــشــجــرة، وُلـــــد فـــي سـانـتـيـاغـو، تشيلي عــام ١٩٧٧، وتــرعــرع في لــنــدن. وقـــد حـصـل عـلـى شـهـادة التصميم الصناعي من الجامعة البابوية الكاثوليكية في تشيلي، ودرجـــــة المـاجـسـتـيـر فــي الـفـنـون الـجـمـيـلـة مــن جـامـعـة نـيـويـورك، ويعمل حاليا كمصمم وفنان في نيويورك. في عمر ٢٨ سنة، كان الـفـنـان الـثـانـي عـلـى قـيـد الـحـيـاة الـذي عُـرِضَـت أعماله فـي مـزادات ســوذبــيــز. كــمــا عُـــرِضَـــت أعـمـالـه إلـــــى جـــانـــب أعــــمــــال المــهــنــدســين المــعــمــاريــين والمــصــمــمــين الأكــثــر شــهــرة فــي الــعــالــم عـبـر أكــثــر من أربعين معرضاً دولياً.