ساندي نور: لا أريد تقليد إيلي صعب أو أي مصمم آخر ففي السوق متسع
أزياء تنبض بالعملية والرومانسية هي أكثر ما يميز أسلوب ساندي نور. فهذه المصممة الشابة التي تخصّصت في عالم المال والأعمال لم تشأ أن تـفـوّت على نفسها فـرصـة توظيف موهبتها في تصميم الأزيـاء. منذ صغرها وهي تعشق اللعب بالأقمشة وصياغتها في أشكال مبتكرة، لهذا ما إن أتيحت لها الفرصة؛ حتى توجّهت إلى ميلانو لدراسة تصميم الأزياء في أكاديمية »مارينغوني«. تقول: »هناك شعرت بالحماس، وإذا بي أخرج كلّ ما في داخلي من شغف أحمله لهذا الفنّ«. وسرعان مــا عـــادت إلــى لـبـنـان لـكـي تـوظـف كــل مــا تعلمته وعشقته في أزياء باتت تلفت لها كثيرا من الأنظار.
فـمـنـذ عـــام ٢٠٠٦ وهـــي تـحـفـر اسـمـهـا بـطـرح تصاميمها فـي مـحـلات عالمية فـي كـل مـن فرنسا ولــنــدن. تــشــرح أنــهــا بـعـد الـتـخـرج ألــحــت عليها فـكـرة الـعـودة إلــى لبنان لإطــلاق دارهــا الخاصة، وهـو مـا حصل؛ »فقد أطلقت أول مجموعة أزيـاء جـاهـزة وشجعني نجاحها على أن أجـرب حظي فـي فساتين السهرة، ومنها انتقلت إلـى تصميم فساتين الأعراس«.
أحدث مجموعة قدّمتها ساندي نور، حملت عـنـوان »الأنـاقـة الـذكـيّـة« وتشمل مجموعة كبيرة من فساتين أعـراس يمكن لصاحبتها أن ترتديها بأشكال مختلفة حتى تكون الاستفادة أكبر، حسب رأيها. بعضها يتألف من قطعتين وبعضها الآخر من ثلاث؛ حسب ما يتيحه التصميم. المهم بالنسبة لها أن ترتديها الـعـروس وتشعر بأنها تخدمها بعمليتها وأناقتها. بمعنى أنها مناسبة لمراسم الـزفـاف بفخامتها، كـمـا لـسـهـرة الاسـتـقـبـال حين تتخلص مـن قـطـعـة مـنـهـا، فـتـبـدو كـأنـهـا فستان جديد مختلف تماما. بالنسبة لساندي نور، فإن المهم ليس الخروج عن المألوف؛ بل جمع أساليب أزيـــاء متنوعة فـي قطعة واحـــدة، وهــو أمــر ليس بـالـسـهـل؛ »إذ يـجـب أن يحمل التصميم الـتـوازن والأناقة معا«.
ورغـم أنها غالبا مـا تصمم مـا هـي »مقتنعة به« حسب رأيها، فإنها تأخذ بعين الاعتبار أيضا متطلبات المـرأة التي تتعامل معها. فهي تستمع لــهــذه الأخـــيـــرة وتـفـهـم مــا تــريــده ومـــا يـنـاسـبـهـا شخصيا، لتصوغه بـأسـلـوب مُبتكر قـد يفاجئ الـزبـونـة ويـكـون أكـثـر مـن تـوقـعـاتـهـا. لـكـن فـي كل الأحوال يحترم وجهة نظرها. تؤكد ساندي أنها لا تقلد أحدا؛ »فتصاميمي مختلفة، أبتعد فيها عن التقليدي المتوقع مثل الشكّ والتطريز، مع احترامي لأسلوب كل مصمم. ثم أنا أعرف تماما أن السوق تتّسع للجميع، وبالتالي ليس من الـضـروري أن أستنسخ تصاميم العالمي إيلي صعب مثلا لأحقق النجاح؟«.
ّ بيد أنها لا تُخفي أنها تأثرت بالمصمم العالمي فالنتينو غارافني؛ »لذلك ترينني أخاطب المـرأة من باب الأنوثة والرومانسية، إضافة إلى رغبتي في أن أطـيـل مـن عمر القطعة لتستفيد المــرأة منها لأطـول مدة ممكنة«.
في مجموعتها الأخيرة من الأزياء الراقية، يمكن أن تلمس هـذا التأثر؛ سـواء في الألـوان الباستيلية التي اعتمدتها، أو الأقمشة المترفة التي اعتمدت فيها على الحرير والأورغـانـزا والـدانـتـيـل المفضلة لـديـهـا. لكنها لا تستكين لهذا التأثر؛ فهي، كما تقول، تخزّن في ذاكرتها صورا حية من الطبيعة تُلهمها في كل الأوقات، فضلا عن أسفارها الكثيرة... »فعندما أكون في رحلة سفر أحاول أن أخزن مشاهد طبيعية لأصوغها في تصاميم فيما بعد؛ بل أحيانا كثيرة أنزوي في مقهى يزدحم بالزبائن لأتفرّج على ملامحهم وأتـفـرّس وجـوه المـارة للغرض نفسه«.
ورغم نجاحها في كل المجالات، تشتهر ساندي نـور أيضا بفساتين الـزفـاف. وليس أدل على هذا مـــن مـجـمـوعـتـهـا الــجــديــدة بـعـنـوان »الولادة الجديدة« التي تقول إنها تتميز »بتصاميم تناسب عروس اليوم ومزاجها الشبابي. فهذه الـــعـــروس لا تـقـيـم لـيـلـة الـعـمـر، كــمــا فـــي الــســابــق، فـــي قــاعــات كلاسيكية؛ بل قد تنظم عرسها عـلـى الــشــاطــئ ومـــا شــابــه من أمـاكـن تتطلب فساتين عملية بوظائف مختلفة.
وهـــذا مــا نـجـحـت فــي تحقيقه لـــهـــا. فــهــنــاك مــثــلا فــســتــان زفــــــاف مـن الــدانــتــيــل بـــتـــنـــورة واســـعـــة وطــويــلــة بكشاكش، وأخــرى مـطـرزة تتحوّلان إلى (شورت) أو تنورة القصيرة حين يستدعى المكان والزمان.«
يــذكــر أن مــشــوار سـانـدي نــــور فـــي عــالــم الأزيـــــــاء غـنـي بـمـحـطـاتـه الــعــالمــيــة، حيث شــــــاركــــــت فــــــي كـــثـــيـــر مــن المــعــارض، وتـعـمـل حاليا عـــلـــى تـــرســـيـــخ اســمــهــا بــــــافــــــتــــــتــــــاح مــــحــــلات خـــــــاصـــــــة فـــــــــي عــــــدد مــن الــــدول الـعـربـيـة والأجــنــبــيــة. فهي تـــريـــد أن تـحـقـق المـــــــــــــعـــــــــــــادلـــــــــــــة الــــصــــعــــبــــة بــين الفني والتجاري، وبين الشهرة والاستمرار، فــاقــتــصــارهــا عــلــى إقــبــال النجمات على تصاميمها لا يــكــفــي؛ بــــل يــجــب أن تصل إلى المرأة ككل.