ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﺗﺴﺘﻘﻄﺐ ﻣﺼﺎرف ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق »ﺧﻼﻓﺔ« ﻟﻨﺪن
اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ أﺷﺪه... ﻟﻜﻦ »ﺣﻲ اﳌﺎل« ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻛﻠﻤﺘﻪ اﻷﺧﲑة ﺑﻌﺪ
ﺑﺪأت ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻧﻘﺎط ﳌﺼﻠﺤﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﺳﺒﺎق ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﳌـــﺪن اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ اﳌﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺒﻨﻮك اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﳌﺘﻤﺮﻛﺰة ﻓــــﻲ ﻟــــﻨــــﺪن، واﳌـــﺘـــﻮﺟـــﺴـــﺔ ﻣــــﻦ ﻧــﺘــﺎﺋــﺞ ﻣــــﻔــــﺎوﺿــــﺎت ﺧـــــــﺮوج ﺑـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻣـﻦ اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوروﺑـــــــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺑــــﺪأت ﻫــﺬا اﻟﺸﻬﺮ وﺗﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ٩١٠٢.
ﻓﻘﺪ ﺗﻮاﻟﺖ إﻋﻼﻧﺎت ﻧﻘﻞ وﻇﺎﺋﻒ ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ ﻣـﻦ ﺣـﻲ اﳌــﺎل ﻓـﻲ ﻟﻨﺪن إﻟﻰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ ﺧﺴﺎرة اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﳌﻘﻮﻣﺎت اﳌﺮﻛﺰ اﳌﺎﻟﻲ إذا ﺳﺎرت اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻧﺤﻮ اﻧﻔﺼﺎل ﺣﺎد، ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ أن ﻳﻤﻨﻊ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻣــﻦ ﺗــﺴــﻮﻳــﻖ ﺧــﺪﻣــﺎﺗــﻬــﺎ وﻣـﻨـﺘـﺠـﺎﺗـﻬـﺎ ﻓﻲ دول اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑﺎﻟﻴﺴﺮ أو اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﻬﺎ اﻷﻣﻮر ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ.
وﺑـــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ أﻋــﻠــﻨــﻮا ﻣــﺆﺧــﺮﴽ ﻧﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل إﻟﻰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﺑﻨﻚ »دﻳـﻮا« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ، اﻟــﺬي ﻃﻠﺐ رﺧﺼﺔ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻣـﺼـﺮﻓـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ. وﻛﺎن ﺗﺴﺮب أﻳﻀﺎ أن ﺑﻨﻚ »ﻧﻮﻣﻮرا« اﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻳﻨﻮي ﻧﻘﻞ ﻋﺸﺮات اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ إﻟــﻰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت. أﻣــﺎ ﺑﻨﻚ »ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن ﺳﺎﻛﺲ« اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٥٢ ﺳـﻨـﺔ، ﻓﻘﺪ أﻋـﻠـﻦ زﻳــﺎدة ﺗﻮاﺟﺪه ﻓﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺪن أوروﺑﻴﺔ أﺧﺮى ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﺟﻼء اﳌﻮﻗﻒ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻚ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن ﻋﺪدﻫﻢ ﻧــﺤــﻮ ٦ آﻻف ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ ٠٠٢ ﻓــﻘــﻂ ﻓـﻲ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﺣﺎﻟﻴﴼ.
وﻓــﻲ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــﺎر( اﳌــﺎﺿــﻲ أﻋﻠﻦ ﺑﻨﻚ »ﺟﻲ ﺑﻲ ﻣﻮرﻏﺎن« اﳌﺘﻮاﺟﺪ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ أﻧﻪ ﺳﻴﻨﻘﻞ ﻣﺎ ﺑﲔ ٠٠٥ إﻟﻰ ٠٠٠١ وﻇﻴﻔﺔ ﻣــــﻦ ﻟـــﻨـــﺪن إﻟـــــﻰ ﻓـــﺮاﻧـــﻜـــﻔـــﻮرت ودﺑــﻠــﻦ وﻟـﻮﻛـﺴـﻤـﺒـﻮرغ، إي إﻟــﻰ ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻠﺒﻨﻚ ﺗﺮاﺧﻴﺺ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﺋﻤﺔ.
وﻗــــﺎل ﻣــﺼــﺪر ﻓــﻲ ﺑــﻨــﻚ »ﻛــﺮﻳــﺪﻳــﻪ ﺳـــــﻮﻳـــــﺲ«: »إن ﻓـــﺮاﻧـــﻜـــﻔـــﻮرت ﺗــﻌــﺰز ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ وﺗـﺘـﻘـﺪم ﻓــﻲ ﺳـﺒـﺎق ﻋــﺪد ﻣﻦ اﳌﺪن اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﻄﺎﻣﺤﺔ ﻟﺘﻜﻮن ﻣﺮﻛﺰﴽ ﻣﺎﻟﻴﴼ، ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﻘﺒﻮل اﳌﺼﺮﻓﻴﲔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻧﻮﻋﻴﺔ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗـﻨـﺎﺳـﺐ ﻋــﺎﺋــﻼت ﻫـــــﺆﻻء... ﻋـﻠـﻤـﴼ ﺑـﺄن اﻟــﺴــﺒــﺎق ﻳـﻀـﻢ أﻳــﻀــﴼ ﺑــﺎرﻳــﺲ ودﺑـﻠـﻦ وأﻣﺴﺘﺮدام وﻟﻮﻛﺴﻤﺒﻮرغ«.
وأﻛـــــــــﺪ أﺣـــــــﺪ ﻛـــــﺒـــــﺎر اﳌـــﺼـــﺮﻓـــﻴـــﲔ اﻷﺟـــــﺎﻧـــــﺐ ﻓــــﻲ ﻟــــﻨــــﺪن أﻧــــــﻪ »ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ اﻻﻧـــﺘـــﻈـــﺎر ﺣــﺘــﻰ ٩١٠٢... ﻓــﺎﻟــﺒــﻨــﻮك ﺗــﻠــﺤــﻖ اﻟـــﺮﺳـــﺎﻣـــﻴـــﻞ واﳌــــﻤــــﻮﻟــــﲔ أوﻻ ﻓﺄول. وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻃﻤﺌﻨﺎن إﻟﻰ إﻣﻜﺎن ﺗــﺠــﺎوز ﻛــﻞ اﻟـﺘـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﳌــﻌــﻘــﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻄﻞ ﺑﺮأﺳﻬﺎ ﺗﺒﺎﻋﺎ ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺒﺮﻳﻜﺴﺖ. ﻋﻠﻰ اﳌــﺼــﺎرف أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮة ﻟﻜﻞ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت؛ واﻟﺘﻲ ﻣــﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻓــﻘــﺪان ﺣــﻲ اﳌـــﺎل ﻓــﻲ ﻟﻨﺪن ﻣـﻮﻗـﻌـﻪ ﺟــﺰﺋــﻴــﴼ؛ ﻷﻧـــﻪ ﻣــﻦ اﻟـﺼـﻌـﺐ أن ﺗﻔﻘﺪ ﻟﻨﺪن ﻣﺮﻛﺰﻫﺎ اﳌﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻛﻠﻴﴼ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن اﻷﻣﺮ«.
وأﺿــــــــﺎف: »ﻛـــــﻞ ﺑــﻨــﻚ ﻳـــﺮﻏـــﺐ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﺆول دون أي اﻧﻘﻄﺎع ﻓـﻲ ﺧﺪﻣﺘﻪ ﻟــﻌــﻤــﻼﺋــﻪ، وﻟـــﻦ ﻳــﺘــﺮك أي ﺑــﻨــﻚ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﺮﺿﺔ ﻷي ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺼﻌﻴﺪ«.
وﻳﺴﺮد ﻣﺼﺮﻓﻲ أﳌﺎﻧﻲ ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ ﻧﻘﺎط ﻗــﻮة ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﻟﻬﺎ اﻟــﻔــﻮز ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺒــﺎق، وﻣـﻨـﻬـﺎ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺮواﺗﺐ واﻹﻳﺠﺎرات اﻟﺘﻲ ﻫﻲ أرﺧﺺ ﻣﻦ ﻟﻨﺪن وﺑﺎرﻳﺲ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻻ اﻟﺤﺼﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻄﻮر اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻋﻤﻮﻣﴼ واﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﺧﺼﻮﺻﴼ، واﳌـــﻮاﺻـــﻼت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺠـﻌـﻞ ﻣــﻦ ﻣـﻄـﺎر اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺮاﻧﺰﻳﺖ ووﺻﻞ ﻋﺎﳌﻴﺔ. وﻻ ﻳﺒﻌﺪ ﻫﺬا اﳌﻄﺎر ﻋﻦ ﻗﻠﺐ اﳌﺪﻳﻨﺔ إﻻ ٥١ دﻗﻴﻘﺔ ﻓﻘﻂ.
وﻓــــﻲ اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ أﻳــﻀــﴼ ﻣــﻘــﺮ اﻟـﺒـﻨـﻚ اﳌــﺮﻛــﺰي اﻷوروﺑـــــﻲ وﻫــﻴــﺌــﺎت رﻗـﺎﺑـﻴـﺔ ﻣــﺎﻟــﻴــﺔ أوروﺑــــﻴــــﺔ أﺧــــــﺮى، ﻣــﺜــﻞ ﻫﻴﺌﺔ اﻟـــــﺮﻗـــــﺎﺑـــــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــــﺘـــــﺄﻣـــــﲔ. ﻛــــﻤــــﺎ أن اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ أﻧـﺠـﻴـﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻋﺒﺮت ﺑﺼﺮاﺣﺔ ﻋـﻦ رﻏﺒﺘﻬﺎ ﻓـﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﻴﺔ اﳌﺼﺮﻓﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣــــﻦ ﻟـــﻨـــﺪن إﻟـــــﻰ ﻓـــﺮاﻧـــﻜـــﻔـــﻮرت. وﻫــــﺬه اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ ﻗــﺎﻣــﺖ ﻏـــــﺪاة اﻷزﻣــــــﺔ اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻣﻦ اﻟﻠﻮاﺋﺢ واﻟـﺮﻗـﺎﺑـﺔ اﻟﺘﺤﻮﻃﻴﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺎﻟﻲ واﳌﺼﺮﻓﻲ اﻷوروﺑﻲ. واﻟﻼﻓﺖ أن ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﻨﺎدر أن ﺗﺼﺮح ﺑﻮﺿﻮح ﻛﻬﺬا ﻓﻲ ﺷﺄن ﻟﻢ ﺗﺘﺒﻠﻮر ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻔﺎوﺿﺎت »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«.
ﻋــــﻠــــﻰ ﺻـــﻌـــﻴـــﺪ ﻣــــﺘــــﺼــــﻞ، ﻛــﺸــﻒ ﻣﺼﺪر ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ أﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮوﻳﺞ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻋﻦ ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت اﻵن ﻣـﻊ ﻧﺤﻮ ٠٢ ﻣﺼﺮﻓﴼ أﻣﻴﺮﻛﻴﴼ وروﺳــﻴــﴼ وآﺳـﻴـﻮﻳـﴼ ﻟﺠﺬﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت اﳌﺎﻟﻲ، ﻣﺘﻮﻗﻌﴼ إﻋﻼﻧﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل ﻓﻲ ﻏﻀﻮن اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ واﻷﺷﻬﺮ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.
وأﺿــــــــﺎف: »ﻧــﻌــﺘــﻤــﺪ ﻋــﻠــﻰ ﻧــﻘــﺎط ﻗـــﻮة ﻛــﺜــﻴــﺮة؛ وﻟــﻴــﺲ أﻗـﻠـﻬـﺎ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﻌـﺘـﺒـﺮﻫـﺎ اﻷﺳــــــــــــــﻮاق ﻣـــــﻮﺛـــــﻮﻗـــــﺔ ﺑــــﺎﻟــــﻨــــﻈــــﺮ إﻟــــﻰ ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ ﺧـﻼل اﻷزﻣــﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ وأزﻣـــﺔ دﻳــﻮن ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــﻴــﻮرو. ﻛﻤﺎ أن ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻣﻦ أﺷـﺪ اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـــــــــــــﻲ، وﺻـــﻨـــﻌـــﺖ ﺳــﻴــﺎﺳــﺎﺗــﻬــﺎ ﻷﳌﺎﻧﻴﺎ ﺻﻮرة إﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻫﻲ ﺻﻮرة اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﳌﺰدﻫﺮ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳌﻮﺻﻮف اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻬﺎ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ«.
وأﻛـــــﺪ اﳌـــﺼـــﺪر اﻟـــﻌـــﺎﻣـــﻞ ﻓـــﻲ ﺗـﻠـﻚ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ أن »اﺳﺘﻘﻄﺎب اﳌﺼﺎرف اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى أﻣﺮ ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴﺔ، ﻓﻬﺬه اﳌﺆﺳﺴﺎت ﻣﺆﺛﺮة ﺟﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ واﳌــﺎﻟــﻴــﺔ ﻋــﺎﳌــﻴــﴼ، وﻫــﻲ ﺗـﻮﻓـﺮ وﻇــﺎﺋــﻒ ﻣــﺎﻫــﺮة ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟـﺠـﻮدة ﻷﺷﺨﺎص ﻣﻮﻫﻮﺑﲔ وﻣﺘﻌﻠﻤﲔ ﺟﺪﴽ ﻳﻜﺴﺒﻮن ﻣﺎﻻ وﻓﻴﺮﴽ، وﻳﻨﻔﻘﻮن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻮن ﺿﺮاﺋﺐ ﻋﺎﻟﻴﺔ«.
وﺑﺤﺴﺐ أرﻗﺎم ﻣﺘﺪاوﻟﺔ اﻵن، ﻓﺈن ﻟﻨﺪن ﻗﺪ ﺗﺨﺴﺮ ﻣﺎ ﺑﲔ ٤ آﻻف إﻟﻰ ٠٣٢ أﻟــﻒ وﻇﻴﻔﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ وﻣﺼﺮﻓﻴﺔ، وذﻟـﻚ وﻓﻘﴼ ﻟﺘﻄﻮرات ﻣﻔﺎوﺿﺎت »ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ« اﻟــــﺠــــﺎرﻳــــﺔ واﳌـــﺴـــﺘـــﻤـــﺮة ﻓــــﺼــــﻮﻻ ﳌـــﺪة ﺳــﻨــﺘــﲔ. وﻓــــﻲ اﻟــﺴــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮ اﻷﺳـــــﻮأ، ﺳﻨﺸﻬﺪ ﻧــﺰوح ﻣﺌﺎت آﻻف اﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻣﻦ ﻟﻨﺪن إﻟﻰ ﻣﺪن أوروﺑﻴﺔ أﺧﺮى.
ﻓــــــﻲ اﳌـــــﻘـــــﺎﺑـــــﻞ، ﺷــــــــﺪد ﻣـــﺼـــﺮﻓـــﻲ ﺑـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ أن اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ »ﻏــﻴــﺮ ﻣﺤﺴﻮﻣﺔ ﺑﻌﺪ«، ﻷن ﺣﻲ اﳌﺎل ﻓﻲ ﻟﻨﺪن »ﻟﻪ ﻣﻤﻴﺰات ﺗﻜﺮﺳﺖ ﻓﻲ ﻣﺪى ٠٥ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺿﻴﺔ، إذ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ ﻋﻠﻰ أي ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ أوروﺑــﻴــﺔ أن ﺗـﺤـﻞ ﻣـﺤـﻞ ﻟﻨﺪن ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ. وﻟﺪى ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ أوراق ﻟــﻢ ﺗﻜﺸﻔﻬﺎ ﺑـﻌـﺪ ﺗﺨﻮﻟﻬﺎ اﻟـﺘـﻔـﺎوض ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺧﺎص ﳌﺮﻛﺰﻫﺎ اﳌﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺑﺮﻳﻜﺴﺖ«.
وﻓــــــــــﻲ ﻫــــــــــﺬا اﻟــــــﺴــــــﺒــــــﺎق أﻳـــــﻀـــــﴼ، ﺗـــﺘـــﻌـــﲔ اﻹﺷــــــــــــﺎرة إﻟـــــــﻰ دﺑــــﻠــــﻦ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﺤـــﺎول اﻟـــﻔـــﻮز ﺑــﺎﻟــﻐــﻨــﻴــﻤــﺔ اﺳــﺘــﻨــﺎدﴽ إﻟــــــﻰ أﻧـــﻐـــﻠـــﻮﺳـــﺎﻛـــﺴـــﻮﻧـــﻴـــﺔ ﻳــﻔــﻀــﻠــﻬــﺎ اﳌﺼﺮﻓﻴﻮن، واﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﳌــﻨــﺨــﻔــﻀــﺔ ﺟــــــﺪﴽ ﻓــــﻲ آﻳــــﺮﻟــــﻨــــﺪا. أﻣـــﺎ أﻣـــﺴـــﺘـــﺮدام ﻓـﺘـﺘـﻤـﺘـﻊ ﺑــﺄﻓــﻀــﻞ »ﻣــﻨــﺎخ ﻗـــــــﺎﻧـــــــﻮﻧـــــــﻲ«، ﺣـــــﻴـــــﺚ اﻟــــﺘــــﺸــــﺮﻳــــﻌــــﺎت اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ اﻷﺳــﻬــﻞ واﻷوﺿـــــﺢ أوروﺑــﻴــﴼ، وﻟــﻮﻛــﺴــﻤــﺒــﻮرغ ﺗــﻠــﻌــﺐ ورﻗــــــﺔ اﳌــﺮﻛــﺰ اﳌﺎﻟﻲ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻬﻴﻼت إﺟﺮاﺋﻴﺔ وﻗـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ وﻣـﺎﻟـﻴـﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻫــﻲ أﻗــﺮب ﻟﻠﺠﻨﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ إﻟــﻰ اﻟــﺪول اﻟﻌﺎدﻳﺔ.
أﻣــﺎ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻓـﺘـﺤـﺎول أﻳـﻀـﴼ ﺑﻜﻞ ﻗـــﻮﺗـــﻬـــﺎ، وﻟــــﺬﻟــــﻚ ﻳـــﻘـــﻮم ﺣــﺎﻟــﻴــﴼ وزﻳــــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ ﺑــﺮوﻧــﻮ ﻟــﻮ ﻣﻴﺮ ﺑــــﺰﻳــــﺎرة إﻟــــﻰ ﻧـــﻴـــﻮﻳـــﻮرك ﻟــﻠــﻘــﺎء ﻛــﺒــﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻲ اﻟﺒﻨﻮك واﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ؛ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﻟــﻬــﺎ اﻟـﻜـﻠـﻤـﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا اﳌــﺠــﺎل ﻷﻧــﻬــﺎ اﻷﻛـﺒـﺮ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق.
وﻗـــــﺎل ﻣــﺼــﺮﻓــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﻲ: »ﺑــﻌــﺪ اﻧـﺘـﺨـﺎب إﻳـﻤـﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻣــﺎﻛــﺮون رﺋﻴﺴﴼ، ﻓـــــﺈن ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﺗــﺘــﻤــﺘــﻊ اﻵن ﺑــﺠــﺎذﺑــﻴــﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺳﺘﺤﺎول اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻟﺠﺪب اﳌـﺼـﺎرف اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻨﺪن، ﻟﻜﻦ ﻻ إﻋﻼﻧﺎت واﺿﺤﺔ ﺑﻬﺬا اﻻﺗﺠﺎه اﻵن إﻻ ﻣﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻨﻪ ﻣﺼﺮف إﺗـﺶ أس ﺑﻲ ﺳﻲ ﻟﻨﻘﻞ ٠٠٠١ وﻇﻴﻔﺔ إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ، ﻣﻘﺎﺑﻞ إﻋﻼﻧﺎت أﻛﺒﺮ ﻛﻤﴼ وﻧﻮﻋﴼ ﺣﻈﻴﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت«.