ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »دي« واﻷﻣﺮاض

* ﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻮاﺋﺪ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »دي« اﻟﺼﺤﻴﺔ؟

ﻓﺎﺋﺰة أ. - ﺗﺒﻮك. - ﻫﺬا ﻣﻠﺨﺺ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﻮاردة ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺘﻚ ﺣﻮل اﻟﺘﻌﻠﻴﻘﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻋﻦ ﺟﺪوى ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »دي«D ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض وﻣﺼﺎدر اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻤﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﲔ.

ﻻﺣﻈﻲ أن ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »دي« ﻫﻮ أﺣﺪ أﻧﻮاع اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬوب ﻓﻲ اﻟﺪﻫﻮن واﻟﺘﻲ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﺴﻢ ﺧﺰﻧﻬﺎ ﻓﻲ أﻧﺴﺠﺘﻪ، واﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺬوب ﻓﻲ اﻟﺪﻫﻮن ﻫﻲ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ إﻳﻪ A وﻓﻴﺘﺎﻣﲔ ﻛﻴﻪ K وﻓﻴﺘﺎﻣﲔ إي E وﻓﻴﺘﺎﻣﲔ ديD، وﺑﻘﻴﺔ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت ﺗــﺬوب ﻓﻲ اﳌــﺎء وﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺠﺴﻢ ﺧﺰﻧﻬﺎ ﺑﻞ ﻳﺤﺘﺎج ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﻐﺬاء ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ.

ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ »دي« أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻧﺴﻴﺞ ﻋﻈﻤﻲ ﻗﻮي ﻃــﻮال اﻟﻌﻤﺮ، وذﻟــﻚ ﻋﺒﺮ ﻋـﺪة آﻟﻴﺎت ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﺸﻴﻂ اﻣﺘﺼﺎص اﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮم ﻓﻲ اﻷﻣﻌﺎء، وﻫﺬه ﻫﻲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻪ، وﺗﻠﻘﻲ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎف ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻋﻨﺼﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻬﺸﺎﺷﺔ اﻟﻌﻈﻢ واﻟﻜﺴﺎح. ورﻏﻢ وﺟﻮد دراﺳﺎت ﻃﺒﻴﺔ ﻋﺪة ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﺑﻌﺪد ﻣﻦ اﻷﻣــﺮاض، ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﻻ ﺗﻮﺟﺪ أدﻟﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﻮل ﺑﺄن ﺗﻠﻘﻲ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﲔ ﻳـﻘـﻲ ﻣــﻦ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﻤـﺮض اﻟﺘﺼﻠﺐ اﻟـﻠـﻮﻳـﺤـﻲ اﻟـﻌـﺼـﺒـﻲ، وﻻ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻـﺎﺑـﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮي، وﻻ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ إﻧﻘﺎص وزن اﻟﺠﺴﻢ، وﻻ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻻﻛﺘﺌﺎب، وﻻ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺴﺮﻃﺎن اﻟﻘﻮﻟﻮن أو ﺳﺮﻃﺎن اﻟﺜﺪي أو اﻟﺒﺮوﺳﺘﺎﺗﺎ أو اﻟﺒﻨﻜﺮﻳﺎس، وﻻ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ أﻣﺮاض ﺷﺮاﻳﲔ اﻟﻘﻠﺐ واﻟﺪﻣﺎغ، وﻻ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﺮف اﻟﻌﺘﻪ اﻟﻌﻘﻠﻲ.

إن أﺟـﺴـﺎم ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟـﻨـﺎس ﻗـــﺎدرة ﻋﻠﻰ إﻧـﺘـﺎج ﻣـﺎ ﻳﺤﺘﺎج اﻟﺠﺴﻢ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻌﺮض اﻟﻜﺎﻓﻲ ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ، وﻫـﺬا اﻟﺘﻌﺮض ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺳﺎﻋﺎت، ﺑﻞ ﻳﻜﻔﻲ اﻟﺘﻌﺮض ﻷﺷـﻌـﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﳌــﺪة رﺑــﻊ ﺳـﺎﻋـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻴـﻮم ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﻠﺪ ﺗﻮازي ﻣﺴﺎﺣﺔ اﻟﺠﻠﺪ اﳌﻐﻄﻲ ﻟﻸﻧﻒ. وﻟﻜﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ واﻷﺷﺨﺎص ذوي اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺪاﻛﻨﺔ واﻟﺬﻳﻦ ﻳﻀﻌﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﺪ ﻣﺴﺘﺤﻀﺮات اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ )ﺻﻦ ﺳﻜﺮﻳﻦ(، أﻗﻞ اﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ﻣﺎ ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ أﺟﺴﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي. واﻷﻏﺬﻳﺔ اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﺰوﻳﺪ اﻟﺠﺴﻢ ﺑﻔﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻫﻲ أﺳﻤﺎك اﻟﺴﻠﻤﻮن واﳌﺎﻛﺮﻳﻞ، وﻫﻨﺎك ﻛﻤﻴﺎت أﻗﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻓﻲ أﺳﻤﺎك اﻟﺘﻮﻧﺎ وﻓﻲ اﻟﺒﻴﺾ وﻛﺒﺪ اﻟﺒﻘﺮ واﻟﺤﻠﻴﺐ اﳌﻌﺰز ﺑﻔﻴﺘﺎﻣﲔ دي وﺑﻌﺾ أﻧـﻮاع اﻟﺤﺒﻮب. وﻫﻨﺎك ﺣﺒﻮب ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﻔﻴﺘﺎﻣﻴﻨﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻧﺤﻮ ٠٠٤ وﺣﺪة ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دال ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﺮص دواﺋﻲ ﻣﻨﻬﺎ. واﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻳﺤﺘﺎج ٠٠٦ وﺣﺪة دوﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ. وﻣﻦ ﻓﻮق ﻋﻤﺮ ٠٧ ﺳﻨﺔ ﻳﺤﺘﺎج ٠٠٨ وﺣﺪة ﻣﻨﻪ.

وﻫﻨﺎك ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻟﻠﺪم ﻳﻈﻬﺮ ﻧﺴﺒﺔ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻓﻲ اﻟـﺪم، واﻷﺷﺨﺎص اﻷﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻨﻘﺺ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻫﻢ ﻣــﻦ ﻓــﻮق ﻋﻤﺮ ﺧﻤﺴﲔ ﺳﻨﺔ، وذوو اﻟﺒﺸﺮة اﻟـﺪاﻛـﻨـﺔ، وﻗﻠﻴﻠﻮ اﻟﺘﻌﺮض ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ، واﻟﺒﺪﻧﺎء، وﻣﻦ ﺗﻢ ﻟﻬﻢ إﺟﺮاء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺺ أو ﺗﺤﺰﻳﻢ اﳌﻌﺪة، وﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻴﺐ، وﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ أﺣﺪ أﻧﻮاع أﻣﺮاض اﻷﻣﻌﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ اﻣﺘﺼﺎص ﺑﻌﺾ ﻣﻜﻮﻧﺎت اﻟﻐﺬاء. وﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﻨﺎس اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دي ﻻ ﻳﺸﻌﺮون ﺑﺸﻲء، وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ أﻟﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻀﻼت واﻟﻌﻈﻢ، وﺧﺎﺻﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻈﻢ. وﻟﺬا ﻳﺒﻘﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﺪم ﻫﻮ اﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﻓﻴﺘﺎﻣﲔ دال ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ.