اﻧﻄﻼق ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ
اﺣﺘﻔﺎء ﺑﺄم ﻛﻠﺜﻮم وﲢﻴﺔ ﻟﺬﻛﺮى اخملﺮج ﻣﺤﻤﺪ ﺧﺎن
ﻫــــــــﺬا ﻣــــﻬــــﺮﺟــــﺎن ﺳــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻲ ﺻـﻐـﻴـﺮ وﻋــﻨــﻴــﺪ ﻳــﻘــﻮم ﻋــﻠــﻰ ﻛﺘﻔﻲ ﺻـــﺤـــﺎﻓـــﻴـــﺔ وﻧـــــﺎﻗـــــﺪة ﻋـــﻨـــﻴـــﺪة ﻫــﻲ ﻫــــﺪى إﺑـــﺮاﻫـــﻴـــﻢ. ﻟــﻘــﺪ ﺣــﻠــﻤــﺖ ﺑــﺄن ﺗــﻜــﻮن ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﻣـﻮاﺳـﻢ ﻓــــﻲ ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ. وﺣـــﻘـــﻘـــﺖ اﻟــﺰﻣــﻴــﻠــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﻠﻤﻬﺎ ﻣﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، وﻫﺎ ﻫﻲ دورة ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺑــﺪأت، أﻣﺲ، وﺗﺴﺘﻤﺮ ﻟﺜﻼﺛﺔ أﻳﺎم، ﻟﺘﻘﺪم ﻧﻤﺎذج ﻣــﻦ ﻫــﺬه اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﻓــﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮاﺗﻬﺎ اﻷﻗﻮى واﻷﻛﺜﺮ ﺣﺪاﺛﺔ وﺛﺮاء. ورﻏﻢ ﺣﺪاﺛﺔ اﻟﻌﻬﺪ ﺑﻬﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮة ﻓﻘﺪ ﺻﺎر ﻟﻬﺎ ﺟﻤﻬﻮرﻫﺎ اﻟﺬي ﻳﺨﻠﺺ ﳌﻮﻋﺪﻫﺎ وﻳﻘﺼﺪ ﺻﺎﻟﺔ ﺳﻴﻨﻤﺎ »ﻻ ﻛﻠﻲ« اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻟﻴﺘﺎﺑﻊ ﻣﺨﺘﺎرات ﻣـــﻦ أﺣــــﺪث ﻣـــﺎ ﻳــﻘــﺪﻣــﻪ اﳌــﺨــﺮﺟــﻮن واﳌﺨﺮﺟﺎت اﻟﻌﺮب ﻣﻦ أﻓﻼم رواﺋﻴﺔ وﺗﺴﺠﻴﻠﻴﺔ.
ﺗــــﻘــــﻮل ﻫــــــﺪى إﺑــــﺮاﻫــــﻴــــﻢ: »إن ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻬﺪ ﻣﺨﺎﺿﺎت ﻣﺴﺘﻤﺮة وﻣـﻮﺟـﻌـﺔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻮازي ﻣﻊ ﻣـﺨـﺎﺿـﺎت ﺑــﻼدﻧــﺎ ذاﺗــﻬــﺎ وﺑﻨﻔﺲ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﻟﻢ اﻟﺬي ﻳﺨﺘﺮق اﻟﻜﺎﺋﻦ اﳌﻨﺘﻤﻲ ﻟﻬﺬه اﻟﺮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟــﻜــﻮﻛــﺐ. ﻟـﻜـﻦ وﺑــﻘــﺪر ﻣــﺎ ﻫــﻮ أﻟﻴﻢ ﻣــــﺎ ﻧــــــﺮاه ﻣــــﻦ ﺻــــﺮاﻋــــﺎت ﺑـــﻘـــﺪر ﻣـﺎ ﻫﻲ اﻟﺘﻄﻠﻌﺎت ﻛﺒﻴﺮة. ﻓﺎﻷﻓﻼم ﻟﻢ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋــﻦ اﻟــﻮاﻗــﻊ ﺑــﻞ ﻫــﻲ ﺗﺤﻨﻮ ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺗـــﻼﻣـــﺲ ﻋــــﺬاﺑــــﺎت اﻟــﻨــﺎس وآﻣﺎﻟﻬﻢ وأﺣـﻼﻣـﻬـﻢ. إﻧﻬﺎ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ ﺟــــﺪﻳــــﺪة ﺗــﻌــﺎﻳــﺶ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ اﻟـــﻘـــﺎﺗـــﻞ ﻟــﺘــﺤــﻀــﺮ ﺑــــﲔ ﺳــﻴــﻨــﻤــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﻨﻤﻲ ﻓﻴﻨﺎ، ﻛﻞ ﻣﺮة، ﻣﺰﻳﺪا ﻣﻦ اﻷﻣﻞ«.
ﺗــﻢ اﺧـﺘـﻴـﺎر ٨١ ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻗﺼﻴﺮﴽ ﻟـﺘـﻼﻗـﻲ ﺟـﻤـﻬـﻮر ﺑــﺎرﻳــﺲ اﳌـﺘـﻨـﻮع واﻟــــــــﺬي ﻳــﺒــﺤــﺚ ﺑـــﺎﺳـــﺘـــﻤـــﺮار ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻷﺧــﺮى، اﻷﻗــﺮب واﻷﻛﺜﺮ ﺑﺴﺎﻃﺔ. وﺗـﺮى إﺑﺮاﻫﻴﻢ أن اﻷﻓﻼم اﳌﺨﺘﺎرة ﻫﻲ ﻋﻴﻨﺔ ﻹﻋﺎدة اﻻﻋﺘﺒﺎر، وﻹﻋــﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ أﻓــﻼم ﻗﺪ ﺗﺒﺪو ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﺟﻤﻬﻮر ﺑﺎرﻳﺲ أو ﻏﻴﺮ ﻣﺜﻴﺮة ﻟﻔﻀﻮﻟﻪ. ﻟﻜﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﻈﺎﻫﺮة ﺗــــﻘــــﺎم، ﻓــــﻲ اﻷﺳــــــــــﺎس، ﻟــﻠــﺘــﻌــﺮﻳــﻒ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ وﺗﻘﺪﻣﻬﺎ ﺑﺤﻀﻮر ﺑـــﻌـــﺾ ﺻـــﻨـــﺎﻋـــﻬـــﺎ، وﻟــﺘــﻨــﺎﻗــﺸــﻬــﺎ وﺗﺸﺠﻊ اﻟﺠﻤﻬﻮر اﻟﺒﺎرﻳﺴﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﻗــــﺘــــﺮاب ﻣــﻨــﻬــﺎ. ﻟـــﻬـــﺬا، ﻧــﺠــﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻬﺎج اﻟــﺪورة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻣﻮاﺳﻢ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻓﻼﻣﺎ ﺳﺒﻖ وأن ﻋﺮﺿﺖ ﻓﻲ اﻟـﺼـﺎﻻت ﻟﻜﻨﻬﺎ، رﻏﻢ ﺟـﺪارﺗـﻬـﺎ، ﻟـﻢ ﺗﺤﻆ ﺑـﺈﻗـﺒـﺎل ﻛﺒﻴﺮ، أو ﺣـــﺎﻟـــﺖ ﻗــــﻮاﻧــــﲔ اﻟــــﺴــــﻮق دون اﺳﺘﻤﺮار ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮة أﻃـﻮل. إن إﻋـــﺎدة ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻫـﻮ ﻓﻌﻞ ﺗﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﺻﺎﻧﻌﻴﻬﺎ واﻧﺘﺼﺎر ﻟﻪ.
ﺟـــــــــــــﺎء ﻓــــــــــﻲ ﺑــــــــﻴــــــــﺎن ﺗــــﻘــــﺪﻳــــﻢ ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن »ﻣــــﻮاﺳــــﻢ« أن اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﳌﺨﺘﺎرة ﺗﻨﺴﺞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺮؤى واﻟﺤﻜﺎﻳﺎت اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ، ﻏﺎﻟﺒﴼ، ﻣﻦ ﻃﲔ اﻟﻮاﻗﻊ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ، أﺣﻴﺎﻧﺎ، ﻧﺤﻮ ﺧﻴﺎل ﻳﺤﻜﻲ اﺳﺘﺒﺪاد اﻟﻌﺒﺚ واﻻﻧـــﺘـــﻈـــﺎر ﺑـــﺎﻟـــﺼـــﻮرة اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ. اﻧـﺘـﻈـﺎرات ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺜﻴﺮﻫﺎ اﻷﻓــﻼم، ﻛــــﺄن اﻟـــﻮﻗـــﺖ اﻟــﺴــﻴــﻨــﻤــﺎﺋــﻲ ﺗــﺴــﺮب إﻟﻴﻪ ﻧﺰر ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻴﺖ. ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ ﻓـﻴـﻠـﻢ »ﺑـــﲔ ﻣـــﻮﺗـــﲔ«، ﻫــﺬا اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﻟـــﺬي وﻗــﻊ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﺧـﺘـﻴـﺎر ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻻن اﻟﺴﻮري اﳌﺤﺘﻞ ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺴﲔ ﻋﺎﻣﺎ. وﻟﻠﺘﺬﻛﻴﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺪﻣﺖ »ﻣــﻮاﺳــﻢ« ﻓـﻲ ﺛـﻼﺛـﺔ أﻋـــﻮام، ﺛﻼﺛﺔ أﻋـــﻤـــﺎل ﺳـﻴـﻨـﻤـﺎﺋـﻴـﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺠـــﻮﻻن، وﻛﻠﻬﺎ أﻋﻤﺎل ﺟﺪﻳﺪة وﺷﺎﺑﺔ ﺗﺤﻜﻲ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﻳﺨﻮض ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﺻﺮاﻋﴼ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺒﻘﺎء. وﻫﺬا اﻟﻌﺎم، أﻳـــﻀـــﴼ، ﺗــﺤــﺘــﻞ اﻷﻓــــــﻼم اﻟــﻘــﺼــﻴــﺮة ﻣـﻜـﺎﻧـﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﻈـﺎﻫـﺮة اﻟﺘﻲ ﺗـــــﻌـــــﺮض ﺗـــــﺠـــــﺎرب ﻣـــــﻦ ﻓــﻠــﺴــﻄــﲔ واﻟــــــﺴــــــﻮدان واﳌــــﻐــــﺮب واﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ وﻟﺒﻨﺎن. وﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻘﺼﻴﺮة ﺗﻘﺪم ﻣﻮاﻫﺐ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، وﺗﻨﺎﻗﺶ، ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ، اﳌﺎﺿﻲ ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺎﺿﺮ، أو ﺗـﺤـﺎور اﻷﻣﻜﻨﺔ اﳌـﺘـﺤـﻮﻟـﺔ ﻣﻨﻄﻠﻘﺔ ﻟﺼﻴﺎﻏﺔ واﻗــﻊ ﺟـﺪﻳـﺪ وﻣـﻌـﺎﻧـﻲ أﺧــﺮى ﻳـﻌـﺰز اﻟﻔﻦ ﺣـﻀـﻮرﻫـﺎ ﻓــﻲ ﺛـﻨـﺎﻳـﺎﻫـﺎ. أﻣــﺎ ﺣﲔ ﺗﻨﻔﺼﻞ ﺑـﻌـﺾ ﻫـــﺬه اﻷﻋــﻤــﺎل ﻋﻦ اﻟﻮاﻗﻊ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻟﺘﺼﻨﻊ أوﻃﺎﻧﴼ أﺟﻤﻞ ﻓــﻲ ﻓـﻀـﺎء ﻣﺘﺨﻴﻞ، ﻛـﻤـﺎ ﻓــﻲ ﻓﻴﻠﻢ اﻟـﻔـﻠـﺴـﻄـﻴـﻨـﻴـﺔ ﻻرﻳــﺴــﺎ ﺻـﻨـﺼـﻮر. وﻻرﻳـﺴـﺎ ﻫـﻲ اﻟﻔﻨﺎﻧﺔ اﻟﺘﻲ ﻏـﺮزت اﻟــﻌــﻠــﻢ اﻟــﻔــﻠــﺴــﻄــﻴــﻨــﻲ ﻋــﻠــﻰ ﺳـﻄـﺢ اﻟﻘﻤﺮ، ﻓﻲ أﺣﺪ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
أﻣـﺎ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻓﺘﻘﺪم اﻟـــﺘـــﻈـــﺎﻫـــﺮة ١١ ﺷـــﺮﻳـــﻄـــﴼ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ اﺛــــﻨــــﺎن وﺛـــﺎﺋـــﻘـــﻴـــﺎن، ﻣــــﻦ ﻛــــﻞ ﻣـﻦ ﻣﺼﺮ واﳌﻐﺮب وﺗﻮﻧﺲ وﻓﻠﺴﻄﲔ واﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ وﻓــﺮﻧــﺴــﺎ، وﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ٤ أﻋـــــﻤـــــﺎل أوﻟـــــــــﻰ ﺗــــﺘــــﺠــــﺎور ﻣــﻊ أﻋــــﻤــــﺎل ﻣــﺨــﺮﺟــﲔ ﻣــﺨــﻀــﺮﻣــﲔ، وﺑﺤﻀﻮر ﻏﺎﻟﺐ ﳌﺼﺮ واﳌﻐﺮب، اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ اﻟــﻠــﺬﻳــﻦ ﻳــﻨــﺘــﺠــﺎن أﻛـﺒـﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺳﻨﻮﻳﴼ. وﻳﺘﺤﺪث اﻟﻔﻴﻠﻤﺎن اﳌﺨﺘﺎران ﻋﻦ ﻓــﻦ اﻟــﺮﻗــﺺ ﺑــﲔ أﻣــﺴــﻪ واﻟــﻴــﻮم، ﻓﻔﻲ ﺣﲔ ﻳﺘﻮﻗﻒ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﳌﺼﺮي ﻋـﻨـﺪ ﻓــﻦ اﻟـﺒـﺎﻟـﻴـﻪ وﻛــﻴــﻒ ﺗﺄﺳﺲ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة وﺻــــﻮﻻ إﻟـــﻰ ﻣــﺎ آل إﻟــﻴــﻪ ﻫـــﺬا اﻟــﻔــﻦ، ﻳـﺘـﺤـﺪث اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻋﻦ ﻧﺴﺎء ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﻳــﻤــﺎرﺳــﻦ اﻟـــﺮﻗـــﺺ ﻛــﻔــﻌــﻞ ﺣـﺮﻳــﺔ وﺟﻤﺎل ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﺘﺮاﻛﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﺮﻋﺐ.
ﺗﻠﻔﺖ ﻫﺪى إﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻛﻞ ﻫـﺬه اﻷﻓــﻼم ﺗﺴﻠﻂ ﻧﻈﺮات ﺛـﺎﻗـﺒـﺔ وﻋﻤﻴﻘﺔ ﻋـﻠـﻰ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺪاﺋﻤﺔ اﻟﺘﺤﻮل. وﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻟﻘﻠﺐ اﳌﻔﺘﻮح، ذﻟـــﻚ أن ﻋــﺪﺳــﺎت اﳌــﺒــﺪﻋــﲔ اﻟـﺬﻳـﻦ اﺧــﺘــﻴــﺮت أﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﻢ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﻧﺒﺾ اﻷﻣـﻜـﻨـﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺗﻔﺤﺺ ﺳﻤﺎﻋﺔ اﻟــﻄــﺒــﻴــﺐ ﺟـــﺴـــﻢ اﳌــــﺮﻳــــﺾ. وﻫـــﻲ أﻓــﻼم ﺗﺴﺎﺋﻞ اﻟــﺮوح ﻓﻲ ﻣﺎﺿﻴﻬﺎ وﺣــﺎﺿــﺮﻫــﺎ وﺗــﻤــﺘــﺤــﻦ ذاﻛــﺮﺗــﻬــﺎ، ﻣـﺘـﻨـﻘـﻠـﺔ ﻣـــﺎ ﺑـــﲔ ﻣــﻼﻣــﺢ اﳌــــﺪن أو اﻷرﻳــــﺎف أو اﻟــﺴــﺠــﻮن. وﺗﻀﻴﻒ: »ﻣــــــﻊ إﻋــــــــﺎدة ﻣـــﺸـــﺎﻫـــﺪﺗـــﻲ ﻷﻓــــﻼم اﻟــﺘــﻈــﺎﻫــﺮة اﻧــﺘــﺒــﻬــﺖ إﻟــــﻰ أي ﺣﺪ ﺗــــﺄﺧــــﺬ ﻫــــــﺬه اﻟـــﺴـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎ اﻟــﺠــﺴــﺪ ﻓــﻲ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎر. إﻧــﻪ اﻹﻧــﺴــﺎن اﻟــﺬي ﻳــﺮﻗــﺺ، ﻟﻜﻦ أﻳـﻀـﴼ اﻟــﺬي ﻳﺴﺠﻦ وﻳـﻘـﻬـﺮ وﻳــﻌــﺬب«. وﻓــﻲ اﻟﻔﻴﻠﻤﲔ اﳌﻐﺮﺑﻴﲔ اﳌﺨﺘﺎرﻳﻦ، ﻳﻘﻒ اﻟﺠﺴﺪ ﻓـــــﻲ ﻣــــﻮاﺟــــﻬــــﺔ اﻟــــــﻔــــــﺮاغ واﻟـــﻌـــﺒـــﺚ واﻟﺤﺮﻣﺎن واﻟﻈﻠﻢ، ﺷﺎﻫﺪﴽ وﺣﻴﺪﴽ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻰ وﻓﻲ وﺟﻪ اﳌﻮت.
ﻫــــــــﺬه اﻟـــــــــــــﺪورة اﻟــــﺜــــﺎﻟــــﺜــــﺔ ﻣــﻦ »ﻣـــﻮاﺳـــﻢ« ﻣــﻬــﺪاة ﻟــﺬﻛــﺮى اﳌــﺨــﺮج اﳌــﺼـــﺮي ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺧـــﺎن اﻟــــﺬي رﺣــﻞ اﻟـــﻌـــﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﺗـــﺎرﻛـــﺎ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ٤٢ ﻓـﻴـﻠـﻤـﺎ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻋﺸﺮة ﻣﻦ أﻫﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. وﻳﻌﺮض ﻟﻪ اﳌﻬﺮﺟﺎن ﻓﻴﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻷﺧﻴﺮ »ﻓﺘﺎة اﳌﺼﻨﻊ«.
ﻛـــــﻤـــــﺎ ﻳــــﺤــــﺘــــﻔــــﻲ »ﻣــــــــﻮاﺳــــــــﻢ« ﺑـــﺎﻟـــﺴـــﻴـــﺪة أم ﻛـــﻠـــﺜـــﻮم ﻣـــــﻦ ﺧـــﻼل ﺷﺮﻳﻂ وﺛﺎﺋﻘﻲ ﻣﻦ إﺧﺮاج ﻛﺰاﻓﻴﻴﻪ ﻓﻴﻠﺘﺎر، وإﻧــﺘــﺎج اﻟﻘﻨﺎة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ »ارﺗـــﻲ«، ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣـﺮور ٢٤ ﻋـﺎﻣـﺎ ﻋﻠﻰ رﺣﻴﻠﻬﺎ. وﻳﺘﻨﺎول اﻟﻔﻴﻠﻢ دورﻫــﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻃﺒﻴﻌﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ، ﻛﻔﻨﺎﻧﺔ ﻛﺒﻴﺮة وﺷﻬﻴﺮة، ﺑﺎﻟﺰﻋﻤﺎء واﻟﺤﻜﺎم اﻟـﻌـﺮب، ﻓﻀﻼ ﻋــﻦ دﻓــﺎﻋــﻬــﺎ اﳌـﺴـﺘـﻤـﺮ ﻋــﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ أﻣﺘﻬﺎ وﻋﻦ اﳌﺮأة، وإن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة.