ﻣﺴﺠﺪ ﺧﺸﺒﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺒﻨﻲ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٨ ﻋﺎم ﺑﻼ ﻣﺴﻤﺎر واﺣﺪ
ﺗﺼﻤﻴﻤﻪ ﻳﻘﺎوم اﻟﺰﻻزل
ﻳـــــﻌـــــﺪ ﻣــــﺴــــﺠــــﺪ »ﻏـــــﻮﺟـــــﻴـــــﻠـــــﻲ« اﻟــﺨــﺸــﺒــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﺳــﺎﻣــﺴــﻮن ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد ﺷﻤﺎل ﺗﺮﻛﻴﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ اﻟﺒﻨﺎء، ﻛﻮﻧﻪ ﺷﻴﺪ ﻣـﻦ اﻟﺨﺸﺐ ﻓﻘﻂ دون اﺳﺘﺨﺪام أي ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ وﻋﺎش ﻣﺌﺎت اﻟﺴﻨﲔ دون أن ﻳﺘﺄﺛﺮ ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ دﻫﺸﺔ وإﻋﺠﺎب زواره.
وﻧـــــﻈـــــﺮا ﻟــــﻌــــﺪم اﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺪام أي ﻣــﺴــﺎﻣــﻴــﺮ ﻓـــﻲ ﺑــﻨــﺎء اﳌــﺴــﺠــﺪ ﻳﺴﻤﻰ أﻳﻀﺎ »اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﺨﺎﻟﻲ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻣﻴﺮ«، وﻳﺮﺟﻊ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﺘﺨﺼﺼﻮن ﻓﻲ اﻵﺛﺎر ﺗﺎرﻳﺨﻪ إﻟـﻰ ﻋـﺎم ٥٩٥ ﻫﺠﺮﻳﺔ ٥٠٢١ ﻣـﻴـﻼدﻳـﺔ، أي ﻓـﻲ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻠﺠﻮﻗﻲ وﻻ ﻳـﻌـﺮف ﻣــﻦ اﻟـــﺬي أﻧــﺸــﺄه، أي إﻧـﻪ ﻳﻌﻮد ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٨ ﻗﺮون.
وﻳﻘﻊ اﳌﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﻠﺪة »ﺗــﺸــﺎرﺷــﻤــﺒــﺎ«، ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ ﻧــﺤــﻮ ٠٤ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮﴽ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺎﻣﺴﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﻞ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳﻮد وﻗﺎﻣﺖ اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ ﺑــﺘــﺮﻣــﻴــﻤــﻪ وﺗــﺠــﺪﻳــﺪ ﺑــﻌــﺾ أﺟــﺰاﺋــﻪ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
ﺗــــﻢ ﺑـــﻨـــﺎء اﳌــﺴــﺠــﺪ ﺑــﺎﺳــﺘــﺨــﺪام ﺧﺸﺐ اﻟـﺴـﻨـﺪﻳـﺎن، اﻟــﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻗﻄﺮه ﻣـﺘـﺮا، ﺣﻴﺚ ﺗـﻢ ﺗﻘﻄﻴﻌﻪ إﻟــﻰ أﻟــﻮاح، وأﻋــــــــﻤــــــــﺪة، وﻣــــــــﻦ دون اﺳــــﺘــــﺨــــﺪام ﻣﺴﺎﻣﻴﺮ، إذ ﺑﻘﻲ ﺻﺎﻣﺪا إﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫــــــــﺬا، ﺑـــﻔـــﻀـــﻞ وﺿـــﻌـــﻴـــﺔ اﻷﺧــــﺸــــﺎب اﳌـﺘـﺪاﺧـﻠـﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﺑــﺪورﻫــﺎ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑـﺎﻻﻫـﺘـﺰاز ﺣــﺎل ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟــﺰﻟــﺰال، أي إن اﻟﻬﻴﻜﻞ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺒﻨﺎء ﺑﺎﻻﻫﺘﺰاز، ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻴﻪ ﻣﻦ اﻻﻧﻬﻴﺎر.
وﺑـــــــﺎﻹﺿـــــــﺎﻓـــــــﺔ إﻟـــــــــﻰ اﻟــــﺴــــﻤــــﺎت اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ، ﻓﺈن اﳌﺴﺠﺪ ﻳﺤﺘﻮي أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ زﺧﺎرف ﺳﻠﺠﻮﻗﻴﺔ، وﻋﺜﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺑﺄﻟﻮان راﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪران.
إﻣﺎم اﳌﺴﺠﺪ أﺣﻤﺪ أوزﻛﻮس ﻗﺎل ﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ إن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟــﺰوار ﻳﺄﺗﻮن ﻟﺮؤﻳﺔ اﳌﺴﺠﺪ اﻟﻔﺮﻳﺪ وﻛــــﺬﻟــــﻚ ﺑـــﻌـــﺾ اﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﺎء اﻷﺟـــﺎﻧـــﺐ اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳـﺄﺗـﻮن ﻟـﺪراﺳـﺔ اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺷﻴﺪ ﺑﻬﺎ اﳌﺴﺠﺪ وﺻﻤﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺰﻻزل. وﻳﺘﺴﻊ اﳌﺴﺠﺪ ﻟﻨﺤﻮ ٠٠٣ ﻣﺼﻞ، وﺷﻬﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻣﻨﺬ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠١ ﺳﻨﻮات، ﺛـــﻢ ﻋـــــﺎدت اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﺔ ﻟــﺘــﺠــﺪﻳــﺪ ﺑﻌﺾ أﺟﺰاﺋﻪ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، وﻳﺄﻣﻞ اﻹﻣﺎم ﻓﻲ إﺟﺮاء اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻗﺮﻳﺒﴼ، ﻛﻲ ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺒﻨﺎء ﺻﺎﻣﺪا ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﻘﺮون اﻟﻘﺎدﻣﺔ. واﳌﺴﺠﺪ ﻣﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻗﺒﺮ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﻮد إﻟﻰ ٠٠٣ ﻋﺎم ﻓﻘﻂ، وﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﳌﻦ ﻳﻌﻮد أﻳﻀﺎ، وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﳌﺴﺠﺪ أﻗﺪم اﳌﺴﺎﺟﺪ اﻟﺨﺸﺒﻴﺔ ﻓــﻲ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ، وﻗــــﺎم ﺧــﺒــﺮاء ﻓــﻲ اﻵﺛـــﺎر ﺑــﺄﺧــﺬ ﻋــﻴــﻨــﺎت ﻣـــﻦ ﺧــﺸــﺐ اﳌــﺴــﺠــﺪ، وﺑﻔﺤﺼﻬﺎ ﺗﺒﲔ أﻧﻬﺎ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﺎم ٥٩٥ ﻫﺠﺮﻳﺔ اﳌﻮاﻓﻖ ٥٠٢١ ﻣﻴﻼدﻳﺔ.
وﻻ ﻳــــﻌــــﺪ ﻫـــــــــﺬا ﻫـــــــﻮ اﳌـــﺴـــﺠـــﺪ اﻟﺨﺸﺒﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻓﻬﻨﺎك ﻣــﺴــﺠــﺪ أوﻟـــــــﻮ ﺟـــﺎﻣـــﻊ ﻓــــﻲ ﺳــﻴــﻔــﺮي ﺣﺼﺎر ﻓﻲ ﻏﺮب ﺗﺮﻛﻴﺎ، واﻟﺬي ﻳﻌﻮد إﻟــﻰ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺴﻠﺠﻮﻗﻲ، وﻳـﻌـﺪ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺠﺪ ﺧﺸﺒﻲ ﻓﻲ اﻷﻧﺎﺿﻮل.
ﺑـــﻨـــﻲ أوﻟـــــــﻮ ﺟـــﺎﻣـــﻊ ﻋـــــﺎم ١٣٢١ ﻣــﻴــﻼدﻳــﺔ، ﺛــﻢ ﻗـــﺎم اﻟــﺸــﺎﻋــﺮ اﻟـﺼـﻮﻓـﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺟـﻼل اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺮوﻣﻲ وﺑﻌﺾ رﻓــــﺎﻗــــﻪ ﺑـــﺈﻗـــﺎﻣـــﺔ ﺑـــﻌـــﺾ اﻟــﺘــﻌــﺪﻳــﻼت داﺧــﻠــﻪ، وﻓــﻲ ﻋـﻬـﺪ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ أدﺧــﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎن ﻣﺤﻤﺪ اﻟﻔﺎﺗﺢ ﺑﻌﺾ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت، وﺗﺒﻠﻎ ﻣﺴﺎﺣﺘﻪ ٢٥٤١ ﻣﺘﺮا ﻣﺮﺑﻌﺎ.