ﺑﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﺟﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ اﻷرض ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ
ﺗﺰوﻣﺒﺎﻧﺘﻠﻲ... ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻟﺒﺚ اﻟﺮﻋﺐ ﰲ ﻗﻠﻮب اﻟﻐﺰاة اﻹﺳﺒﺎن
ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ، اﻛــــﺘــــﺸــــﻒ ﻋــــﻠــــﻤــــﺎء اﻵﺛــــــــــﺎر ﺑــــﺮﺟــــﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﻤــﺎﺟــﻢ اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ ﺗــﺤــﺖ اﻷرض، ﻣـــﻤـــﺎ ﻳــــﻄــــﺮح أﺳـــﺌـــﻠـــﺔ ﺟـــــﺪﻳـــــﺪة ﺣـــﻮل ﺛـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﺘـﻀـﺤـﻴـﺔ ﺑـــــﺄرواح اﻟـﺒـﺸـﺮ ﻓﻲ إﻣـﺒـﺮاﻃـﻮرﻳـﺔ اﻷزﺗــﻴــﻚ، إذ إﻧــﻪ اﺣﺘﻮى ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﻧﺴﺎء وأﻃﻔﺎل.
وﻛﺸﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻨﻘﺎب ﻋﻦ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٥٦ ﺟﻤﺠﻤﺔ ﻣـﻄـﻤـﻮرة ﻓـﻲ ﺣﺠﺮ ﺟﻴﺮي، وآﻻف ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﻌﻈﻤﻴﺔ، ﻓﻲ اﻟﺼﺮح اﻷﺳﻄﻮاﻧﻲ ﻗﺮب ﻣﻮﻗﻊ ﻣﻌﺒﺪ ﺗﻤﺒﻠﻮ ﻣــﺎﻳــﻮر، أﺣــﺪ اﳌـﻌـﺎﺑـﺪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﻨﻮﺗﺸﺘﻴﺘﻼن، ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻷزﺗـﻴـﻚ اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ.
وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻟﺒﺮج ﺟﺰء ﻣﻦ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻳـــﻌـــﺮف ﺑـــﺎﺳـــﻢ ﺗـــﺰوﻣـــﺒـــﺎﻧـــﺘـــﻠـــﻲ، ﺑـﻠـﻐـﺔ اﻷزﺗــﻴــﻚ اﻟﻌﺘﻴﻘﺔ، وﻳــﻘــﻮم ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ أرﻓﻒ ﻟﺒﺚ اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮب اﻟﻐﺰاة اﻹﺳﺒﺎن.
وﻳـــﺴـــﺮد اﳌــــﺆرﺧــــﻮن ﻛــﻴــﻒ ﻛــﺎﻧــﺖ رؤوس اﳌــــﻘــــﺎﺗــــﻠــــﲔ اﻷﺳـــــــــــﺮى ﺗـــﺰﻳـــﻦ اﻟـﺘـﺰوﻣـﺒـﺎﻧـﺘـﻠـﻲ اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺜـﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻋــﺪد ﻣــﻦ ﺣــﻀــﺎرات أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺰو اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ.
ﻟﻜﻦ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻷﺛﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻃﻦ ﻣﻜﺴﻴﻜﻮ ﺳﻴﺘﻲ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﻓﻲ ٥١٠٢، ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺼﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ.
وﻗـﺎل رودرﻳـﺠـﻮ ﺑـﻮﻻﻧـﻮس، وﻫﻮ ﺧﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ: »ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ رﺟﺎﻻ ﻓﺤﺴﺐ، ﺷﺒﺎﻧﴼ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟـــﺤـــﺎل، ﻷﻧــﻬــﻢ ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻮن. وﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـــﻮﺟـــﻮد ﻧــﺴــﺎء وأﻃــــﻔــــﺎل، ﻓــﺈﻧــﻚ ﺗﻔﻜﺮ ﻓــﻲ أﻧـﻬـﻢ ﻟــﻢ ﻳـﺨـﻮﺿـﻮا اﻟـﻘـﺘـﺎل؛ ﺷـﻲء ﻣــﺎ ﺣـــﺪث وﻻ ﻧــﻌــﺮﻓــﻪ، إﻧـــﻪ أﻣـــﺮ ﺟـﺪﻳـﺪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ«.
وﻳــﺒــﻠــﻎ ﻗــﻄــﺮ اﻟــــﺒــــﺮج اﻟـــــﺪاﺋـــــﺮي ٦ أﻣـﺘـﺎر ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، وﻳـﻘـﻊ ﻓـﻲ رﻛــﻦ ﺑﻤﻌﺒﺪ وﻳـــﺘـــﺰﻳـــﻠـــﻮﺑـــﻮﺗـــﺸـــﺘـــﻠـــﻲ، إﻟــــــﻪ اﻟــﺸــﻤــﺲ واﻟــﺤــﺮب واﻟـﺘـﻀـﺤـﻴـﺔ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺘﻘﺪات اﻷزﺗﻴﻚ. وﻟﻢ ﻳﻜﺸﻒ ﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪة اﻟـﺒـﺮج. وﺳــﺮد ﺟﻨﺪي إﺳﺒﺎﻧﻲ ﻛـــﺎن ﺿـﻤـﻦ ﻗـــﻮة اﳌـﺴـﺘـﻌـﻤـﺮﻳـﻦ رؤﻳـﺘـﻪ ﻟﻌﺸﺮات اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﺟﻢ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ.
وﻗــﺎل راؤول ﺑــﺎرﻳــﺮا، أﺣــﺪ ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛـــــﺎر اﻟــﺬﻳــﻦ اﻛــﺘــﺸــﻔــﻮا اﻟـــﺒـــﺮج، إﻧـﻬـﻢ ﻋـﺜـﺮوا ﺣﺘﻰ اﻵن ﻋﻠﻰ ٦٧٦ ﺟﻤﺠﻤﺔ، وإن اﻟــــﻌــــﺪد ﺳــﻴــﺮﺗــﻔــﻊ ﻣــــﻊ اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻻﻛــــﺘــــﺸــــﺎﻓــــﺎت. واﺷـــﺘـــﻬـــﺮت ﺣـــﻀـــﺎرة اﻷزﺗﻴﻚ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺣﻀﺎرات ﺷﻌﻮب أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ اﻟـــﻮﺳـــﻄـــﻰ، ﺑــﺘــﻘــﺪﻳــﻢ ﻗــﺮاﺑــﲔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻤﺲ.
وﺣﻜﻢ أﺑﺎﻃﺮة اﻷزﺗﻴﻚ، اﳌﺤﺎرﺑﻮن اﳌﺘﺪﻳﻨﻮن، رﻗﻌﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺞ اﳌﻜﺴﻴﻚ ﺣﺘﻰ اﳌﺤﻴﻂ اﻟﻬﺎدي، وذﻟﻚ ﻗﺒﻞ اﻟﻐﺰو اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٩١٥١ و١٢٥١.