»ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺮﺳﺎل« ﺗﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﻌﻮدة ﻻﺟﺌﻲ ﺣﻤﺺ إﻟﻰ إدﻟﺐ وﺟﺮاﺑﻠﺲ
ﻣﻨﻈﻤﺎت دوﻟﻴﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ ﰲ ﻣﻼﺑﺴﺎت وﻓﺎة اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ
ﻓﻲ وﻗﺖ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﺣـــﻮل ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣــﻊ ﻣـﻠـﻒ اﻟــﻨــﺰوح اﻟــﺴــﻮري، ﻳﺒﺪو أن ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ ﻓﻲ ﻋـــــﺮﺳـــــﺎل اﻟــــﺘــــﻲ ﻓـــﺠـــﺮ ﺧـــﻼﻟـــﻬـــﺎ ٥ اﻧﺘﺤﺎرﻳﲔ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳــﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﺎﺿﻲ، دﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﻼﺟﺌﲔ ووﺟﻬﺎء ﻣـﻦ اﻷﻫـﺎﻟـﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣـﻊ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻋــــــــﺮﺳــــــــﺎل، ﻟـــﻠـــﺒـــﺤـــﺚ ﻋـــــــﻦ ﺣـــﻠـــﻮل ﻟﻘﻀﻴﺘﻬﻢ، وذﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﻃﺮح اﻗﺘﺮاح ﻋﻮدة اﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﻬﺎرﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻤﺺ ورﻳﻔﻬﺎ إﻟﻰ ﺟﺮاﺑﻠﺲ وإدﻟﺐ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻄﺮة اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ.
ﻳﺄﺗﻲ ذﻟﻚ، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻴﻪ ﺗـﺪاﻋـﻴـﺎت ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻴﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٣ ﺷﺨﺺ، ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻋﻠﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٤ ﻣﻮﻗﻮﻓﲔ ﺳﻮرﻳﲔ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺆﻛﺪ اﳌﻌﺎرﺿﺔ أن ﻋـــﺪد اﻟـﻘـﺘـﻠـﻰ ﻫــﻮ ٩١ ﺷﺨﺼﺎ، وﻗــﺪ دﻋــﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎت ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ إﻟﻰ إﺟـــــــﺮاء ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻣــﺴــﺘــﻘــﻞ ﻓـــﻲ ﻇـﻞ ﺷﻜﻮك ﺣﻮل وﻓﺎة اﳌﻮﻗﻮﻓﲔ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ.
وﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع ﻋﻮدة ﻻﺟﺌﻲ ﺣـﻤـﺺ، أﻛــﺪ ﻛـﻞ ﻣـﻦ رﺋـﻴـﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻋـﺮﺳـﺎل ﺑـﺎﺳـﻞ اﻟﺤﺠﻴﺮي وﻋﻀﻮ اﻟــﻬــﻴــﺌــﺔ اﻟــﺘــﺮﺑــﻮﻳــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﳌــــﺆﻗــــﺘــــﺔ اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟــــــ»اﻻﺋـــــﺘـــــﻼف اﻟﻮﻃﻨﻲ« ﺧﺎﻟﺪ رﻋﺪ، ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻀﻤﻬﻤﺎ إﻟــﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣـﻦ ﻋـﺎﺋـﻼت اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓـﻲ ﻋﺮﺳﺎل ﺗـﻬـﺪف إﻟــﻰ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ ﻣــﻊ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻹﻳـﺠـﺎد ﺣـﻞ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﻌﻮدة ﻋـــــﺎﺋـــــﻼت ﺣـــﻤـــﺺ إﻟــــــﻰ ﺟـــﺮاﺑـــﻠـــﺲ وإدﻟﺐ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺴﻮري ﺗﻔﺎدﻳﺎ ﻟﺘﻜﺮار ﻣﺎ ﺣﺼﻞ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، وﻛــﺬﻟــﻚ اﻟــﺒــﺤــﺚ ﻋــﻦ ﺣــﻞ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ وﺿــــــﻊ اﳌـــﻄـــﻠـــﻮﺑـــﲔ ﻛـــــﻲ ﻻ ﻳــﺒــﻘــﻰ وﺟﻮدﻫﻢ ﺑﲔ اﻟﻌﺎﺋﻼت واﳌﺪﻧﻴﲔ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ.
وﻗـــــــــــــــﺎل اﻟــــــﺤــــــﺠــــــﻴــــــﺮي أﻣــــــﺲ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ«: »ﻳـــــﻮم أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ ﺗـﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳــﻔــﺘــﺮض أن ﺗـﻠـﺘـﻘـﻲ ﻳـــﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﻘﺒﻞ ﻣﻤﺜﻼ ﻋﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﺳـﻌـﺪ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﻟﻄﺮح اﻗـــﺘـــﺮاح ﻋــــﻮدة اﻟــﻌــﺎﺋــﻼت اﻟـﻼﺟـﺌـﺔ ﻣــﻦ ﺣــﻤــﺺ ورﻳــﻔــﻬــﺎ إﻟـــﻰ اﻟـﺸـﻤـﺎل اﻟـــــﺴـــــﻮري، وﻫـــــﻮ ﻣــــﺎ ﺑـــــﺎت ﻣـﻄـﻠـﺒـﺎ ﻟــﻼﺟــﺌــﲔ أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﺑﲔ وﺟﻬﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت اﻟﻘﻠﻤﻮن و)ﺣـــﺰب اﻟـﻠـﻪ( اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﺗـﺮﺗـﻜـﺰ ﻗـﺒـﻞ ذﻟـــﻚ ﻓـﻘـﻂ ﻋـﻠـﻰ ﻋــﻮدة أﻫﺎﻟﻲ ﻋﺴﺎل اﻟﻮرد، وﻋﻠﻘﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ رﻓــﺾ )ﺟﺒﻬﺔ اﻟـﻨـﺼـﺮة( و)ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ( ﻓﻲ ﺟﺮود ﻋﺮﺳﺎل ﻟﻬﺎ«.
ﻣـــــــﻦ ﺟــــﻬــــﺘــــﻪ، ﻳــــــﻮﺿــــــﺢ رﻋــــﺪ ﻟــــــ»اﻟـــــﺸـــــﺮق اﻷوﺳــــــــــــــﻂ«: »ﺑـــﻐـــﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﻦ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﺣــﺼــﻞ ﻳـــﻮم اﻟــﺠــﻤــﻌــﺔ، ﻟــﻜــﻦ وﺑـﻌـﺪ اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت واﳌﺪاﻫﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺗﻮﻗﻴﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٣ ﺷﺨﺺ، أﻇﻬﺮ اﻟﻼﺟﺌﻮن رﻏﺒﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ، وﺗﺤﺪﻳﺪا أﻫﺎﻟﻲ اﻟﻘﺼﻴﺮ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﺪر ﻋﺪدﻫﻢ ﺑــ٠٠٥٣ ﻋﺎﺋﻠﺔ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻧﺤﺎول اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺘﲔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ذﻫﺎﺑﻬﻢ إﻟﻰ إدﻟﺐ وﺟﺮاﺑﻠﺲ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ: »وﻧﺠﺘﻤﻊ ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﺋﻼت اﳌﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﻋﺮﺳﺎل ﻟـﻠـﻮﻗـﻮف ﻋـﻠـﻰ رأﻳــﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻮدة، وﻗــﺪ ﺗﺒﲔ ﻟﻨﺎ أن ٠٩ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت ﺣﻤﺺ ﻳﺮﻳﺪون اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ إدﻟـــﺐ وﺟــﺮاﺑــﻠــﺲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋـﺎﺋـﻼت اﻟــﻘــﻠــﻤــﻮن، وﻳــﻘــﺪر ﻋــﺪدﻫــﺎ ﺑـــــ٠٠٤٢ ﻋــﺎﺋــﻠــﺔ، ﺗــﻨــﻘــﺴــﻢ إﻟــــﻰ ٣ آراء؛ إﻣــﺎ اﻟـﻌـﻮدة وﻓــﻖ ﺷــﺮوط ﻋــﻮدة أﻫﺎﻟﻲ ﻋﺴﺎل اﻟﻮرد، أو اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻋﺮﺳﺎل، أو رﻓﺾ اﳌﻐﺎدرة ﻗﺒﻞ ﺗﺄﻣﲔ ﻣﻨﻄﻘﺔ آﻣــﻨــﺔ ﻟــﻬــﻢ ﻏــﻴــﺮ ﺧــﺎﺿــﻌــﺔ ﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري«.
ﻣــــﻊ اﻟـــﻌـــﻠـــﻢ ﺑـــــﺄن دﻓـــﻌـــﺔ أوﻟــــﻰ ﻣـﻦ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﻗـﺪ ﻋــﺎدت إﻟﻰ اﻟــﻘــﻠــﻤــﻮن ﻗــﺒــﻞ ﻧــﺤــﻮ ﺷــﻬــﺮ، وﻛـــﺎن ﻳــﻔــﺘــﺮض أن ﺗــﻠــﺤــﻖ ﺑــﻬــﺎ دﻓــﻌــﺎت أﺧـﺮى ﺑﻌﺪ ﻋﻴﺪ اﻟﻔﻄﺮ، ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺜﺮ اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﻘــﺘــﺮح ﻋـــــﻮدة اﳌــﺴــﻠــﺤــﲔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﲔ إﻟــﻰ إدﻟـــﺐ وﺟــﺮاﺑــﻠــﺲ، ﺣــﺎل دون ذﻟــﻚ. وﻻ ﻳﻨﻔﻲ اﻟﺤﺠﻴﺮي أن ﻣﺎ ﺣﺼﻞ أﺛﻨﺎء ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺮﺳﺎل اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟــﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻠــﺪة، ﻗـﺎﺋـﻼ: »ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻫﻨﺎك ﻫﺪوء، ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫﻨﺎك ﺗﺨﻮف ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮن ﺷﻲء ﻣﺎ ﻣﺨﻔﻴﴼ ﺗﺤﺖ اﻟـــﺮﻣـــﺎد، ﻟـــﺬا ﻧــﺤــﺎول ﻗـــﺪر اﻹﻣــﻜــﺎن اﺳﺘﻴﻌﺎب ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻌﺎ ﻟﺮدود ﻓﻌﻞ ﻋﻨﻴﻔﺔ«.
وﺗـــــــﻀـــــــﻢ ﻣــــﻨــــﻄــــﻘــــﺔ ﻋـــــﺮﺳـــــﺎل اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪر ﻋﺪد ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺑـــ٥٣ أﻟـﻒ ﻧﺴﻤﺔ ﻧﺤﻮ ٧١١ ﻣﺨﻴﻤﴼ ﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﲔ، ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﻮ ٠٢١ أﻟﻒ ﻻﺟﺊ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻤﺺ وﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻘﻠﻤﻮن ﻓﻲ رﻳﻒ دﻣﺸﻖ.
ﻓﻲ ﻣــﻮازاة ذﻟــﻚ، وﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ وﻓﺎة ٤ ﻣﻮﻗﻮﻓﲔ وﺗﺴﻠﻴﻤﻬﻢ إﻟﻰ رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﻋــﺮﺳــﺎل، ﻻ ﺗــﺰال اﳌﻌﺎرﺿﺔ وﺑﻌﺾ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺤﻘﻮﻗﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ أن اﻟـﻌـﺪد أﻛﺒﺮ ﻣـﻦ ذﻟــﻚ ﺑﻜﺜﻴﺮ؛ إذ أﻋﻠﻦ »اﻻﺋﺘﻼف اﻟﻮﻃﻨﻲ« ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ٩١ ﺷﺨﺼﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺤﺠﻴﺮي إن »اﻟﺠﻴﺶ أﺑﻠﻐﻪ أن ﻫﻨﺎك ٧ ﻣﻦ اﳌﻮﻗﻮﻓﲔ ﻓﺎرﻗﻮا اﻟﺤﻴﺎة، ٤ ﻣﻨﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎت ﺑﻌﻠﺒﻚ، وﻗﺪ ﺗﺴﻠﻤﻬﻢ ذووﻫـﻢ ﻳﻮم أول ﻣﻦ أﻣــــﺲ، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻻ ﻳــــﺰال ﻫــﻨــﺎك ٣ ﻓﻲ زﺣـــﻠـــﺔ«. وﻓــــﻲ ﺣـــﲔ ﻛــــﺎن اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻗـــﺎل ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺎﻧـﻪ إﻧـــﻪ »ﻟـــﺪى اﻟﻜﺸﻒ اﻟــﻄــﺒــﻲ اﳌـــﻌـــﺘـــﺎد... ﺗــﺒــﲔ أن ﻋـــﺪدﴽ ﻣـــــﻦ اﳌــــﻮﻗــــﻮﻓــــﲔ ﻳـــﻌـــﺎﻧـــﻲ ﻣــﺸــﺎﻛــﻞ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﺰﻣﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﺎﻋﻠﺖ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻷﺣــــــــﻮال اﳌـــﻨـــﺎﺧـــﻴـــﺔ، وﺟــــــﺮى ﻧـﻘـﻞ اﳌﻮﻗﻮﻓﲔ اﻷرﺑﻌﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎت، ﻟﻜﻦ ﻇﺮوﻓﻬﻢ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻗﺪ ﺳﺎءت وﺗـــﻮﻓـــﻮا«، ﻗــﺎﻟــﺖ ﻣــﺼــﺎدر ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـــــــ »اﻟــــــﺸــــــﺮق اﻷوﺳـــــــــــــــﻂ«: »ﻫــــﻨــــﺎك ﻣــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﻣـــﺆﻛـــﺪة أن اﳌــﻮﻗــﻮﻓــﲔ اﻟﺴﺒﻌﺔ ﻓــﺎرﻗــﻮا اﻟﺤﻴﺎة ﻓـﻲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻧﺘﻴﺠﺔ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺎت، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻄﻔﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻠﻬﺎ ﺧــــﻼل اﳌــــﺪاﻫــــﻤــــﺎت«. ﻓـــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ، ﻧــــﻔــــﻰ ﻣـــــﺼـــــﺪر أﻣـــــﻨـــــﻲ أن ﻳـــﻜـــﻮن اﳌﻮﻗﻮﻓﻮن اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺬﻳﻦ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ وﻓﺎﺗﻬﻢ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ، وﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ«: »اﺛﻨﺎن ﻣﻨﻬﻢ ﻓــﺎرﻗــﺎ اﻟــﺤــﻴــﺎة ﺑــﻌــﺪ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻋﻠﻰ اﻋــﺘــﻘــﺎﻟــﻬــﻤــﺎ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ أزﻣـــــﺔ ﻗـﻠـﺒـﻴـﺔ، واﺛﻨﺎن ﻛﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺟﺔ وﻓﺎرﻗﺎ اﻟﺤﻴﺎة ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻣﲔ«، ﻣﺸﻴﺮا ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ أن »ﻫﻨﺎك ٧ آﺧﺮﻳﻦ ﻳﺨﻀﻌﻮن ﻟــــﻠــــﻌــــﻼج ﺑــــﻌــــﺪﻣــــﺎ ﻛـــــــﺎن وﺿــﻌــﻬــﻢ ﺣــﺮﺟــﺎ وﻟــﻢ ﻳﺨﻀﻌﻮا ﻟـﻐـﺎﻳـﺔ اﻵن ﻟﻠﺘﺤﻘﻴﻖ«، ﻓﻲ ﺣﲔ أﻋﻠﻦ اﻟﺠﻴﺶ أﻣﺲ ﻋﻦ إﺧﻼء ﺳﺒﻴﻞ ٥١ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻮﻓﻲ ﻋﺮﺳﺎل.
وأﻣﺲ، دﻋﺖ ﻣﻨﻈﻤﺎت ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ دوﻟﻴﺔ وﻣﺤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ إﻟـﻰ إﺟــﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﺗﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﺷﻜﻮك ﺑﻮﻓﺎﺗﻬﻢ ﺗﺤﺖ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﺪاول ﺻﻮرة ﺗﻈﻬﺮ آﺛﺎر ﻛﺪﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻖ أﺣﺪ اﳌﺘﻮﻓﲔ ودﻣﺎء ﻋﻠﻰ أﻧﻔﻪ. وﺟﺎء ﻫﺬا اﻹﻋﻼن ﺑﻌﺪ أﻳــﺎم ﻣـﻦ ﺗـــﺪاول ﺻــﻮرة ﺗﻈﻬﺮ ﻋــﺸــﺮات اﻟــﻨــﺎزﺣــﲔ ﻣــﻤــﺪدﻳــﻦ ﻋﻠﻰ أرض ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺎﻟﺤﺼﻰ وﻫـﻢ ﻋﺮاة اﻟــﺼــﺪور وﻣــﻮﺛــﻮﻗــﻮ اﻷﻳــــﺪي ﺗﺤﺖ اﻟﺸﻤﺲ وﻳﻘﻒ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ.
وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻧــﺎﺋــﺒــﺔ ﻣـــﺪﻳـــﺮ اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻫﻴﻮﻣﺎن راﻳﺘﺲ ووﺗﺶ« ﳌﻰ ﻓﻘﻴﻪ، ﻟــــ»وﻛـــﺎﻟـــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ«: »ﻟـــﻘـــﺪ أﻗــــــﺮوا )اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ( ﺑـﺤـﺼـﻮل اﻟــﻮﻓــﻴــﺎت اﻷرﺑــــﻊ ﻣــﻦ دون اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﳌﻼﺑﺴﺎت اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ذﻟﻚ«. وأﺿﺎﻓﺖ: »ﻧﺤﺚ ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ رﺳﻤﻲ ﺷﻔﺎف وﻣﺴﺘﻘﻞ، وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗــﺒــﲔ ﺣــﺼــﻮل ارﺗـــﻜـــﺎﺑـــﺎت، ﻓﻴﺠﺐ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋﻦ ﻣﻮﺗﻬﻢ«.
وﺳــــﺒــــﻖ ﻟــﻠــﻤــﻨــﻈــﻤــﺔ، ﺑـﺤـﺴـﺐ ﻓﻘﻴﻪ، أن »وﺛﻘﺖ ﺷﻬﺎدات أﺷﺨﺎص ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ أو ﺳﻮء اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓـﻲ ﻋﻬﺪة أﻓــﺮاد اﻟﺠﻴﺶ«. وﺣﺜﺖ »اﻟﻘﻴﺎدة )اﻟﺠﻴﺶ( ﻋﻠﻰ أﺧﺬ ﻫﺬه اﻻدﻋﺎء ات ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﺪ«.
واﺳﺘﺨﺪم ﻧﺎﺷﻄﻮن ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻮن وﻣﻌﺎرﺿﻮن ﺳﻮرﻳﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟــــــﺘــــــﻮاﺻــــــﻞ اﻻﺟـــــﺘـــــﻤـــــﺎﻋـــــﻲ وﺳــــﻢ »ﺻﻴﺪﻧﺎﻳﺎ ﻟﺒﻨﺎن«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ آﻻف اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ اﻟﺬي أﻋﺪﻣﻮا، وﻓﻖ ﻣﻨﻈﻤﺎت ﺣﻘﻮﻗﻴﺔ، داﺧــﻞ اﻟﺴﺠﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻗﺮب دﻣﺸﻖ.