أﻣﻴﻨﺔ ﻏﺎﻟﻲ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺑﻨﺎت ﺟﻴﻠﻬﺎ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮل اﻷﻓﻌﻰ ﻣﻦ رﻣﺰ ﻣﺨﻴﻒ إﻟﻰ أﺷﻜﺎل ﻣﻐﺮﻳﺔ
»اﻷﻓــﺎﻋــﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻓﻲ ﻋـﺎﻟـﻢ اﳌــﺠــﻮﻫــﺮات، وﻻ ﻣﻠﻜﺎ ﻟــﺪار ﺑـﻌـﻴـﻨـﻬـﺎ؛ ﺑـــﻞ ﻫـــﻲ ﻗــﺪﻳــﻤــﺔ ﻋـﺮﻓـﻬـﺎ اﻟﻔﺮاﻋﻨﺔ واﻹﻏﺮﻳﻖ واﻟﺮوﻣﺎن ﻣﻨﺬ ﻗﺪﻳﻢ اﻟــﺰﻣــﺎن«. ﻫﻜﺬا ﺑــﺪأت أﻣﻴﻨﺔ ﻏــﺎﻟــﻲ ﺣـﺪﻳـﺜـﻬـﺎ وﻫـــﻲ ﺗﺴﺘﻌﺮض ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻬﺎ اﻷﺧـﻴـﺮة اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ واﻟـﻜـﺎﺋـﻨـﺎت اﻟـﺤـﻴـﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓﺎﻋﻲ، ﻣﻮﺿﻮﻋﺎت ﻣﺜﻴﺮة ﻓﻴﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻗﻮﻳﺔ، ﺗﺘﻠﻮى ﺣﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺮط أذن ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد، أو ﺗﻨﺎم ﺑﺴﻜﻴﻨﺔ ﺑﲔ اﻷزﻫﺎر ﻋﻠﻰ ﻗـــــﻼدة أو وﺳــــﻂ ﺳـــــﻮار ﻋــﺮﻳــﺾ. ﻛـﺎن رد ﻓﻌﻞ أﻣﻴﻨﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺎ وﻫﻲ ﺗﺸﺮح أن ﻫﺬا اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻟﻴﺲ ﻣﻠﻜﺎ ﻟـﺪار »ﺑﻮﻟﻐﺎري« اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻨﻪ وروج ﻟﻪ ﻋﺎﳌﻴﺎ. ﺻﺤﻴﺢ أن اﻟــﺪار اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﺪع ﻓـﻲ ﻛـﻞ ﻣـﻮﺳـﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻓﺎﻋﻲ أدوار اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ؛ ﺳﻮاء ﻓﻲ ﻣﺠﻮﻫﺮاﺗﻬﺎ أو ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻳــﺪﻫــﺎ وﺑــﺎﻗــﻲ إﻛــﺴــﺴــﻮاراﺗــﻬــﺎ، إﻻ أن ﻫــﻨــﺎك دور ﻣــﺠــﻮﻫــﺮات ﻛﺜﻴﺮة أﺧﺮى ﺗﻌﺸﻖ اﻟﺘﻮاءاﺗﻬﺎ وأﺷﻜﺎل ﺣــــﺮاﺷــــﻔــــﻬــــﺎ. وﻻ ﺗـــﺨـــﻔـــﻲ أﻣــﻴــﻨــﺔ أن ﻣـــﺎ ﺳــﺎﻋــﺪ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺮﺳــﻴــﺦ اﺳــﻢ »ﺑــﻮﻟــﻐــﺎري« ﻣـﺎﻟـﻜـﺎ ﻟــﻬــﺬا اﻟـﺸـﻜـﻞ، ﻧﺠﻤﺎت ﻋﺎﳌﻴﺎت ﻣﻦ ﻋﻴﺎر اﻟﺮاﺣﻠﺔ إﻟﻴﺰاﺑﻴﺚ ﺗـﺎﻳـﻠـﻮر. ﻓﻬﺬه اﻷﺧﻴﺮة ﻣﺜﻼ ﻇﻬﺮت ﺑﺴﺎﻋﺔ »ﺳﻴﺮﺑﺎﻧﺘﻲ« اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻠﻮى ﺳﻮارﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺼﻢ وﻛــﺄﻧــﻪ أﻓـﻌـﻰ ﻧﺎﻋﻤﺔ اﳌﻠﻤﺲ رﻏﻢ ﺣــﺮاﺷــﻔــﻬــﺎ اﻟـــﻮاﺿـــﺤـــﺔ ﻓـــﻲ ﻓـﻴـﻠـﻢ »ﻛـــﻠـــﻴـــﻮﺑـــﺎﺗـــﺮا«، ﻋــــﺪا ﻗــﻄــﻊ أﺧـــﺮى ﻇﻬﺮت ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺪة ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻣـﻴـﻨـﺔ ﻏــﺎﻟــﻲ، ﻓـﺈن ﻫــــﺬا اﻟــﺸــﻜــﻞ ﻣــﻠــﻚ ﺗـــﺎرﻳـــﺨـــﻲ ﻋــﺎم ﻋـﺮﻓـﺘـﻪ ﻣـﺼـﺮ ﻣـﻨـﺬ أﻳـــﺎم اﻟـﻔـﺮاﻋـﻨـﺔ وﺑـــﺮﻋـــﺖ ﻓــﻴــﻪ دار »ﻋــــــﺰة ﻓــﻬــﻤــﻲ« ﻓــﻲ ﻛــﻞ اﻷﺣــــﻮال، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﺗﺆﻛﺪه ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻬﺎ اﻷﺧـﻴـﺮة ﻟﻌﺎم ٧١٠٢. ﺗﻀﻴﻒ أن اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻣﺘﺪاد ﳌﺎ ﺗﻢ ﻃﺮﺣﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ »ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻫﻨﺎ أﻧــﻬــﺎ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ ﺗــﺮﺟــﻤــﺎت ﺟــﺪﻳــﺪة ﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻷﻓﻌﻰ؛ ﺳـﻮاء ﻛﺎﻧﺖ رﻣﺰا ﻟﻠﺨﺼﻮﺑﺔ، أو اﻟﺤﻜﻤﺔ، أو ﺗﻌﻮﻳﺬة ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ... وﻏﻴﺮﻫﺎ«. وﺗﺘﺎﺑﻊ: »أﻋــــﻴــــﺪت ﺻــﻴــﺎﻏــﺔ اﻷﻓــــﻌــــﻰ ﻣـﺜـﻼ ﻟــﺘــﺒــﺪو أﻛــﺜــﺮ رﻗـــﺔ وﻧــﻌــﻮﻣــﺔ. ﻓﻬﻲ ﻟـﺤـﺪ اﻵن ﻻ ﺗـــﺰال ﺗـﺮﻣـﺰ ﻓــﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت إﻣﺎ ﻟﻠﻘﻮة واﻟﺠﻤﺎل، أو اﻟـــﺨـــﻮف واﻟــﺘــﺒــﺠــﻴــﻞ، أو ﻓﻘﻂ ﻟﻠﺨﻴﺮ واﻟﺸﺮ«. ﻫﺬه اﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎت واﻟﺪﻻﻻت اﳌﺘﻀﺎرﺑﺔ أﺛﺎرت ﺧﻴﺎل أﻣــﻴــﻨــﺔ ﻏــﺎﻟــﻲ وﺣــﻔــﺰﺗــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ أن ﺗــﻨــﻘــﺸــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻔــﻀــﺔ واﻟـــﺬﻫـــﺐ ﻧﺎﻋﻤﺔ وﻣﺴﺘﻜﻴﻨﺔ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل أﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻋﻦ اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ أو اﻟﺸﺮ، ﻣـﺴـﺘـﻔـﻴـﺪة ﻣــﻦ ورﺷـــــﺎت واﻟــﺪﺗــﻬــﺎ اﳌﺼﻤﻤﺔ ﻋــﺰة ﻓﻬﻤﻲ وﻣــﺎ ﺗﻮﻓﺮه ﻣﻦ ﺧﺒﺮات وﺣﺮﻓﻴﲔ ﻣﻬﺮة.
أﻣـﻴـﻨـﺔ ﻏــﺎﻟــﻲ ﳌــﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻫـــﻲ اﺑــﻨــﺔ ﻣـﺼـﻤـﻤـﺔ اﳌــﺠــﻮﻫــﺮات ﻋﺰة ﻓﻬﻤﻲ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻨﺎ أﺟﻤﻞ اﻟﺘﺼﺎﻣﻴﻢ اﳌﺴﺘﻮﺣﺎة ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻓﻬﻲ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل أﻣﻴﻨﺔ، ﺗــﻌــﺸــﻖ اﻟــﺸــﻌــﺮ واﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ. ﻛــﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎن أﻣﻴﻨﺔ أن ﺗﻤﺘﻬﻦ أي ﻋﻤﻞ آﺧــــﺮ، ﻟــﻜــﻦ ﺗـﺼـﻤـﻴـﻢ اﳌــﺠــﻮﻫــﺮات ﻛﺎن ﻋﺸﻘﻬﺎ وﺣﻠﻤﻬﺎ، وإﻋﺠﺎﺑﻬﺎ ﺑﻮاﻟﺪﺗﻬﺎ ﻛﺎن داﻓﻌﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺒﺪع وﺗﻔﺮض ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺄﺳﻠﻮﺑﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون أن ﺗﺘﺴﺮع. ﻗﺮرت أن ﺗﺪرس ﻓﻦ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ أﺻﻮﻟﻪ، ﻓﺘﻮﺟﻬﺖ إﻟﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺮﻣﻨﻐﻬﺎم ﺑــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ ﻟــﺘــﺘــﺨــﺼــﺺ ﻓــﻴــﻪ. وﺑــﺎﻟــﻔــﻌــﻞ ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻋــﻠــﻰ ﺷــﻬــﺎدة اﻟــــﺒــــﻜــــﺎﻟــــﻮرﻳــــﻮس ﻓـــــﻲ ﺗــﺼــﻤــﻴــﻢ اﻟﺤﻠﻲ وﺷﻐﻞ اﻟﻔﻀﺔ. ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﺎ واﻟﺪﺗﻬﺎ أﺑﻮاب ورﺷﺎﺗﻬﺎ وﻣــــﻨــــﺤــــﺘــــﻬــــﺎ اﻟــــﻔــــﺮﺻــــﺔ ﻟﻺﺑﺪاع. ﻛﺎن ﺷﺮﻃﻬﺎ أﻻ ﺗﺤﺎول أن ﺗــﻜــﻮن ﻧـﺴـﺨـﺔ ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺑــﻘــﺪر ﻣﺎ أن ﺗﻜﻮن اﻣﺘﺪادا ﻟﻬﺎ. ﻓﻬﻲ ﺗﻔﻬﻢ ﻟﻐﺔ ﺑـﻨـﺎت ﺟﻴﻠﻬﺎ وﻃﻤﻮﺣﺎﺗﻬﻦ أﻛــــــﺜــــــﺮ، ﻟـــــﻬـــــﺬا ﺷـــﺠـــﻌـــﺘـــﻬـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺿــــﺮورة اﻟـﺘـﻌـﺒـﻴـﺮ ﻋــﻦ أﺳـﻠـﻮﺑـﻬـﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن اﻟﺒﻨﺖ اﺣﺘﺮﻣﺖ إرث واﻟـﺪﺗـﻬـﺎ، وﻓــﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺳﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻬﺎ وﻟﻐﺔ ﺑــﻨــﺎت ﺟـﻴـﻠـﻬـﺎ. ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﺤﻔﻨﺎ واﻟــــﺪﺗــــﻬــــﺎ وﻻ ﺗـــــــﺰال ﺑـــﺎﻷﺷـــﻌـــﺎر اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ وﻛـﻠـﻤـﺎت اﻷﻏــﺎﻧــﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺲ ﺷﻐﺎف اﻟﻘﻠﻮب ﻣﻊ إدﺧـﺎل ﺗــﻄــﻮﻳــﺮات ﺟــﺪﻳــﺪة ﺣــﺘــﻰ ﻻ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻄﺐ اﻟﺘﻜﺮار، ﺗﺴﺘﻌﻤﻞ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ وأﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻟﻜﻲ ﺗﺼﻮﻏﻬﺎ ﻓﻲ أﺳـﺎور وﻋﻘﻮد ﻋﻤﻠﻴﺔ وﻣﺮﻧﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺮأة اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓـــــﻲ ﻣـــﻨـــﺎﺳـــﺒـــﺎﺗـــﻬـــﺎ اﻟـــﻴـــﻮﻣـــﻴـــﺔ أو اﻟﺨﺎﺻﺔ.