ﻣﺼﺮﻳﻮن ﻳﺘﻐﻠﺒﻮن ﻋﻠﻰ ارﺗﻔﺎع اﻷﺳﻌﺎر ﺑـ »اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ«
ﺣﱴ اﻷﻏﻨﻴﺎء ﳉﺄوا إﻟﻴﻪ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻣﻨﺬ ﺑﺪء ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﺻﻼح اﻻﻗﺘﺼﺎدي
ﻏــــــﻴــــــﺮت ارﺗـــــــﻔـــــــﺎﻋـــــــﺎت اﻷﺳــــــﻌــــــﺎر اﻟـﺠـﻨـﻮﻧـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺼـﺮ ﺧـﻄـﻂ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب؛ ﺧﺼﻮﺻﴼ اﳌﻘﺒﻠﲔ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟـﺰواج، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜﻠﻮن اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﻓﺌﺔ اﻟﺴﻜﺎن، ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺗﻌﺪاده اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ ٢٩ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ، وذﻟﻚ ﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﳌﺸﺮوع اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻮﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺑﺄﻧﻪ »ﻧﺺ اﻟﺪﻳﻦ«.
»ﻣﻤﻜﻦ أدﻓـﻌـﻬـﻢ ﻣﻘﺪﻣﺔ وأﺷـﺘـﺮي ﻛـــﻞ اﻷﺟــــﻬــــﺰة وأﻗـــﺴـــﻂ اﻟــــﺒــــﺎﻗــــﻲ... ﻫـﻮ دا اﻟـﺤـﻞ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ ﻋـﻠـﺸـﺎن أﻋـــﺮف أﻛﻤﻞ اﻟــــﺠــــﻮاز«. ﺑــﻌــﲔ ﺗــﻜــﺎد ﺗــﺪﻣــﻊ وﺣــﺴــﺮة ﺗﻮﺿﺤﻬﺎ ﻧﺒﺮات ﺻﻮﺗﻪ، ﻳﺤﺎول راﻣﻲ ﻛﻤﻴﻞ اﳌﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ اﻟــﺰواج ﺧﻼل أﺷﻬﺮ، أن ﻳﺠﺪ ﻣﺨﺮج ﻷزﻣـﺘـﻪ ﺑﻌﺪ ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓــﻲ اﻷﺳــﻌــﺎر، ﺿﻤﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﺻﻼح اﻗﺘﺼﺎدي ﻃﺒﻘﺘﻪ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻣﻨﺬ ٤١٠٢.
إﻻ أن ﻛــﻤــﻴــﻞ، اﻧــﺘــﻘــﺪ اﻟــﺒــﺮﻧــﺎﻣــﺞ اﻹﺻﻼﺣﻲ ﺑﻮﺿﻮح، وﻳﻘﻮل إﻧﻪ »ﻋﻄﻞ آﻻف ﻣﺸﺎرﻳﻊ اﻟﺰواج ﻟﻠﺸﺒﺎب اﳌﺼﺮي... وإذا ﻛﺎن أي ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ إﺻﻼﺣﻲ ﻻ ﻳﺮاﻋﻲ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ )ﻳﻘﺼﺪ اﻟﺸﺒﺎب( ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﺎﺷﻞ«.
وﺗــﺤــﺎول اﻟــﺪوﻟــﺔ ﺗـﻮﻓـﻴـﺮ وﺣـــﺪات إﺳﻜﺎن اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻣﺪﻋﻤﺔ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٨١ أﻟﻒ ﺟﻨﻴﻪ ﻟﻮﺣﺪة ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ٠٩ ﻣﺘﺮﴽ، وﻫﺬه اﻷﺳﻌﺎر ﺗﻌﺪ ﺟﻴﺪة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺴﻮق. ﻟﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﺘﺰم زﻳﺎدﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﻷﺧﻴﺮة.
ورﻓـــﻌـــﺖ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﳌــﺼــﺮﻳــﺔ ﻓﻲ ٩٢ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان( اﳌــﺎﺿــﻲ، أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد ﺑﻨﺴﺐ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺘﺠﺎت ﻓﻲ إﻃــﺎر ﺧﻄﺘﻬﺎ ﻹﻋﺎدة ﻫﻴﻜﻠﺔ دﻋﻢ اﳌﻮاد اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ.
وﻫﺬه ﻫﻲ اﳌﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد ﺧـﻼل ٨ أﺷــﻬــﺮ ﺑــﻌـﺪﻣــﺎ رﻓـﻌـﺘـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳـــﻦ اﻟــــﺜــــﺎﻧــــﻲ( اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، ﺑـﻨـﺴـﺐ ﺗـــﺮاوﺣـــﺖ ﺑـــﲔ ٠٣ و٧٤ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻓﻲ إﻃـﺎر ﺧﻄﺔ ﻹﻟﻐﺎء اﻟﺪﻋﻢ ﺑﺤﻠﻮل ٨١٠٢ – ٩١٠٢، وﻓﻘﺎ ﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﺮض ﻗﻴﻤﺘﻪ اﻹﺟﻤﺎﻟﻴﺔ ٢١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر.
وﺷـﻤـﻠـﺖ اﻟـــﺰﻳـــﺎدات أﻳــﻀــﴼ أﺳـﻌـﺎر ﺑــﻴــﻊ اﻟـــﻐـــﺎز اﻟـﻄــﺒـﻴـﻌــﻲ اﳌــﻀــﻐــﻮط إﻟــﻰ اﳌـــﻨـــﺎزل ﻟـﺘـﺮﺗـﻔـﻊ ﺑـﻨـﺴـﺐ ﺗـــﺮاوﺣـــﺖ ﺑﲔ ٥٫٢١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ و٣٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻛﻤﺎ رﻓﻌﺖ ﺳﻌﺮ اﻟﺴﻮﻻر ﻧﺤﻮ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟﻠﺘﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﺑﻨﺴﺐ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﺗــــﻘــــﻮل اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﳌـــﺼـــﺮﻳـــﺔ إن رﻓـﻊ اﻟﺪﻋﻢ ﺳﻴﻮﻓﺮ آﻻف ﻓـﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﳌﺸﺎرﻳﻊ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺤﺴﲔ ﻣﺴﺘﻮى اﳌـﻌـﻴـﺸـﺔ. إﻻ أن راﻣــــﻲ ﻛـﻤـﻴـﻞ، اﻟـﺸـﺎب اﳌﺼﺮي اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢٣ ﻋﺎﻣﴼ، وﻣﻦ ﻣﺜﻠﻪ، ﻟﻬﻢ آراء ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺒﺮرﻫﺎ وﺿﻌﻬﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺼﻌﺐ، وﺑــﻨــﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻳـﻘـﻮل ﻛـﻤـﻴـﻞ: »اﻟـﺒـﺮﻧـﺎﻣـﺞ اﻹﺻـــﻼﺣـــﻲ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي ﻳــﻘــﻒ ﻋـﺎﺋـﻘـﴼ أﻣﺎم ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺣﻼﻣﻲ وﻣﺴﻴﺮة ﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ«.
وﻣـــﻦ ﻛـــﺎن ﻳــﺪﺧــﺮ ٠١ آﻻف ﺟﻨﻴﻪ ﻟـــــﻠـــــﺰواج ﻓـــــﻲ ﻣــــﺼــــﺮ، ﻟـــــﺸـــــﺮاء اﻟــﺴــﻠــﻊ اﻻﺳـــﺘـــﻬـــﻼﻛـــﻴـــﺔ )ﺛـــــﻼﺟـــــﺔ وﺑــــﻮﺗــــﺎﺟــــﺎز وﺳـﺨـﺎن وﺗﻠﻔﺰﻳﻮن وﻏـﺴـﺎﻟـﺔ(، ﻓﻌﻠﻴﻪ دﻓﻊ ﻫﺬا اﳌﺒﻠﻎ ﻓﻲ واﺣﺪ أو اﺛﻨﲔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷﺟﻬﺰة، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻓﺘﺢ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ »اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ«؛ أي دﻓﻊ ﻣﻘﺪم وﺑﺎﻗﻲ اﳌﺒﻠﻎ ﻳﺘﻢ دﻓﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪد أﺷﻬﺮ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻓﺎﺋﺪة ﻣﺤﺪدة.
وﻧـــــــﻈـــــــﺎم اﻟــــﺘــــﻘــــﺴــــﻴــــﻂ ﻣـــــﻌـــــﺮوف وﻣﺘﺪاول ﺑﲔ اﳌﺼﺮﻳﲔ ﻣﻨﺬ زﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، ﻋــﻠــﻰ ﻧــﻄــﺎق ﺿــﻴــﻖ، إﻻ أن ارﺗــﻔــﺎﻋــﺎت اﻷﺳﻌﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻨﻮﻧﻲ، ﻣﻊ ﻋﺪم إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓـﻲ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧــﻰ ﻟـﻸﺟـﻮر، أدى إﻟــﻰ اﻧـﺘـﺸـﺎره ﻋﻠﻰ ﻧـﻄـﺎق واﺳــﻊ وﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻓﺌﺎت اﳌﺼﺮﻳﲔ.
واﻧـــﻔـــﻌـــﻞ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــﻔــﺘــﺎح اﻟـــﺴـــﻴـــﺴـــﻲ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧــــﺎﺋــــﺐ ﻓـــــﻲ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟـــﻨـــﻮاب، ﻓـــﻲ آﺧـــﺮ ﺷــﻬــﺮ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــﺎر( اﳌـﺎﺿـﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻷﺧـﻴـﺮ رﻓﻊ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧـﻰ ﻟﻸﺟﻮر أو ﺗﺄﺟﻴﻞ زﻳﺎدة اﻷﺳﻌﺎر ﻗﻠﻴﻼ. ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: »اﻧﺖ ﻣﲔ؟... اﻧﺖ دارس اﳌﻮﺿﻮع اﻟﻠﻲ ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ... اﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ دوﻟﺔ ﺗﻘﻮم وﻻ ﺗﻔﻀﻞ ﻣﻴﺘﺔ« ﺑﺘﻬﺠﻢ وﻏﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪﻳﻦ أﺳﻜﺘﺎ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋــﻦ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ. وﺗـﺘـﺨـﻄـﻰ ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻟﻔﻘﺮ ﻓــﻲ ﻣـﺼـﺮ ٠٣ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﺑﺤﺴﺐ آﺧـﺮ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﻓـﻲ ﻋــﺎم ٥١٠٢؛ أي ﻗﺒﻞ اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت اﳌﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﻌﺎر، ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ رﻛﻮد ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق.
وﺑــــــــﻠــــــــﻎ اﻟـــــﺘـــــﻀـــــﺨـــــﻢ اﻟـــــﺴـــــﻨـــــﻮي اﻷﺳﺎﺳﻲ، اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺳﻠﻌﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺨﻀﺮاوات ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻘﻠﺒﺎت اﻟﺤﺎدة ﻓﻲ أﺳﻌﺎرﻫﺎ، ٧٥٫٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ اﳌﺎﺿﻲ اﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻣﻦ ٦٠٫٢٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﳌﺎﺿﻲ، وﺳﻂ ﺗﻮﻗﻌﺎت رﺳﻤﻴﺔ ﺑﺎرﺗﻔﺎع ﻣﻌﺪل اﻟﺘﻀﺨﻢ ﺑﻨﺤﻮ ٣ - ٥٫٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ وﻓﻘﴼ ﻟــﺘــﻘــﺪﻳــﺮات اﻟــﺠــﻬــﺎز اﳌــﺮﻛــﺰي ﻟﻠﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻹﺣﺼﺎء.
ورﻓﻊ اﻟﺒﻨﻚ اﳌﺮﻛﺰي اﳌﺼﺮي ﻳﻮم اﻟـﺨـﻤـﻴـﺲ أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻔــﺎﺋــﺪة ٠٠٢ ﻧﻘﻄﺔ أﺳــــــــﺎس، ﻟــﺘــﺼــﺒــﺢ ٥٧٫٨١ ﻓــــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻹﻳـــــﺪاع و٥٧٫٩١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻗﺮاض، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ ﻣــﻨــﺎخ اﻻﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر وﻣﺠﺘﻤﻊ اﻷﻋــﻤــﺎل، وﻳﻀﺮ اﻟﻔﺌﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺘﺄﺛﺮ اﻟﺸﺮﻛﺎت واﳌﺼﺎﻧﻊ ﺳﻠﺒﴼ ﺑﻬﺬه اﻹﺟـــــــــﺮاءات، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻳــﺒــﺮر »اﳌـــﺮﻛـــﺰي« ﺗﺤﺮﻛﻪ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻛﺒﺢ اﻟﺘﻀﺨﻢ.
وأﻗﺮت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﺰﻣﺔ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎت ﻟﻠﻀﻤﺎن اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻟـــﻀـــﻐـــﻮط ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــــﺤـــــﺪودي اﻟـــﺪﺧـــﻞ، ﻛـــﺎن أﺑــﺮزﻫــﺎ زﻳــــﺎدة اﻟــﺪﻋــﻢ اﳌﺨﺼﺺ ﻟــﺒــﻄــﺎﻗــﺎت اﻟــﺘــﻤــﻮﻳــﻦ ﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ ﺗـﺘـﻌـﺪى ٠٠١ ﻓــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ، وﺻــــﺮف ﻋــــﻼوة ﻏــﻼء اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻌــﺎﻣــﻠــﲔ ﺑـــﺎﻟـــﺪوﻟـــﺔ ﻣـﻦ ﻏـــﻴـــﺮ اﳌـــﺨـــﺎﻃـــﺒـــﲔ ﺑــــﻘــــﺎﻧــــﻮن اﻟـــﺨـــﺪﻣـــﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ، ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﺟﺮ اﻷﺳﺎﺳﻲ. وزﻳﺎدة اﳌﻌﺎﺷﺎت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﺧــــــــﻼل اﺳـــﺘـــﻘـــﺼـــﺎء ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳــﻂ« ﻓﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ اﳌﺼﺮي، اﺗــﻔــﻘــﺖ ﻣـﻌـﻈـﻢ اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت ﻋــﻠــﻰ وﺟـــﻮد ﺣﺎﻟﺔ ﺷﺒﺔ رﻛﻮد ﻓﻲ اﻟﺴﻮق، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﻌﺪ زﻳــﺎدة اﻷﺳـﻌـﺎر اﻷﺧـﻴـﺮة، ﻣﻤﺎ زاد اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻨﻈﺎم »اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ«.
ﻣﺤﻤﺪ ﺧﻄﺎب، ﻣﺪﻳﺮ اﳌﺸﺮوﻋﺎت اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ ﻓــﻲ »ﺑــﻲ ﺗـــﻚ«، إﺣــﺪى ﻛــﺒــﺮى اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﻌــﺎﻣــﻠــﺔ ﻓـــﻲ ﻗـﻄـﺎع اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ ﻓـﻲ ﻣﺼﺮ، ﻗﺎل إن »أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺑﻴﺎﻧﺎت اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮن ﺑﻨﻈﺎم اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ ﻟﺪﻳﻨﺎ«، وﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ »وﺟﺪﻧﺎ أن ﻣﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺴﺘﺤﻮذون ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﻛـﺒـﺮ ﻓﻲ اﻹﻗـﺒـﺎل ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ... اﻷﻣـﺮ اﻟـــــﺬي ﺟــﻌــﻠــﻨــﺎ ﻧـــﻄـــﻮر ﻧـــﻈـــﺎم ﺗـﻘـﺴـﻴـﻂ إﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﴼ«.
وأوﺿـــﺢ ﺧـﻄـﺎب أن »ﻧﺴﺒﺔ ﻧﻤﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺑﻠﻐﺖ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺷﻬﺮﻳﴼ« وذﻟــﻚ ﻣﻨﺬ إﻧﺸﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺿﺢ أن ﺣﺠﻢ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ ﻣــــﻦ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب، ﺑـــﺎﻋـــﺘـــﺒـــﺎر أن ﻏــﺎﻟــﺒــﻴــﺔ اﳌﺘﻌﺎﻣﻠﲔ، إن ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ، ﻣﻦ ﻓــﺌــﺔ اﻟــﺸــﺒــﺎب، ﻳـﻨـﻤـﻮ ﺳــﻨــﻮﻳــﴼ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗــﺼــﻞ إﻟـــﻰ ٠٦٣ ﻓــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ. وﺑـﺠـﺎﻧـﺐ اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ، اﺑﺘﻜﺮت ﺷﺮﻛﺔ »إﻟﻜﺘﺮوﻟﻜﺲ ﻣـــﺼـــﺮ«، ﻧــﻈــﺎم »ﺑـــﺎﻧـــﺪل« اﻟــــﺬي ﻳﺘﻴﺢ ﻟﻠﺸﺒﺎب اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻊ ﻣﺠﺎﻧﺒﺔ ﻋﻨﺪ ﺷﺮاﺋﻪ ﺳﻠﻌﺔ اﺳﺘﻬﻼﻛﻴﺔ ﻣﺤﺪدة، وذﻟــﻚ ﻟﻠﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻛـﻮد ﻓـﻲ ﻗﻄﺎع اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ.
وﺣﻮل اﳌﺤﺎﻓﻈﺎت أو اﳌﺪن اﻷﻛﺜﺮ ﺗـــﻌـــﺎﻣـــﻼ ﺑــﻨــﻈــﺎم اﻟــﺘــﻘــﺴــﻴــﻂ، ﻓــﺎﺟــﺄﻧــﺎ ﺧﻄﺎب ﺑﻮﺟﻮد ﻣـﺪن وأﺣـﻴـﺎء ﺗﺼﻨﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ »راﻗﻴﺔ«؛ إذ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﻔﺌﺔ اﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻣــﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ رﺟــﺎل أﻋــﻤــﺎل وﻣﺸﺎﻫﻴﺮ ووزراء ﺳــــﺎﺑــــﻘــــﲔ، ﻣــــﺜــــﻞ اﻟــــﻘــــﺎﻫــــﺮة اﻟﺠﺪﻳﺪة، اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺣﻲ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﺨﺎﻣﺲ ذا اﻟﻔﻴﻼت واﻟﺸﻘﻖ اﻟﻔﺎﺧﺮة، ﺷﺮق اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻗﺎﺋﻼ: »دﺧﻠﺖ ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ«.
وﺗــﺎﺑــﻊ ﺧــﻄــﺎب: »اﻟـﻔـﺌـﺎت اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ )اﻷﻏﻨﻴﺎء( ﺑـﺪأوا اﻟﺘﻘﺴﻴﻂ ﺑﻌﺪ زﻳﺎدة اﻷﺳــﻌــﺎر وﺛـﺒـﺎﺗـﻬـﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻲ )ﺑﻌﺪ اﺳـﺘـﻘـﺮار اﻟـــﺪوﻻر ﻧـﺴـﺒـﻴـﺎ(... ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﺬﺑﺬب اﻷﺳﻌﺎر ﻳﻔﻀﻠﻮن اﻟﻜﺎش، ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺘﺨﻮﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﻦ ارﺗﻔﺎﻋﺎت ﻻﺣﻘﺔ«.
وﺗﺘﺄرﺟﺢ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺠﻨﻴﻪ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﺑﲔ ٨١ ﺟﻨﻴﻬﺎ ﻟﻠﺪوﻻر اﻟﻮاﺣﺪ، ﻣﻊ زﻳﺎدﺗﻬﺎ