مصادر أميركية: قطر تهربت من توقيع اتفاقية منع تمويل الإرهاب... وعادت إليها بعد الأزمة
أنــهــت دولـــة قـطـر ٤٠ يــومــاً منذ بدء مقاطعة الـدول الأربـع لها، دون تقدم يذكر في حل الخلاف المتصاعد خلال الفترة الماضية، مستمرة بذلك في إفشال كل المبادرات والوساطات لإنــــهــــاء الأزمـــــــــة. وعـــلـــى الــــرغــــم مـن توقيعها أخيراً على اتفاقية لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة، فإن تصريحات مسؤوليها ما زالت تناقض مبدأ الاتفاقية.
وعــــلــــمــــت »الـــــــشـــــــرق الأوســــــــــط« مــن مــصــدر أمــيــركــي رفــيــع أن قطر رضـخـت، بالتوقيع على الاتفاقية، بعد تصاعد أزمتها مـع شقيقاتها الـــــدول الـخـلـيـجـيـة ومــصــر. وكـانـت هــذه الاتـفـاقـيـة الـتـي وقـعـت مـن قبل وزيــري خارجية البلدين، الأسبوع المــاضــي، مــعــروضــة أمــــام قـطـر منذ أمـد طـويـل، لكنها كانت تماطل في توقيعها، حسب المـصـدر الأميركي الرفيع. وأوضح المصدر أن الاتفاقية تم عرضها على الدوحة منذ عام... وقـبـل بــدء الأزمــــة مــع الــــدول الأربــع بأسبوعين أو أكثر، »إلا أن المسؤولين في قطر تساهلوا في ذلك ولم يأخذوا مخرجات القمة الإسلامية - الأميركية فـــي الــــريــــاض عــلــى مــحــمــل الــجــد«. وأضاف: »رأت السلطات في الدوحة أن توقيع هذه الاتفاقية قد يكون حلاً مرضياً بعد انـدلاع أزمتها مع دول الجوار على الرغم من تساهلها في توقيع الاتفاقية في البداية، كما أن مـوقـف واشـنـطـن مـن هــذه الاتفاقية يـتـمـثـل بــوقــف جـمـيـع سـبـل تـمـويـل الإرهـــاب، ودعــم الوساطة الكويتية لحل الأزمة، ويجب أن يتغير السلوك القطري«.
وأشـارت المصادر إلى أن ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأميركي سعى بكل حـرص من خـلال جولاته الأخيرة في الخليج إلى إنهاء الأزمة بـين قطر وشقيقاتها الــدول الأربـع، وهو بذلك يؤكد موقف في واشنطن بعدم قبول تمويل الإرهاب فيما هي تــحــاربــه، مبيناً أن تـيـلـرسـون على اتـــصـــال دائـــــم بــالــرئــيــس الأمــيــركــي دونـالـد تـرمـب فـي حـل الأزمـــة، الـذي أجرى بدوره عدة اتصالات مع زعماء تلك الدول لدعم مسيرة تيلرسون في الخليج.
وتـــطـــور المـــوقـــف الأمـــيـــركـــي مـن الأزمـــة الـقـطـريـة أخـيـراً بـعـد أن لـوّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي عـلـى قـنـاة »ســي بـي إن« المـحـافـظـة، بـنـقـل قــاعــدة »الــعــديــد« الـعـسـكـريـة الأميركية من قطر التي تضم نحو ١١ ألف عسكري إلى أي مكان آخر، إذا لم تلتزم الدوحة بوقف تمويل الإرهاب، مـــشـــدداً عــلــى ذلــــك بــالــقــول: »يـجـب عــلــى قــطــر وقــــف تــمــويــل الإرهــــــاب، ونــريــد تـجـويـع الــوحــش، والـوحـش هـو الإرهــــاب«. واعـتـبـر تـرمـب خلال حـديـثـه، أن هـنـاك ١٠ دول سترحب بــاحــتــواء الــقــاعــدة الأمــيــركــيــة على أراضيها والتكفل الكامل بتكاليفها المالية، مشيراً إلى أنه على وفاق مع وزيـــر خـارجـيـتـه تـيـلـرسـون فــي حل الأزمة، إلا أنهم مختلفون في التعبير عنها.
يذكر أن يوسف العتيبة السفير الإمــــاراتــــي فـــي واشــنــطــن، أفــــاد في تصريحات سابقة الشهر المـاضـي، بــأنــه كـــان عــلــى اتـــصـــال عـــدة مـــرات مــع الـجـنـرال جيمس مـاتـيـس وزيــر الدفاع الأميركي ليؤكد له أن القاعدة العسكرية الأميركية في قطر بالعديد لن تتأثر من هذه الأزمة، مشيراً إلى أن الإجـــــراء ات الخليجية ضــد قطر لـيـسـت مــحــاولــة لـتـحـريـك الــقــاعــدة، ومـلـمـحـاً إلــــى قــــدرة الإمـــــــارات على احـتـواء الـقـاعـدة الأميركية فـي حال طلبت واشنطن ذلك، »ولكن إذا طلب أحــد مـنـا ذلــك فـسـنـكـون مستعدين لإجراء هذه المحادثة.«