»حماس« تبحث عن موطئ قدم في الجزائر
أبو زهري قدم طلباً لفتح مكتب رسمي للحركة ولم يتلق رداً بعد
قــالــت مـــصـــادر فـلـسـطـيـنـيـة مــطــلــعــة لـــــ »الــــشــــرق الأوســــــــط،« إن حــــركــــة حــــمــــاس تــبــحــث عـن موطئ قـدم لها في الجزائر، من بـــين خـــيـــارات أخــــرى مــطــروحــة، لاستيعاب قـادة الحركة، بعدما خـــــرج مـعـظـمـهـم مـــن الـعـاصـمـة الـقـطـريـة الــدوحــة، وتــوزعــوا في بلدان مختلفة.
وبــــحــــســــب المــــــــصــــــــادر، فــــإن الـجـزائـر تلقت طلبا رسـمـيـا من الـحـركـة، لإقــامــة مـكـتـب تمثيلي لـــهـــا فـــــي الـــعـــاصـــمـــة الـــجـــزائـــر، واستضافة عدد من قادة الحركة، لكنها لم ترد على الطلب.
وأكــدت المـصـادر، أن الحركة الـتـي يـتـوزع قـادتـهـا الــيــوم، بين غـزة ولبنان وماليزيا وقـطـر، لا تــريــد أن تـحـصـر تــواجــدهــا في بـلـد واحـــد، وتـسـعـى إلــى تـوزيـع مـسـؤولـيـهـا وتـخـفـيـف الـضـغـط عــن أي دولــــة، بـتـواجـد عــدد أقـل من قادتها فيها. وأضافت، بعد تـجـربـة سـوريـا وقـطـر، وتـجـربـة أخرى في تركيا، لا تريد الحركة تـركـيـز ثـقـلـهـا الـسـيـاسـي فــي أي بلد عربي. لذلك اختارت أن يبقى رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، فـي قطاع غـزة، حتى يصبح القطاع مركز الثقل لــحــمــاس، عـلـى أن يــتــوزع بقية قادتها في دول مختلفة، بحيث لا يشكل وجودهم أي عبء أو يدل على وجود تنظيم.
وكان سامي أبو زهري، وهو نــاطــق بــاســم حـــمـــاس، يـتـواجـد حاليا في الجزائر، قد أكد رغبة قــيــادات فــي الـحـركـة فــي الإقـامـة هناك. وقد طلب من الجزائر قبل أشهر عدة، افتتاح مكتب للحركة، وتــواجــد قــــادة آخــريــن، لـكـنـه لم يتلق ردا رسميا.
وقـالـت المـصـادر، إن حماس تـخـطـط لأن يـتـواجـد أبــو زهــري بداية في الجزائر، ويفتتح مكتبا للحركة هناك، ثم يلتحق به عدد من قادة حماس.
وبــحــســب أبــــو زهـــــــري، فــإن الــــحــــركــــة تـــقـــدمـــت بـــطـــلـــب إلـــى السلطات الجزائرية لإقامة قادة لـهـا هــنــاك، قـبـل وقـــت قـلـيـل من اندلاع أزمة الخليج.
وقــال أبــو زهــري فـي حديث لمــنــتــدى (الــــشــــروق) الــجــزائــري، »عـلـى المـسـتـوى الـشـخـصـي، أنـا تقدمت بطلب للإقامة في الجزائر، والــســلــطــات الــجــزائــريــة وعـــدت بـــدراســـة الــطــلــب والــنــظــر فــيــه.« وأضــــاف أبـــو زهــــري، »إن رجــال المقاومة يتشرفون باحتضانهم في مهد الثورة والحرية.«
ويـتـوزع قـادة حماس الذين كانوا في قطر، حاليا، بين لبنان وماليزيا، وبقيت قلة قليلة منهم فــي قــطــر، بـيـنـهـا رئــيــس المـكـتـب السياسي السابق لحماس خالد مشعل.
وكانت قطر طلبت قبل قرار المــقــاطــعــة الــعــربــيــة، مـــن بـعـض قـيـادات حماس مـغـادرة الدوحة ومـــــــن الـــبـــقـــيـــة عـــــــدم اســـتـــخـــدام أراضـــيـــهـــا بـــــأي شــكــل لـتـوجـيـه أي نـشـاط ضـد إسـرائـيـل. وأبـلـغ آنـــــــذاك مـــســـؤول كــبــيــر فـــي قـطـر قـيـادة حـمـاس بــأن عليهم تفهم التطورات السياسية في المنطقة.
ولم يكن هذا الطلب مفاجئا لحماس التي تلقت طلبا مماثلا لـه مـن تـركـيـا قـبـل أكـثـر مـن عـام، عــنــدمــا ركـــــزت إســـرائـــيـــل حـمـلـة إعلامية ضد القيادي في الحركة صـالــح الـــعـــاروري، بـعـد اتـهـامـه بـتـوجـيـه أنـشـطـة ضــد إسـرائـيـل انـطـلاقـا مـن الضفة الـغـربـيـة، ما اضــطــر تــركــيــا إلــــى الــطــلــب مـنـه المغادرة.
ونفت حماس أنه طلب منها المـــغـــادرة، وقــالــت إنــهــا اخــتــارت أن يتحرك قادتها في الساحات المـــخـــتـــلـــفـــة وفـــــــق مـــــا تــقــتــضــيــه مــصــلــحــة الـــعـــمـــل بـــعـــد إجـــــــراء الانتخابات الأخيرة.
وتـدرك حماس أن خياراتها بعد قطر أصبحت صعبة للغاية، فقد خسرت الحركة مقرها الدائم والطويل في سـوريـا، كما فقدت تركيا بسبب ضغوط إسرائيلية ومـــــن حــلــف الـــنـــاتـــو، ويـصـعــب عــلــيــهــا أن تــــذهــــب إلــــــى إيــــــران مغامرة برصيدها السني، فيما لا يعتقد أن تفتح مصر ذراعيها لـحـمـاس لــلإقــامــة فـيـهـا، بسبب الصراع الكبير مع تنظيم الإخوان المسلمين.
واخـــــــتـــــــارت حـــــمـــــاس جــعــل قيادتها المركزية في قطاع غزة، وأرسلت مسؤولين عسكريين إلى لـبـنـان، وبـعـضـهـم إلــى مـالـيـزيـا، وتخطط من أجل استقرار البعض في الجزائر.