جهود توحيد المعارضة في الغوطة تفشل بموازاة مساعي النظام لقضم مناطقها
٦٠ طناً من مواد صنع الذخائر أبرز العقد العالقة بين »جيش الإسلام« و»فيلق الرحمن«
فـــشـــلـــت المـــــــبـــــــادرة الأخـــــيـــــرة لـتـوحـيـد الــفــصــائــل فـــي الـغـوطـة الــشــرقــيــة لــدمــشــق، إثــــر تـشـكـيـك (فـيـلـق الــرحــمــن) بــنــوايــا (جـيـش الإســــلام)، ومطالبته بـحـلّ العقد الـعـالـقـة بـيـنـهـمـا جــــراء الاقـتـتـال الـداخـلـي فـي الـغـوطـة قبل أشهر،
ّ فـي وقــت يـكـثـف الـنـظـام الـسـوري هجماته على محاور في المنطقة مصحوبة بقصف عنيف بالطيران والمـدفـعـيـة، سعياً لتقليص رقعة وجود المعارضة.
ولـــــــم يـــفـــلـــح إعـــــــــلان (جـــيـــش الإسلام) أول من أمس بحلّ نفسه، والمـوافـقـة عـلـى مــبــادرة »المـجـلـس الـعـسـكـري فــي دمــشــق وريــفــهــا«، بــإنــهــاء الانـــقـــســـام بـــين الــطــرفــين والتوحد ضمن »جيش موحّد« في الغوطة، و»القتال في صف واحد لمــنــع الــنــظــام مـــن قــضــمــهــا«، كما قـالـت مـصـادر مدنية فـي الغوطة الـشـرقـيـة لـدمـشـق. وشـكـك (فيلق الـرحـمـن)، وهــو أبــرز التشكيلات المـقـاتـلـة فــي الـقـطـاع الأوســــط في الغوطة، بنوايا (جيش الإسـلام)، وهو أبرز التشكيلات وأكبرها في قطاعي المرج وأوتوستراد دمشق – حمص الدولي، ما عرقل فرصة تنفيذ المبادرة الأخيرة للتوحد.
وقـــــــــال مـــــصـــــدر فـــــي (جـــيـــش الإســـــــــــلام) إن المــــــبــــــادرة »تــنــهــي انـقـسـامـاً طــال أمـــده فــي الـغـوطـة، وتــســاهــم فـــي تــوحــيــد الـجـبـهـات ومـــنـــع اســـتـــغــلال الـــنـــظـــام لـعـزلـة القطاعات عن بعضها في الغوطة للتقدم فيها واسـتـفـراد الفصائل فيها«، لافتاً إلى أن »خطة التوحيد تنهي التشتت، وتستجيب لمطالب ســكــان الــغــوطــة الــذيــن تـــــأذوا من الانـــقـــســـام والاقـــتـــتـــال الــداخــلــي، ويطالبون بالتوحد .«
وكان »جيش الإسلام« أكد في بـيـان أصــــدره، أول مـن أمـــس، أنـه موافق على المـبـادرة التي أطلقها المــجــلــس الــعــســكــري فــــي دمــشــق وريــفــهــا بــقــيــادة الــعــقــيــد الــركــن الطيار »عمار النمر« قبل أسبوع، لإنهاء الأزمة في الغوطة الشرقية، مــعــربــاً عـــن اســـتـــعـــداده لـلـتـعـاون الكامل في سبيل إنجاح المبادرة. وتنص مبادرة المجلس العسكري على »حـل التشكيلات العسكرية في الغوطة، والعمل على معالجة كـــل فــكــر دخــيــل يـــعـــارض مــبــادئ الــثــورة وتـشـكـيـل جـسـم عـسـكـري واحـد للغوطة يكون نـواة لجيش سوري وطني موحد، ويتم تعيين قائد عـام لهذا الجيش بناء على شروط ومواصفات محددة يتفق عــلــيــهــا، إضــــافــــة إلــــــى حــــل كــافــة المـــؤســـســـات المـــدنـــيـــة والــخــدمــيــة وإعــادة هيكلتها فـي جسم واحـد بمشاركة الجميع. وإعـادة هيكلة أجهزة القضاء والشرطة والهيئة الــشــرعــيــة بــمــا يـضـمـن المـصـلـحـة الـعـامـة للغوطة وأهـلـهـا، وحصر كافة القضايا والخلافات العالقة ضمن ملف واحد ويحال هذا الملف إلى جهة مهنية«.
لكن (فيلق الرحمن)، رأى في إعــلان (جـيـش الإســلام( »محاولة جديدة للمزايدة الإعلامية الفارغة والتهرب من رد الحقوق وتحمُل مـسـؤولـيـة الاعــتــداء عـلـى الغوطة الـشـرقـيـة وبــلــداتــهــا«، مـعـتـبـراً أن (جــيــش الإســـــلام( »شــكــل مجلساً عـسـكـريـاً وأنــفــق عـلـيـه لـيـتـبـع له بـشـكـل مـبـاشـر ويـتـلـقـى ضـبـاطـه رواتبهم الشهرية من مالية جيش الإســــلام مـثـلـهـم مـثـل عــنــاصــره«، متهماً الفصيل »باستثمار الكثير من المنظمات والهيئات التي قام بتشكيلها فــي مـنـاطـق سيطرته لتكون واجهة يستخدمها بأسماء وشعارات جديدة«.
وقـــال المـتـحـدث بـاسـم (فيلق الـرحـمـن) لــ »الـشـرق الأوســـط«، إن (جيش الإسلام) قام بالمبادرة »بعد تلمسه تراجعه شعبياً«، واصفاً ما قام به بـ »المزايدات ليتهرب من المواجهة ويتهرب من استحقاقات عـلـيـه«، أبــرزهــا الـقـضـيـة الـعـالـقـة بينهما وهـي »إعــادة ٦٠ طنا من المــــواد الــخــام الــتــي تـسـتـخـدم في الصناعات العسكرية والمتفجرات والـــقـــذائـــف، اســتــولــى عـلـيـهـا من مخازن فيلق الرحمن خلال الحملة الأخــــيــــرة عــلــى مـــقـــرات الــفــيــلــق،« بحسب ما قال علوان.
وتــنــقــســم الــغــوطــة الـشـرقـيـة فعلياً إلــى أربـعـة قـطـاعـات، حيث ينتشر (فيلق الرحمن) في القطاع الأوسط على جبهات جوبر وعين تـرمـا وكفربطنا وعـربـين وصـولاً إلى أطراف حمورية، بينما تتركز عـنـاصـر (أحــــرار الــشــام) و»جبهة الـنـصـرة« فـي جبهة حـرسـتـا، في وقت ينتشر فيه (جيش الإسـلام) الـــذي يـتـخـذ مــن دومـــا قــاعــدة لـه، على جبهتين، هـي المــرج، وجبهة أوتـــــوســـــتـــــراد دمــــشــــق – حـمـص الدولي.
وبـــيـــنـــمـــا يــــــحــــــاول الـــنـــظـــام اقــتــحــام عــين تــرمــا لـفـصـل جـوبـر عن محيطه، قالت مصادر (جيش الإسـلام) إن قواتها لم تشارك في القتال منعاً لأي اقتتال داخلي مع (فـيـلـق الـرحـمـن)، وتـقـدم المـــؤازرة عـبـر إطــــلاق مــعــارك عـلـى أطـــراف الغوطة فـي الجبهتين التابعتين لــجــيــش الإســـــــلام لإشـــغـــال قـــوات الـنـظـام وتخفيف انـدفـاعـهـا نحو جوبر وعين ترما.
لــكــن (فــيــلــق الــرحــمــن) يـؤكـد بحسب علوان، أنـه لا يحتاج إلى المـــــــؤازرة، مـشـيـراً إلـــى أن (جـيـش الإســلام) يخوض مـعـارك دفاعية لصد تقدم النظام إلى الغوطة منذ مـطـلـع الـشـهـر الـحـالـي عـبـر ثـلاث جبهات.
وانـــدلـــعـــت اشــتــبــاكــات أمــس فـي منطقة حـوش الـضـواهـرة في الـغـوطـة الشرقية بعد أن قصفت قوات النظام السوري بلدة أوتايا بمنطقة المرج، ترافقت مع سقوط عدة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض على المنطقة.
وجــاء ذلــك إثــر هـجـوم شنته قـوات النظام في المنطقة، بحسب ما أفـاد (المرصد السوري لحقوق الإنــســان)، الــذي أشــار إلــى تنفيذ الــــطــــائــــرات الــحــربــيــة ٧ غـــــــارات، اسـتـهـدفـت بــثــلاث مـنـهـا مـنـاطـق في أطراف بلدة حوش الضواهرة وأماكن أخرى في بلدة النشابية، بمنطقة المرج، في حين استهدفت ببقية الــغــارات مـنـاطـق فــي بلدة الشيفونية المحاذية لدوما وأماكن في أطرافها.
وأضــــــــــــــــــــــــــــــــــاف : »تــــــــــــجــــــــــــددت الاشـتـبـاكـات بـوتـيـرة عـنـيـفـة بين قــوات النظام المدعمة بالمسلحين المــوالــين لـهـا مــن جـهـة، ومـقـاتـلـي جـيـش الإســـــلام مــن جـهـة أخـــرى، عــلــى مـــحـــاور فـــي جــبــهــة حــوش الــضــواهــرة، إثـــر هــجــوم مــن قبل قوات النظام في محاولة لتحقيق تـقـدم فــي المـنـطـقـة، حـيـث تـرافـقـت الاشــتــبــاكــات مــع قـصـف مـتـبـادل بين طرفي القتال، وقصف لقوات الــنــظــام عــلــى مــنــاطــق فــي حــوش الضواهرة ومحيطها .«
كما أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بعد منتصف ليل الـسـبـت - الأحـــد مـنـاطـق فــي حي التضامن جنوب العاصمة.