»الجيش الحر« ينتزع مناطق في البادية السورية من قوات الأسد
النظام يسيطر على حقول نفط من »داعش« في الرقة
تمكن الجيش الحر، أمـس، من السيطرة على مناطق فـي البادية الــســوريــة فــي هـجـوم مـفـاجـئ على مواقع قوات الأسد وميليشياته في المـنـطـقـة، فــي الــوقــت الـــذي تحدثت تقارير إعلامية عن سيطرة جيش النظام الـسـوري المـدعـوم بضربات جـويـة روسـيـة عنيفة على سلسلة مــن آبــــار الـنـفـط فــي جــنــوب غـربـي مـحـافـظـة الــرقــة، الـسـبـت، فــي حين يـــخـــوض مـسـلـحـو تـنـظـيـم داعـــش معارك للدفاع عن الأراضي المتبقية لهم في البلاد.
وقـــــال لـــــواء شـــهـــداء الـقـريـتـين الـتـابـع للجيش الـحـر فـي تصريح لموقع »الـدرر الشامية،« إن مقاتليه تمكنوا مـن الـسـيـطـرة عـلـى منطقة الـهـلـبـة ومـحـيـطـهـا وحــمــدة وجـبـل غـراب ومنطقة غـراب شرق حمص، بـــعـــد مـــــعـــــارك طـــاحـــنـــة اســـتـــمـــرت لـسـاعـات ضـد قــوات الأســد كبَّدهم خلالها خسائر في الأرواح والمعدات.
وتــبــعــد المــنــاطــق الــتــي سيطر عليها الجيش الحر اليوم نحو ٤٠ كم عن منطقة العليانية في البادية السورية التي استولى عليها نظام الأسد في مايو (أيار) الماضي.
وأكــــــد قـــيـــادي فـــي الـــــلـــــواء، أن العملية تهدف إلى تخفيف الضغط عـن مـقـاتـلـي »قـــوات الـشـهـيـد أحمد العبدو« و»جيش أسـود الشرقية« الـذيـن يـخـوضـون مـعـارك مـع قـوات نظام الأسد في البادية، كذلك قطع الـطـريـق عـلـى الـنـظـام بـاتـجـاه ديـر الزور.
وتشهد عدة مناطق في البادية الـــســـوريـــة اشــتــبــاكــات عـنـيـفـة فـي محاولة من قـوات الأسـد للسيطرة عــلــيــهــا وســـــط غــــــــارات مــكــثــفــة مـن الطيران الحربي الروسي.
إلى ذلك، سيطرت قوات الجيش الـسـوري مـدعـومـة بـضـربـات جوية روسية عنيفة على سلسلة من آبار الـنـفـط فــي جـنـوب غـربـي محافظة الـــــرقـــــة، الـــســـبـــت، بــحــســب تــقــريــر لـ »رويترز«.
ونـــقـــلـــت قــــنــــاة »الإخـــــبـــــاريـــــة« المـــمـــلـــوكـــة لـــلـــنـــظـــام، عـــــن مــصــدر عـسـكـري، قـولـه إن الـجـيـش سيطر عـلـى حــقــول نـفـط الــوهــاب والـفـهـد ودبـيـسـان والـقـصـيـر وأبـــو القطط وأبـــــــو قـــطـــاش وعـــــــدة قـــــرى أخــــرى فــي مـنـطـقـة الـصـحـراء الـواقـعـة في جنوب غربي محافظة الرقة. وتقع تلك الحقول جنوب بلدة الرصافة وآبــارهــا النفطية الـتـي استعادها الـــــجـــــيـــــش الـــــشـــــهـــــر المـــــــاضـــــــي مــن المتشددين في أول مكاسب ميدانية داخل المحافظة.
وحــــــــــقــــــــــق جــــــــيــــــــش الــــــنــــــظــــــام والمـيـلـيـشـيـات المــدعــومــة مــن إيـــران تقدماً شرق مدينة حلب في الشهور القليلة الماضية، واستعاد قطاعات مـــن الأراضــــــــي غــــرب نــهــر الـــفـــرات، انـسـحـب المــتــشــددون مـنـهـا لـلـدفـاع عـن الـرقـة معقلهم الرئيسي، حيث يـخـوضـون الآن مـعـارك ضـد قـوات تـدعـمـهـا الـــولايـــات المــتــحــدة داخــل المدينة.
وقـال المرصد الـسـوري لحقوق الإنــســان إن أحـــدث المـكـاسـب تـعـزز مـــن قـبـضـة الــجــيــش عــلــى مـسـاحـة مــــــن الأراضــــــــــــــي تـــمـــتـــد مــــــن شــــرق محافظة حـمـاة إلــى شــرق حمص، وأطـــــــراف مـحـافـظـتـي الـــرقـــة وديـــر الزور. وأضاف، أن »القوات الجوية الـــروســـيـــة كــثــفــت ضــربــاتــهــا عـلـى عدة أهـداف وبلدات يسيطر عليها المـتـشـددون فـي المنطقة الـتـي تضم عقيربات التي استهدفتها صواريخ كروز روسية أطلقت من سفن حربية فــي الـبـحـر المــتــوســط نـهـايـة مـايـو الماضي«.
وســـيـــتـــمـــثـــل الـــــهـــــدف الـــتـــالـــي للجيش في استعادة بلدة السخنة بـوابـة محافظة ديـر الــزور الواقعة بـــشـــرق الــــبــــلاد عــلــى الــــحــــدود مـع الـعـراق، ومـن المـرجـح أن تكون آخر معقل كبير للمتشددين في سوريا إذا فقدوا السيطرة على الرقة.
وعــــلــــى مــــــدى الأيـــــــــام الــقــلــيــلــة المــاضــيــة أعــلــن الــجــيــش وحــلــفــاؤه الــذيــن تـدعـمـهـم إيــــران عــن تحقيق مكاسب قـويـة فـي الشمال الشرقي الـصـحـراوي لمدينة تـدمـر القديمة؛ وذلـــــك بـالـسـيـطـرة عــلــى حــقــل غــاز الهيل الذي جعلهم على مسافة نحو ١٨ كيلومترا جنوب السخنة. وقال المـرصـد الــســوري لـحـقـوق الإنـسـان ومـــواقـــع تــابــعــة لــلــمــتــشــدديــن، إن القتال العنيف تواصل في الساعات الـ٤٨ الماضية قرب الهيل وحقل آراك القريب للغاز الذي استعاده الجيش السوري الشهر الماضي.
ويشارك الجيش والميليشيات المـدعـومـة مـن إيـــران فـي حملة منذ مايو لملء الفراغ الناجم عن انسحاب المتشددين من المناطق التي سيطروا عليها ذات يوم في الصحراء الشرقية السورية الشاسعة، التي تمتد من وسط سوريا إلى الحدود الجنوبية الشرقية مع العراق والأردن.
وفـــــي الـــصـــحـــراء الــجــنــوبــيــة الـشـرقـيـة تـواصـل الـقـتـال العنيف بـين الـجـيـش وحـلـفـائـه المـدعـومـين مـــن إيــــــران مـــن جــانــب ومـسـلـحـي الجيش السوري الحر المدعوم من الـغـرب مـن جـانـب آخــر فـي الـريـف الشرقي الوعر لمدينة السويداء في جنوب سوريا.
وقــال الجيش إنــه سيطر على معظم هـذه المـنـاطـق الـواقـعـة أيضاً بالقرب من الحدود مع الأردن، في حــين قـــال المـسـلـحـون إنـهـم ألـحـقـوا خسائر في صفوف جماعة »حزب الــــلــــه« الــلــبــنــانــيــة والمــيــلــيــشــيــات الشيعية العراقية.