Asharq Al-Awsat Saudi Edition

تعهد أوروبي بمكافحة الإفلات من العقاب في اليوم العالمي للعدالة الدولية

- بروكسل: عبد الله مصطفى

قالت فيدريكا موغيريني مـنـسـقـة الـسـيـاسـ­ة الـخـارجـي­ـة بالاتحاد الأوروبي إن اليوم ١٧ يوليو (تموز)، يمثل يوم تاريخ اعـتـمـاد نـظـام رومــا الأسـاسـي للمحكمة الجنائية عـام ١٩٩٨ ويـكـرس هــذا الـيـوم للاحتفال بـالـتـطـو­رات والإنــجــ­ازات التي حـقـقـتـهـ­ا مــؤســســ­ات الــعــدال­ــة الـجـنـائـ­يـة الــدولــي­ــة وتــذكــرن­ــا بالحاجة إلـى مواصلة العمل على حد سواء على الصعيدين الـــوطـــ­نـــي والــــعــ­ــالمــــي لــضــمــا­ن تـقـديـم مـرتـكـبـي أشــد الـجـرائـم خطورة إلى العدالة.

وحـــســـب بـــيـــان صـــــدر عـن مكتب موغيريني في بروكسل فــقــد أكــــد الاتــــحـ­ـــاد الأوروبـــ­ــــي ودوله الأعضاء من جديد الدعم الــكــامـ­ـل لـلـمـحـكـ­مـة الـجـنـائـ­يـة الـدولـيـة ولتعزيز نـظـام دولـي للعدالة الجنائية لردع ارتكاب الجرائم ومكافحة الإفـلات من العقاب وكفالة حماية حقوق الضحايا.

وأشــــارت مـوغـيـريـ­نـي إلـى أن الـعـدالـة هـي أحـد العناصر الأساسية لتحقيق المصالحة والـــســـ­لام المــســتـ­ـدام وأضــافــت أنه من دون العدالة فإن أبشع الـجـرائـم تفلت مـن العقاب ولا ينصف الضحايا، والإفلات من العقاب يولد المزيد من الكراهية مما يؤدي إلى أعمال انتقامية ومعاناة أكبر.

وقـــــالـ­ــــت مـــوغـــي­ـــريـــنـ­ــي إن الاتحاد الأوروبي أحد المانحين الرئيسيين لدعم إصلاح قطاع العدالة في جميع أنحاء العالم وتــــعـــ­ـزيــــز مــــؤســـ­ـســــات إنـــفـــا­ذ الــقــانـ­ـون والــعــدا­لــة ومــنــذ عـام ٢٠٠٠ الـتـزم الاتـحـاد بمنح ٣٧ مــلــيــو­ن يـــــورو دعــمــا مـبـاشـرا للمحكمة الجنائية الدولية.

كما يدعم الاتحاد مبادرات الـــعـــد­الـــة الانــتــق­ــالــيــة وآلـــيـــ­ات العدالة الدولية المتعلقة ببلدان محددة ومنها على سبيل المثال حــالــة ســـوريـــ­ا حــيــث خصص الاتحاد مليونا ونصف المليون يورو للآلية الدولية والمستقلة والمــــحـ­ـــايــــد­ة، لــلــمــس­ــاعــدة فـي التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المتورطين الجرائم التي ارتكبت في سوريا وجدد الاتـــحــ­ـاد الأوروبـــ­ــــي مـطـالـبـت­ـه المــجــتـ­ـمــع الـــــدول­ـــــي لمـــزيـــ­د مـن الــدعــم لـلآلـيـة الــجــديـ­ـدة حتى تـسـتـطـيـ­ع أن تــبــدأ عـمـلـهـا في أقــــرب وقـــت مـمـكـن كـمـا تعهد الاتــحــا­د الأوروبـــ­ــي بـمـواصـلـ­ة تــقــديــ­م الــدعــم الــكــامـ­ـل للحكم العالمي المتعدد الأطراف القائم على الـقـانـون الـدولـي وحقوق الإنـــــس­ـــــان. وفـــــي تــصــريــ­حــات لــ »الـشـرق الأوســـط« قـال فـادي الــعــبــ­د الـــلـــه المـــتـــ­حـــدث بــاســم المـحـكـمـ­ة الـجـنـائـ­يـة الــدولــي­ــة، التي تتخذ من لاهاي بهولندا مـــقـــرا لـــهـــا، إن مــكــتــب المــدعــي الــعــام فـاتـو بــن ســـودة، أحيط علما بـالأنـبـا­ء الـتـي تفيد بأن سيف الإسلام القذافي قد أطلق سـراحـه. وأشـار العبد الله في تصريحاته المكتوبة وتلقتها »الـشـرق الأوســط« عبر البريد الإلــكــت­ــرونــي إلـــى مــا جـــاء في بـيـان صــدر عـن مكتب المـدعـي الــعــام فــي المـحـكـمـ­ة يـفـيـد بأنه جار التحقق من هذه التقارير الإعــلامـ­ـيــة واتــخــاذ الـخـطـوات الــلازمــ­ة لـتـحـديـد مـكـان سيف الإسلام ودعا السلطات الليبية وكـل الـدول الأطــراف في اتفاق رومــــا الـتـأسـيـ­سـي للمحكمة، والمنظمات المعنية إلـى تقديم أي مـعـلـومـا­ت ذات صـلـة بهذا الأمر.

وكــانــت المـحـكـمـ­ة الـدولـيـة أصــــــــ­ـدرت أمــــــر اعـــتـــق­ـــال بـحـق ســيــف الإســــــ­ــلام الـــقـــذ­افـــي فـي يونيو (حـزيـران) ٢٠١١ بشأن جرائم ضد الإنسانية، ولا يزال ذلك الأمر ساريا وليبيا ملزمة بـتـقـديـم­ـه إلــى المـحـكـمـ­ة بغض الـنـظـر عــن أي قــانــون مـزعـوم للعفو الـعـام فـي ليبيا لأنــه لا ينبغي التسامح في مساعدة هـارب فـي الـهـروب مـن العدالة »بحسب المحكمة الدولية.«

ونوه العبد الله إلى موقف المحكمة وهو دعـوة ليبيا وكل الــــدول الأخــــرى لإلــقــاء القبض على سيف الإسلام القذافي فورا وتقديمه إلـى المحكمة، وأيضا اعــتــقــ­ال شــخــص آخــــر مـشـتـبـه بــــه يـــدعـــى الـــســـي­ـــد الــتــهــ­امــي، وكـــان صــدر أمــر بـاعـتـقـا­لـه في أبـريـل (نيسان) ٢٠١٧ ويواجه اتــــهـــ­ـامــــات تــتــعــل­ــق بــالــســ­جــن والـتـعـذي­ـب وأفــعــال لاإنـسـانـ­يـة أخـــــــر­ى وجـــــرائ­ـــــم ارتـــكـــ­بـــت فـي عـام ٢٠١١. وقـد أصـدرت وكالة الـشـرطـة الـدولـيـة »الإنـتـربـ­ول« نــشــرتــ­ين لإلـــقـــ­اء الــقــبــ­ض عـلـى الـــتـــه­ـــامـــي وســــيـــ­ـف الإســــــ­ـــلام. وردا على سـؤال بشأن دعـوات انطلقت من الاتـحـاد الأوروبــي بــــــــش­ــــــــأن ضـــــــــ­ـــــــــر­ورة مــــلاحــ­ــقــــة المــتــور­طــين فــي جــرائــم الـحـرب التي وقعت في سوريا، وأيضا مطالبة فصائل مـن المعارضة السورية بضرورة ملاحقة نظام الرئيس بشار الأسد، قال العبد الـلـه: »ليس هنالك اختصاص للمحكمة الجنائية الدولية في الشأن السوري حالياً، مثل هذا الاخــتــص­ــاص يـتـطـلـب مـوافـقـة الــحــكــ­ومــة الـــســـو­ريـــة أو قــــرارا من مجلس الأمـن وفقاً للفصل السابع .«

وحـــول مـطـالـب فلسطينية بملاحقة إسـرائـيـل على جرائم حرب وقعت ضد الفلسطينيي­ن، ومنها مـا وقـع أثـنـاء الاجتياح الإســــــ­ـــرائــــ­ـــــيــــ­ـــــلــــ­ـــــي لـــــــــ­لأراضـــــ­ــــي الفلسطينية في ديسمبر (كانون الأول) ٢٠٠٨ أو الاعتداءات التي وقـــعـــت فــــي ٢٠١٤ قـــــال الــعــبــ­د الــلــه: »فـــي مــوضــوع فـلـسـطـين، اخـــتـــص­ـــاص المــحــكـ­ـمــة مـتـعـلـق بالجرائم التي يدعى بارتكابها بعد وهو التاريخ الذي تضمنته مـــذكـــر­ة الـسـلـطـة الـفـلـسـط­ـيـنـيـة كموعد لبدء اختصاص المحكمة الزمني. المدعية العامة مستمرة فـي إجـــراء التحليل الأولــــي، أو الـتـقـيـي­ـم الأولـــــ­ي، بــشــأن وجــود أســـــــا­س مــعـــقــ­ـول لـــلـــشـ­ــروع فـي تحقيق .«

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia