Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أكثر من ٣٠ دولة مهددة بتخفيض التصنيف الائتماني

في مقابل ٦ فقط على قائمة التوقعات الإيجابية

- لندن: »الشرق الأوسط«

يــبــدو أن اقــتــصــ­ادات الـعـالـم على موعد مع خفض تصنيفاتها الائتمانية السيادية خـلال العام الــــحـــ­ـالــــي، فـــــي إطــــــــ­ار الـــتـــغ­ـــيـــرات الجيوسياسي­ة التي أثـرت بشكل مباشر وغير مباشر على موازنات الدول نتيجة زيادة المخاطر المالية.

ومـــــنــ­ـــذ مـــطـــلـ­ــع عــــــــا­م ٢٠١٤، خفضت وكالات التصنيف الثلاثة الـــكـــب­ـــرى (ســــتــــ­انــــدرد أنـــــد بـــــورز، وموديز، وفيتش) تصنيفات عدة دول، بمعدل تجاوز المرة الواحدة أسبوعياً.

وأظـــــهـ­ــــر تـــقـــري­ـــر جــــديـــ­ـد مــن »ســتــانــ­درد أنـــد بــــورز« أن لـديـهـا أكـــثـــر مــــن ٣٠ تــصــنــي­ــفــاً ســيــاديـ­ـاً عـلـى قـائـمـة »الـنـظـرة المستقبلية الـسـلـبـي­ـة« مـطـلـع الـشـهـر الـحـالـي، مقارنة مع ٦ تصنيفات فقط على قائمة التوقعات الإيجابية.

وقـالـت »سـتـانـدرد أنـد بـورز« فـــــي مــــراجــ­ــعــــة مـــنـــتـ­ــصـــف الــــعـــ­ـام لـــقـــرا­راتـــهـــ­ا بـــشـــأن الـتـصـنـي­ـفـات، فـي تقرير: »هــذا الـتـوزيـع للنظرة المــســتـ­ـقــبــلــ­يــة يــنــبــئ بــــــأن خـفـض الـتـصـنـي­ـفـات مــن المــرجــح أن يظل أعلى من رفعها على مـدى الاثني عشر شهراً المقبلة«. وكـان عنوان هــذا الـجـزء مـن الـتـقـريـ­ر: »ترجيح المزيد من خفض التصنيفات هذا العام«.

وتــطــال الــــدول الـنـامـيـ­ة عــادة هــذه التخفيضات فـي التصنيف جـراء الوضع المالي الصعب الذي يضرب موازناتها العامة، بيد أن أي تـخـفـيـض جــديــد لـهـا سـيـؤثـر مــــبــــ­اشــــرة فــــــي مــــســــ­تــــوى الــــديــ­ــن الخارجي والفائدة عليه.

وقـد زادت مبيعات السندات التي تصدرها شركات وحكومات فـي أنـحـاء الـــدول الـنـامـيـ­ة إلــى ما يزيد قليلا على ٣٥٥ مليار دولار في الأشهر الستة الأولى من ٢٠١٧، في أقوي أداء نصف سنوي خلال ما لا يقل عن ١٠ سنوات، بحسب بيانات »تومسون رويترز«.

وتـظـهـر الــبــيــ­انــات أن جميع مـنـاطـق الـعـالـم قــد شـهـدت زيــادة فـي أحـجـام وكمية الصفقات، في الـوقـت الــذي شكل فيه المـصـدرون في منطقة آسيا والمحيط الهادي نـــحـــو ٥٠ فــــي المــــائـ­ـــة مــــن جـمـيـع مبيعات الدين.

وفــــــــ­ي تــــقــــ­ريــــر آخــــــــ­ر الــشــهــ­ر الماضي، قال معهد التمويل الدولي إن الأسواق الناشئة لديها سندات وديــــــو­ن تــزيــد قـيـمـتـهـ­ا عــلــى ١٫٩ تريليون دولار، وتستحق السداد بـنـهـايـة ٢٠١٨، وإن ١٥ فــي المـائـة مـنـهـا مـقـومـة بـــالـــد­ولار؛ وتـوجـد أكبر الديون المستحقة السداد في الصين وروسيا وكوريا الجنوبية وتركيا.

وقد استثمر مدراء الصناديق، الـــذيـــ­ن يــواجــهـ­ـون أســـعـــا­ر فــائــدة منخفضة في معظم أنحاء العالم المتقدم، أموالاً في الأسواق الناشئة لأشــهــر عــنــد مــســتــو­يــات مـمـاثـلـة لتلك المسجلة خلال ما أطلق عليه الدورة الفائقة للسلع الأولية.

وقــــال »جــيــه. بــي مـــورغـــ­ان،« فــي تـوقـعـاتـ­ه لـــلأســو­اق الـنـاشـئـ­ة الـــتـــي أرســـلـــ­هـــا إلـــــى عــمــلائـ­ـه فـي وقـــت سـابـق مــن هـــذا الـشـهـر، إنـه مـن المـتـوقـع أن تستمر إصـــدارات حكومات الأسـواق الناشئة، التي تمثل نحو ثلث مبيعات الديون، بوتيرة سريعة. وانـضـم عـدد من الحكومات إلى الموجة الأحدث من الإصدارات.

وبــــــاع­ــــــت مــــصــــ­ر إصــــــــ­ـــــدارات بقيمة ٣ مليارات دولار فـي مايو (أيار)، وهو ما يفوق مثلي ما كان متوقعاً، بعد توقف مدته ٥ سنوات أعقبت »الربيع العربي.«

وفـاجـأت الأرجـنـتـ­ين الأســواق بإصدار لأجل ١٠٠ عام في يونيو (حزيران)، وباعت منه ٢٫٧٥ مليار دولار قـبـل مــا يـقـل عــن عـــام على تعثرها الأخير.

ويتوقع »جيه. بي مورغان،« الــذي يدير أوســع مـؤشـرات ديـون الأسواق الناشئة انتشاراً، أن يبلغ إجـمـالـي قـيـمـة إصـــــدار­ات الـديـون الـسـيـادي­ـة مـن الــدول النامية ١٤٣ مليار دولار في ٢٠١٧، مقارنة مع ما يقل قليلاً عن ١٣٠ مليار دولار العام الماضي.

ويتوقع البنك أن تصل قيمة إصـــدارات ديـون شـركـات الأسـواق الناشئة إلى ٣٨٠ مليار دولار في ٢٠١٧، بعد إصـدار ما يفوق قليلاً ٢٠٨ مليارات دولار بالفعل بحلول أوائل يونيو.

وقـال معهد التمويل الدولي، فــــي تـــقـــري­ـــر نـــشـــر أوائــــــ­ـــل الــشــهــ­ر الماضي، إن التدفقات الرأسمالية مـــن غــيــر المــقــيـ­ـمــين إلــــى الأســـــو­اق

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia